رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
القبطان محمود المحمود

القبطان محمود المحمود

الدين والإعلام والثقافة.. أسلحة العصر ضد الإرهاب

الأحد 12/فبراير/2017 - 09:17 ص
طباعة

الحرب التي يعيشها العالم اليوم وبخاصة مع طاعون الإرهاب لا يمكن النصر فيها بالسلاح التقليدي، وقد ثبت ذلك لكافة المهتمين بالشأن السياسي الدولي والإقليمي، وكثير من الباحثين والسياسيين أكدوا ذلك في تقارير ومقالات منشورة بكل لغات العالم، وبات الجميع يعلم مدى خطورة السيطرة على الفكر وتسخير الطاقات لارتكاب جرائم لم يكن أحد أن يتصور حدوثها.

المعركة اليوم باتت معركة عقول لا قوة، وباتت تدار من خلف أجهزة الكمبيوتر وليس من مراكز اتخاذ القرار العسكري أو غرف عمليات الحروب المتعارف عليها، ولم يعد هناك أي مجال للتردد في إعادة التخطيط ورسم خطط حربية بوسائل مختلفة لكسب المعركة، وحصد العقول التي باتت تشرد بعيدا عن موئلها وتعود لتحارب أهلها وتفني أرضها وتخرب وطنها بذريعة أفكار مشبوهة لا تمت للدين أو الوطنية بشيء.

ولقد بدأنا في منظمة الوحدة العربية الأفريقية للإغاثة ومكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان وهي المنظمة التي تشرفت برئاستها، العمل على هذا الملف بشكل مكثف ووضعنا نصب أعيننا أهدافًا يجب تحقيقها، وبحثنا عن الوسائل والأسلحة التي يمكن استخدامها في خوض تلك الحرب الشرسة، فوجدنا أن لدينا الكثير من العتاد والذخيرة التي تصلح لحرب العقول.

وجدنا أن الدين الإسلامي والإعلام والثقافة هم أبرز ثلاثة أسلحة يمكن الاعتماد عليها في تلك الحرب، رغم ان الغرب يحاول إلصاق تهمة اﻻرهاب بالإسلام، وبدأنا بالفعل في إبراز دورهم وتعزيزه وتقديم الدعم والتشجيع لهم لكي يتمكنوا من نشر الوعي بالقيم الصحيحة، وتحذير الشباب من مخدرات العقول التي انتشرت في مواقع الإنترنت.

فمما لا شك فيه أن الشباب هم عماد الأمم وحاضرها ومستقبلها، ومن أهم المشكلات التي يعانون منها الآن هي الوعي الثقافي والتربوي السليم، الذي اضمحل وانحدر في خضم ثورة الاتصالات والمعلومات والإنترنت، وما حملته تلك الثورة من شوائب وأفكار استطاعت أن تؤثر كثيرًا على تلك الفئة العمرية نظرًا لقلة إدراكها لما يمكن أن يحاك لمستقبلهم عبر مخططات تستهدف تفتيت المنطقة وإشغالها بصراعات طائفية ونزاعات عرقية لن تؤدي في النهاية إلا لعدم استقرار وزعزعة أمن المجتمعات العربية والإفريقية.

ولعل مقولة إن «الإنترنت أصبح شريكًا في صناعة الإرهاب» هي واقع يلمسه العالم أجمع ولا ينكره أحد، حيث اتخذت منظمات إرهابية كثيرة منصات إفتراضية لها على الشبكة العنكبوتية وتمكنت من خلالها من استقطاب أعداد كبيرة من الشباب الذين عملوا على هدم وتخريب مجتمعاتهم بقناعات زرعت في عقولهم من خلال تلك المنصات.

ويبقى الدور الإعلامي فاعلاً رغم تلك الهجمة الشرسة من مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذا الدور يجب أن يتطور ليساير الأحداث المتلاحقة دقيقة بعد أخرى، ويلقي ذلك بعبء كبير عليهم في خلق طرق مبتكرة للتخاطب مع الشباب وتوعيتهم بما يحاك ضدهم.

ولعلي أجد في التمسك بتعاليم الدين الحنيف الذي يحث على السلام وحب اﻻخرين وكذلك الدور الإعلامي الأثر الأكبر في تنوير المجتمعات، لكن يظل العبء كذلك على أصحاب القرار السياسي لأنه المحرك الرئيسي لكل تلك الفئات المؤثرة في المجتمعات، ونأمل أن يهتم صانع القرار السياسي في كافة الدول العربية بوضع إستراتيجية إعلامية تشتمل على كافة التفاصيل الخاصة بالاستحواذ على عقول الشباب وانتشالها من مستنقع الإنترنت، ولتكن ميزانياتها مفتوحة وبعيدة عن بيروقراطية القرار، لأننا نعيش حالة حرب ونحتاج للسلاح الأقوى والأشد فتكًا لتحقيق النصر بإذن الله تعالى.

 

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads