اخبار
في اليوم العالمي للقطن.. “ذهب مصر الأبيض يعود من جديد”
الإثنين 06/أكتوبر/2025 - 09:45 ص

طباعة
sada-elarab.com/781049
يتربع القطن المصري طويل التيلة على عرش الأقطان العالمية منذ عقود، لما يتميز به من جودة فريدة وخصائص استثنائية جعلته محط أنظار الأسواق الدولية. وفي اليوم العالمي للقطن، تحتفل مصر بعودة “ذهبها الأبيض” إلى مكانته الرائدة بعد تحقيق إنجازات غير مسبوقة في زراعته وتطوير منظومته الإنتاجية والتسويقية.
فقد أطلقت الدولة المصرية حزمة من الإجراءات الطموحة لإحياء زراعة القطن، شملت إنشاء منظومة تسويق جديدة تربط المزارعين بالأسواق العالمية مباشرة، إلى جانب توسيع الرقعة الزراعية بما يتناسب مع القيمة الاقتصادية العالية للمحصول. كما تم تطوير محالج القطن ومصانع الغزل والنسيج لزيادة القيمة المضافة بدلًا من تصديره خامًا إلى الخارج.
وأكد الأستاذ الدكتور مصطفى عماره، وكيل معهد بحوث القطن والمتحدث الإعلامي للمعهد، أن القطن المصري يُعد المادة الخام الأساسية لصناعة الغزل والنسيج، ويتميز بجودة عالمية فائقة بفضل نعومته الفريدة وطوله واستقامته، ما يقلل الفاقد أثناء عمليات التصنيع. هذه المزايا جعلت كبريات دور الأزياء العالمية تفضّله في صناعة الملابس الفاخرة لما يتمتع به من متانة ولمعان طبيعي.
وأضاف أن القطن المصري من أقل المحاصيل الصيفية استهلاكًا للمياه، كما يناسب زراعته الأراضي الملحية والضعيفة الإنتاج، مما يساهم في تحسين خصائص التربة وزيادة إنتاجيتها. فضلًا عن دوره في توفير فرص العمل وتعزيز الصناعات المحلية، إذ يُعتبر أحد أفضل البدائل للمحاصيل الصيفية إذا توفرت له مقومات النجاح.
الأصناف الحديثة من القطن المصري
وأوضح الدكتور ومره أن الأصناف الحديثة من القطن المصري تنتمي إلى فئة الأقطان طويلة التيلة، ومنها أصناف تناسب الوجه القبلي مثل جيزة 95 و98، وأصناف تناسب الوجه البحري مثل سوبر جيزة 86 و94 و97، إضافة إلى أصناف طويلة التيلة الممتازة مثل إكسترا جيزة 45 و93 و96.
تتميز هذه الأصناف بخصائص تكنولوجية متطورة مثل الطول والنعومة والاستطالة العالية، مما يمنح القطن المصري قدرة تنافسية عالمية تُميّزه عن غيره وتجعله مادة أساسية في صناعة أفخم المفروشات والملابس حول العالم.
كما تمتاز الأصناف الجديدة بإنتاجية مرتفعة وسرعة نضج مع دورة زراعة قصيرة، وتوفر نحو 30% من مياه الري مقارنة بالأصناف القديمة.
التوسع في الرقعة الزراعية وتحقيق الاكتفاء
وأشار إلى أن المساحة المزروعة بالقطن هذا العام بلغت نحو 195 ألف فدان على مستوى الجمهورية، منها 22 ألف فدان في الوجه القبلي و173 ألفًا في الوجه البحري، ومن المتوقع أن تبلغ إنتاجية الموسم نحو 1.4 مليون قنطار زهر.
وتهدف الخطة المستقبلية إلى رفع الإنتاج إلى 10 ملايين قنطار خلال السنوات الست المقبلة، عبر التوسع في الأراضي الجديدة المستصلحة، خاصة بالأصناف المتأقلمة مع التغيرات المناخية.
منظومة تسويق متكاملة للأقطان المصرية
وأكد الدكتور ومره أن الدولة تسعى لاستعادة ريادة مصر ومكانتها التاريخية في إنتاج القطن، باعتباره أحد السلع الاستراتيجية التي تدعم الصادرات وتعزز صناعة الغزل والنسيج الوطنية.
وأشار إلى أن منظومة التسويق الجديدة التي تم تطبيقها منذ عام 2019، جاءت بديلاً عن النظام التقليدي، وتعتمد على البيع بالمزاد العلني والتسويق الحر لضمان أفضل عائد للمزارعين وتحقيق الشفافية في التداول.