رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

الاشراف والقبائل العربية

الحرب على القرآن من أبى جهل إلى ترامب ..

الجمعة 14/أبريل/2017 - 06:19 م
صدى العرب
طباعة
بقلم .. دكتور أحمد حسين النمكى ..





لم تكن الحرب على القرآن الكريم وليدة هذا العصر ولكنها حرب قديمة منذ نزول الوحي على محمد صل الله عليه وسلم ، وقد أورد البخاري في الصحيح عن عروة بن الزبير، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : " لم أعقل أبوى إلا وهما يدينان الدين ، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، طرفي النهار : بكرة وعشية ، ثم بدا لأبى بكر ، فابتنى مسجدا بفناء داره ، فكان يصلى فيه ويقرأ القرآن ، فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم، يعجبون منه وينظرون إليه ، وكان أبو بكر رجلا بكاء ، لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن  ، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين " . [ جـ 1 ص 102 ـ 103 ، حديث رقم 476] .

   وهذا الحديث يوضح أن قريشاً كانت تخشى ـ أشد الخشية ـ أن يقرأ القرآن وتتسرب قراءته أو معانيه إلى نساء وشباب قريش ، لأن مجرد القراءة كان يشكا أمراً مزعجاً لأشراف قريش ، فهم يخشون أن تتسرب معاني القرآن إلى قلوب النساء أو الشباب ، وهذا يعطى أهمية إلى أن القرآن في ذاته كان ـ وما زال ـ يشكل حرباً ذات سلاح فتاك بالنسبة لأعدائه ، فهم لم يستطيعوا إخفاء إعجابهم بهذا القرآن رغم تحفظهم الشديد في السماع للقرآن أو الإنصات إليه ، قال تعالى " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَـٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ " [ سورة فصلت ، آية 26 ] ، وقد ذكر المفسرون بأن هذا القول من كلام أبى جهل بن هشام ـ فرعون هذه الأمة ـ ومن كلام أبى سفيان بن حرب ، وهذان الرجلان من زعماء كفار قريش

   ومن جمال التصريح في القرآن أن أعداء القرآن لم يذكروا في كلامهم أنهم سيأتون بقرآن مماثل يصرفون الناس إليه ، بل ذكر على ألسنتهم أنهم سيأتون بلغوٍ لا فائدة منه قال تعالى [وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ] فهم يسعون إلى الغلبة ولو كانت بالباطل ، ولكن الله غالب على أمره ، فما هي صورة اللغو الذي أتوا به ـ على نحو اللغو الأمريكي الحديث ـ فقد أتوا بأشعار وأهازيج وطلبوا من أتباعهم إذا سمعوا القرآن أن يصفروا ويصفقوا حتى يحدثوا صوتاً مزعجاً وضجيجاً لا يمكن معه التدبر لما يقرأ من قرآن ولا يمكن للآخرين يتدبروه بالشكل اللائق الذي قد يؤدى بهم إلى الدخول في الإسلام

   ولهذا الأمر طلب الله سبحانه وتعالى من الناس أن يقرءوا القرآن ويتدبروا معانيه فقال تعالى " وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " [ سورة الأعراف آية 204] فالقرآن يحتاج إلى استماع جيد وإنصات جيد ، " لعلكم ترحمون " أي تدخلوا الجنة بدخولكم فى الإسلام . وقد يوصلك التدبر الجيد إلى أن هذا القرآن حق ، فلن تجد فيه تضارباً أو اختلافاً ، قال تعالى " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " [ سورة النساء ، آية 82] .

   والتدبر للقرآن لن يحدث بغير استماع جيد ، فالقرآن حين يتحدث عن نفسه فهو حديث الواثق من قدراته وإمكاناته ، ولو كان فيه بعض الباطل فمن الخطر أو المجازفة أن يطلب ممن يستمع إليه التدبر والإنصات ، فلعل هذا يوصل المستمع أو المنصت إلى نتيجة لا يرضاها القرآن ، قال تعالى " وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَىٰ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَـٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ " [ سورة يونس ، آية 37] وقد أثبت القرآن أن الافتراء في الحديث أو القصص ليس من شأنه فقال تعالى " مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [ سورة يوسف ، آية 111] .

  إن الخوف الذي تربع في نفوس أشراف قريش هو نفس الخوف الذي تربع في قلوب ونفوس الغرب الأوربي والأمريكي الملحد ، فهم يرفضون الاستماع إلى القرآن بعقل واع ونفس غير مكبلة بعقائد متوارثة لا تتفق من منهج السماء ، فهم يخشون أن يسيطر عليهم جلال القرآن وعظمته وحواره الصادق الذي يتفق في ندائه مع الفطرة السليمة ، قال تعالى : " فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " [ سورة الروم ، آية 30] . 

   الجدير بالذكر أن هناك قلة قليلة من أبناء الغرب يحاولون أن يتخلصوا من التلقين الذي تلقوه في مدارسهم عن الإسلام ويقومون بدارسته دراسة حرة مستفيضة ، فإذ بهم يدخلون في الإسلام بغير قهر ولا سيف مسلط على رقابهم ، فمن المعروف أن القرآن يهدى للتي هي أقوم ، يقول تعالى : " إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا " [ سورة الإسراء ، آية 9] . أما الذين كفروا عامدين فإن القرآن لا يزيدهم إلا نفوراً وهو عليهم عمى ، قال تعالى " قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ " [ سورة فصلت ، آية 44 ] . 

   وقد أخبرنا الله تعالى في القرآن بأن الذين كفروا وأصروا على الكفر فإن الله تعالى يطمس على قلوبهم وقال أيضاً " وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا " [ سورة الإسراء ، آية 41] . 

   ومن صور الحرب ضد القرآن التي سجلها القرآن أن هناك من يستمع للرسول ولكن بقلوب لاهية وعقول غير واعية ، فهؤلاء جعل الله على قلوبهم أغطية تحجب عنهم النور وتحجبهم عن النور ، بل إنهم لو رأوا الآيات بأعينهم لغضوا الطرف عنها وتهاونوا بها وسخروا منها ، وهؤلاء لا يتحاورون مع الرسول إلا من أجل الجدل وإثارة الشبهات والشكوك ، وينتهي بهم الحوار إلى أنه القرآن وآياته ما هو إلا أساطير الأولين ، قال تعالى :" وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ " [ سورة الأنعام ، آية 25] 

   لقد شكك الكفار في صدق النبي ( صل الله عليه وسلم ) وقالوا بأنه رجل مسحور ، ومعنى هذا أنه لا يعتبر بكلامه فهو مسلوب الإرادة ، فإذا كان رجلاً مسحوراً فلماذا تخشون الاستماع إليه ؟ قال تعالى : " نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا " [ سورة الإسراء ، آية 47] . وهذا القول لم يتهم به محمد ( صل الله عليه وسلموحده ، بل اتهم فرعون موسى فقال تعالى : " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا " [ سورة الإسراء ، آية 101] . 

   لقد تعرض محمد ( صل الله عليه وسلم ) والرسل من قبله لكل أنواع الاستهزاء والتشكيك في الوحي ، حتى أنهم اعتبروا أن مجرد أن يكون محمد بشراً عادياً فهو عندهم أمر غير مقبول ، ويستوجب التشكيك ، قال تعالى : " َقَالُوا مَالِ هَـٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ، أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا ۚ وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا  " [ سورة الفرقان ، آية 7 ـ 8] . فلم يقبلوا أن يكون محمد بشراً يأكل الطعام أو يمشى في الأسواق مثل بقية البشر ، إنه كفر وعناد من أجل الكفر وحسب

   وهناك مشهد ذكره السيوطي في أسرار ترتيب القرآن على لسان الوليد بن المغيرة فقال الوليد لأبي جهل : والله ما فيكم رجل أعلم بالشعر منى ، ولا برجزه ، ولا بقصيده ، ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئًا من هذا ، ووالله إن لقوله الذي يقوله لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمثمر أعلاه ومغدق أسفله ، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته " .

   إن هذه الشهادة ترن في سمع التاريخ ، والحق ما شهدت به الأعداء ، فالقرآن أعلن التحدي للعرب باعتبارهم جهابذة اللغة ، وأعلن التحدي للعالم كله بأن يأتوا بسورة من مثله ، قال تعالى : " وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " [ سورة البقرة ، آية 23] . وقال تعالى " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَـٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " [ سورة الإسراء ، آية 88] . وهذا التحدي ما زال مدوياً وإلى يوم القيامة ، ومع هذا فشل الجميع

   إن العرب على القرآن جزء لا يتجزأ من الحرب على الإسلام ، وذلك لأن الإسلام يستمد مصدر قوته من القرآن ، ومن ثم بدأت الحملات المسعورة تحوم حول القرآن وقال بأنه ليس مصدره السماء بل مصدره بشر ، قال تعالى " وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ " [ سورة النحل ، آية 103] . وزعموا أن محمد ( صل الله عليه وسلمقد تعلم القرآن وتلقاه من ورقة بن نوفل ، وأن مصدر القرآن هو التوراة والإنجيل [ الكتاب المقدس] وتناسى هؤلاء أن القرآن جاء ليبين لأهل الكتاب الذي اختلفوا فيه ، ولو كان مصدر القرآن الإنجيل لقال محمد بالثالوث ، وقام المستشرقون بدور كبير ـ عبثاً منهم ـ لكي يشككوا في مصدرية القرآن ، وطعنوا في لغة القرآن ـ وهم أعاجم ـ وقالوا بما عجز عنه فطاحل اللغة وجهابذتها ، أليس هذا من سخرية القدر !! 

   لقد وردت في الكتاب المقدس قصص كثيرة جاء القرآن وصوب اتجاهاتها وأزال التحريف منها ، قال تعالى " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " [ سورة المائدة ، آية 48] . 

   لقد اعتبر القرآن الكريم المنهج الذي يسير عليه أهل الكتاب مجرد أهواء وأمر الرسول والذين آمنوا معه بعدم السير وراء تلك الأهواء تاركين ما جاءهم من الحق ، فالأناجيل يطعن بعضها في بعض ، واعترف دارسو الكتاب المقدس وعلماء اللاهوت بدخول نصوص في الكتاب المقدس من صنع الأحبار ، ولم يتكلم الإنجيل عن عيسى بالمستوى اللائق بالأنبياء والرسل ، وسخروا من عيسى بن مريم من حيث أرادوا تكريمه ، وقادوا أتباع المسيحية البولسية إلى طريق مسدود استوجب إرسال رسول ليصحح مسار العقيدة الذي انحرف على يد بولس .

   لقد طعن المستشرقون فى شخص رسول الله وقال : مجنون ـ ساحر ـ شاعر ـ كاهن ـ يعلمه الشيطان ـ به مس من الشيطان ـ يعلمه بشر) وتلك الاتهامات كان للرسل والأنبياء السابقين منها حظ كبير ، ولكن محمد عليه السلام كان صاحب أكبر نصيب ، وكانت حملات المستشرقين أشرس من حملات الحروب الصليبية العسكرية التي كتب لها الفشل الذريع ، والتي تبنت استمرارها الولايات المتحدة الأمريكية وفى العصر الحديث ، وسيكون مصير حملات المستشرقين  نفس مصير الحروب الصليبية ، وسيخرج الإسلام منها بنصيب الأسد ، وذلك عن طريق دخول الملايين في أمريكا وفرنسا وانجلترا في الإسلام .

   كان المستشرقون ـ وما زالوا ـ أول من وضع بذرة التشكيك بأن القرآن يدعو للإرهاب ، ومن ثم حاولت الدول الأوربية بما لها من سلطان مدل على حكام العرب والمسلمين أن يتدخلوا في وضع خطط لتقليص المناهج الإسلامية في المعاهد والجامعات ، والتأثير على مناهج الأزهر بحيث يتم إزاحة النصوص التي يتصورونها تحمل العداء والإيذاء للأمم الأخرى أو المخالفين ، وبحجة أن تلك النصوص تحث على العداء والإرهاب (الجهاد) والاستشهاد والذي صوروه على أنه انتحار ، وانساق وراء تلك الأقاويل بعض رجال الإفتاء ، كما أنهم اعتبروا بجهالتهم بالإسلام أن " كلمة حق عند سلطان جائر " خروج ودعوة إلى الثورة وعلى ولاة الأمر ، وفسروا الجهاد للكافرين على أنه إرهاب ، وحرفوا المعنى الذي تدعو إليه النصوص بحجاب المرأة بحيث يتفق مع الإسلام الأمريكي الجديد ، وترويض الإسلام بكل ما يملكوه من قوة بحيث يصبح إسلام أمريكي نصراني .

   كانت الحرب الفكرية ضد القرآن من أخطر الحروب التي يواجهها العالم الإسلامي في ظل التوجهات الإعلامية المعاصرة المغرضة والتي سيطر عليها اليهود في كل بقاع حتى البقية الباقية من البلاد الإسلامية فهي مسخ إعلامي لا شرقي ولا غربي ، فضلاً عن أن هناك كثير من الإعلاميين الفارغين المأجورين الذين لا يهمهم دين ولا شرف باعوا أنفسهم لكل من يدفع أكثر ، ومما يؤسف له أن الغالبية من أهل الإسلام ساروا على النهج الأوربي في الثقافة السماعية ، فقد أصبح العالمي الإسلامي ذا صبغة ثقافية إعلامية هشة !! 

    ولد نسى هؤلاء وهؤلاء أن الله تعالى غالب على أمره ، وهو الذي قال : " كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ " [ سورة المجادلة ، آية 21] . 

   قال تعالى : " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ " [ سورة التوبة ، آية 33] .

   وقال تعالى " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا " [ سورة الفتح ، آية 33 ] .

    وقال تعالى : " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ " [ سورة الصف ، آية 9 ] . 

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر