منوعات
جارتنر: 4 سيناريوهات للتعاون الفعّال بين البشر والذكاء الاصطناعي في بيئات العمل
الأربعاء 12/نوفمبر/2025 - 10:17 ص
طباعة
sada-elarab.com/786138
بات التوسع المتسارع في استخدامات الذكاء الاصطناعي يدفع قادة الأعمال ومسؤولي تقنية المعلومات إلى إعادة تقييم بنية القوى العاملة وأساليب إدارتها. وأشارت شركة "جارتنر" المتخصصة في تحليل معلومات الأعمال والتقنيات الحديثة، إلى ضرورة قيام قادة الأعمال والتنفيذيين بوضع أربعة سيناريوهات رئيسية ستحدد سبل التعاون الفعال بين البشر والذكاء الاصطناعي.
وأكدت جارتنر أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تحول جذري في أسلوب أداء العاملين لأدوارهم ومهامهم المستقبلية، إلا أن ذلك لن يؤدي إلى أزمة في الوظائف. فبداية من عامي 2028 و2029، يتوقع أن يشهد سوق العمل حالة من "الفوضى الوظيفية" نتيجة الحاجة المستمرة إلى إعادة هيكلة وتصميم وتجزئة ودمج ما يزيد على 32 مليون وظيفة سنوياً.
وقالت هيلين بويتفين، نائبة الرئيس للأبحاث لدى جارتنر: "من المتوقع أن تسهم جهود رفع كفاءة مهارات القوى العاملة في تطوير نحو 150 ألف وظيفة يومياً، في حين ستحتاج 70 ألف وظيفة أخرى إلى إعادة تصميم وتحديث وهيكلة. ويتعين على القادة التنفيذيين تخطيط استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي وأهدافهم المستقبلية بما يمكنهم من توقع هذه التحولات وإدارتها بفاعلية. وعليهم أن يحددوا توجهاتهم بوضوح، سواء اختاروا نماذج تصميم تركز على الإنسان وتدعم الأفراد في أداء أعمالهم، أو تصاميم تركز على الذكاء الاصطناعي بهدف تعظيم الكفاءة من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تنفيذ المهام".
الغاية ليست الوصول إلى مؤسسة بلا عمال، بل إلى مؤسسة تعيد تعريف مفهوم العمل ذاته؛ مؤسسة متكيفة، ومبدعة، وإنسانية في جوهرها. فالنهج القائم على "الذكاء الاصطناعي أولًا" لا يحقق نجاحاً حقيقياً إلا حين يكون الإنسان أولاً. وأكدت بويتفين أن "مستقبل أداء المؤسسات لا يقاس بعدد العاملين فيها، بل بمدى جودة التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي".
وعرضت جارتنر أربعة سيناريوهات توضح كيف يمكن لاستراتيجيتي "الإنسان أولاً" و"الذكاء الاصطناعي أولاً" أن تحددا طبيعة تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف والمؤسسات (انظر الشكل 1).
عدد أقل من الموظفين الذين يقومون بمهام يعجز الذكاء الاصطناعي عن إنجازها: يرغب الأفراد في هذا السيناريو في أن يتولى الذكاء الاصطناعي أداء العمل بينما تظل طبيعة المهام على حالها، وإن كانت تتم بمساعدة التقنية. ومع ارتفاع مستويات الأتمتة، يقل عدد العاملين المطلوبين، إذ يقتصر دور البشر على سد الفجوات في المهام التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تنفيذها بالكفاءة المطلوبة. يُطبق هذا النموذج على سبيل المثال في مجال خدمة العملاء، حيث يتولى الذكاء الاصطناعي التعامل مع المهام الروتينية، فيما يركز الموظفون على الحالات التي تتطلب تفاعل بشري مباشر.
انخفاض عدد الموظفين أو غيابهم في المؤسسات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي: يتولى الذكاء الاصطناعي أداء الجزء الأكبر من العمل، ما يؤدي إلى تقليص عدد العاملين مقارنة بالماضي. ومع تطور التقنية، تصبح بعض العمليات مؤتمتة بالكامل، مما يوجد مؤسسات أو أعمال تعتمد على الذكاء الاصطناعي بصورة شبه مستقلة.
ارتفاع عدد الموظفين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتعزيز إنتاجيتهم: يعمل الأفراد في هذا النموذج جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي، مستعينين به لإنجاز مهامهم بسرعة وكفاءة أعلى دون أن يتغير جوهر العمل نفسه. يجسد هذا السيناريو الواقع اليومي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل الحديثة.
تعاون عدد كبير من الموظفين ذوي الأفكار المبتكرة مع الذكاء الاصطناعي لتوسيع آفاق المعرفة: في هذا السيناريو، يعمل الأفراد جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي لتجاوز الحدود التقليدية للمعرفة، الأمر الذي يحدث تحول جوهري في طبيعة العمل. يتيح هذا النموذج للبشر البحث عن حلول لمسائل أكثر تعقيد وطموح، من خلال التعاون الإبداعي مع التقنية. ويمكن تطبيقه في مجال الطب الدقيق على سبيل المثال، حيث يعتمد نجاحه على قدرة البشر على الربط بين التخصصات، وتبادل البيانات، وتعميق فهمهم لمفاهيم الصحة والرفاهية.














