عربي وعالمي
أبو الغيط أمام مجلس الأمن: الأمة العربية أمة سلام.. والقضية الفلسطينية في قلب الأزمات
الخميس 25/سبتمبر/2025 - 06:01 م

طباعة
sada-elarab.com/779712
ألقى معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة خلال جلسة الحوار التفاعلي غير الرسمي لأعضاء مجلس الأمن وترويكا القمة العربية على المستوى الوزاري، والتي عُقدت برئاسة معالي السيد تشو هيون وزير خارجية كوريا الجنوبية، حول “التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية”، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الخميس 25 سبتمبر 2025.
وفي مستهل كلمته، هنأ أبو الغيط جمهورية كوريا بتوليها رئاسة مجلس الأمن لشهر سبتمبر، مشيداً بمبادرة وزير خارجيتها لعقد الجلسة، ومؤكداً أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الجامعة العربية والأمم المتحدة. كما ثمّن الدور الذي قامت به الجزائر كعضو عربي في المجلس، متمنياً التوفيق لمملكة البحرين التي ستتولى تمثيل العرب في المجلس ابتداءً من العام القادم.
وأكد الأمين العام أن الأزمات التي تمر بها المنطقة العربية في القلب منها القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن “الوضع في غزة يفوق أي وصف مع تواصل حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل”، ومعتبراً أن السياسات الإسرائيلية تمثل تهديداً خطيراً للاستقرار الإقليمي ولسلامة مسار التسوية على أساس حل الدولتين. ودعا إلى اغتنام الفرصة الحالية لفتح مسار جاد لإنهاء الحرب وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفيما يخص السودان، أشار أبو الغيط إلى خطورة الأزمة وتداعياتها على الشعب والدول المجاورة، مؤكداً حرص الجامعة على التنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيجاد لاستعادة السلام والاستقرار، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والجامعة العربية بشأن الأزمة، بما في ذلك بيان 13 أغسطس 2025.
وبشأن ليبيا، جدد الأمين العام التزام الموقف العربي بوحدة البلاد وسيادتها ورفض التدخلات الخارجية، مشدداً على أن الحل لا يكون إلا سياسياً جامعاً بملكية ليبية، داعياً إلى استثمار خارطة الطريق التي قدمتها ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة.
أما في اليمن، فأكد أن الأزمة المستمرة منذ عشر سنوات فاقمت المعاناة الإنسانية وهددت أمن الملاحة في البحر الأحمر، معتبراً أن الحوار السياسي الشامل بعيداً عن التدخلات الخارجية هو السبيل الوحيد للحل.
وفيما يتعلق بسوريا، شدد أبو الغيط على دعم الجامعة للتعافي ولمّ الشمل الوطني على أسس الشمولية، ورفض أي نزعات انفصالية أو تدخلات خارجية، مديناً الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، ومطالباً مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية المحتلة.
وحول لبنان، عبّر الأمين العام عن تأييد الجامعة لقرار الحكومة حصر السلاح بيد الدولة، مديناً الاعتداءات الإسرائيلية وانتهاك السيادة اللبنانية، ومجدداً الدعم لتطبيق القرار 1701، مع الدعوة لدعم الجيش اللبناني لتعزيز الاستقرار ووحدة البلاد.
وأكد أبو الغيط أن استمرار الأزمات في الدول العربية ينعكس سلباً على الأمن الإقليمي والدولي، مطالباً مجلس الأمن بتعزيز التعاون مع الجامعة العربية وتطوير آليات الإنذار المبكر ودعم جهود الوساطة، معلناً ترحيب الجامعة باستضافة الاجتماع القطاعي السادس عشر بين الجانبين في نوفمبر المقبل حول “حقوق المرأة وحماية الطفل في النزاعات المسلحة”.
كما شدد على أهمية إصلاح مجلس الأمن، قائلاً إن تجربة حرب غزة أثبتت أن المجلس يقف بعيداً عن تطلعات الشعوب، مؤكداً استعداد الجامعة العربية للانخراط بفاعلية في مشروع الإصلاح ضمن المرجعيات الأممية.
واختتم الأمين العام كلمته بالتأكيد على أن الأمة العربية “أمة سلام”، وأن الجامعة ستواصل دعم جهود السلام وتسوية الملفات الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بالتعاون مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بهدف تجاوز مآسي الحروب والأزمات وبناء أسس السلام والاستقرار والتنمية المستدامة.