رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
بقلم: أحمد اسماعيل

بقلم: أحمد اسماعيل

"نبيذ الأندية" يسكر عقول الشباب..وسر "الجملة" التى كشفت "الوجه القبيح" للرياضة

السبت 18/يوليو/2020 - 05:46 م
طباعة
‎الأخطر على مصر، من «سد النهضة» و»الإرهاب»، هو الأجيال الجديدة، الذين من المفترض أن يحملوا  راية الوطن فى المستقبل فالغالبية منهم «عقولهم فارغة»، وطموحاتهم محدودة، ويلهثون وراء «التفاهات» وكأنها مستقبلهم الآمن؟!!!

‎الملفات الشائكة سالفة الذكر بين أيادى الزعيم عبد الفتاح السيسي، الذى يجيد فنون «النجاة» فى الأوقات العصيبة، مثلما فعلها مع «الإخوان» فى وقت كان يري  المصريون استحالة الإطاحة بهم من الحكم.

‎من يتابع «الفيسبوك» على مدار الأيام الأخيرة، و»كوميديا الصراع» على لقب «نادى القرن» بين الأهلى والزمالك، واستخراج مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك شهادة من وزارة التموين وعلامة تجارية باسم «الزمالك نادى القرن الحقيقي»... سيكتشف حجم سطحية الأجيال الجديدة، وكأنها قشور عقول لم يكتمل نموها، فانقلب الفيسبوك إلى حرب أهلية بين جمهور الناديين، وملايين التعليقات والقفشات، ولكن اللافت للنظر مصطلح شعب الأهلى والزمالك؟؟؟ وربما هذا المصطلح يمكن تجاوزه باعتباره مجازياً.

‎وربما من الممكن التجاوز عن تعصب كل جمهور لناديه، والتجاوز عن «القفشات»، وحتى التجاوز عن «الألفاظ البذيئة» التى أصبحت من البنات مثل الشباب.

‎ولكن الذى لا يمكن التجاوز عنه، دون دبلوماسية، هو أن غالبية هذا الجيل يعانى من «سطحية» تمثل خطراً على الوطن، جيل بـ»لغة» أبناء البلد «خرع»، توافرت له وسائل الدلع لم تكن متاحة لأجيال سابقة قضت نصف عمرها بين القناتين الأولى والثانية، والنصف الآخر فى مشقة البحث عن الذات والعمل، وبناء أسرة، جيل السواد الأعظم منه لم يذق معنى الحرمان لـ»تنشف عظامه».

‎ولم تعد الأسرة المصرية قادرة على فرض هيمنتها على هذا الجيل، الذى أصبح يملك العالم بين يديه من خلال الهاتف المحمول، الذى يمنحه كل شيئ، ويبحر به فى جميع المجالات الفنون والرياضة والمواقع الأباحية.

‎ولست ضد الرفاهية المطلقة، لكن مع هذا الانحراف الأخلاقى والترفيهي، لابد أن يكون لديهم الطموح وتحقيق الذات، وتنمية مهاراتهم، وألا يهدروا هذه المساحات الزمنية من أعمارهم فى التعصب لنادٍ، لابد أن يكون انتماؤهم لأنفسهم أولاً.

‎ اللاعبون ليسوا «أنبياء» أو» قديسين» بل من يدخل مطبخ الأندية عن قرب، سيكتشف أن هؤلاء اللاعبين يفتقدون الانتماء وأنتم تمنحونهم النجومية والمجد وتنشرون صورهم وكأنهم «رهبان» رغم أنهم يدمنون رائحة المال والملذات.

‎وسأروى واقعة حدثت معى منذ قرابة «10 سنوات» كان أحد نجوم الأهلى انتقل إلى نادى الاتحاد السكندرى، وكنت أنتقد وقتها تصرفاته فى الملعب ورعونته، وفى ذات مرة التقينا فى ندوة لـ»مرتضى منصور» بنادى سموحة.

‎ وأخذ يعاتبنى هذا اللاعب على انتقادى له، ولعنت الظروف السوداء التى جمعتنى به، رغم أن البعض كان يسعى لالتقاط الصور معه، فإننى لا أرى فيمن يرتدى فانلة وشورت ويرقص بالكرة، نجماً، بل مجرد شخص عادى.

‎شعر «اللاعب الشهير» أن نزعة الانبهار به مفقودة لدي، خاصة وأن أسلوبه فى الكلام ونبرة صوته أشبه ببائعى المخدرات على نواصى الشوارع، ففوجئت به يقول لى: «أنا عارف إنك بتاع حريم وحشيش»، فابتسمت ابتسامة صفراء، فأكمل قائلاً: «أنا ممكن أجيبلك حشيش..لكن حريم ماينفعش ياصاحبي».

‎فقلت له: «أنا مابحبش الحشيش.. مين اللى قالك كده.. وإيه حكاية الحريم دى كمان.. يا راجل حرام عليك أنا لسة متجوز جديد».

‎فقال لى بثقة: «أنا عارف عنك كل حاجة».

‎فابتسمت مرة أخرى ابتسامة صفراء، وحتى أتخلص من نبرة صوته العشوائية، أقسمت له بأننى لن أكتب عنه بصورة سيئة مرة أخرى، ولم أفعلها مرة أخرى، فلست على استعداد لخوض التجربة مع هذا الصوت مرة أخرى، وهذا اللاعب عينة من هؤلاء اللاعبين الذين ترونهم نجوماً، وهم فى الواقع أصحاب أفكار وأخلاق تبدو «بوهيمية».

‎وأنقذنى صوت مرتضى منصور، من هذا «المختل»، فقد بدأت الندوة، حيث خيم الصمت على الجميع، وكان وقتها مرتضى منصور، فى أوج بريقه، وعلقت بأذهانى جملة قالها رئيس الزمالك فى الندوة: «الإنسان ممكن يغير دينه..لكن ناديه لأ».

‎جملة كاشفة بأن الأنسان يتحول إلى «عبد لناديه» دون أن يشعر، وتصل به العبودية لدرجة الاقتتال وهو ما حدث فعلياً فى أحداث فبراير 2012، ومقتل قرابة «74» مشجع أهلاوى باستاد بورسعيد، فى كارثة من أبشع الكوارث فى تاريخ كرة القدم.

‎أيها الشباب لا تفرطوا فى تناول نبيذ الأندية، إعشقوا الأندية كما تريدون، لكن لا تتركوا أنفسكم عبيداً، بهذه الصورة، فهناك لاعبون قابعون فى مخيلتكم على أنهم أنبياء وقديسين، ولكم فى «القديس الخائن» أبو تريكة آية، فقد باع وطنه وأصبح يتحدث كمواطن قطرى، بعد أن منحه المصريون الشهرة والجاه.

‎عزيزى الشاب لن تبقى لك سوى طموحاتك وأحلامك، ثم يأتى أى شىء آخر.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads