رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
أحمد المرشد

أحمد المرشد

رسالة الإرهابيين من المسجد الحرام إلي "النوري بالموصل"

السبت 01/يوليو/2017 - 01:16 ص
طباعة


شاء السميع القدير أن ينجي معتمري بيت الله الحرام في الساعات الأخيرة من رمضان المبارك من كارثة محققة،  فقد أرادت مشيئة المولي عز وجل انقاذ هؤلاء، بل وأن يكتب لغيرهم صلاة عيد الفطر بأمن وأمان  في رحاب المسجد الحرام،  وللأسف لم تمنع رحمة رمضان ومغفرته، أحفاد الشيطان من ارتكاب أبشع أنواع الإرهاب وهو إرهاب المصلين والمعتمرين بالمخالفة لتعاليم الإسلام، فأي إسلام يدين هؤلاء الحمقي الذين لا دين لهم سوي القتل والتعذيب وإزهاق الأرواح، مسلمين ومسيحيين، فأصبحنا نعيش حالة من الإرهاب في كل بقاع الأرض تقريبا، ولم تعد هناك دولة في أي مكان من المعمورة بمنأي منه، وكان أخطرها هو إرهاب المسجد الحرام لولا رحمة الله بالمصلين وأهل المدينة السمحة التي قال عنها رسول الله أنها أكثر مدن الأرض قرباً الي قلبه، فلماذا لم يتأس هؤلاء الإرهابيون بقول نبينا الكريم عليه أفصل الصلاة والسلام؟، ولماذا لا يقيمون شرع الله الذي حرم قتل النفس؟، فهل هؤلاء لا يعلمون أن من قتل نفسا بغير حق كمن قتل الناس جميعا؟، وأين هؤلاء من الإسلام والدين الحنيف برئ منهم ومن أفعالهم وتصرفاتهم؟.

 

لقد أصاب خادم الحرمین الشریفین الملك سلمان بن عبد العزیز الحقيقة، عندما قال  إن العالم یعاني من الإرھاب بشتى أصنافه وجمیع ألوانه وأنماطه، باعتباره آفة ھذا العصر، بما نتج عنه من فساد للسكینة والسلام اللذین كانا یخیمان على المجتمعات الآمنة. نعلم جميعا أن جل اهتمام ملوكنا حفظهم الله هو أن يسود  الأمن والاستقرار بلادنا و العالم بأسره. لكم كنا نتمني أن يهل علين العيد السعيد ونحن تغمرنا مشاعر الفرح والسرور، بعد أن من الله علینا بإتمام صیام شھر رمضان المبارك، وقیام لیالیه، والتزود بما فیه من فرص عظیمة، وبعبادة اختصھا الله سبحانه وتعالى بالأجر الجزیل والثواب العظیم، وذلك لقوله صلى لله علیه وسلم، فیما رواه عن ربه (كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).

 

ورغم أن المولي شرع لنا الأعياد لنفرح فيها، إلا أن ثلة من البشر وللأسف يحسبهم العالم علي الإسلام، إرادوا عكس ذلك لأن العيد فرصة للتواصل والسعادة وبث روح التسامح والألفة والتكافل بين فراد المجتمع الإسلامي، فیجود فیه الغني على الفقیر مما أنعم الله علیه من فضل، ویصفح المظلوم عمن ظلمه، ویصل ذو الرحم رحمه، ولكن هؤلاء يحاولون فرض رؤيتهم علينا لإرهابنا وزعزعة استقرارنا.

 

وإذا عدنا لحادث مكة الإرهابي، فقد عشنا لحظات مؤلمة حقا لولا ما كشفت عنه وزارة الداخلية السعودية ليلة وقفة عيد الفطر من أن قوات الأمن أحبطت عملا إرهابيا كان يستهدف أمن المسجد الحرام ومرتاديه. ونحمد الله أن الكشف عن العملية أعقب القبض علي الجناة لأن التخطيط كان دقيقا لأيقاع أكبر قدر من الضحايا، حتي أن أحد الإرهابيين الانتحاريين اضطر لتفجير نفسه بعد تشديد الخناق عليه لتسليم نفسه، وللأسف دخل علي خط الإرهابيين السيدات بعد أن كن مثالا للرحمة، ولكن قادة الإرهابيين نجحوا في استمالة المرأة لتساعدهن في العمليات الإرهابية القذرة التي تزهق الإرواح بلا حق.

 

لقد أراد الإرهابيون تبديل شرع الله، وبدلا من أن يتفرغ المصلون والمعتمرون لأداء فرائض الله و شعائره، يتفرغون للالتفات يميناً ويساراً خشية أن يكون الذي بجانبهم شخصا انتحاريا، بعد أن كان مجرد دخولنا للمسجد الحرام يجعلنا نشعر بالراحة والطمأنينة، والخشية من أن البعض لم يعد يحترم المناسبة الدينية. فبأي حق أن يدخل المعتمر بيت الله الحرام بملابس الإحرام ثم يلقي حتفه وهو يطوف بالكعبة المشرفة أو خلال السعي بين الصفا والمروة، لتتحول لحظات الهدوء النفسي والروحانيات الي  فوضى وغضب ودماء علي أرض الحرم.

 

ومن المسجد الحرام الي مسجد النوري بمدينة الموصل ، أحد أشهر المساجد التاريخية بالعراق الذي لم ينج من وحشية الذين يلتحفون  زورا  بالإسلام لتحقيق مآربهم الخبيثة،  فلم يتورع الإرهابيون أنصار خليفة الشيطان أبو بكر البغدادي من تفجير المسجد الكبيرالذي یعود تاریخ بنائه  الي 850 عاما  مضت بمنارته الحدباء الشھیرة، ولم يتورعوا عن الحاق الأذي بالموقع الأثري الهام بالعراق، فهم لا يرون أي قيمة تراثية للمسجد ولا المنطقة التاريخية المقام بها، فكل ما فعلوه في الماضي في العراق وسوريا هو تدمير التراث الديني والثقافي. فقد حولوا كل مقتنيات المدينة الي أنقاض وركام وجثث متناثرة هنا وهناك ورائحة العفن المنبثعة من كثرة جثث القتلي المتراكمة نتيجة أعمال القتل والتفجير والتفخيخ. ويكمل المشهد الحزين في مدينة الموصل المدمرة المباني التي سويت بالأرض والشوارع المغطاة بلأنقاض وجبال من الركام.

 

وهل يعقل لنفس بشرية أن تحجز الأطفال والنساء لعشرات الأيام كدروع بشرية وتمتنع عن إمدادهم بالمياه والغذاء إمعانا في إذلالهم بسبب عدم خضوعم لأفكارهم الشيطانية، وفتح التحرير الجزئي للموصل لنا الإطلاع علي مدي وحشية هؤلاء الداعشيين الذين أسروا عشرات الأسر لفترات طويلة، ويكفي وصف  إحدى الأمھات لحال طفلها قائلة: طفلي لم یتناول إلا الخبز والماء على مدى الأیام الثمانیة الماضیة". وحتي كتابة هذه السطور، يري بعض رجال الأمن العراقيين أنه لا یزال أكثر من 100 ألف مدني یعتقد أن نصفھم من الأطفال محاصرون في بیوت عتیقة في المدینة القدیمة في ظل نقص في إمدادات الغذاء والماء والرعایة الطبیة.

 

ويكفي للمرء حزنا أن يطلع علي عناوين الصحف في يوم واحد ليكتشف أن ثلة من المسلمين  يعبثون بديننا العظيم ويرهبون العالم ليس كقوله تعالي "ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"..ولكن ارهابا وحشيا وقتلا وإراقة دماء، فمثلا نقرأ في صحيفة واحدة وفي ويوم واحد :"الشرطة البريطانية تتسلح علي ضوء تزايد الهجمات الإرهابية..انتحاري مانشستر تعلم صنع القنبلة من الإنترننت".."بروكسل: قلق من التحاق مراهقات بتنظيم داعش في سوريا..مخاوف من عودة المقاتلين من مناطق الصراعات الي أوروبا".."تحالف بين جماعتي أبو سياف وداعش أسفر عن تشريد الآلاف من السكان في الفلبين"..باكستان تعزز الإجراءات الأمنية في عيد الفطر بعد ثلا ث هجمات خلفت 57 قتيلا"..هذا بخلاف عناوين القتل والتشريد والإرهاب التي تعج بها الصحف والأخبار عن سوريا والعراق واليمن وليبيا.

 

كتبت من قبل عن رمضان أنه فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة تصفو فيها النفوس وتكثر فيها دواعي الخير، وفرصة عظيمة  تفتح الجنات، وتتنزل الرحمات، وترفع الدرجات، وتغفر الزلات، وأنه شهر التهجد والتراويح، والذكر والتسبيح، وجود وصدقات، وأذكار ودعوات، وضراعة وابتهالات. وبدلا من أن يستغل الإرهابيون هذا الشهر في أواخر أيامه، لجأوا الي القتل والعنف وهو شهر الروحانيات  التي يجد فيه المسلمون  فرصة لإصلاح أوضاعهم ومراجعة تاريخهم، وإعادة أمجادهم.

 

إجمالا..نسجد شاكرين للمولي اجلت قدرته علي انقاذ بيته العتيق، وبالدعاء أن یحفظ للسعودیة عزھا وأمجادھا وأن یوفقها  لخدمة الدين، ولما فیه  خیر الإسلام والمسلمین.. وندعو الله العلي القدير أن ينقذ المسلمين في كل مكان وأن يحل عليهم الأمن والآمان والطمأنينة والسكينة، وأن تنتهي أخبارنا السيئة من صحف العالم، وأن نعيد النظرة الإيجابية للعرب والمسلمين التي أساء إليها الإرهابيون من كل حدب وصوب بحجة نشر الإسلام ولكن بطريقتهم الخاصة التي أساءت لنا ولديننا الحنيف.


إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads