رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
نوال الدوسري

نوال الدوسري

رذاذ ساخن ‎.. لي حبتك عيني ما ضامك الدهر

الأربعاء 03/مايو/2017 - 03:54 م
طباعة

 

تراود على مسامعنا الكثير من الامثال الشعبية المتعارفة، شبه يوميًا ولكن هذا المثل بالذات (لي حبتك عيني ما ضامك الدهر) ردود الفعل للناس تكثر فيه الآهات والنفس العميق، ودائمًا يختمون شكواهم بهذا بالمثل.


السؤال هل هو الحظ الذي يلعب بالانسان، وهل هناك انسان محظوظ والآخر منحوس. أم في عوامل أخرى تساعده على ذلك. قصة هذا المثل لا يحتاج الى شرح فهي مفهومة وتشير اذا رضيت عنك فافعل ما بدى لك فإني بجانبك أصد عنك، كل ما من شأنه يسيء لك أو يجرحك بأي جرح فأنا معك وعيني تحرسك فنم هنيئًا، وايضا رسالة له لا تفكر بغيري لاني بذلك سأغير المعادلة. هذا المثل ينطبق في حياتنا كثيرًا يؤخذ به في كل مشاغل الدنيا، الزوج مع الزوجة الثانية مع الاصدقاء، ودائرة الاقارب، والمؤسسات والوزارات ومع كل من الرؤساء والمسؤولين والمدراء ومع موظفيهم، حيث تبادل المصالح الشخصية.


قد تقرب كلمة إطراء لشخص ما مسؤول فأنت من أرضى عليهم ولا أرضى أن يمسك احد بحرف يخدشك ولا يخدش مسمعك، نعم...
هل هو نفاق أم محاباة او محسوبية أم هي تلك وسيلة من وسائل الحظ التي ترفعك الى السماء، قد تكون حظوظًا تكسر الصخر، وفيها من تلك التي لديه العصا السحرية التي يهزها المرء فتحقق أمنياته.


حرمان البعض من الحظ يؤدي الى شقائهم وتعاستهم والنحس الذي يواكبهم، في المقابل يرى الكثيرون ان النجاح او الاخفاق لا علاقه له، انما عليهم بالجد والاجتهاد والعمل الدؤوب.


علماء النفس ينفون وجود الحظ في حين علم الفلك والماورائيات يعتقد بوجوده، حيث ان الحظ مفهوم افتراضي وصفه الانسان والنجاح يتوقف على الايمان بالقدرات العقلية والذهنية والجسدية وعلى التمكن من تحويل الخبرات السلبية الى خبرات ايجابية تكون مفتاح النجاح ومن الناحية النفسية، يخلص علماء النفس الى مفهوم خطير ومهم، هو ان الانسان المتشكي والمتشائم والمتباكي يخلق نظامًا غير مرئي يتفاعل مع المواقف حياته اليومية، ويوفر له هذا النظام حظًا عاثرًا.. في حين الانسان المتفائل والايجابي والذي يرى الامور بنظرة ايجابية ويتواصل بفعالية من محيطه يكون حظة جيدًا.
الدكتور كمال بطرس المتخصص في علم النفس الاجتماعي (هو حدث يقع للمرء خارج نطاق ارادته او نيته او النتيجه الذي يرغب فيها)، وقد تختلف وجهات النظر حسب الثقافات المتنوعة حول الحظ، منهم من يعتبره أمرًا مرتبطًا بالفرص العشوائية، ومنهم من يربطه بتفسيرات متعلقة بالايمان والخرافة مثلاً اعتقد الرومان ان الحظ تجسد في الإلهة فورتونا، ورأى الفيلسوف دانيال دنيت (ان الحظ مجرد حظ) وليس خاصية لفرد او شيء، اما كارل يونغ فاعتبر أن الحظ يمثل تزامنًا ذا معنى وصفه بأنه (صدفة ذات معنى).


نحن هنا وفي واقعنا حظوظنا مبرمجة لها نظام معين، خاصة في مجال العمل سواء في الدوائر الحكومية والشركات والمؤسسات الخاصة، النفاق الوظيفي هنا تأتي الحظوظ (لقام حظك باع لك واشترى لك) ولكن بشرط تكون دبلوماسيًا مع مديرك خير طريق للرضا، والصراحة المتجملة، كن كذابًا إذا كان ذلك سيكون حلاً لمشكلة تطبيقية (الغاية تبرر الوسيلة) ابتسم لمديرك مرحبًا بقبول كل ما يقوله ومن خلفه صفه بأقذع الاوصاف، ومنهم من يتحايل بدور المجد وهو لا يعمل، انتشار النفاق الوظيفي بسبب المدراء والرؤساء لسلوكهم غير السوي ادى الى تفاقم المعضلة ونشر الفساد بأشكاله، بإعطاء المناصب لاصدقائه وأحبابه واقربائه وحرمان الذي يستحقها بجدارة، أن أغيب الكثير من الحقائق التي اعرفها وأظل صامتًا، عملية النهب والاختلاس والسؤول نايم، انتشار المحسوبية والفساد والمحاباة ينحصرون في سوء استعمال السلطة او الوظيفة العامة وتسخيرها في مصالح شخصية، ولكن نؤمن من قال احدهم (بأن تفقد الثقة بأصحاب القرار الاداري من المفسدين فعذرك مقبول أما وأن تفقد الثقة بقدرتك على التغيير فأنت ترتكب جريمة) ومحسوبيتنا وفسادنا ومحاباتنا أصبحت متطورة بل تدخلت حتى في تقييم اداء العمل الوظيفي..


المسألة مسألة فساد، ألم يعلم هؤلاء ان الله يسمع ويرى؟ ألم يحن لضميرهم النائم أن يصحو قليلاً، أم أنه لا يوجد لديهم ضمير بالاساس، وهذا ما نراه ونردده كل يوم لي حبتك عيني ما ضامك الدهر.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads