رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
أحمد المرشد

أحمد المرشد

حوار مع ناصر: شعاع شمس العرب الذي لايغيب

السبت 21/يوليو/2018 - 04:22 ص
طباعة


مرت 66 عاما علي ثورة 23 يوليو التي قادها الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر ولا زلنا نحصد ثمارها بما فعله لمصر والعرب وكل الدول التي عانت من نير الاستعمار الأجنبي الذي ابتلع ثروات تلك الدول واستعبد شعوبها. 

فإذا كانت دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأسيا تحيا مستقلة في وقتنا الراهن وتملك قرارها واستقرارها، فهذا يعود الي شخص واحد لن يتكرر في التاريخ، وهنا نقول ومعنا كل الحق أن التاريخ توقف عند جمال عبد الناصر الذي نجح في هز ركائز الاستعمار في العالم حتي تعالت أصوات كل الشعوب المحتلة تنادي باسمه بأعلي صوتها.. وإذا كنا نقول إن كثيرا من دول العالم باستثناء بعض الدول العربية  لا تزال تحصد ثمار ثورة يوليو،إلا أن واقعنا الأليم في قلب منطقتنا العربية في هذه الآونة يجعلنا نشعر بالألم من هو لمأساتنا بسبب غياب ناصر عنا، ويكفي أن الصحافة المصرية عن بكرة أبيها تذكرت ناصر وأفردت له معظم أعدادها في ذكري يوليو الحالية، وكانت قبل  أشهر وتحديدا في 15 يناير الماضي تحدثت طويلا عن الزعيم خالد الذكر حيث رافق هذا التاريخ الذكري المئوية لميلاده.

66 عاما مرت علي ثورة يوليو ولا زلنا نستمع لصوت جمال عبد الناصر، الصوت الذي ملأ الزمان العربي وكل فضاءات الكون وبشرنا بقدوم مارد بقامة أمة عربية حرك الشعوب ومشاعرها، فلا زلنا نستمع للصوت الذي أذن بعصر عربي جديد، فهو الصوت الذي تغني بالأمل وأعلن استقرار الوطن العربي من المحيط الي الخليج.. إنه ناصر الذي أجمعت عليه الشعوب العربية التواقة للسلام  ليكون زعيمها للأبد بلا منافس، فالكل اتفق علي حبه مهما اختلفوا معه، حتي الذين هاجموه وهجوه بأقذع الأوصاف في حياته عادوا وكتبوا فيه قصائد المديح، فلم يكن غيابه مدعاة للشماتة بل لعودة وعيهم.. لقد قلب الجميع في صفحات تاريخ ناصر بحثا عما كتب معاصريه سواء محبيه وحوارييه أو أولئك الذين اختلفوا معه ثم اعترفوا بأمجاده التي تبقي حتي الآنخالدة مثله لتخلد سيرته حتي وإن كانوا كتبوا عن أخطائه.

فناصر هو الزعيم الذي وصفوه بربيع الأمة الدائم، وبالغصن الباسق عاليا، هو من يبحثون عنه في كل مكان لعله يعود لينقذهم من عذاباتهم الآنية،  فكل العرب يحدوهم الأمل فيرمز يعيد لهم ناصر لتعود لهمكرامتهم وعزتهم.

إنه جمال عبدالناصر الذي تبقي سيرته حتي يومنا الراهن حاضرة في أذهاننا وعقولنا وأرواحنا، لدرجة أن بعض الصحفيين تخيلوا في ذكري يوليو الحالية أنه لا يزال حيا يرزق وخاطبوه وتحدثوا معهو منهم من حاوره في أزماتنا الراهنة وكيف نتجاوزها، ولن أجافي الواقع إذا  قلت أن لو كان ناصر حيا بين ظهرانينا اليوم لما وصلنا الي حالنا البائس حاليا، حالنا الذي يتحكم فيه الغريب وليس القريب، حالنا الذي بات أمريكا والغرب وروسيا وغيرهم يديرون مفاتيحه ويحكمون إغلاقها أحيانا وفتحها أحيانا اخري.

إنه ناصر صاحب الشعار "ارفع رأسك يا أخي" الذي هز أركان العالم ليعيد للمصري كرامته وحريته وحياته، الشعار الذي سمعه الملايين من العرب ودول أسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، ليسيروا وراءه حيث كانوا متعطشين لأفق جديد يكون بديلا لحياة القهر والظلم واليأس والاستبداد، وعندما سمعنا  نحن العرب بهذا الشعار عادت لنا بسمتنا وبدأنا كتابة تاريخنا من جديد، فكان الشعار عابرا  لحدود الجغرافيا لنستقبل غدنا بأمل أصبح واقعا ولتكون يقظتنا متجددة في ظل عودة الشمس وضوئها الساطع الي منطقتنا.

وربما نستعين بمواقف ناصر حيال قضية عربية جوهرية وهي رغبة الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة "دوايت أيزنهاور" عام 1957 في التحكم بالقرار السوري بحجة أن الشيوعيين يسيطرون علي مقاليد السلطة في دمشق وهذا يقربهم من روسيا غريم أمريكا التقليدي في ذاك الوقت..فقد رأي ناصر في حواره مع محمد حسنين هيكل نشرته صحيفة الأهرام في التاسع من سبتمبر1957:"أن المواقف المعادية التي تتبناها أمريكا حيال سوريا سببها إسرائيل، وأن الهدف الحقيقى للسياسة الأمريكية هو التخفيف عن الدولة العبرية وتحويل الأنظار عنها،وتوجيهها إلى أهداف أخرى تتمشى مع مصالح السياسة الأمريكية.. وأن أمريكا حاولت بشتى الوسائل أن تجر العرب إلى صلح مع إسرائيل، فلما فشلت هذه الوسائل، جاء دور الوسيلة الجديدة: خلق أخطار أخرى، حتى ولو كانت أخطارا صناعية حتى يتفتت الإجماع العرب وتتفرق قواه..فبدأت عملية التخويف بنغمة الخطر الشيوعى، ثم بدأ التركيز على مصر وسوريا، ثم اتجهت كل قوى الضغط مرة  واحدة إلى سوريا، ثم ألقيت بضعة ملايين من الدولارات، تطبيقا لمشروع أيزنهاور لتكون بمثابة الطعم الذى يلقى الصيد، هذا فى نفس الوقت الذى تجرى فيه عملية التخويف، جنبا إلى جنب مع عملية الإغراء..وقد كان ذنب سوريا في نظر السياسة الأمريكية أنها لم تركع تحت أقدامها كما ركع غيرها ولم تأتمر بأمرها، ولهذا تعرضت دمشق لكل هذا الضغط.. وشنت أمريكاالحرب النفسية وحرب الأعصاب وهي حروب عنيفة، والحل لمواجهة مثل هذه الضغوط هو أن نبعد أي تأثير لها عن أفكارنا وخطواتنا وأن نجمع صفوفنا ونعرف طريقنا ونفعل ما نؤمن بأنه واجبنا الوطني". لقداستطاع ناصر قراءة  فكر  أيزنهاور مبكرا وتوقع طبيعة حربه ضد سوريا، ليعلن آنذاك وقوف مصر بجميع إمكانياتها السياسية والاقتصادية والعسكرية لمساندة سوريا في معركتها، فهي معركة الجميع، معركة القومية العربية كلها.

وبالأمس القريب، شنت أمريكا جورج بوش الابن نفس الحرب النفسية ضد عراق صدام حسين حتي احتلت بلاد الرافدين وأعدمت الرئيس لتستولي علي مقدرات العراق بالكامل وجعلته بلدا فقير معدما يعيش وسط فوضي الإرهاب والحروب الأهلية والطائفية والعرقية.

وبمناسبة مواقف جمال عبدالناصر من سوريا وبقية قضايا الأمة العربية، نعود بالذاكرة الي يوم إعلان الوحدة مع سوريا في 22 فبراير عام 1958 حينما ألقي  خطبة من ميدان الجمهورية بقلب القاهرة قال فيها: "أيها المواطنون.. الحمد لله الذى كان فى عوننا دائما، ونحن نكافح من أجل الأهداف الكبرى التى نسعى إليها، والتى نعمل من أجلها.. الحمدلله الذى حقق آمال شعب سوريا وشعب مصر، ووحد بين قلوبهم، ووحد بين دولتيهما.. الحمد لله فبعونه قامت اليوم الجمهورية العربية المتحدة".. فكان ناصر بهذا الإعلان هو أو لزعيم عربي يتجه نحو الوحدة ليؤكد نواياه الصادقة  بفكره العروبي، وليحمل الكرامة والقومية فى زمن عصى ذلك على الأمة العربية وقتها، فهو ناصر الذي حارب الأعداء وحده في طريق صعب ليصنع للأمة العربية مجدا لا ينكسر ولا ينتهي، وهو ناصر الذي رثاه نزار قباني عندما رحل عنا قائلا :"أكبرت يومك أن يكون رثاء/ الخالدون عهدتهم أحياء/ أَوَ يُرزقون؟ أجل، وهذا رزقهم/ صنو الوجود وجاهة وثراء/ صالوا الحياة، فقلت دَيْنٌ يقتضى/ والموت قيلَ فقلتُ كان وفاء/ أثنى عليك وما الثناء عبادة/ كم أفسد المُتعبّدون ثناء/ لا يعصم المجد الرجال وإنّما/ كان العظيم، المجد والأخطاء/ قد كنت شاخص أمّة نسماتها/ وهجيرها، والصبح والإمساء/ ألقت عليك غياضها ومروجها/ واستودعتك الرمل والصحراء/ كنت ابن أرضك من صميم ترابها/ تعطى الثمار، ولم تكن عنقاء/ تتحضّن السرّاء منأطباعها/ وتلُمّ – رغم طباعك – الضرّاء/ قد كان حولك ألف جار يبتغى/ هدمًا، ووحدك من يريد بناء/ لله صدرك ما أشدّ ضلوعه".. وزاد فيه الشاعر العراقى محمد مهدى الجواهرى:"العظماء لا يموتون هم أحياء فى القلوب، ويبقى ناصر خالدا فى قلوب البسطاء والفقراء،وأمالهم الدائم ومهدهم الغائب ورمزهم الخالد، فكيف ينسى من أعطى الفقراء وحاول وحده صناعة مجد وطن وأمة رغم حصار الأعداء".

إنه ناصر الذي حمل لواء القومية العربية وتجسدت في مسيرته الآمال نحو حريات الشعوب واستعادة كرامتها واستقلالها، وعبر بإخلاص وكبرياء وبذل أقصى الجهد لوضع مصر والعرب فى المكانة التي يستحقونها إقليميا ودوليا.

قبل الأخير: يوم النهضةالعماني..

..وتمر أيضا 48 عاما علي الثالث والعشرين  من يوليو1970 علي شعب عمان الشقيق ليعايشوا خلالها صورة بلادهم في أبهي مكان، صورة مشرقة دوما لبلد خلق ليعيش مواطنيه الحضارة الدائمة، صورة تسر القلوب والنفوس، صورة لا تغيب عن مخيلتهم أبدا، لأنها واقع جميل مثلا لحلم الذي يريد صاحبه ألا يستيقظ حتي يعيشه دائما ويحقق فيه كل أمانيه، فكلا لأماني تحققت منذ يوم النهضة الذي بدأ في مثل هذااليوم من عام 1970،  فالشعب العماني بفضل من الله وحكمة من جلالة السلطان قابوس بنسعيد سلطان عمان يعيش نموذجا فريدا للدولة الحضارية التى تواكب كل عصر بأبعاده الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.. وهوالنموذج أو لنقل الدولة التي أسسها السلطان قابوس وتتناغم فيها الأهداف بفعل تطبيق فكر القيادة الحكيمة حتى تغطي النهضة الحقيقية المجتمع كله، ليعيش العمانيون 48 عاما من الخير والعطاء والتنمية المستدامة، ليكون يوم النهضة اسما علي مسمي بكل معانيه الحضارية. 

عمان الحضارة والتاريخ .. الف مبروك والي الامام بقيادة السلطان قابوس المعظم 

احمد المرشد
كاتب ومحلل سياسي بحريني

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads