رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

الاشراف والقبائل العربية

الاستشراق والمؤامرة على تزوير الإسلام

الجمعة 03/مارس/2017 - 04:09 م
صدى العرب
طباعة
بقلم .. دكتور أحمد حسين النمكى ..


لم يكن الاستشراق فكرة أوربية محلية تتعلق ببلد أوربي دون غيره ، بل كانت الفكرة عبارة عن مؤسسة فكرية توزعت جهودها على كافة بلدان أوربا ، فقد جمع بينهم هدف واحد وهو العداء والكيد للإسلام ، وقد تعاونت الدول الأوربية على اختلاف لغاتها وسياساتها على تبنى فكرة الاستشراق بعد أن تلقنوا الدروس السامة من باباوات أوربا الذين وجدوا في حضارة الإسلام في الأندلس أنها تمثل حرباً فكرية ضد أوربا المسيحية ، أو قل إنهم كانوا يخشون من الغزو الفكري الإسلامي ، ومن هذه اللحظة بدئوا في تنفيذ أفكارهم الخطيرة والبعيدة النظر في القضاء على دولة الأندلس الإسلامية التي يمكن لها أن تعمل على أسلمة أوربا ، ومن ثم فكروا في القضاء على دولة الإسلام في الأندلس

إن الإحصائيات خلال قرون ونصف أثبتت أن أوربا تخرج في كل يوم كتاب عن الإسلام ، بلغات مختلفة ، فقد أخرجت أوربا من سنة 1800 م إلى سنة 1950م حوالي ستين ألف كتاب ، فضلاً عن الندوات والمؤسسات العلمية التي أنشئت خصيصاً للحرب ضد الإسلام ، هذا فضلاً عن الشخصيات التي تنتمي إلى أصول إسلامية ولكنها انحرفت فكرياً عن الإسلام باسم التغريب أو التحضر أو التفرنج لكي يتبنوا نشر أفكار المستشرقين في بلاد الإسلام وفى جامعاتها ، كما سمحت لهم البلاد الإسلامية بإنشاء مراكز علمية أو جمعيات ثقافية في بلاد الإسلام مثل الجامعة الأمريكية ، والجامعة الفرنسية ، وغيرها من المراكز التي تعد بؤرا للاستشراق ولنشر التنصير في البلاد الإسلامية وذلك باتفاق مع المجالس الكنسية في العالم

لم يكتف المستشرقون بنشر الفكر المسموم ضد الإسلام ، بل زرعوا في نفوس حكام أوربا نبتة الاستعمار الأوربي وأملوا لهم تحت فكرة التوسع أن يحتلوا بلاد المشرق الإسلامي تحت ستار الحروب الصليبية الحديثة والتي كان من محصلتها احتلال بلاد الإسلام طوال قرن ونصف لوثوا فيها جميع منابع الإسلام ، وتطرقوا إلى تشويه كل شيء يتصل بالإسلام ، وجندوا كثير من حكام العرب والإسلام لتنفيذ فكرة اقتلاع الإسلام من جذوره في أرضه وبأيدي أناس يزعمون أنهم  أبناؤه .

وقد يظهر لضعيف النظر أن المستشرقين يدرسون الإسلام وحياة الرسول صل الله عليه وسلم ، وينشرون كتبهم التي تخدم الإسلام ، هذا في ظاهر الأمر ، ولكنهم يدرسون حياة الرسول على أنه مصلح اجتماعي أو بطل من أبطال الحرب والإستراتيجية العسكرية ويتجاهلون أنه رسول يوحى إليه ، فإن أصعب شيء على أنفسهم أن يتحدثوا عن محمد على أنه نبي مرسل ، بل إن منهم من شكك في مصادر الإسلام واعتبر محمداً عليه السلام مجرد دارس وناقل لدينه من الكتب والشرائع الأخرى ، فقد أخذ بعض دينه من شريعة موسى ودين عيسى ، كما أنهم ينظرون إلى الإسلام على أنه مجرد هرطقة مسيحية ، أي أن المسلمين مسيحيون انحرفوا بعقيدتهم عن المسيحية والنظام الكنسي العالمي .

   لقد شكك المستشرقون في الوحي ، واعتبروا الرسول يخيل إليه أنه يأتيه ملك ، وهناك من كان منهم أكثر وقاحة وسوء أدب فقال بأن محمدا أصيب بلوثة عقلية ، ومن قال بأنه أصيب بحالة نفسية تعتريه دوماً ، ومن قال بأنه نقل الإسلام عن ورقة بن نوفل الزعيم الديني لقريش ومؤسس الكنيسة الأبيونية المريمية في بلاد الحجاز ، وغير ذلك الكثير

لقد بدأ الاستشراق كحركة دينية مضادة للإسلام ثم ما لبث أن تحول إلى حركة سياسية تخدم الاستعمار العالمي ووكالات المخابرات العالمية ، فقد تحولوا من باحثين وعلماء دينيين إلى جواسيس وعملاء ضد الإسلام ، وما زال الكثير منهم يقوم بتلك المهمة طالما أنها تخدم الهدف الأسمى عندهم وهو اقتلاع الإسلام

لقد درس الكثير من المستشرقين السنة النبوية بغرض التشكيك في كلام الرسول صل الله عليه وسلم والطعن فيه ، وتمكن هؤلاء من اصطناع تلاميذ لهم في الجامعات العربية والإسلامية نادوا بأفكارهم وتربوا عليها ، ولكن هناك المخلصين للإسلام الذين كشفوا هؤلاء وهؤلاء .  

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر