رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
أحمد المرشد

أحمد المرشد

هزيمة الإرهاب واجب عربى عاجل

السبت 17/ديسمبر/2016 - 11:40 م
طباعة


من المؤلم أن نصبح ونمسى على أعمال إرهابية فى كل مكان فى العالم، إن لم يكن فى أوروبا تكون أمريكا ساحة لواقعة إرهابية، وإن لم تكن مدينة أمريكية نصبح على حادث فى إحدى المدن الأوروبية، هذا ناهيك عما تشهده المنطقة العربية من حوادث إرهابية أصبحت يومية، فلا يكاد يمر يوم إلا ونرى فيه قتلى وضحايا أبرياء، وكانت مصر هى الضحية نفسها لمثل تلك الأحداث الشيطانية الأسبوع الماضى، حيث استشهد 6 ضباط وجنود بجوار أحد الأكمنة الشرطية بالقرب مسجد بشارع الهرم الشهير بمدينة الجيزة المصرية. وكان من المفترض أن يتحدث إمام مسجد السلام بالمناسبة، عن كيف يطمئن المؤمن ويعيش آمنا فى حياته، هذا بجانب تركيز خطبة يوم الجمعة، يوم عيد المسلمين فى كل أرجاء الأرض، على الاحتفال بالمولد النبوى الشريف وكيف نتأسى بأخلاق سيدنا محمد وصفاته الحميدة.. إلا أن إمام المسجد خطب فى المصلين عن مخاطر الإرهاب وكيف أن الإرهابيين لا دين لهم.


وبينما كان المصريون يحتفلون بذكرى المولد النبوى الشريف فى يوم إجازة رسمية لعموم العاملين بمصر، لم يتورع الإرهابيون عن اقتحام كنيسة وقتل 25 شخصا كل ذنبهم أنهم كانوا يؤدون شعائرهم الدينية يوم الأحد كالمعتاد، لكن الإرهابيين كان لهم رأى آخر، فهم لا ينطلقون من تعاليم الأديان، فضربوا المسجد والكنيسة وكان الضحايا مصريين، وكان ذنب الضباط والجنود أنهم يحرسون حرم مسجد السلام، فلم يتورع الإرهابيان اللذان فجرا قنبلة فيهم وهم جالسون عن إزهاق أرواحهم البريئة، وقد ذهب هؤلاء الشهداء إلى مقر عملهم ليؤمنوا غيرهم من الغدر، فكان أن غدر الإرهابيون بهم، ليموت من يموت ويبقى الناجون بعاهات وإصابات خطيرة.


ولم تمر سوى ساعات، من الجمعة إلى الأحد، وكلاهما عيد، لدى المسلمين جمعتهم وهو خير الأيام عند الله، ولدى المسيحيين أحدهم وصلاتهم الأسبوعية، ليتسلل أحد الإرهابيين وينسف نفسه وسط المصليات.. هؤلاء الإرهابيون لم يراعوا حرمة المسجد أو الكنيسة، وكلاهما معبد للصلاة والخشوع والسكينة والسلام، فهذا هو عنوان أى مكان عبادة، لكن الفجرة الأشرار الذين يدينون بدين غير الإسلام، يسابقون الزمن لقتل النفس التى حرم الله قتلها، فمن قتل مؤمنا كمن قتل العالم كله، لكن هؤلاء الذين يسلمون أرواحهم وعقولهم لأمراء الشر والكفر ينفذون كل ما يطلب منهم حتى إن كان إزهاق النفس التى حرم الله قتلها.


وبحكم قربى من المصريين وصداقتى بالعديد منهم، فكلهم بلا استثناء يروون حكايات رائعة عن المساجد والكنائس، فكثيرا ما يوجد المسجد بجوار الكنيسة حتى يخيل للناظر لهما عن بعد أن الهلال يعانق الصليب، وهذا فى الواقع هو حال كل المصريين، لا تفرق بينهم الديانة ولا المنطقة. ويحكى لى أصدقائى أن العائلة المسلمة تهدى جيرانها المسيحيين حلوى العيد، وكذلك المسيحيون يردون الهدية بهدية، ويكفى أن أحكى عن مشهد يؤكد فعلا كيف يعيش المصريون فى وئام وود وسلام، فعندما تذهب إلى أى مطعم فى رمضان قبل موعد الإفطار لا تجد المسيحى وعائلته يأكلون إلا بعد أذان المغرب مراعاة لمشاعر المسلمين الصائمين وليشاركوهم فرحتهم بإفطارهم.


وإذا كنا تحدثنا أو تحدثت كل العالم عن تفجيرى مسجد السلام والكنيسة البطرسية فى قلب القاهرة على مدى فاصل زمنى لا يزيد عن 48 ساعة تقريبا، فثمة حدثان إرهابيان أخران لم يتحدث عنهما سوى المصريين بحكم اعتيادهم على مثل هذه العمليات الآثمة، الأول فى قلب منطقة الدلتا والثانى فى صعيد مصر.. وكأن لسان حال المصريين يقول: «دع الإرهابيين يفعلون ما يريدون.. ونحن لن ننكسر وستمضى حياتنا كما نريد».


وإذا كان الإرهابيون يختارون أوقاتا محددة لتنفيذ عملياتهم الدنيئة، فهم يريدون قتل أكبر عدد ممكن من الضحايا، فهم يساوون بين أبناء المسلمين وأبناء المسيحيين، فمثلا فى حادث مسجد السلام، استعجل الإرهابيون قنص الهدف فجاء فى الضباط والجنود، لكن التعليمات الصادرة لهم كانت قتل المصلين أنفسهم، خاصة أن معظم مساجد مصر تفرش خارجها ما يسمى «الحصير»، وهو فرش بديل بلاستيكى عن السجاجيد التى تفرش بها المساجد فى العادة، وقد يكون هناك مئات المصلين خارج المسجد فى صلاة الجمعة، وهنا يتأكد لنا أن الهدف واحد، وهو النيل من أرواح المسلمين والمسيحيين معا.


من المؤلم حقا، أن يتعرض مصلٍّ أيا كان دينه، للقتل وهو يؤدى شعائره فى معبده، لم نر هذا سوى فى الحروب، أما أن ينتظر الإرهابى ضحاياه وهم فى لحظة سلام مع النفس، لحظة يخاطبون فيها ربهم، فهذا فعل جبان.


كتبت منذ فترة، أن الاستعمار البريطانى فى الهند كان يتعمد قتل الأبقار حتى يشعل نار الفتنة الطائفية بين أبناء الهند، حيث يشك الهندوس الذين يعبدون البقر فى غيرهم من بقية الأديان، خاصة المسلمين هناك، فتشتعل الحرب والفتنة بينهم، لكنهم سرعان ما فطنوا لتلك المكيدة التى دبرها المستعمر البريطانى وحذرهم منها زعيمهم الروحى غاندى، وتغلب الهنود على هذه المكائد وذهب الاستعمار واستمر شعب الهند يعيش فى وئام.


وعلى ذكر حكاية البقرة الهندية، ما زلنا نحن أبناء المنطقة العربية نتعرض لمكائد ومؤامرات المستعمر القديم، ربما خرج من منطقتنا بسلاحه وعتاده وجنوده، لكنه لا يزال يحرض على الفتنة والمؤامرات، ليفتتنا، دينيا وعرقيا وسياسيا، حتى لا نعود وطنا عربيا متجانسا يجمعه التاريخ واللغة، وإنما مجموعة من الفئات المقسمة المفتتة. حقا أنها مؤامرة كبرى، فالذى يمول الإرهاب هو الخارج، والذى يسلح الإرهابى هو الخارج، والذى يؤوى الإرهابى إذا تمكنوا من الهرب من بلده هو الخارج. فنرى هذا الخارج وقد مول وسلح واحتضن فى بلاده موطنا لهؤلاء.. ليس موطنا دائما، وإنما لفترة محددة يعلمه فيها أحدث أسلحة الإرهاب ثم يوجهه مرة أخرى لبلاده لكى يخرب فيها ويدمرها، فهذا يفجر مسجدا، وذاك يدمر كنيسة، لتكون النتيجة وطنا طاردا لأبنائه.


لا أجافى الحقيقة إذا قلت إن المؤامرة كونية، إنها حقيقة لا يجب أن نغفلها، ومصر هدف أكيد لهذه المؤامرات، لإسقاطها فى فخ الفتنة الطائفية والحرب الأهلية، لكن نحمد الله أن شعبها يعى كل ما يكيده له الكائدون، ويعلم هذا الشعب حجم المؤامرات التى تحاك فى عواصم أوروبية وغيرها من المدن الأمريكية، ونعلم نحن العرب أن مصر كـ«شاهد المسبحة» إذا انفك تناثرت المسبحة بكاملها، وإذا تمكن الغرب من الإطاحة بمصر فقد سقط العرب جميعا.. فلا تزال مصر أبية على الكسر والسقوط، وكفى ما نراه من ترسيم حدود جديدة فى دول مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا.. وهنا لا بد أن ننتبه إلى حجم هذه المؤامرة الكونية التى تحاك ضد العرب جميعا، وتريد أن تكون مصر فى المقدمة ليكون كسر بقية العرب عملية سهلة فيما بعد. لكن هيهات.. ستبقى مصر أبد الأبدين قوية عصية على الكسر.. ستبقى مصر رائدة سباقة إلى حماية كل العرب.. ستبقى مصر مصر التى عرفناها، بلدا لكل العرب.


وليس غريبا أن يوم الأحد الماضى كان يوما دمويا وسوداويا، ليس فى مصر فقط، فكانت مدينة عدن اليمنية على موعد مع عملية إرهابية راح ضحيتها نحو 50 شرطيا، هذا مقابل 40 عراقيا فى العاصمة بغداد فى تفجير أعلن تنظيم داعش مسئوليته عنه، فيما كانت مدينة إسطنبول التركية على موعد مع الإرهاب أيضا الذى حصد أرواح 38 شخصا وأصاب 155 آخرين فى تفجيرين بالقرب من أحد الملاعب. وفى القارة الإفريقية، وعربيا، لم تكن العاصمة الصومالية مقديشو بعيدة عن الإرهاب، وكان لحركة الشباب المتطرفة رأى آخر فى مثل هذا اليوم، ألا وهو شن عملية انتحارية بالقرب من ميناء العاصمة، ما أودى بحياة 29 شخصا وجرح 50 آخرين، والسلاح هنا كان سيارة مفخخة تقتحم منطقة الميناء لتزهق أرواحا بريئة دون ذنب جنته سوى أن الإرهاب قرر القيام بعملية فى هذا اليوم وفى هذا المكان.. وفى قلب القارة السمراء، تعرضت مدينة نيجيرية لعملية إرهابية كانت بعنوان حركة «بوكوحرام» الإرهابية، لكننا سنحزن إذا علمنا أن طفلتين هما منفذتا التفجير الانتحارى.. إلى هذه الدرجة من الدناءة يستخدم الإرهابيون الأطفال الأبرياء فى تنفيذ عملياتهم.


ومما يؤسف له أن وسائل الإعلام الغربية تصف كل هذه العمليات الإرهابية بأنها عمليات قام بها مسلمون، لكن ردنا على هؤلاء أن الإرهاب لا دين أو هوية له، فهؤلاء الأشرار من البشر ليسوا بمؤمنين حتى إن كانت أسماؤهم تصفهم بالمسلمين، لكنهم رهن الشيطان الذى سلب عقولهم وأرواحهم، وكلفهم بحصد أرواح المصريين واليمنيين والعراقيين والأتراك والصوماليين والنيجيريين.. كل هذا فى يوم واحد.. ألم نقل إننا نواجه مؤامرة كونية يتعين علينا كعرب أن نواجهها جميعا حتى نسلم من شرورها؟!
قبل الأخير...

هنيئا للبحرين بعيدها الوطنى


فى تاريخنا نحن البحرينيين أيام مجيدة، علامات مضيئة فى حياتنا، لا تغيب عن قلوبنا، فهى تجرى مجرى الدم فى الشرايين.. أيام لا نتذكرها، فهى تعيش بداخلنا، لا تغيب عن ذاكرتنا، فهى أيام شكلت وجداننا وحبنا لهذا الوطن الخالد، وطن يجمع ولا يفرق، يوحد ولا يشتت، وطن نعيش فيه ويعيش بداخلنا، وطن حقق إنجازات حضارية عظيمة، وبنى صروحا شامخة فى شتى مجالات الحياة، فكان بؤرة ضوء لكل مواطن يعيش فيه مهما غربته الأيام واضطر للابتعاد عنه، فهو يرجع له ولو بعد حين، ليجد الأرض وقد اخضرت، والشوارع وقد تزينت، والدروب والمراسى وقد أضيئت.. إنه وطن يسمونه «البحرين»، ونسميه نحن «المملكة».. وكلاهما خالد مثل الحياة، مملكة البحرين العظيمة، بعظمة قادتها، جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله وصاحب السمو الملكى الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكى الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولى العهد الأمين.


الأيام الخالدة التى تعيشها مملكتنا فى هذه الأيام سنظل نحتفل بعيدنا الوطنى المجيد وذكرى تولى جلالة الملك المفدى مقاليد الحكم، سنظل نحتفل بالملحمة الوطنية التى أصبحت عنوانا للوطن، وعنوانا لكل مراحل تاريخنا الحديث، فنحن نعيش عصرا مزدهرا نحقق فيه الإنجازات العملاقة وترتفع فيه رايات الرفاهية العزة.
فهنيئا لنا شعب البحرين بإنجازاتنا، بحضارتنا، بتاريخنا المضى، بقيادتنا الرشيدة.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads