عربي وعالمي
فلسطين تشارك في الدورة 97 مقاطعة إسرائيل بجامعة الدول العربية

عُقد اليوم الأحد ٢٥ مايو ٢٠٢٥، اجتماع الدورة 97 لمؤتمر ضباط اتصال المكاتب الإقليمية لمقاطعة إسرائيل في الدول العربية اليوم، بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، بمشاركة وفود تمثل الدول العربية الأعضاء.
ناقش المؤتمر في جدول أعماله العديد من الموضوعات المتعلقة بمبادئ وأحكام المقاطعة العربية، وخاصة ما يتصل بتطبيق الحظر على الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، أو المتورطة في أنشطة تنتهك قواعد المقاطعة. وقد شهد الاجتماع إدراج عدد من شركات الدولية على لائحة الحظر العربية، بسبب عدم استجابتها والتزامها بأحكام المقاطعة، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز فعالية المقاطعة الاقتصادية ضد الاحتلال.
أكّد السفير مهند العكلوك المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية ، خلال كلمته في الاجتماع، أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، يشكل جريمة إبادة جماعية مستمرة منذ ما يقارب 600 يوم، خلّفت أكثر من 180 ألف مدني بين شهيد وجريح ومفقود، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب التدمير الشامل للبنية التحتية والحصار الكامل الذي حوّل القطاع إلى منطقة مجاعة كارثية.
كما حذّر من تصاعد سياسات الاستيطان الاستعماري في الضفة الغربية المحتلة، وتهويد القدس، واقتحامات المسجد الأقصى المبارك، وتهجير السكان، وفرض نظام الفصل العنصري، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لضم 60-80% من الضفة الغربية من خلال سياسات ممنهجة تتضمن دعم المستوطنين المسلحين وارتكاب جرائم موثقة بحق المدنيين الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، رحّب المندوب الدائم لدولة فلسطين بالمواقف التي أعلنت عنها مؤخرًا دول مثل المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، والمتعلقة بفرض "عقوبات مستهدفة" على المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في جرائم بحق الشعب الفلسطيني، معتبراً أن هذه المواقف، رغم تأخرها، تُعد اعترافاً أولياً يجب البناء عليه، من خلال خطوات عملية تشمل وقف تصدير السلاح لإسرائيل، وتعليق الاتفاقيات العسكرية والثقافية والتجارية معها.
كما طالب مندوب فلسطين باستبعاد إسرائيل من المشاركة في الفعاليات الرياضية والثقافية، مؤكداً أن مشاركة إسرائيل في مثل هذه الفعاليات بينما ترتكب جرائم إبادة وتطهير عرقي، تمثل تساهلاً خطيراً مع هذه الجرائم. وأشاد بموقف رئيس الوزراء الإسباني الذي طالب باستبعاد إسرائيل من المشاركة في مسابقة "يوروفيجن"، داعياً إلى تعزيز المقاطعة الثقافية والأكاديمية بوصفها أداة لمواجهة الاحتلال ونزع الشرعية عنه.
ودعا المندوب الدائم لدولة فلسطين الدول العربية إلى إعلان مؤسساتها ومجتمعاتها مناطق خالية من مرتكبي الإبادة والفصل العنصري، وإدراج المنظمات الإسرائيلية المتطرفة على قوائم الإرهاب، وملاحقة المسؤولين الإسرائيليين ضمن "قائمة العار" الصادرة عن القمة العربية، تمهيداً لتقديمهم للعدالة الدولية.
وفي ختام كلمته، شدّد على ضرورة تحويل المقاطعة إلى أداة ضغط فاعلة لوقف الإبادة الجماعية ومحاسبة قادة الاحتلال، موكدا انه لم يعد بوسع أي دولة أو مؤسسة أن تدّعي الجهل، فإما أن تكون جزءًا من الحل أو شريكة في الجريمة.
شارك في الاجتماع إلى جانب المندوب الدائم لدولة فلسطين، كل من مستشار أول د. رزق الزعانين، وسكرتير أول ريهام البرغوثي.