فن وثقافة
خناقات ومشاكل على المقاهي.. كيف كان يقضي الفنانين في مصر أوقات فراغهم قبل إنشاء نقابة الممثلين؟

قبل أن يتم إنشاء نقابة الممثلين فى 12 ديسمبر 1943، كيف كان يقضي الممثلين فى مصر أوقات فراغهم؟، وتحديدا في عام 1932، وقبل أن يصبح للتمثيل شأن اليوم، كان الممثلون يتخذون لهم مكان يقضون فيه أوقات فراغهم، وهو بار يقع أمام مسرح الكسار وكان اسمه "البار الاوسترالي" أوستراليان بار"، وفي ذلك البار كان يجتمع الممثلون والممثلات للتشاور في أعمالهم أو لحفظ أدوارهم أو للتحدث عن أحوالهم وهم متفرقون، فلما ضاق بهم هذا البار مع مرور الأيام، تحولت جلساتهم إلى قهوة مجاورة له، تقع عند تقاطع شارع عماد الدين والملكة نازلى، وتسمي قهوة "بايرون" وأصبحت هذه القهوة منتدى للممثلين يجتمعون فيه وينضم إليهم بعض الأدباء من المطربين والكتاب والنقاد المسرحيين، حتى وقع خلاف ذات يوم بين أحد الممثلين وصاحب القهوة اضطر معه الممثل إلي تحويل دفته هو وزملاؤه إلى قهوة أخري وحطت بهم الرحال في قهوة تياترو الريحانى، وكانت ملاصقة لمسرح نجيب الريحانى أمام سينما تريومف، فاتخذوها لهم محلا مختارا تلتقي فيها جماعاتهم في الصباح وفي المساء إلي ما بعد أطفاء أنوار المسارح والسينما.
أفلس صاحب هذه القهوة فأغلقت أبوابها ولم يكن أقرب لهم منها غير قهوة رمسيس الثانى المقابلة لمسرح رمسيس فاتخذوها منتدي عاماً لهم، وكانت مقتصرة على ممثلي فرقة رمسيس منذ افتتح هذا المسرح أبوابه.
وفى هذه القهوة التي أطلق عليها اسم قهوة الفن كان يجتمع مديرو الفرق أنفسهم يقطعون أوقات الفراغ بلعب الورق أو الطاولة أو البلياردو، وهي القهوة التي رؤي فيها يوسف وهبى يلعب البلياردو، كما جلس نجيب الريحانى وعزيز عيد وعبد الرحمن رشدي وأمين صدقي وجورج أبيض وغيرهم.
وفكر يوسف وهبى في إنقاذ ممثلي فرقته من الجلوس علي المقاهي العامة أثناء ساعات الفراغ وانتهي تفكيره أخيرا إلى إنشاء ناد خاص يضم بين جدرانه وتتوفر فيها وسائل الراحة والتسلية، واتخذ له مكانا أمام ممثلي مسرح رمسيس ولكنه ما تم أن أقفل أبوابه بعد شهور لأعراض الممثلين عنه.
وتابعت مجلة الكواكب في عددها القديم إلي أنه أشيع أن القهوة العتيدة ستقفل أبوابها، مما جعل المجلة تتحري مصداقية الخبر وتوصلت إلى أن المقر يعمل حتى الآن.
وطالبت محرر جريدة الكواكب الممثلين الذين يغارون على كرامتهم أن يألفوا لأنفسهم نقابة تدافع عن حقوقهم وتلم شملهم ولما عرضوا أنفسهم لحملات الكتاب بين الحين والحين ولما كان هذا أمر طوافهم على المقاهي والبارات، وتساءلت المجلة في نهاية التقرير متي نري للممثلين نقابة قوية عاملة تجمع شملهم وتحقق الغاية التي ينشدها لهم؟.
يذكر أنه تم إنشاء نقابة الممثلين 1943، وبعد عام واحد اختلف المخرجين وانشطر منها "نقابة السينمائيين" في عام 1944، وفي عام 1978، تم وضع قانون إنشاء نقابات واتحاد نقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية في مصر.