رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
الزراعة تشارك في فعاليات الدورة الثلاثون لمجلس إدارة مرصد الصحراء والساحل بالعاصمة الموريتانية نواكشوط أمين عام نقابة المهندسين السابق: سعر صرف الدولار سيشهد تراجعا مقابل الجنيه خلال الفترة المقبلة بالأرقام .. التضامن الاجتماعي تستعرض أبرز جهودها في سيناء.. انفوجراف ياسر إدريس: منح مصر استضافة كأس العالم للأندية لليد والعظماء السبع أمر يدعو للفخر النائبة شيرين عليش: تحرير سيناء تجسيد لبطولات وتضحيات عظيمة من أجل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن الرئيس الفلسطيني يهنئ الرئيس السيسي بعيد تحرير سيناء البرلمان العربى يرحب بنتائج التحقيق الأممي حول "الأونروا" ويدعو الدول التى جمدت تمويلها إلى استئناف التمويل خبير اقتصادي يرصد أثر التصعيد الإيراني الإسرائيلي على أسعار النفط والذهب عالميا لامبورجينى تطلق (Urus SE) الـ SUV كفئة أقوى بهندسة (hybrid plug-in) رفع محتويات كافية Cr7 بشارع أحمد كامل وكافيه ركن الفاروق بشارع عبد الهادى حسنين العمرانيه الشرقية
أحمد المرشد

أحمد المرشد

مستقبل أكراد العراق.. الواقع والمأمول

الجمعة 15/سبتمبر/2017 - 08:31 م
طباعة

لطالما اعتبرت الدولة الكردية المستقلة هدفا لمعظم الأكراد المنتشرين في 4 بلدان وهي تركيا وإيران والعراق وسوريا، ما يجعلها أكبر قومية دون دولة في العالم، إلا أن مستقبل أكراد العراق في ضوء الاستفتاء الجديد في 25 سبتمبر القادم، يكتب فصلا جديدا في مستقبل الشرق الأوسط.  
فهناك نحو 5 ملايين كردي عراقي يعيشون حاليا في منطقة الحكم الذاتي الكردية شمالي العراق، والتي تتألف من 4 محافظات هي: دهوك وأربيل والسليمانية وحلبجة.
ويرافق حلم إقامة "كردستان مستقلة" هدف آخر يتمثل في الحصول على الأراضي المتنازع عليها والممتدة من مدينة سنجار إلى غرب الموصل، وصعودا نحو مدينة خناقين على الحدود الإيرانية، بالإضافة إلى محافظة كركوك الجنوبية الغنية بالنفط.
إلا أن مساعي إقامة دولة كردية تواجهه العديد من العقبات، التي ينبغي تجاوزها على غرار تهديدها المباشر للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الذي لا يزال هشّا.
فرغم التوقعات شبه المؤكدة بأن عملية الاستفتاء محسومة مسبقا، وذلك بحسب تطلعات حلم الشارع الكردي، والتي تأتي بعاطفية أكثر للاستقلال، باعتبار أنهم يناضلون لهذا الهدف منذ أمد بعيد، إلا أن مستقبل الإقليم يعد غامضا في ضوء التقلبات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالمنطقة.
وحال نجاح الاستفتاء، نجد أن الدولة الكردية المستقلة في العراق لن تكون مطلة على البحر، وبالتالي ستعتمد على تركيا أو إيران نظرا لانفصالها عن العراق، في الوقت الذي يعتبر فيه الكثيرون أن سوريا بلد مقسّم بالفعل.
فمن غير المرجح أن تدعم إيران خطط رئيس الإقليم، مسعود برزاني، لإعلان دولة كردية متاخمة لحدود مقاطعة كردستان التابعة لها (المعروفة باسم كردستان الشرقية).
وتبدي الولايات المتحدة ترددها إزاء الاستفتاء، كما تأتي هذه الجهود في فترة زمنية أقل ما يقال عنها أنها سيئة، في ظل حرب مفتوحة في العراق وسوريا ضد تنظيم داعش وتقلبات سياسية تشهدها المنطقة تحركها أصابع إيرانية تغذي الطائفية وتدعم الإرهاب.
إلا أنه من المحتمل أن يعترف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالاستقلال الكردي في العراق، كون الصد السني الكردي للهيمنة الشيعية في العراق قد يخدم مصالح حكومته.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لعداء مسعود برزاني تجاه حزب العمال الكردستاني، خصم تركيا الكردي في تركيا وسوريا، أن يشكل عنصرا آخرا لضمان قبول تركيا بمسألة إقامة دولة كردية مستقلة، برغم إعلان عدد من المسؤولين الأتراك رفضهم للاستفتاء.
أما الاتحاد الأوروبي فتحفظ على إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان، واعتبر أن مصلحة الشعب العراقي تقتضي بقاء العراق موحدا.
إلا أن خبراء يرون أن الإقليم يواجه آفاقا قاتمة نتيجة الانتكاسات الاقتصادية والأمنية التي يتعرض لها، حيث لا يزال تنظيم داعش يهدد المنطقة الكردية، بالإضافة إلى تقلبات أسعار النفط، الذي يعد المورد الرئيسي لميزانية الإقليم في ظل توتر العلاقات مع حكومة بغداد، ما أدى إلى تفاقم الأزمة المالية، التي ألقت بظلالها على المؤسسات في أربيل.

وفي ظل ذلك، حاول الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، خلال زيارته الأخيرة لأربيل، إقناع رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، بتأجيل الاستفتاء لفترة وإجراء مفاوضات بين أربيل وبغداد برعاية من المجتمع الدولي، إلا أن برزاني رفض ذلك.
فمساعي الأمين العام للجامعة العربية تأتي في إطار وحدة الأرض العربية، في ظل مآسي وتقلبات سياسية تشهدها منطقة الشرق الأوسط مرورا بالأزمة السورية والحرب على داعش، إضافة إلى زعزعة إيران لاستقرار المنطقة.
ويرى مراقبون أن إمكانيات ومقومات الدولة ليست متكاملة لإعلان دولة الكرد المستقلة، فالخلافات لا تزال جوهرية بين الفصائل الكردية، بدليل إصابة البرلمان الكردي بالشلل، كذلك تردي الوضع الاقتصادي، الذي يعتمد على مساعدات الحكومة المركزية، وعدم صرف رواتب الموظفين منذ فترة طويلة.
وأضافوا أن هدف الأحزاب الحاكمة في إقليم كردستان العراق من طرح الاستفتاء هو امتصاص غضب الشارع المحلي وطمأنته بأنه لا يزال يناضل من أجله، ومن أجل الحصول على استقلاله، وأن ما يجري ضغوط على المواطن، هو نتيجة للمطالبة باستقلاله، وهو بذلك ينأى، بنفسه على الأقل، عن أسباب التدهور الاقتصادي في الإقليم ومشاكله الأخرى ليحمل الحكومة المركزية في بغداد أسبابها، وبالتالي فهذه الأحزاب تحاول تقوية مواقعها وتثبت أقدامها وتزيد من تعلق الشارع بها، الذي سوف يعتبرها الاكفأ في قيادة الأكراد لتحقيق أحلامهم.
تصعيد يلوح في الأفق
وعلى الرغم من توحد الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية في مواجهة الخطر المشترك المتمثل في تنظيم داعش، إلا أنه مع اقتراب زوال هذا العدو، برزت الأجندات المتناقضة لكليهما، خاصة مع لجوء أربيل إلى فتح ملف الانفصال بقوة.
وتأتي جهود برزاني الهادفة إلى الانفصال عن بغداد، ضمن محاولات تشتيت الانتباه عن القضايا الداخلية في الوقت الحالي، والتي يأتي على رأسها أزمة رئاسة الإقليم، وذلك بالسعي لتشتيت جهود معارضيه الرافضين لبقائه في منصبه، من خلال دفع قضية الانفصال للصدارة في ضوء كونها قضية قومية داخلية.
ومن الواضح أن المواجهة الحالية بين بغداد وأربيل حول قضية الانفصال وحّدت الحزبين الرئيسيين في الإقليم، وهما الحزب الديمقراطي وحزب الاتحاد الوطني، برئاسة جلال طالباني، وهو ما يصب في صالح رئيس الإقليم، مسعود برزاني، المنتهية ولايته منذ أغسطس 2015.
ورغم اجتماع القوى الكردية باختلاف أطيافها على حتمية الانفصال عن بغداد، فإن بعض تلك القوى، وفي مقدمتها حركة التغيير، ترى ضرورة إيجاد أرضية وظروف مناسبة قبل الاستفتاء على الانفصال، وفي مقدمة ذلك حل أزمة الفراغ المؤسسي الحالي في الإقليم.
وبشكل عام، يمكن القول إن العلاقة بين بغداد وأربيل ستكون أكثر حدة في مرحلة ما بعد داعش، في ضوء إصرار، برزاني، على المضي قدما نحو إنجاح الانفصال عن الحكومة المركزية، وذلك استنادا إلى الأوراق التي يملكها.
ومن المتوقع في هذا الإطار أن يتزايد مسعى إقليم كردستان للضغط بقوة بورقة الانفصال خلال الفترة المقبلة للحصول على أعلى مكاسب ممكنة تتناسب مع حجم الإنجاز الذي حققته قوات البشمركة في الحرب ضد داعش، والسعي لوضع الحكومة المركزية في موقف رد الفعل، بما يعظم من حجم المكاسب التي سيأخذها الإقليم من بغداد بعد الجلوس على مائدة التفاوض.

وحال استقلال الإقليم، ستنعش خطوة أكراد العراق نظراءهم في إيران، حيث من المتوقع تكثيف الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (الذي يرتبط بعلاقات واسعة مع باقي الأحزاب الكردية الإيرانية المسلحة مثل حزب بيجاك) من عمله المسلح ضد النظام الإيراني انطلاقًا من مقره بجبال قنديل الواقعة على الحدود الإيرانية العراقية.
ومن المتوقع كذلك أن يسعى أكراد سوريا إلى استغلال هذه التطورات للدفع نحو إقامة نظام فيدرالي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم بشمال البلاد (مناطق روج آفا بالكردية)، والتمهيد لفرض ذلك كأمر واقع على باقي الأطراف المنخرطة حاليا في الصراع السوري، سواء كانت محلية أو دولية، وطرح أنفسهم كطرف أساسي في أية معادلة سورية قادمة.
وستعطي التحركات الانفصالية لأكراد العراق دفعة ليس لأكراد المنطقة وحدهم، ولكن لطوائف أخرى في منطقة الشرق الأوسط، لمناقشة التوجه الانفصالي نفسه، ومحاولة تسويقه إقليميا ودوليا.
وفي هذا الصدد من المتوقع تكثيف بعض القوى السنية العراقية من تحركاتها الممهدة للانفصال عن الدولة العراقية، والبناء على الاجتماعات الدورية المكثفة التي تقوم بها قوى سنية خارج العراق لبحث هذا الشأن.
وفي ظل ما سبق، سيضيف الاستفتاء بشأن قيام دولة كردية مستقلة، الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى الانفصال عن العراق بحكم الواقع، إن لم يكن بحكم القانون، عنصرا متقلبا جديدا إلى الساحة السياسية في الشرق الأوسط.
 
كاتب ومحلل سياسي بحريني








إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads