رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

الاشراف والقبائل العربية

الصليبية من أوربان إلى بندكت والعداء للإسلام ..

الجمعة 07/أبريل/2017 - 06:29 م
صدى العرب
طباعة
بقلم .. دكتور أحمد حسين النمكى ..



كان زعماء الحروب الصليبية في العصور الوسطى رجال دين متطرفين أو قل متحمسين ولكن بغير علم ، وكان أوربان الثاني أول من تزعم الدعوة للحروب الصليبية في مدينة كليرمونت الفرنسية سنة 1095م فدعى إلى الحشد الصليبي المتوحش الذي اندفع كالسيل الجارف نحو المشرق الإسلامي ، وكان هذا بفضل خطب أكبر مجرم في التاريخ وهو أوربان الثاني .

ولقد تحولت كلمات أوربان إلى شعلة من نار حركت مشاعر الغضب لدى الغرب الأوربي ضد الإسلام وأهله في بلاد الشرق ولم يخف لهيب تلك الحروب حتى يومنا هذا ، بل ازدادت المشاعر الحاقدة بسبب وجود رجال دين كانوا على نفس شاكلة ومشاعر أوربان الثاني .

وفى العصر الحديث كان حلف الناتو (أو حلف شمال الأطلنطي) قد وظف نفسه من أجل محاربة الإسلام في الشرق والغرب ، حمل حكام هذا الحلف على عاتقهم أن ينشروا بين أبناء أوربا كلها معلومات عدائية ضد الإسلام فقد بينوا أن الخلاف الحقيقي بين المسيحيين والمسلمين ليس خلافاً عقائدياً ، بل خلافاً في الحضارة ، وقد قال هذا الكلام أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية ومساعد وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الرئيس جونسون لشئون الشرق الأوسط .

ولا يظنن ظان أن الصراع بين العالم الإسلامي والغرب الأوربي قد انتهى منذ العصور الوسطى ، بل إن الصراع الصليبي ما زال موصولاً ، فقد تولى كبره مجموعة من الدول الأوربية في غرب ووسط أوربا . وفى العصر الحديث تعاونت الصليبية الأمريكية والأوربية على اقتلاع الإسلام من أي مكان حل فيه عن طريق تنصير العالم ، وأغرب ما في الأمر أن الصليبية الأوربية تريد إعادة تنصير نصارى الشرق وفق الكاثوليكية الغربية ، فلم يغادر شرهم صغيراً ولا كبيراً في الشرق .

   وقد أكدت الظروف الراهنة التي نعيشها جميعاً أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تزعمت في العصر الحديث الحروب الصليبية الحديثة ، فخلفت فرنسا في أحقادها وعنفها الصليبي والاستعماري ، وأصبحت جزءا مشاركاً أو متزعماً للدول التي تحارب الإسلام عقيدة وفلسفة . ولم يكن هذا إلا بسبب جهل الغرب بحقيقة الإسلام ، ومن الغريب حقاً أنك تجد أن غالبية حكام أهل الإسلام يتعاونون سراً أو جهراً مع الغرب لتنفيذ جميع مخططاته وسياساته التي مفادها أن " الويل كل الويل لكل من رضخ لهم وأطاعهم كذلك الويل كل الويل لمن عصاهم " والويل كل الويل لمن رضخ لأوامرهم وامتثل لأحكامهم سواء قبل شروطهم أو ارتضاها ، فمن فعل هذا فلن يجنى منهم إلا الشرور ، ومن هذا المنطلق فالويل كل الويل للعرب والمسلمين سواء أطاعوا الغرب أم عصوه ، والغرب عدو في مكان عدو وعدو في مكان صديق ، فهو ـ أي الغرب ـ عدو في كل الأحوال .

   وليس من مصلحة المسلمين والعرب أن يتحالفوا مع الغرب ـ ظاهراً أو باطناً ـ فإن جيوشهم لن تحمينا وشرورهم لن تتوقف عنا ومن ركب في قطارهم ما أهلك إلا نفسه

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .[سورة المائدة آية : 51] .


   وأحب أن أضيف معلومة إلى القارئ أن الاستعمار الأوربي قد انتهى عن الدول الإسلامية ولكن بشكل مقنع ، بمعنى أن الاستعمار لم يخرج من بلادنا قبل أن يصطنع له حكاماً فهم كرجال الغرب أو أكثر ، فسيطروا على عقول هؤلاء الحكام وعلموهم في بلادهم وأخذوا أموالهم ـ بحيلة أو بأخرى ـ وجعلوهم في خدمتهم في كل الأوقات والكذاب من يقول بغير هذا فهو الكذاب حقاً

   وما زال الغرب الأوربي يدعى أن الخطر القادم هو الإسلام ، ومن ثم نجد دولة مثل بريطانيا قد كثفت جهودها وحملاتها ضد البوسنة والهرسك ودعاها الأمر إلى أن تترك حدودها وبلادها بغير حماية من جيوشها ووجهت تلك الجيوش إلى البوسنة والهرسك وتدعى أنها تحمى بلادها من وصول الخطر القادم ـ وهو الإسلام ـ ، وقد صرح جون ميجور رئيس وزراء بريطانيا أن الخطر القادم هم المسلمون والإسلام

     وما تفسير القارئ الكريم حين يجد أن قوات الحماية الدولية في البوسنة والهرسك بدلاً من أن توفر الحماية للمسلمين إذ بها تسلم المسلمين للذبح والقتل !! فقام الصربيون بذبح سبعة آلاف مسلم أمام العالم كله ولم يتحرك ساكن للقوات الدولية ولا المنظمات الدولية التي تدعى أنها تحترم حقوق الإنسان ، بل إن الأمم المتحدة بنفسها هي التي أعطت الضوء الأخطر للصربيين بتصفية المسلمين بعد أن وجدوا العزم الأكيد من القوات الصربية على ذبح المسلمين وتصفيتهم .

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) . [سورة آل عمران آية : 118] .


   إن دماء المسلمين ـ منذ العصور الوسطى وحتى يومنا هذا ـ لا يتوقف زيفها على يد الغرب الأوربي الصليبي الحاقد وعلى يد حكام العرب الذين يضعون أيديهم في يد حكام الغرب ، وبقية المسلمين يضعون رءوسهم ـ رغبة أو رهبة ـ في الرمال متناسين أو متجاهلين أن الغرب المسيحي الصليبي يرفض الإسلام ـ بغير تعقل ـ أصولاً وفروعاً ، وهم يعتبرون الإسلام المتهم الأول وسيظل متهماً رشئنا أم أبينا .

قال تعالى : ( وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) .[سورة البقرة آية : 120] .


    أين عقول المسلمين وحكامهم مما يحدث في أوربا من صدور كتب ومؤلفات زادت على مليوني كتاب كلها تهاجم الإسلام وتعتبر المسلمين إرهابيين ووحوش وهمج وأعداء للمسيحية وللمسيح ومريم العذراء

قال تعالى : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ).[سورة البقرة آية : 217] .


   إن من العجيب حقاً أن نجد الغرب الأوربي يعلن عداوته للإسلام والنصرانية التي تخالفهم في المعتقد على لسان بندكت السادس عشر الذي أعلن كراهيته للإسلام وللنبي محمد عليه السلام ، ويطالب بتنصير العالم ، أي تحويل المسلمين والنصارى ـ على حد سواء ـ إلى النصرانية الأوربية الكاثوليكية .  

   لقد كانت مفاجأة للغرب الأوربي أن يرى الإسلام وهو يزحف على أبواب أوربا وأمريكا والفاتيكان في روما ثم يقفون مكتوفي الأيدي ، ولقد أثبتت الإحصاءات أن إيطاليا وفرنسا يوجد فيها أكثر من عشرة إلى خمسين شخصاً يعلنون إسلامهم يومياً ، وهذا الأمر لا شك مزعج بالنسبة لأوربا وأمريكا .

    لم يكن بندكت السادس عشر أول من أعلن كراهيته للإسلام ورسول الإسلام ولن يكون آخرهم ، فقد سبق أن أحد الرهبان الألمان الكاثوليك قد أحرق نفسه احتجاجاً على انتشار الإسلام في ألمانيا بشكل أقلق راحته ولم يجد رد فعل من الكنيسة ، وهذا الراهب المحترق دليل على أن الإسلام ينتشر ـ وانتشر سلفاً ـ بغير حد السيف ، فأين السيف الذي نشر الإسلام في أمريكا أو اليابان أو ألمانيا ؟ 

   إن هذه الظاهرة حيرت العلماء والمؤرخين الغرب ، فقد وجدوا الإسلام ينتشر حثيثاً في بلاد أوربا في وقت يشعرون فيه بالأمان أن المسلمين ليس لديهم القوة التي يستخدمونها ضد الغرب في عصر امتلكوا هم فيه كل عناصر القوة العسكرية والإعلامية ، ونسوا أن الله تعالى أخبرنا بأن دين الإسلام ما جاء إلا ليظهره الله على الدين كله قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) .[سورة التوبة آية : 33] ، وقال تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا ) . [سورة الفتح آية : 28] ، وقال تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) .[سورة الصف آية : 9] .


    وكان مؤتمر " كلورادوا " الذي دعى فيه إلى ضرورة تنصير العالم وللأسف أن هذا المؤتمر لم يجد أي ردود أفعال من العالم الإسلامي .  

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر