رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

الاشراف والقبائل العربية

موقف الغرب من العودة إلى الإسلام ..

الجمعة 10/مارس/2017 - 12:06 ص
صدى العرب
طباعة
بقلم .. دكتور أحمد حسين النمكى ..




ما زال أعداء الإسلام منذ العصور الوسطى ومنذ فشلت حملة لويس التاسع على مصر أو فشلت الحروب الصليبية في تحقيق أهدافها في بلاد المشرق وهم يرون أن الإسلام ورجاله يمثلون خطراً عظيماً لذلك كان جل تفكيرهم كيف يحطمون معنويات الإسلام ويقضون على المسلمين بأسلوب لا يكلفهم من خسائر مادية ومعنوية كما كلفتهم الحروب الصليبية ، ولقد أشار وزير المستعمرات البريطانية ( أورفس جو ) لرئيس حكومته قائلاً إن الحرب علمتنا أن الوحدة الإسلامية هي الخطر الأعظم الذي ينبغي على الإمبراطورية البريطانية أن تحذره وتحاربه

   ومن تلك اللحظة بدأت الخطوات الحثيثة من أجل تفكيك أي رابط وتحطيم أي قوة يمكنها أن توحد صفوف العالم الإسلامي ، وليست أوربا هي المستفيد الوحيد من هذا الزعم وهذا الطموح بل هناك دول شرقية وغربية تدعى أنها نصيرة الحرية والعدالة والديمقراطية تريد هذا ، لقد زرعت أوربا أو قل أحيت العصبيات والقوميات والشعوبيات من أجل تفكيك وحدة العالم الإسلامي وتفعيل دور العرقيات والتعصب الأعمى لها ، ولم يكفهم ما صنعوه ببلاد الشرق من قتل وفتك وتدمير وتشريد واحتلال ومحاولاتهم تجريد الأمة من كل هوية توضح ملامحها الإسلامية والعربية المميزة .

   والحق أن هذه الدول فشلت بكل جدارة في تحطيم الإسلام فكراً وكياناً ، وهم قد وضعوا في مخططاتهم أن الإسلام سيقتلع من جذوره مع مطلع القرن الواحد والعشرون ، ولكن طاشت أفكارهم وخابت ظنونهم إذ يرون أن الإسلام بدأ يغزو بلادهم بغير سيف ولا فارس ، وحينذاك علم الأوربيون وأحلافهم أن الحروب المسلحة مهما أوتيت من قوة فلن تجدي في تحطيم الإسلام ، فلجئوا إلى اصطناع المدارس التغريبية والاستشراقية والتبشيرية من أجل صرف العالم عن الالتفات للإسلام عن طريق الفكر المغلوط والتشويه الممنهج ، وقد جذبوا إلى هذه المدارس أو قل انجذب إلى هذه المصانع وارتمى في أحضانها ضعفاء العقيدة وطلاب الشهرة الزائفة من أبناء الشرق ، لأن هذه المدارس كانت تصنع هؤلاء على يديها وتحولهم إلى سهام فعالة وقنابل موقوتة ضد بلاد الإسلام بعدما فشلوا وعن جدارة أيضاً بتحقيق ما يهدفون إليه رغم الطوفان من الكتب والمؤلفات التي خلفوها ورائهم مليئة بالسموم الناقعة .

    حقاً لقد سقطت مناهج وخطط المستشرقين وطارت أدراج الرياح في بلاد الإسلام  ، فمنهم من كفر بما صنعه ضد الإسلام ودخل فيه وكشف تلك المخططات وفضحها وأصبح عوناً للآخرين من المستنيرين من المستشرقين الذين فتح الله قلوبهم  للإسلام

   وفي الآونة الأخيرة بدأت تظهر قنوات فضائية مأجورة لتبث حلقات مغلقة لأناس يدعون أنهم تنويريون وإلحاديون أنهم يريدون تنقية التراث الإسلامي أو قل هدم التراث الإسلامي أو على حد تعبير أحدهم ممن ملأ قلبه حقداً وغلاً على الإسلام وعلماء الإسلام ويدعى رغم حداثة سنه أنه " دهس التراث الإسلامي دهساً " وهو للأسف أجهل من دواب قريش ، وللأسف يزعم أنه من أهل الإسلام ولكن على حد تعبير أحد أعداء الإسلام في القنوات التبشيرية أنه اقترب من الوصول إلى الكفر ، وأنا أزعم أنه وصل واستراح ، هذا وغيره ممن جاءوا في عصر ظنوا أن حماة الإسلام قد ضعفت قواهم وقلت حيلتهم وانكسرت شوكتهم ، وقد فاحت روائحهم الكريهة بأنهم لا يتكلمون من عند أنفسهم وإنما هم مأجورون ومرتزقة للغرب المجرم والصليبية التي يتبرأ منها عيسى عليه السلام ، ومن الواضح أن هؤلاء صحافيين وغير دارسين بل لم يستكملوا عدة الثقافة جيداً فألسنتهم تكشف عن خبايا جهلهم الفاضح ، وهم للأسف قد نطقوا بكلمة الكفر البواح وإذا رميتهم بها قالوا لسنا كذلك وهؤلاء مثل الذين قال لهم الله إنكم كفار ومنافقون وهم يردون على الله بأنهم ليسوا كذلك فأنظر ماذا قال الله " وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ [الأنعام : 22]ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [الأنعام : 23] " .

   إنهم يرفضون أن تنطبق عليهم كلمة الكفر أو الشرك والله يشهد عليهم بها ، لقد طبع الله على قلوب هؤلاء فلا يرون الحق حقاً ولا الباطل باطلاً ، لقد قبل هؤلاء أن يكونوا وكلاء وممثلين لأعداء الإسلام وسخروا قنواتهم وأموالهم لنشر الضلال والإلحاد وإفساد البلاد والعباد ولكن باسم التنوير وهو في حقيقة الأمر تزوير لا تنوير . ولقد استمعت لبعض حلقات هؤلاء المنمصين أشباه النساء وقد حضروا من بلاد التخنيث يزعمون أنهم حصلوا على شهادات في نقد التراث الإسلامي وتطويره !! هل أمريكا وجامعات ويلز تريد أن تنهض بعلوم الإسلام ؟! لقد زعم كبير المنافقين وحفيد مسيلمة الكذاب أنه جاء لينتقد التراث إذ به يقول أنا دهست هذا التراث وينطق لسانه بما يكن صدره من الكفر والنفاق بمطالبة المسلمين أن ينفضوا أيديهم من صحيحي البخاري ومسلم ومن ثم بقية التراث والسنة أو الدين كله ، فهو يقرر أنه هزم القرآن وأن القرآن كتاب غير مقدس لماذا لأن هذه الكتب هي خمائر الإرهاب في العالم وأن المسلمين هم نقطة سوداء هم وأجدادهم من المسلمين الأولين !! 

   لقد كان مثيل الكذاب كثيرين في تاريخ الإلحاد وقد ذكرني هذا برجل كان له نفس الفجور ونفس سوء الأدب والأخلاق ضد الإسلام  ولكن اغتالته يد القدر على يد جماعات متطرفة فأمكن الله منه ، وما كان الله ليذر دينه دون أن يسخر له من يدافع عنه

   إن هؤلاء الذين يتحدون القرآن ليسوا بدعاً من البشر فإن القرآن فتح باب التحدي وإلى يوم القيامة أن يأتوا بسورة من مثله ، وأنى لهم هذا وهم لا يجيدون قراءة جملة عربية صحيحة ، والعجب كل العجب أن يتحدى حثالة البشر القرآن الكريم فلم يستطع فطاحلة اللغة وأرباب البيان وأهل الفصاحة والبلاغة ، إذ بالأمور تهزل حتى يظهر مثل هؤلاء للتحدي !! ولم يعتبر هؤلاء السكارى ولم يقرءوا عمن دخلوا في الإسلام من أساطين الإستشراق وأكابر المعاندين ، والجهل مركبه سهل .

   لم يكن ظهور أدعياء العلم والتنوير على القنوات الفضائية المغرضة شيئاً جديداً فقد ظهرت فرق ضالة كثيرة في تاريخ الإسلام استطاعت أن تعتلى السطح وتزعم لنفسها الثقافة والعلم والفلسفة والمنطق كالمعتزلة ومن سار على نهجهم فقد استطاعت هذه الجماعات أن تكون صاحبة الحظوة في أزهى العصور لدى الخلفاء والأمراء ولكن التاريخ لم يغفر لهم زلاتهم وشطحاتهم الفكرية والتي ظنوا أنهم يخدمون بها الإسلام وادعوا أنهم المدافعون الحقيقيون والحماة الأقوياء لشريعة السماء ولكن بعد ـ وهذا ما كشفه علماء أهل السنة وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل ـ حين تبين أنهم المخربون الحقيقيون وأصحاب الحماقات الكبرى في تاريخ الفكر العلمي والفلسفي والديني

    والشيء بالشيء يذكر فقد كان ظهور غلمان الفضائيات الإلحادية والتي تدار بأيدي مسلمين أو من يحملون أسماء أهل الإسلام وهم جهلاء جهلاً مطبقاً والمقارنة لهم بالمعتزلة فيه إجحاف كبير بعلماء المعتزلة لأن هؤلاء في الدرك الأسفل قياساً بأي واحد من صغار الشأن في المعتزلة ولكن وجه الشبة أن هؤلاء وهؤلاء يظنون أنهم حماة الإسلام وفتحوا أبواقهم ذات الروائح الكريهة وقبلوا على أنفسهم أن يكونوا أصداء للغرب الملحد والعلماني الذي حاول وما زال يحاول النيل من الإسلام وبلاده والتغرير ببعض الشباب الغرير ، وكان علماء المعتزلة ينالون من الإسلام عن طريق ترويج أفكار يعتبرونها من الإسلام ، ويوصلون هذه المعاني للناس على أنها الإسلام أو تأويل معاني النص الإسلامي على غير وجهه الصحيح والمقبول لدى جمهور أهل الإسلام .

    لقد كان الغرب الأوربي في القديم أكثر شجاعة منه اليوم فقد اندفعت الحروب الصليبية إلى بلاد الشرق وهى ظالمة لا هدف لها سوى الاعتداء والسلب والنهب لخيرات بلاد الشرق والإسلام وكانوا يتذرعون بحجج واهية وهى تأمين طرق الحجاج النصارى ولكن سرعان ما انكشفت ألاعيبهم وظهرت نواياهم أنهم لا يريدون سوى السيطرة على بلاد الشرق والتحكم في اقتصادياته ولا ينظرون إلى الدين بالمرة ، بل لا تساوى العقائد الدينية عندهم أكثر من النفع الذي تدره عليهم . وهاهم الآن يصدرون إلينا أبناء الشرق الذين ذهبوا إليهم عن طريق البعثات العلمية والذين تربوا وتعلموا في مدارسهم التغريبية والاستشراقية والتي لا تهدف إلى إكساب هؤلاء علماً أو ثقافة أو حضارة بقدر ما تهدف إلى أن تخلق منهم قنابل موقوتة يرمون بها الإسلام وأهله ، فقد أدركوا أن مدارس الإستشراق والتغريب قد نجحت قليلاً في زعزعة عقائد البعض ولكن سرعان ما أفل نجم هذه المدارس وبقيت أثراً بعد عين وخاصة بعد أن أدرك الكثير من أبناء الإسلام من هم المستشرقون؟ ومن هم المبشرون ؟ ومن هم الجواسيس والعملاء ضد الإسلام وبلاده ؟ 

   إن أدعياء التنوير اليوم هم أحفاد ملاحدة التصوف وملاحدة الفلسفة والمستشرقين ، وهم أحفاد الغزاة الفكريين الذين وجدوا أن خير وسيلة لهدم الإسلام أن يستخدموا أبناء المسلمين في ضرب الإسلام أى ضرب الإسلام من الداخل بفكر إسلام مزعوم لا صلة له بالثوابت الدينية في الإسلام وذلك عن طريق الدعوة إلى إبطال العقائد والزعم أن الديانات كلها تدعوا إلى عبادة الله ومن ثم فكل الديانات واحدة وهى الإسلام سواء وتقوم هذه الدعوة على مسخ عقول أبناء الإسلام الفارغة واستخدام حيل المنطق والمقدمات والنتائج الفاسدة وليس شرطاً أن يكون المستهدف يهودياً ولا نصرانياً ولا مسلماً إنهم يريدون شباباً فارغاً من المضمون العقدي لأن الهدف الأول والأخير هو التخريب الديني ، لأن الحق لم يكن يوماً من الأيام هو رائد ومقصد هؤلاء !!

   إن الشر الفكر الذي يحمله هؤلاء ليس بأقل من الشر الذي حمله أجدادهم مع الحروب الصليبية في العصور الوسطى على بلاد الإسلام وإذا كان أجدادهم قد واراهم التراب فقد تركوا لأحفادهم خطط الشر وخرائط التدمير والتخريب لأبناء الإسلام ، وها هم يقفون محاولين هدم ثوابت الإسلام والتشكيك في المؤسسات الدعوية التي تنشر الإسلام كالأزهر وغيره ويعمدون إلى نشر قلاع الدعوات الهدامة وتفريخ الزندقة كالجامعات الأوربية التي انتشرت في بلاد أهل الإسلام .

   وللإنسان أن يتوقع الشر دفعاً لشرور هؤلاء الذين يتسترون وراء الحرية الفكرية ولا سبيل إلى نقدهم تحت نفس الستار بل وقذفهم بتهم ليسوا منها براء وهؤلاء قد عجت بهم قنوات الإعلام الفضائية ـ الفاسدة ـ فلم يجدوا مطية سهلة لهم لكي يشتهرون على حسابها وهم يضمنون أنه لا مساس بهم سوى الإسلام ، فهم يلقون الحماية من السفارات الأوربية ، ويلقون المعونات المادية والمعنوية من الجمعيات الماسونية التي غصت بها بلاد الإسلام ، فإن كان ظنهم أنهم سيلقون النجاح على حساب الإسلام فقد خابوا وخسروا ، فإن المسلم المصري يصبر ويصبر ولكنه إذا ركل أحداً فدونه القبر ، وهناك أمثلة كثيرة حدثت من كبار العلمانيين مثل صاحب الملعوب ولا يقال بعد ذلك أن الإسلام يذبح العلمانيين وأن الإسلام يفرخ الإرهاب فلينظروا من الذي يفرخ الإرهاب في بلاد الإسلام وهى آمنة مطمئنة ، فالإرهاب صناعة أوربية تعلموه من الكتاب المقدس .

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر