رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

الاشراف والقبائل العربية

الجزء الاول : السيدة نفيسة الصغرى بنت سيدنا حسن الأنور رضى الله عنهما بالقاهرة ..

الخميس 03/نوفمبر/2016 - 06:07 م
صدى العرب
طباعة
بقلم. الإعلامي والمؤلف. إسلام يحيى سليم



مسجد السيدة نفيسة - رضي الله عنها - بمصر القاهرة



" إنى أحببت المصريين حباً جـمـاً ، وأتمنى أن تكون مقبرتى فى مصر فلا أفارقهم حية ولا ميتة " ..

هكذا قالت السيدة نفيسة رضي الله عنها الملقبة بكريمة الدارين والصغرى أيضاً ، المولودة يوم الاربعاء الموافق الحادى عشر من شهر ربيع الأول سنة 145 هجرية بمكة المكرمة .


وهي السيدة نفسية بنت السيد حسن الأنور الأنور ( ويشتهر بالأكبر كذلك ) بن السيد زيد الأبلج بن سيدنا الحسن بن سيدنا الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنهم أجمعين ، زوج السيدة فاطمة الزهراء البتول بضعة سيدنا ومولانا الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .


عرش الحقائق مهبط الأسار ** قبر النفيسة بنت ذى الأنوار

حسن بن زيد الحسن نجل الإمام ** علي ابن عم المصطفى المختار


أما السيدة " نفيسة الكبرى " فهي نفيسة بنت الإمام زيد الأبلج بن الإمام الحسن السبط بن الإمام علي رضي الله عنهم ، فهي عمة نفيسة الصغرى ، لأنّها أخت والدها السيد حسن الأنور بن زيد الأبلج ، كما أنها شقيقة السيدة رقية بنت زيد رضي اللّه عنها .


ولم يجمع المؤرخون على شيء إجماعهم على أن السيدة نفيسة بنت الحسن مدفونة بمشهدها بمصر .


وقد أخذ اسم نفيسة من النفاسة ورفعة الشأن والشرف ، وقد قضت صباها بالمدينة ملازمة القبر النبوي الشريف في أغلب الأوقات  ، وكان والدها السيد حسن الانور يسمى شيخ الشيوخ وكان والياً على المدينة المنـورة من قبل أبى جعفر المنصور ، وكان إماما عالما جليلا ومن كبار آل البيت ويعد من التابعين ،عاش حياتة حافلة بالخير وجليل الأعمال وكريم الخصال .. ولعل والدها تنبأ بـها بأن تكون لـها شأن عظيم بين الصالحين والصالحات فقد بدأت فى سن مبكر فى تـلاوة القرآن الكريم بـمفردها ثم عملت على حفظه فى خلال سنة وكانت تؤدى الصلوات الخمس مع والديها فى المسجد الحرام وهى فى سن السادسة ، كما جاء خطط الـمقريزى ، ولما ترك الإمام الحسن الأنور والد السيدة نفيسة ولاية المدينة خلفه عليها زوجها " إسحاق المؤتمن " بن جعفر الصادق والياً للعباسيين ، فهي بنت أمير وزوجة أمير ، من أهل البيت .



تزوجت السيدة نفسية من إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن سيدنا الحسين بن الإمام على رضى الله تعالى عنهم ، واخواتها هم : أبو القاسم ، محمد ،   على ، إبراهيم ، زيد ، عبيد الله ، يحى المتوج بالأنوار ، اسماعيل ، إسحاق ، أم كلثوم .



اصطحبها والدها وقد بلغت الخامسة من عمرها إلى المدينة المنورة وأخذ يلقنها أمور دينها ودنياها فكانت تذهب إلى المسجد النبوى تسمع من شيوخه وتتلقى الحديث والفقه من علمائه ، وأشهر من التحقت بمجالسهم " الإمام مالك " وقد قرأت كتابه " الموطأ " وناقشت كل القضايا وبدأت تزداد معرفة ، وكانت السيدة تفيسة رضى الله عنها تتمتع بحسن بارع وجمال رائع عـلاوة على إقبالـها على طلب العلـم وما امتازت به من حميد الأخلاق والشمائل ، لذلك فعندما بلغت كريمة الدارين سن الزواج تـهافت على خطبتها الكثير من شباب أشراف قريش وكان والدها يأبى إجابة طلبهم ويردهم رداً جميلاً إلى أن أتاه إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق رضى الله تعالى عنهما ، وكان دار الحس قبالة دار جعفر الصادق من هذا فخطبها من أبيها فلم يرد عليه جوابا ، ولقب إسحاق المؤتمن لشدة إهتمامه بالأمانات وشهد له الجميع بالدين والصلاح ، وذهب اسحاق المؤتمن إلى المسجد النبوى ودخل الحجرة النبوية الشريفة ووقف تجاه القبر فى خشوع وإجلال فقال : ( يا رسول الله إنى خطبت نفيسة بنت الحسن من أبيها فلم يرد على جوابا وإنى لم أخطبها إلا لخيرها ودينها وعبادتها ) ثم انصرف وقد انشرح صدره واطمأنت نفسه ، وفى تلك الليلة رأى والدها الحسن جده المصطفى صلى الله عليه وسلم فى المنام وهو يقوك له : ( يا حسن زوج نفيسة من إسحاق المؤتـمن ) فقد زوجها والدها له بعد أن رأى رسول الله وتم العقد عليها فى يوم الجمعة الخامس من رجب سنة 161 هجرية وكان عمرها 15 سنة وثلاثة شهور تقريباً وبذلك يكون قد اجتمع نوران من بيت النبوة ، سيدا شباب أهل الجنة فجدها سيدنا الحسن رضى الله عنه وزوجها جده سيدنا الإمام الحسين رضى الله تعالى عنه .

وقد رزقت السيدة نفيسة من زوجها إسحاق المؤتـمن ولدين هما : " الـقاسم " " وأم كلثوم " ، ولم يعقبا كما جاء في الخطط المقريزية رضي الله تعالى عنهم أجمعين .


وحجت السيدة نفيسة مع زوجها ثلاثين مرة وكانت معظمها ماشية على قدميها اقتداء بجدها الإمام الحسن الذى قال : ( إنى لأستحى من ربى أن ألـقاه ولم أمش إلى بيته ) .  



عاشت السيدة نفيسة زاهدة عابدة كانت تصوم النهار وتقوم الليل وكانت رغم ثرائها لا تأكل إلا أكلة واحدة كل ثلاثة ليال وكانت تتفانى فى طاعة الله عز وجل ، وتقول لزينب بنت أخيها يحيى المتوج بالانوار : ( خدمت مع عمتى نفيسة أربعين سنة فما رأيتها نامت الليل ولا أفطرت النهار فقالت لها أما ترفقين بنفسك ؟ فقالت : كيف أرفق بنفسى وأمامى عقبات لا يقطعها إلا الفائزون ) ، وكانت رضى الله تعالى عنها تتحلى بالصبـر عنـد الشدائد والعطف على المساكين ونصرة الضعيف وعيادة المريض وكانت تؤمن بأن من عبد الله تعالى مخلصا كان الكون مسخرا له .



نزولها إلى مصر ومنازلها فيها :


وفي العشر الأواخر من رمضان نزلت مصر مع زوجها وأبيها وابنها وبنتها لزيارة من كان بمصر من آل البيت ، بعد أن زارت بيت المقدس وقبر الخليل ، واستقبلها أهل مصر عند العريش أعظم الاستقبال وكان ذلك في 26 من شهر رمضان سنة 193 هجرية ، وذلك قبل أن يقدم إليها  " الإمام الشافعى " بخمس سنوات وكان ذلك فى ولاية " الحسن بن التختاخ " والي مصر من قبل " هارون الرشيد " ، وكان استقبالـها بالعريش استقبالا رائعا تلقوها الرجال والنساء مرحبين بها  يهللون ويكبرون حتى وصلت مصر ونزلت عند كبير تجار مصر في داره الفاخرة

" جمال الدين عبد الله الجصاصى " وكان من أهل الصلاح والبر والتقوى وأقامت عنده عدة شهور معززة مكرمة تتوافد عليها جموع الناس من جميع أنحاء الأقطار يلتمسون بركاتها ويرجون من دعائها ، ثم انتقلت إلى دار " أم هانىء " بجهة المراغة المشهورة الآن بالقرافة .



وكان ممن يحضرون مجلس الإمام الشافعى الذى كان يكثر من زيارتها والتبرك بـها وكان يصلى بـها التراويح فى شهر رمضان ويسألها الدعاء وحين مرض الإمام الشافعى أرسل إليها كعادته يلتمس الدعاء فقالت : متعه الله بالنظر إلى وجهه الكريم ولما سمع الإمام هذا عرف أنه لاحق بربه فأوصى أن تصلى عليه صلاة الجنازة ، ويوم مرض " بشر بن الحارث " وكان دائم التردد عليها فعادته السيدة نفيسة وبينما هى فى زيارته دخل الإمام " أحمد بن حنبل " يزوره أيضا فلما عرفها طلب من بشر بن الحارث أن يسألها الدعاء فقالت : ( اللهم إن بشر بن الحارث وأحمد بن حنبل يستجيـران بك من النار فأجرهما يا أرحم الراحمين ) .



ومن كراماتها :


انه كان هناك سيدة تدعى أم هـانى رجتها أن تقيم بدارها وكانت امرأة ورعة تقية صالحة فقبلت السيدة نفيسة وانتقلت إليها وكان الزوار يزورنها ويتبركون بها وكان بجوار أم هانى رجل من اليهود يقال له " أبو السرايا أيوب بن صابر " وله ابنة قعيدة ، وفى يوم من الأيام توجهت بها أمها إلى السيدة نفيسة واستأذنتها فى بقائها فى حماها إلى أن تعود من حمامها فتركتها فى رد هة الدار ومضت إلى الحمام حتى إذا جاء وقت الصلاة - صلاة الظهر نـهضت السيدة نفيسة رضى الله عنها لوضوئها والبنت الصغيرة القعيدة ترقبها - وكان ماء الوضوء - يجرى فى مجرى بالردهة إلى بئر تحت عتبة الدار ، فألهم الله عز وجل البنت أن تزحف من مكان قعدتـها لتصل إلى ذلك المجرى زاحفة فأخذت فى تقليد السيدة نفيسة فيما تفعـل من غسيل وجهها ويدها ورجليها وما أن غسلت رجليها من فضل وضوء السيدة نفيسة حتى قامت واقفة وزال عنها العجز ، وعندما عاد أبوه وعرف بالمعجزة ذهبا إلى السيدة نفيسة يطلبان أن تشفع لهما بالتوبة فما أن انتهت من دعائها حتى نطق أبو السرايا الشهادتين وسرى الخبر تلك الجهة فأسلم أهلها وكانوا أكثر من سبعين بيتا من اليهود ، ثم سر الخبر فى مصر فهرع إليها حشود من البشر يلتمسون عندها البركة وازدحمت بـها الدار ففكرت السيدة نفيسة فى مغادرة مصر حيث تعود إلى مدينة رسول الله صلى الله علية وسلم لتقضى بقية عمرها فى هدوء وعبادة ولما علم أهل مصر بذلك شق عليهم أن تفارقهم ، فالتمسوا منها العدول عن عزمها ورجوها البقاء بينهم ولكن أصرت على طلبها فلجأوا إلى والى  مصر " السرى بن الحكم بن يوسف " فانتقل اليها يستعطـفها ويطلب منها البقاء فقالت : ( إنى كنت قد عزمت المقام عندك ، غير أنى امرأة ضعيفة وقد تكاثر الناس حولى وأكثروا من زيارتى فشغلونى عن أورادى وجمع زادى لمعادى ، غير أن منزلى هذا يضيق لهذا الجمع الكثيف والعدد الكبير ولقد زاد حنينى إلى روضة جدى المصطفى صلى الله عليه    وسلم ) ، فقال لها السرى : ( يا ابنة رسول الله إنى كفيل بإزالة ما تشكين منه وسأمهد لك السبيل  وأهيئ لك ما فيه راحتك ورضاؤك ، أما ضيق المنزل فإن لى دارا واسعة بدرب السباع وإنى أشهد الله تعالى أنى وهبتها لك وأسألك أن تقبليهـا منى ولا تخجلينى بردها على ) ، فقالت بعد سكوت طويل : ( إنى قد قبلتها منك ، وقالت : يا سرى كيف أصنع بهذه الجموع الكثيرة والوفود الغفير  ) ، فقال : ( تتفقين معهم على أن يكون للزوار فى كل جمعة يومان وباقى الأسبوع تتفرغين   لعبادتك ، أى : السبت والأربعاء للناس ) .



بعض مآثرها :


وكان أهل مصر ربما شكوا إليها انحراف الوالي فوعظته وحذرته ، وذكرته بعذاب اللّه وحقوق النّاس ، فما تزال به حتى يفىء إلى أمر اللّه.


وكانت مستجابة الدعاء ، فما دعت لأحد إلا استجاب اللّه له .


وكانت على شيء من طب العيون ، تجمع فيه بين الطب المعتاد والطب الروحي ، فيشفي اللّه قصادها ، ولهذا كان يهرع مرضى العيون إلى مشهدها بعد وفاتها التماسا للشفاء ، وكان من كراماتها أن أقامت الحكومة إلى جوار مشهدها مستشفى لأمراض العيون عرف باسمها ، لكن الحكومة عادت فنقلته إلى مكان آخر ثم غيرت اسمه مع الأسف الشديد .



ويقول سلفنا الصالح رضوان الله عليهم إن لـها مائة وخمسين كرامة منها أن النيل قد توقف فى أوان الوفاء وضج الناس وأتوها فأعطتهم قناعا وقالت اطرحوه فى النيل فلما طرحوه فى النيل فوجئ الناس من ساعته بتدفقه ، وتقول زينب بنت أخيها : ( خدمت عمتى أربعين سنة فما رأيتها نامت بليل ولا أفطرت بنهار إلا العيدين وأيام التشريق .. وقالت كنت أجد عندها ما لا يخطر بخاطرى ) .


ومن أقولها :


( ولا يـظلم ربك أحد ) ، ( لا مناص من الشوك فى طريق السعادة فمن تخطاه وصل ) ، ( إن الصلاة صلة بين العبد وربه وهى المفتاح الذى تفتح به خزائن الروحانيات وركعتان توفرت فيهما هذه الصلة خير مـن ألـف مــن الركعات المجردة منـها ، فإذا سجدت فـاذكر أنـك وضعت أكرم ما فى الانسان وهو رأسه فى الأرض طاعة لربه واعترافا بفضله وخوفا منه ) .




https://scontent-cai1-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/1384258_4798122407024_6718298848887726110_n.jpg?oh=adc20925e64445f6027ccab39c59a3fa&oe=5829C4D9


أقدم صورة مصورة لمسجد ومقام السيدة نفيسة العلوم رضى الله عنها وأرضاها
تعود لعام 1897ميلاديا



إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر