رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

رياضة

حكاية "سيدة الأوجاع" مع محمد صلاح.. وماذا قال لها عن "ميسي"؟

السبت 15/يونيو/2019 - 05:09 م
صدى العرب
طباعة
كتب: أحمد إسماعيل

في مشاهد دراماتيكية من قلب الواقع، شهدت مباراة مصر وتنزانيا، إحراز العالمي محمد صلاح "هدف إنساني" خارج المستطيل الأخضر.

المشهد الأول
نهار/ خارجي 
مقصورة استاد برج العرب 
نرى سيدة عجوز "ستينية" تحمل على كتفها طفلة صغيرة، ويبدو عليها نوع من البؤس والألم، وتحاول ببسالة إقناع رجل الأمن، الدخول إلى المقصورة.
 
"السيدة": والنبي يا ابني أنا عايزة أدخل.. واقابل محمد صلاح
"الأمن": إيه اللي انتي بتقوليه ده ياحاجة.. يعنى انتي ممنوع تدخلي المقصورة.. وكمان تقابلي محمدصلاح؟
"السيدة": ياابني البنت تعبانة على كتفي.. وعايزاه في حاجة مهمة. 
"الأمن" : والله ياحاجة دي تعليمات.. ياريت أقدر أعملك حاجة.
"السيدة": تعليمات إية.. يعنى أنا هعمل ايه هضرب شماريخ..أديك شايف البنت على كتفي. 
"الأمن" : طب ما تنزليها من على كتفك.
"السيدة": ياابني البنت تعبانة.. إرحم سني والبنت المسكينة. 
تسلل التعاطف إلى رجل الأمن، وبدت عليه الحيرة، ولكن إنسانيته بدأت تحرك مساره.

"الأمن": إنتي عايزة محمد صلاح يساعدك في علاجها؟
"السيدة": آه والله ياابني.. ومعايا رسالة عايزة أوصلهاله.. ربنا مايرميك في ضيقة. 
"الأمن": طب ياحاجة عشان توصلي رسالتك لصلاح.. هادخلك المقصورة الجانبية.. وانزلي تحت خالص هتلاقي سور حديد.. هيبقى قريب من دكة المنتخب.. وممكن وقتها تلاقي حد يوصل الرسالة لصلاح على الدكة.. لو أقدر أسيب مكاني كنت نزلت وصلت الرسالة بنفسي. 

المشهد الثاني 
نهار/ خارجي
نرى "السيدة المكلومة" مازالت تحمل الطفلة بجوار السور الحديدي، الذي يفصل بين الملعب والجماهير، تبحث عن أحد يوصل رسالتها إلى "النجم العالمي" الذي كان يجلس على دكة البدلاء.. وبعد دقائق من النداء بصراخ لايبدو مسموعا، في ظل ضجيج الجماهير..وجدت السيدة ضالتها في أحد رجال تنظيم المباراة.

السيدة: والنبي ياابني إدي الرسالة دي لمحمد صلاح.
رجل التنظيم: الورقة دي فيها إيه؟
"السيدة": يعني ياابني فيها كلام حب؟.. أنا عايزاه يساعدني في علاج بنتي. 
"رجل التنظيم": خلاص ياستي حاضر أنا هوصله الرسالة على طول.. بس انتي اقعدي وريحي نفسك.
"السيدة": لأ أنا مش قاعدة.. غير لما أشوفك بتوصله الرسالة.. وتشاورله عليا. 

ذهب رجل التنظيم إلى محمد صلاح بالرسالة، وبعد أن قرأها "نجم ليفربول".. أشار له المنظم إلى مكان "سيدة الأوجاع".. فنظر لها "صلاح" بابتسامة تحمل وعودا ب"فك كربها"..فابتسمت له.. وجلست تشاهد المباراة. 

المشهد الثالث 
ليل/داخلي 
مقصورة الاستاد 
تجلس "السيدة" واختلطت عليها مشاعر الفرحة مع وسواس القلق، ودخلت في دوامة من الأسئلة، هل سيقوم بمساعدتي؟ ماذا أفعل لو نسي الرسالة؟ لالا لن ينسى.. ابتسامته فيها رسالة من عند الله.. أنا إحساسي دائما في محله.
و بينما هي غارقة في دوامة التساؤلات، وقبل عدة دقائق من انتهاء المباراة، أعلن المذيع الداخلي بالاستاد، عن تغيير محمد صلاح، وأثناء خروجه من الملعب، كانت عينه تبحث عن السيدة التي تبدو على ملامحها منحنيات القهر، وتجاعيد الفقر والمرض، فطلب من أحد رجال الأمن، السماح لها بالدخول، واصطحابها إلى غرفة خلع الملابس. 

المشهد الرابع 
ليل/ داخلي
يقف محمد صلاح مع السيدة العجوز، أمام غرفة خلع الملابس، فاكتشف أنها لاتملك هاتفا محمولا، فمنحها هاتفا بخط، وسجل لها رقمه الخاص، ومنحها خفية "ظرفا أبيض" تحت الهاتف المحمول، وظل يداعب الطفلة المريضة ويلتقط معها الصور السيلفي، وأقسم "صلاح" للسيدة أنه سيظل يتابع حالة الطفلة، ولو وصل الأمر إلى السفر للعلاج بالخارج.

وكانت تعاني الصغيرة "ميار" من فيروس نادر، وتحتاج إلى التبرع ب"نخاع شوكي"، الأمر الذي يكلف مبالغ طائلة. 
ظلت تردد "السيدة" أدعية ل"محمد صلاح" ولكن من قلب الأوجاع، تخرج "الكوميديا السوداء" وكانت هناك أدعية خفيفة الظل أبرزها: ربنا ياخد ميسي.. انت احسن منه.. والله ياابني لو كنت أقدر أخلف لعملتها وجبت واد أسميه على إسمك. 
" صلاح" بخفة ظل: لا ياحاجة متتعبيش نفسك اعتبريني زي ابنك.. وادعيلي من غير ما تدعي على "ميسي".
 
الفرحة جعلت السيدة تدخل في نوبة بكاء مصحوبة بالضحك.. وكأنه منحها سعادة من قلب أحزان الدمار الشامل. 

المشهد الخامس
ليل / داخلي
أمام غرفة خلع الملابس، "صلاح" يطلب من أحد مرافقيه، اصطحاب السيدة وابنتها.. إلى مسكنها عبر سيارة خاصة، والاحتفاظ بعنوانها، يقبل صلاح الطفل الصغيرة.. وتبدو عليه ملامح الوجع.. وكأن "الله" منحه إنسانية نادرة، وعزيمة وإصرار على الصعود لعرش الكرة العالمية. 

المشهد السادس
ليل/ خارجي 
الظلام يفرض نفسه على الاستاد، عقب إطفاء إنارة الملعب، نرى "السيدة" تركب مع الصغيرة سيارة تبدو فارهة، والتي دارت عجلتها في اتجاه باب الخروج من الاستاد.. ودعوات السيدة لم تنقطع ل"صلاح" أيقونة الإنسانية، وقيصر الملاعب.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر