الشارع السياسي
أبو الغيط: تحديات السلم والأمن طالت بدرجة الأولى النساء بالمنطقة

أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن الجامعة العربية أعطت أولوية كبيرة لقضية المرأة والأمن والسلم في المنطقة العربية، خاصة في ظل تحديات السلم والأمن المرتبطة بالنزاعات التي شهدتها المنطقة على مدار السنوات الأخيرة، والتي طالت بالدرجة الأولى النساء في كل من سوريا وليبيا والعراق واليمن، إضافة لاستمرار المعاناة التاريخية للمرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال الاسرائيلي، وكذلك التحديات المرتبطة بعدم وصول معدلات التنمية إلى المعدلات المرجوة.
وقال أبو الغيط في كلمة وجهها اليوم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أن الاحتفال بهذه المناسبة يأتي في إطار التقدير الكبير لجهود النساء والفتيات في تحقيق التقدم والتنمية في مجتمعاتهن.
وأضاف أن هذا اليوم مناسبة هامة يسلط خلالها العالم بأجمعه الضوء على أبرز الإنجازات التي حققتها المرأة في مختلف نواحي الحياة، وعلى كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ووجه أبو الغيط الشكر والتقدير للمرأة العربية التي تقف بقوة وثبات لتدافع عن وطنها، وتحمي أبناءها وتنشئهم، وتقوم بأدوار متعددة للنهوض بالمجتمع ولمواجهة التحديات المعاصرة وبصفة خاصة خطر الإرهاب.
ونوه في الإطار ذاته باعتماد مجلس الجامعة على المستوى الوزاري خلال دورته العادية الـ(144) في سبتمبر 2015 الإستراتيجية الإقليمية وخطة العمل التنفيذية حول "حماية المرأة العربية :الأمن والسلم".
وأوضح أبوالغيط أن العمل الدؤوب مستمر في مجال تفعيل خطة العمل الاستراتيجية التنفيذية لــ"أجندة تنمية المرأة في المنطقة العربية لما بعد 2015"، تلك الاستراتيجية التي تمثل خلاصة الرؤى والمواقف والآراء التي وضعها الخبراء المعنيون والمجتمع المدني العربي والتي اعتمدتها الدول الأعضاء في الجامعة.
وأضاف أبو الغيط أن جامعة الدول العربية وضعت أيضا مسألة التمكين الاقتصادي للمرأة ضمن أهم أولويات "الخطة العربية لتمكين المرأة"، لما يمثله تحسين الوضعية الاقتصادية للمرأة من تأمين إضافي لها، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يناقش باستفاضة في إطار الاجتماعات المتخصصة التي تعقد لهذا الغرض في إطار الجامعة، والتي تشمل أيضاً تناول إعداد وثيقة عربية للمؤشرات الخاصة بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في المجال الاقتصادي.
وقال إن جامعة الدول العربية تعمل بشكل حثيث ومستمر، وبالتعاون مع مختلف الآليات الحكومية في الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية، من أجل تطوير السياسات التي تتعامل مع شئون المرأة وقضاياها في المنطقة العربية، وذلك لضمان قيام تنسيق فعال وجاد بين هذه الآليات والبرامج في إطار منظومة عمل متناسقة تستهدف الارتقاء بوضعية المرأة في إطار السعي لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة بمفهومها الواسع، مع كون أحد الأهداف الرئيسية لعمل هذه المنظومة هو خلق وعي مجتمعي كامل بمحورية دور المرأة في المجتمع، وترسيخ قاعدة تكافؤ الفرص والمساواة بين الرجل والمرأة، وتمكين المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً من خلال أطر متطورة تكفل دمجها في مجالات العمل العام.
وأكد أبو الغيط أنه لا تقدم ولا نجاح في مواجهة هذه التحديات دون توفير الأمن الاجتماعي والاقتصادي والإنساني لمجتمعاتنا، مشددًا على أن هناك علاقة وثيقة ترابطية بين تعليم المرأة وتمكينها وحماية وتعزيز حقوقها، من جانب وبين تحسين أوضاع المجتمع بشكل عام على الجانب الآخر، وأنه كلما أتيحت الفرص على نحو متساو وعادل أمام النساء، كلما اتسعت مساحة العمل المجتمعي للمرأة لتمارس بفعالية أدواراً متنوعة سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، الأمر الذي يسهم بدوره في تحقيق الرفاه والتنمية في المجتمع ككل.
وأكد أبو الغيط أن التقدم الحقيقي للمجتمعات لا يتحقق إلا من خلال استشراف الحداثة مع الحفاظ في ذات الوقت على القيم والتقاليد المجتمعية الأصيلة للمجتمعات العربية وخصوصية هذه المجتمعات، وبما يتسق مع صحيح الدين بدون غلو أو تشدد أو تطرف.
وجدد أبو الغيط في ختام كلمته التزام جامعة الدول العربية بالعمل من أجل إعطاء قوة دفع ملموسة للجهود الرامية لتوفير حياة كريمة وآمنة للمرأة العربية تنعم في إطارها بكامل حقوقها الإنسانية.