عربي وعالمي
الصين ورسالة السلام: دعوات لمواجهة الماضي من أجل مستقبل أكثر استقرارًا
الجمعة 26/ديسمبر/2025 - 04:31 م
طباعة
sada-elarab.com/791818
في ظل تصاعد التوترات الدولية وتزايد النزاعات الإقليمية، تواصل الصين التأكيد على تمسكها بنهج السلام، داعية إلى معالجة جذور الأزمات التاريخية باعتبارها خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار العالمي. وفي هذا السياق، شددت بكين على ضرورة مواجهة اليابان لتاريخها العدواني خلال الحرب العالمية الثانية، ليس بدافع التصعيد، وإنما في إطار ترسيخ العدالة التاريخية ومنع تكرار المآسي.
وخلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الجمعة، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، أن احترام الحقائق التاريخية والاعتراف بالجرائم العسكرية السابقة يمثلان حجر الأساس لأي مصالحة حقيقية، مشيرًا إلى أن تجاهل الماضي أو إعادة تفسيره بشكل يخدم نزعات قومية ضيقة يهدد السلم الإقليمي والدولي.
السلام يبدأ من الاعتراف بالمسؤولية
وأوضحت الصين أن دعوتها لليابان إلى إظهار التوبة عن جرائم الحرب لا تستهدف إثارة العداء، بل تهدف إلى حماية النظام الدولي القائم على العدالة واحترام الضحايا. وشدد المتحدث الصيني على أن السلام الدائم لا يتحقق إلا من خلال مواجهة صادقة للتاريخ، واتخاذ إجراءات ملموسة تعكس احترام مشاعر الشعوب التي عانت ويلات الحرب.
وتتقاطع هذه الرؤية مع مواقف دولية أخرى، حيث دعت روسيا، مؤخرًا، اليابان إلى بناء قاعة تذكارية لضحايا النزعة العسكرية اليابانية، في خطوة اعتبرتها موسكو ضرورية لترسيخ ثقافة السلام ومنع عودة الفكر العسكري المتطرف.
الصين ودورها المتنامي في حفظ الاستقرار الدولي
وتُبرز هذه التصريحات جانبًا من الدور الصيني المتنامي في دعم السلام العالمي، إذ تسعى بكين إلى ترسيخ مبادئ الحوار والتعاون متعدد الأطراف، والدعوة إلى حل النزاعات عبر الوسائل السلمية، بعيدًا عن منطق القوة أو فرض الأمر الواقع.
وتؤكد الصين باستمرار أن احترام التاريخ والالتزام بالقانون الدولي يشكلان قاعدة مشتركة للتعايش بين الدول، وأن معالجة القضايا العالقة بالحوار الصادق من شأنه تخفيف حدة التوترات وبناء الثقة المتبادلة، خاصة في منطقة شرق آسيا التي لا تزال تعاني من تداعيات الماضي.
رسالة إلى المجتمع الدولي
ويرى مراقبون أن موقف الصين يعكس رؤية أوسع تسعى من خلالها إلى لعب دور مسؤول في النظام الدولي، عبر الدفاع عن حقوق الشعوب المتضررة من الحروب، والتأكيد على أن نسيان الجرائم التاريخية أو تبريرها قد يؤدي إلى تكرارها بأشكال جديدة.
وفي وقت تتزايد فيه التحديات العالمية، من صراعات مسلحة إلى أزمات إنسانية، تطرح الصين خطابًا يرتكز على السلام والتنمية المشتركة، معتبرة أن مواجهة الماضي بشجاعة تمثل خطوة ضرورية لبناء مستقبل يسوده الاستقرار والتعاون.
تؤكد الصين، من خلال مواقفها وتصريحاتها، أن السلام ليس شعارًا سياسيًا، بل مسؤولية أخلاقية وتاريخية تتطلب الاعتراف بالأخطاء واحترام الضحايا. وبينما يترقب العالم خطوات عملية تعزز المصالحة، تواصل بكين الدعوة إلى نظام دولي أكثر عدلًا، يقوم على الحقيقة والتعاون، ويضع السلام في مقدمة أولوياته












