رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
هاني أبو الفتوح

هاني أبو الفتوح

الرشوة الحلال

الأربعاء 30/أغسطس/2017 - 12:09 ص
طباعة
إستفتى أحد الفاسدين رجل دين من إياهم قائلاً "هل يجوز يا مولانا أخذ هدية مالية وعزومة على رحلة حج  لي وللعائلة على شوية ذهب مقابل تسهيلات في العمل لمواطنين شرفاء عندهم شوية تجاوزات بسيطة . اصل عندهم عمارات مخالفة في 10 أدوار وناس حاطة ايدها على كام فدان ومحلات بدون ترخيص، وأنت سيد العارفين روتين الحكومة. والله ده احنا بنسهل للناس". 

 رد عليه عم الشيخ "وماله يا ابني يجوز طبعا مادام نيتك خير وبتسهل على الناس ودي هدية . وكمان  هترجع من الحج عالزيرو بدون ذنوب" .

تخيلت هذا الحوار الهزلي قد حدث بالفعل حينما تصور المرتشي أنه يمكن أن يتقرب الى الله بتأدية الحج أو العمرة بالحصول على رشوة تغطي تكاليف الرحلة المقدسة. وأنني أتعجب أيُّ شيطان أقنع المرتشي أن يحصل على فتوى لكي يريح ضميره وتمهد للحصول على صك الغفران؟ أيُّ إِبليس حلل الحرام وأضله  باتباع هواه ظناً منه أن الحج الذي حصل عليه كرشوة سوف يتقبله الله ويرجع كيوم ولدته أمه مغفور الذنوب؟ هذا هو الحال في أحدث قضية كشفتها الرقابة الادارية في سلسة فساد المحليات. بل والأكثر مدعاةً للدهشة أن محافظة الأسكندرية مازالت تسجل رقم قياسي في الفساد في قصة بطلتها هذه المرة سيدة من كبار المسؤولين.

 في قصة فساد حديثة ألقت الأجهزة الأمنية القبض على  السيدة نائب محافظ  الاسكندرية بمكتبها بمقر محافظة الإسكندرية، بالإضافة إلى 5 من رجال الأعمال، فى نفس التوقيت، وتم مواجهتها بالتهم المنسوبة إليها التى تضمنت الرشوة والتربح بطرق غير مشروعة. الجديد في هذه القضية هو أن المتهمة تقاضت رحلة حج كهدية من أحد رجال الأعمال ألى جانب مبالغ مالية وعطايا مادية ومصوغات ذهبية. 

كم هو رائع الفاسد والمفسد الذين ابتكروا الحج والعمرة كرشوة! وبما أني أتحدث عن الجديد في مجال الرشوة، ولأن الشيء بالشيء يذكر، في قضية سابقة بطلها صلاح هلال، وزير الزراعة ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية السابق، ذكر قرار الاتهام أن المتهم بصفته موظفا عموميا طلب وأخذ لنفسه ولغيره، عطية لأداء عمل من أعمال وظيفته، بأن طلب من رجل أعمال بواسطة متهمين أخرين عضوية عاملة له ولأسرته بالنادي الأهلي، وملابس وأحذية له ولنجله من متجرين شهيرين لبيع الملابس الباهظة، وهاتفين محمولين، وإقامة وإفطار خلال شهر رمضان بأحد الفنادق الفارهة بالقاهرة الجديدة، وعقار بمنتجع بالم هيلز بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، وصيدلية بمحيط مسكنه، ونفقات أداء فريضة الحج له و6 من أفراد أسرته بقيمة 11 مليونا جنيها على سبيل الرشوة. هذا الفاسد أردا متاع الدنيا في هيئة هدايا عينية ومزايا، كما أراد أن يحج هو وعائلته إبتغاء غفران الذنوب ودخول الجنة. دلونى على عاقل واحد يستطيع أن يشرح لى أي منطق استخدمه الفاسد يستقيم مع العقل السليم؟

بيت القصيد فى هذا الحديث ألخصه في قول رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51] . فهل يعلم الفاسد أن الله لن يتقبل منه حج من مال حرام، وأن ما حصل عليه من طعام و ملابس وهدايا وغيرها إن استمتع بها في الدنيا، فهي في الآخرة طوق من نار في عنقه. 


إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads