رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
حملة مكثفة لأعمال مكافحة ناقلات الأمراض على مستوى مدينتي دمنهور وكفر الدوار بالبحيرة لتجنب التلاعب بوزن "الرغيف".. مطالب ببيع الخبز الحر والفينو بـ"الكيلو" سفيرة البحرين : زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين فوز الأهلي المصري وأهلي بني غازي الليبي.. انتهاء مواجهات اليوم الأول من مباريات مجموعة النيل ضبط 2000 لتر سولار وبنزين تم تجميعهم داخل عهده باطنية غير مرخصة و 500 كجم أسمدة ومبيدات زراعية منتهية الصلاحية بالبحيرة حملات تموينية ورقابية لضبط الأسواق بالبحيرة جوميز يعلن قائمة الزمالك استعدادًا لمواجهة دريمز الغاني بالكونفيدرالية فوز 3 طالبات بكفر الشيخ بمسابقة «مصر في عيون أبنائها» على مستوى الجمهورية منصة موبي تبدأ عرض الفيلم القصير البحر الأحمر يبكي للمخرج فارس الرجوب قطر تعرب عن أسفها البالغ لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة
 د . نسرين فؤاد

د . نسرين فؤاد

كورونا.. فيروس المسئولية

الإثنين 06/أبريل/2020 - 03:13 م
طباعة
يقول الله تعالى : "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" صدق الله العظيم الآية ٢ من سورة المائدة، بهذه الآية الكريمة دعي الله تعالي الي مكارم الاخلاق والتعاون والتحلي بالمسئولية. فلاتستقيم حياة ولا تستقيم اى مجتمعات الا بتضافر جهود جميع أفرادها، فعندما تغلب الأنانية والفردية على سمات الأشخاص تضيع كل الحقوق ولانعرف للواجب طريق، و المسئولية المجتمعية  تعد من أهم الأسس التى تقوم عليها حياة المجتمعات وحياة الأفراد وتعد مكسبا لدى الفرد عندما يجد ان دوره محرك رئيسى فى أحداث مجتمعه من خلال مآزرة الآخرين فى حل المشكلات ومجابهة الازمات.
ونحن الآن فى أشد الحاجة إلى أن نتفهم ان لكل منا دور مهم ومؤثر يجب أن نؤديه بكل ضمير ووعى، لذا تبرز  اهميةمشاركة الفرد فى خدمة مؤسسات المجتمع كل حسب إمكانياته وقدراته ومواهبه فى مختلف الظروف وفى الظروف الصعبة بشكل خاص.
يقول لاعب كرة السلة الشهير مايكل جوردن:"الموهبة تجعلك تفوز بالألعاب، ولكن العمل الجماعي يجعلنا نحصد البطولات".
العالم اليوم يتعرض لجائحة عالمية .. مرض لعين لايفرق بين كبير أو صغير .. بين مسئول مهم أو مواطن عادى، فيروس كورونا مرض نعم ولكنه استطاع ان يوحد الاعراق بالألم .. ويزيق الجميع مرارة الموت .. وتعدى انتشاره كل الحدود الجغرافية بدأ بالصين بؤرة ومصدر الفيروس ليشمل كل أنحاء العالم تقريبا، مافرض على كل الدول ضرورة اتخاذ كل التدابير الاحترازية الصارمة لوقف تفشيه الحاصد للأرواح.
تسبب فيروس كورونا الجديد فى تغيير جميع مسارات البلدان السياسية والاقتصادية، وكشف بدوره على قدرة الدول والحكومات الحقيقية على الصمود ومجابهة الوباء بشكل فردى، وبرزت هنا أهمية المجتمع المدنى المكون من أفراد المجتمع الواحد ذلك فى تحقيق المساندة الحقيقة فى اطار عمل جماعى لايستمر بالإكراه بل بالإيمان بأن منظمات ومؤسسات الدولة لن تستطيع وحدها انجاز المهمة الصعبة.
فمن اهم سمات منظمات المجتمع المدنى التطوع اللاإرادى وغير الجبرى والشعور بالمسؤولية تجاه الوطن وتجاه الاخرين دون أن يُطلب منهم ذلك حتى وإن كان هذا الدور مجرد يقتصر على النصح والتوجيه لمن يتغافل عن الخطر الذى لاشك مهدد حقيقى لحياتنا وحياة أسرنا.
ومما لاشك فيه اننا بحاجة ماسة إلى ترتيب البيت من الداخل بعد أن اغلقت أبواب الدول على نفسها وعلينا جميعا أن نستعيد شخصية الفرد السوى والمواطن الايجابي، المواطن القادر على تحمل مسؤولية نفسه ومسؤولية من حوله ومسؤولية مجتمعه، من خلال ممارسات يومية بسيطة لاتكلفه كثير من الوقت او الجهد او المال فقط "ابتعد".. هل من الأمور الصعبة؟ لا أعتقد ذلك.
تقول دكتورة رولا دشتى الأمين التنفيذى للجنة الأمم المتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغربى آسيا(الأسكوا) :" إننا أمام أزمة انسان، أزمة مواطن، أزمة معيشة" ف كورونا ليس فقط أزمة صحية، بل أزمة انسانية على جميع الاصعدة سينتج عنها تداعيات اقتصادية دون شك فالاقتصاد مبنى اساسا على البشر وانا كان الإنسان هو المتضرر فمن البديهى ان يُضر الاقتصاد.
لدينا الان حظر تجول نصفى تم على اثره إغلاق للمحال التجارية وتعطيل الأنشطة الاقتصادية والخدمية، حياة شبه متوقفة، ومصالح تقريبا معطله فى ظل مجتمع يعنى اصلا من الكثير من الاعباء الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، ولربما تزداد بعد تداعيات هذه الازمة ليس فى مصر فقط بل فى العالم اجمع.
من هذه النقطة نعود للمربع صفر، فى هذه الأوقات الصعبة كل مناحى الحياة رغم أهميتها سواء كانت اقتصادية او سياسية او حتى اجتماعية فلربما تمحى أهميتها وقيمتها أمام قيمة البقاء.
سياسيا كل الدول اوصدت أبوابها على نفسها الكل اكتفى بما لديه .. عطلت التجارة وتوقفت حركة الطيران حياة خاوية الا من المرضى والمصابين، وهنا جاءت الفرصة لتظهر كل دولة قدرتها على مجابهة الخطر، كورونا ناقوس يقرع أجراس الموت فى كل مكان، شعوب ترمق الحياة عن بعد دول تنهار من أعلى عرش قيادة العالم ودول تظهر جلية رغم صغر حجمها فى قدرتها على الحفاظ على حياة مواطنيها بينما دول أخرى تحصد آلاف الموتى كل يوم، دول تعافت واستفاقت وعادت الحياة إليها بشكل تدريجى وضربت المثل للعالم اجمع انها قادرة بإلتزام مواطنيها على المواجهة وهنا أنا اتحدث عن الصين بؤرة انتشار الوباء.
بينما دول أخرى كبرى لازالت تعانى.
لذلك فنحن هنا أمام تحدٍ كبير ايها المصريون فالمسألة أصبحت بأيدينا نحن وليست بيد غيرنا مصير البقاء الآن نحن من نقرره،وأنه لمصدر فخر ان أقر بأننا نجحنا فى ذلك حتى الآن فدور مصر فى مواجهة وباء كوفيد ١٩ كان ولا زال محل اشادة فى تقاير منظمة الصحة العالمية والتى أكدت بأن مصر لديها فرصت بارزة السيطرة على المرض ومنعه من مرحلة التفشى المجتمع التى ضربت دولا كبرى أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وإسبانيا، ففى الوقت الذى عجزت فيه كبرى الدول من منع أرقام الاصابات من القفز لمعدلات غير مسبوقة وعجزت أمامه الحكومات من السيطرة على المرض يشيد العالم بشفافية وزارة الصحة وبجهود الطاقم الطبى المصرى من أطباء وتمريض بعملهم بتفانى شديد لإنقاذ الأرواح وهم من يواجهون المجهول فى الصفوف الأولى.
مصر كانت من اوائل الدول عربيا فى اتخاذها إجراءات صارمة فى مواجهة تفشى المرض بدأت بتعليق الدراسة وانتهت بتوسيع إجراءاتها لتشمل غلق المنشآت الرياضية والترفيهية والتجارية من السابعة مساء وحتى السادسة صباحا، تبعتها إغلاق جميع المطاعم والمقاهي والمراكز التجارية فى التوقيت ذاته، كل هذا للتعامل مع انتشار الفيروس المستجد الذى اصاب العالم بأسره بالذعر.
هذا الفيروس الذي ابعد امريكا عن اوروبا .. ووصل بطائرات الروس الي روما .. واطباء كوبا ايضا مما جعل الايطاليين يتغنون باحاديث كاسترو .. فيروس جعل من دولة مثل مصر ترسل مساعدات الي كبريات الدول من منطلق مسئوليتها المجتمعية والدولية ..
علينا اذن ان نفخر بأننا ننتمى لأرض هذا الوطن هذا الوطن الذى أعلى مصلحة الحياة على مصالحه السياسية والاقتصادية، وعلينا ايضا ان نكون جزء لايتجزأ من هذه الإجراءات التى تصب فى النهاية فى مصلحتنا جميعا بكل فرد يعيش على هذه الأرض، الكل يجب أن يتحمل مسؤولياته، فلاقيمة لكل هذه التدابير دون تطبيقها داخليا على أنفسنا قبل غيرنا، واخيرا إبدأ بنفسك يتغير الكون كله، حفظ الله مصر وشعبها الواعى.

نسرين فؤاد 
اعلامية وباحثة في مجال الصحة النفسية
وباحثة دكتوراة بكلية الاداب جامعة الاسكندرية


إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads