رياضة
سقوط حضارة "أولاد الذوات" بنادي سبورتنج
الأربعاء 21/نوفمبر/2018 - 09:22 م

طباعة
sada-elarab.com/122097
لم يعد نادي سبورتنج يستحق لقب "أولاد الذوات" بعد أن تهدمت أسوار هيبته، على يد مجالس متعاقبة، فتحت باب العضويات الجديد على مصراعيها، دون انتقاء العضويات، لمواجهة الأعباء المالية. والتفريط في الشروط الإنسانية والشخصية والاجتماعية،
ووافق المجلس السابق على "45" عضوية لتحقيق رقم مالي يعبرون به أي أزمات مالية محتملة، لتتواري الطبقة الارستقراطية التي كانت تميز النادي عن نظرائه في أندية الثغر.
ويري"مراقبون" أن ما تبقى من "أولاد الذوات" أصبحوا "غرباء" في ناديهم، بسبب الزحام القاتل، وقماشة العضويات الجديدة، التي تفتقد برامجة أعراف وتقاليد النادي العريق، فهم أناسا تقليدون.
وأنذر "المراقبون" من كارثة انتهاج المجلس الجديد برئاسة أحمد وردة، نفس النهج، وفتح باب العضويات الجديدة، لجمع عدة ملايين والألقاء بها في خزينة النادي للصرف على أنشطة النادي، ويتزعم جبهة العضويات الجديدة، طارق طابو زادة، أمين الصندوق، وكأنه نهج لأمناء صندوق النادي، للخلاص من الأزمات المالية.
وأشار "المراقبون" إلى أن أحمد وردة، رئيس النادي، تم تجميد صلاحياته، من جانب التكتلات على طاولة المجلس، وفي مقدمتهم "طابو زاده" الذى يسعى للاستحواذ على سلطة القرارات عن طريق أعضاء يسيرون خلفه ظله، طالما أن طالبتهم المشروعة مجابة، بينما سامح السنوسي، نائب رئيس النادي، يسبح في عوالم من الهدوء، والاكتفاء ب"مراقبة المشهد" وكأنه سيناريو لفيلم أجنبي، من نوعية الأفلام التي يتمتع بمشاهدتها، و يتوافر فيها أركان الصراع على السلطة.
ولاتكمن أزمة العضويات الجديد في التأثير على أيديولوجية النادي، ولكن في نسبة الزحام الخانقة والمتراكمة، والذي وقفت المجالس المتعاقبة عجزة أمامها، باستثناء مشروع تقدم به عمرو الوكيل، عضو المجلس الأسبق، بشأن إقامة جراج متعددة الطوابق تحت الأرض، ولكنه مشروع مؤجل، ولكن تبقى أزمة الزحام البشري كارثة متصاعدة بصورة مقلقة، أودت بالأعضاء للبحث عن عضويات في أندية أخرى.
وتختبئ المجالس المتعاقبة حول مبرر أن "فصل العضويات" سبب زيادة عدد الأعضاء، لتبدو الفرصة مواتية لقبول عضويات جديدة، خلف هذا المبرر السحري، بعيدا عن ضجيج الأعضاء،رغم أنه أحد الأسباب، وليس كل الأسباب.
منذ زمن ليس بعيد، إذا كنت من المحظوظين الذين سنحت لهم الفرصة، تخطي أسوار النادي (الذي يؤرخ مواقف لملوك ورؤساء، وفي مقدمتهم الملك فاروق، والرئيس السادات )، كنت ستشعر أنك في "كوكب الأناقة والرقي" ، كنت ستدرك وقتها مفهوم "أولاد الذوات" لغة الحوار، الحرية، كنت ستجد سيدة عجوز " تجوز عمرها" التسعين" تجلس في "الكلوب هاوس" ترتشف السيجار الرفيع، بملابس في منتهى الأناقة، ورجال تجاوزوا السبعين يسبحون في حمامات السباحة بحيوية الشباب والأحمرار يكسو ملامحهم، كنت ستجد سيدات إذا اقتربت منهن للاستفسار عن أيه شيئا سيجبان عليك بمنتهى الاهتمام، فالإنسانية هي التي كانت سائدة، وليس مفهوم (الذكر والأنثي) كانت الأناقة تكسو كل شيء في النادي، حتى الجدران والحيطان والأرصفة.
أما الأن فتحول النادي إلي "كوكتل بشرى" من بيئات مختلفة، وإنهارت حضارة الأناقة، لا"تقاليد" ، لا "أعراف" ، لا "ارستقراطية".