رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
أحمد المرشد

أحمد المرشد

الدرس القاسي للمزايدين علي العلاقات المصرية - الخليجية

الجمعة 12/مايو/2017 - 06:11 م
طباعة


لم تكن جولة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخيرة للإمارات والكويت والبحرين ومن قبلهم بأيام السعودية، سوي ردا علي بعض المزايدين الذين يدعون بأن ثمة غيوم في العلاقات بين الطرفين، أي بين مصر من جهة وبين منطقة الخليج ككل، فكانت الزيارات المتعددة للسيسي أبلغ رد علي هؤلاء الذين لا يرون في الأفق سوي كل سلبي، وللأسف نراهم يفسرون تصريحات المسؤولين من الطرفين بتأويلات  لا ترقي أبدا للغة العقل والتعقل والرشد، وللأسف أيضا نري بعض وسائل الإعلام تنساق وراء هؤلاء كالقطيع وكأنه ليس لها  عقول سوي عقول السفهاء والمزايدين. وسأتطرق في وقت لاحق لما قاله الأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد السعودية عن علاقات بلاده مع مصر وما وصف به هؤلاء الإعلاميين وهو محق تماما في وصفه وكلامه.

 

ولعلنا نبدأ  العلاقات المصرية - الخليجية بالمحطة الأخيرة للسيسي وكانت البحرين، بإشارة ذات معني جاءت علي لسان جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين حفظه الله،  عندما أشاد بعودة مصر إلى موقعها الطبيعى فى العالم العربى بعد الأحداث التى شهدتها على مدى السنوات الماضية.ولم تكن هذه الإشارة الوحيدة للملك حمد، إذ لم يفته الإشادة أيضا بدور مصر المحورى فى المنطقة وأنها لم تألو جهدا إزاء دعم ومساندة دول الخليج والعالم العربي، وحرصت دوما على الاضطلاع بدورها المهم كركيزة أساسية للأمن والاستقرار بفضل ما تتمتع به من شعب عظيم وتاريخ عريق ومؤسسات قوية..ثم نأتي للتعاون علي المستوي الثنائي، فيثمن جلالة الملك مساهمات أبناء مصر فى تحقيق التنمية بالبحرين، وتقدير المنامة لدعم مصر للملكة فى مختلف القضايا وحرص البحرين على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر، ومواصلة التنسيق والتعاون الثنائى بين البلدين فى جميع المجالات.

 

ولنري معا رد الرئيس السيسي، وفيه أبلغ تعبير علي قوة ومتانة العلاقات بين مصر والبحرين والخليج ككل:" تتسم العلاقات المصرية البحرينية بتميز وخصوصية وما يجمع البلدين من تاريخٍ مشترك ومصيرٍ واحد". كما شدد السيسي على أهمية التصدى لمحاولات التدخل فى شؤون الدول العربية، مؤكدا عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها فى دول الخليج، وأن أمن الخليج يعد جزءا لا يتجزأ من أمن مصر..لتتلاقي بعد ذلك الرؤي حول ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة أراضى تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها..وكذلك أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربى وتضامنه لتعزيز القدرة على مواجهة كافة التحديات التى تتعرض لها المنطقة العربية، والتصدى لمساعى زعزعة الاستقرار والنيل من مقدرات الشعوب العربية.

 

ما تم بين جلالة الملك حمد حفظه الله والرئيس السيسي هو صورة حقيقية لما تم لكل لقاءات الرئيس المصري في كل عاصمة خليجية أخري، فزياراته المتعددة الي عواصمنا ما هي سوي ترجمة حقيقية لعلاقات متميزة وتاريخية عريقة، وستظل كذلك، حيث تشهد تناميا في تعزيز العمل العربي المشترك وتوافقا على متابعة إنجاز ما تم التوصل إليه من اتفاقات تعاون، وفتح آفاق رحبة وواعدة للتعاون في مختلف المجالات.

 

ولعلي أضيف هنا ما ذكرته تعليقا علي جولة السيسي لدول الخليج عموما والبحرين خصوصا، فالسر وراء الجولة الخليجية التي اختتمت  بمملكة البحرين بعد أن استبقها بزيارة كلٍ من السعودية والإمارات والكويت، تشير لوجود مشروع عربي موحد، تتم بلورته حاليا، لمواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة، بالإضافة إلى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، ومناقشة آخر المستجدات بالنسبة للأزمات التي تمر بها دول بالمنطقة، وإجراء مناقشات للمواقف المصرية - الخليجية في مختلف قضايا المنطقة. وتؤكد تلك الزيارات – كما أوضحت في تعليقاتي الصحفية والتلفزيونية المتعددة -  التي تتم في هذا التوقيت،  الالتزام المصري بحماية أمن الخليج، ودعم العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، والتصدي للفكر المتطرف، ومواجهة ما تعتبره تلك الدول "إرهابا"، وهو ما يتفق مع مشروع أمريكي للمنطقة، ناقشه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع عدد من قادتها أنفسهم.

 

وقد اتفق معي العديد من المحللين والمراقبين في مختلف تعليقاتهم علي الجولة الخليجية للرئيس السيسي، فثمة فكرة يتم بلورتها حاليا عبارة عن مشروع عربي موحد يكون هدفه الوحيد مواجهة النفوذ الإيراني بمنطقة الخليج، وتشمل المواجهة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول الخليجية ومحاصرة توسعاتها – أو أطماعها – الإقليمية في المنطقة بعد حصارنا فعلا جنوبا من اليمن ومن بقية الاتجاهات عبر سوريا والعراق ولبنان، وهو ما نسميه التوغل الإيراني في المنطقة، وهذا التوغل تعتبره إيران الوسيلة المثلي لحصار دول الخليج وإخضاعها لنفوذها وسياساتها.

 

ونعود لدعاوي المزايدين، بأن الرئيس المصري يريدا تعاونا مصريا خليجيا فقط لدعمه في حربه ضد الإرهاب في مصر، والرد علي هؤلاء ليس صعبا او مستحيلا، فكل دول العالم تعاني من الإرهاب الإسود، نحن في البحرين عانينا منه ولا زلنا نواجهه بقوة، ولم تسلم منه السعودية والكويت في صورة تفجيرات للمساجد يعلم بها القاصي والداني، إذن الإرهاب يتطلب تعاونا بين جميع دول المنطقة، خاصة ونحن نعلم الجهات الممولة للإرهاب وتعمل علي إسقاط الدول العربية وتشريد شعوبها، ولدينا تجربة ماثلة للعيان في سوريا واليمن، رغم أن السعودية تقود تحالفا عربيا لإنقاذ اليمن وقد استطاعت انقاذه بشكل كبير مما يعانيه من إرهاب إيراني، فنحن نواجه حربا شرسة في سوريا حتي تمكنت إيران فعليا من النظام والبلد، واقتربت بصورة كبيرة من تحقيق مرادها في العراق.

 

ومن هنا نقول، إن الإرهاب يتخذ أشكالا متعددة وليس شكلا واحدا، ففي مصر إرهاب مسلح غاشم يربط نفسه خطأ بالإسلام وإنما الإرهابيون هم فقط بعض المتعصبين الذي تمولهم عصابات في الخارج لزعزعة استقرار مصر، وعندما تستهدف جولة الرئيس السيسي دعما وتعاونا خليجيا في هذه المواجهة الصعبة، فهذا حق مصر ومن واجب الخليج المساعدة فورا، ولكن علي ألا ننسي مساندة مصر لكل الدول الخليجية في أزماتها المختلفة، وهي الدولة الأم التي لم تتخل عنا في أي ظرف من الظروف.

 

وقد نخرج من الجولة الخليجية للرئيس المصري، بغض النظر عما يثيره بعض الإعلاميين من مغالطات، بنتيجة مهمة للغاية وهي رغبة الطرفين في عودة قوية للتحالف المصري الخليجي، ولا يهمنا هنا ما يتخيله البعض من وجود خلافات وشوائب في هذه العلاقات، نظرا لتباين بعض المواقف، رغم أن التباين هو سمة العلاقات الطبيعية وليس الاتفاق التام، فقد انتهت جملة "وتم توافق الطرفان حول مجمل القضايا محل النقاش" من بيانات اللقاءات الرئاسية والملكية في العالم كله وليس علي مستوي عالمنا العربي فقط. فقد أصبح لزاما في الوقت الراهن عمل حساب مواقف الطرف الأخر وعلي أن يكون التعاون  بقدر التسليم بحق كل طرف في تبني بعض مواقفه التي ربما  تتباين في أجزاء منها وليس كلها عن مواقف ورؤي الطرف الآخر..والمهم هنا هو ألا يؤثر هذا التباين علي طبيعة التحالف، لأن الهدف الأسمي هو توحيد الرؤي الرئيسية لتأمين الأمن القومي العربي انطلاقا من قوة الأمن القومي المصري والسعودي والكويتي والبحريني والإماراتي ليخدم في النهاية الأمن القومي الخليجي والعربي. وإذا كنا أشرنا الي تحالف عربي، فنحن  لا نتحدث عن مجرد تحالف واحد فقط لمواجهة الإرهاب، لأن ثمة حديث يدور ضمنا حول إحياء القوة العربية المشتركة كصيغة جماعية للعمل، علي أن يكون الهدف هو خدمة الأمن القومي العربي فقط.

 

وفي عودة لما ذكرناه في البداية بشأن تصريحات الأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد السعودية، فقد اتفق فيها مع الرؤية المصرية تماما وتحديدا عندما تحدث عن الإعلام الأخواني الذي ينتقد العلاقة بين السعودية ومصر٬ وقال لمحاوره: "تقصد الإعلام الإخونجي المصري٬ الإعلام في مصر الذي ينتقد العلاقة ما بين الرياض والقاهرة٬ هو الإعلام ذاته الذي ينتقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي"٬ مشددا على أن العلاقة السعودية  المصرية "قوية وصلبة في أعمق جذورالعلاقات بين البلدين٬ ولا تتأثر بأي شكل من الأشكال٬ وتاريخ السعودية ومصر دائما هو الوقوف مع بعضهما في كل الظروف والأشكال والأوقات٬ ولم يتغير٬ ولم يصدر أي موقف من الحكومة المصرية تجاه السعودية٬ والعكس صحيح. وتؤكد تلك التصريحات الحرص السعودي علي التجاوب مع التوجهات المصرية وتتفهم مبررات مواقف القاهرة حيال الإخوان، فالموقف السعودي الذي أعلنه الأمير محمد بن سلمان من الإخوان يتطابق تماما مع ما تراه مصر، وبالتالي يساهم في عودة الموقف السعودي إبان عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو الموقف الواضح جدا من جماعة الإخوان الإرهابية.

 

إجمالا..نحن أبناء مصر والخليج-  نناشد قادتنا الإسراع في بناء تحالف قوي يخدم مستقبل الشعوب، ويأمن حدود الأوطان من المخاطر الخارجية والإقليمية، وبما لا يسمح بتغليب النظرة الضيقة للأمور الاستراتيجية أو ما يدفع بزيادة الاحتقان في وقت يتطلب التعاون والتحالف وليس التنافر والبعاد.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads