عربي وعالمي
الرئيس الإيطالي يقرّ قانون "سان فرنشيسكو" لكن يحذّر: تجاهلتم "سانتا كاترينا"
الخميس 09/أكتوبر/2025 - 10:54 ص

طباعة
sada-elarab.com/781628
أعلن الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا عن المصادقة على القانون الذي يجعل من يوم 4 أكتوبر عيداً وطنياً تكريماً للقديس "فرانشيسكو د'أسيسي"، إلا أنه لم يُخفِ تحفظاته، مشدداً على وجود "نقاط حرجة" في النص الذي تم التصويت عليه في البرلمان.
أشار الرئيس ماتاريلا، في رسالة رسمية موجهة إلى غرفتي البرلمان، إلى أن تخصيص يوم 4 أكتوبر لهذه المناسبة الدينية يتقاطع مع احتفال آخر رسمي يتم في نفس التاريخ، وهو الاحتفاء بـ"سانتا كاترينا دا سيينا"، التي تُعد بدورها شخصية محورية في التاريخ الديني الإيطالي.
تحفظ رئاسي على "إقصاء رمزية دينية أخرى"
الجدير بالذكر أن الرئيس لم يوقف تمرير القانون، بل اكتفى بإضفاء طابعه الرسمي عليه، لكنه أوضح أنه كان من الواجب النظر في التداخل الرمزي بين الشخصيتين الدينيتين، مشيراً إلى أن "المساس بالتوازن بين الرموز الوطنية والدينية يجب أن يتم بحذر شديد".
وفي هذا السياق، شدد على أهمية الحفاظ على حيادية الدولة عند اتخاذ قرارات تتعلق بالهوية الثقافية والدينية، مؤكداً على ضرورة ضمان عدم تهميش أي مكوّن من مكونات التراث الإيطالي المتعدد.
خلفيات القانون ودلالاته السياسية
يُذكر أن البرلمان الإيطالي كان قد أقرّ هذا القانون خلال الأسبوع الماضي بأغلبية واضحة، في خطوة اعتبرها البعض محاولة لتعزيز الرمزية المسيحية في الفضاء المدني، بينما رأى فيها آخرون استجابة لضغوط من جهات كنسية.
علماً بأن سان فرنشيسكو د’أسيسي يُعتبر أحد الرموز الدينية والوطنية الأبرز في إيطاليا، وقد اختاره البابا فرنسيس قدوته الدينية حين تولى منصبه، بينما تُعرف سانتا كاترينا دا سيينا بدورها الكبير في التقريب بين الكنيسة والدولة خلال القرن الرابع عشر.
أصداء سياسية ودينية
وقد أثار هذا القانون جدلاً في الأوساط السياسية والثقافية، حيث تساءل البعض عن مدى ملاءمة ترسيخ رموز دينية بعينها في قوانين مدنية، خاصة في ظل تنوع الخلفيات الثقافية والدينية في المجتمع الإيطالي المعاصر.
وتُشير تحليلات صحفية إلى أن خطوة ماتاريلا، رغم طابعها البروتوكولي، تحمل رسالة واضحة للسلطات التشريعية بضرورة التوازن والحذر عند سنّ قوانين ترتبط بالموروث الديني.
خلاصة الموقف الرئاسي
في ختام رسالته، أكد ماتاريلا أن واجبه الدستوري يفرض عليه احترام إرادة البرلمان، لكنه في الوقت ذاته دعا إلى "تفكير أوسع" يشمل جميع الرموز التي ساهمت في تشكيل الهوية الإيطالية، الدينية منها والمدنية.