رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
الإعلامي نبيل الهاشيمى

الإعلامي نبيل الهاشيمى

في عشق الاندلس..

الخميس 27/أكتوبر/2016 - 08:16 م
طباعة

الأندلس وما أدراك ما الأندلس ، تلك البقعة الطيبة والملهمة ، تلك الأرض التي تغنى بها الشعراء ورفع من أجلها الفرسان الّرّايات، من إشبيلية إلى قرطبة إلى غرناطة .. ثم إلى مالقة ومنها إلى ماربيّة .. كانت هذه رحلتي في ربوع الأندلس والتي تعلمت فيها الكثير ، وأجمل ما فيها ما تعلمته ولا زلت أتعلمه حول انبعاث الإسلام في الأندلس من جديد. لا أدري بالتحديد متى راودني، لأول مرة، حلم السفر إلى بلاد الأندلس لكن تحول الحلم إلى واقع عشته لحظة بلحظة.. أول محطة لي في اسبانيا كانت مدينة اشبيلية المدينة الشامخة فسحر مكانها وهدوء أجوائها تجعلك تسافر عبر الزمن لتحط الرحاب في حضارة تدمع العين لفقدانها بدت لنا المدينة مملّة بشوارعها الخالية من الناس وبأجوائها الهادئة حد الإزعاج، لم يكن بالإمكان أن نظل أكثر من ليلة واحدة في مدينة وجدناها بهذه الرتابة رغم جمالها، ونظافة شوارعها وتناسق حدائقها التي لا تعد ولا تحصى في صباح اليوم التالي زرت برج الخيرالدة الدي كان في السابق مئذنة في مسجد من عهد الموحدين، فزاد العشق ينمو رويدا رويدا كيف لا و نحن أحفادا لرجال شيدوها.. وصلنا إلى محطة قرطبة التي استقبلتنا بزخات مطرية تارة و شمس حار تارة اخر لكن وجودنا قرب نهر بعظمة "واد الكبير" أنسانا الحرارة والبرد، إقترحت علي صديقي عبد الرحيم أن نحتسي فنجان القهوة سويا حتي يتسني لي شحن بطارية ألة التصوير بعدها عرجنا إلي الجامع الكبير هناك اكتشفنا مسجدا واسعا بهيّا لم نرى مثله من قبل بأبوابه العملاقة و بزخارفه وأشكاله الهندسية الفريدة وبالداخل اكتشفنا بهوا واسعا بأشكال بديعة مزخرفة بشكل يعجز القلم عن وصفه...لدرجة أن صديقي عبد الرحيم لم يترك مكانا الا و طلب مني ان ألتقط له صورا تخلد لأبنائه انه زار مجد الحضارة الإسلامية علي حد قوله...عند انتهاء الزيارة خرجنا بقلوب تتحسر حينها تدكرت رثاء أبو البقاء الرندي : تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ;أسفٍ .....كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ على ديار من الإسلام خالية........قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما......فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ.....حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ في الخارج وعلى الساحة العامة توجهنا وجلسنا على قنطرة قرطبة التي تقع على الواد الكبير، هناك حيث الهدوء والصفاء جعلتنا نتشاطر الحديث عن مختلف الحضارات و عن الوجود الإسلامي في الأندلس.. المحطة الثالثة كانت مدينة غرناطة فبعد الإستراحة في الفندق من عناء الطريق توجهنا الي المدينة القديمة فهناك كان ينتظرنا حفل رائع لموسيقي لفلامنكو في الطريق كانت أزقة و شوارع المدينة تجعلك تشعر و كأنك في المدينة القديمة للرباط بدروبها الديقة و زخرفتي عمرنها وصلنا الي قاعة الحفل و استمتعنا بالفلامنكو لما يحتويه من غناء و رقص و عزف علي الغيتار كانت ليلة جميلة جعلتنا نطلب من صاحب المحل ان يمدد من وقت الحفل حتي نستمتع اكثر بهده الموسيقى الجميلة. في صباح اليوم التالي كان علينا أن نستيقظ مبكرا حتى نصل إلى قمة الهضبة التي أقيم عليها القصر ونسبق بهذا جموع السياح التي تعد بالمئات من كل بقاع المعمورة لزيارة القصر، بهذا نضمن الدخول إلى داخل قاعات القصر فالبطاقات كانت محدودة ولا يسمح لأكثر من 300 سائح بالدخول، هكذا كانت نصيحة صاحب الفندق الذي أقمنا عنده، رجل في قمة الطيبة والأدب، أبى إلا أن ينتظرنا رغم وصولنا في وقت متأخر من الليل إلى المدينة ، ورفض أن يخلد للنوم قبل أن ينفعنا بنصائحه التي نطقها بلغة فرنسية متلكئة لكنها واضحة ودقيقة. تعتبر "الحمراء"، بالنسبة له، أهم معالم غرناطة ولا يمكن أن يغادر الزائر المدينة من دون رؤيتها.. وفعلا تتبعنا النصيحة وفي الصباح المبكر لليوم التالي وبعد طول انتظار أمام سلسلة بشرية تزيد طولا كلما مرت الدقائق استطعنا الحصول على بطاقات الزيارة لننطلق في جولة لا تُنسى داخل القصر العتيد. "قصر الحمراء" شيده الملك الأمازيغي باديس بن حابوس في النصف الثاني للقرن 10 الميلادي على قمة هضبة صخرية تطل على مدينة غرناطة و قد كان مخصصا لإقامة الأمير وقد استمر فيه البناء إلى القرن 13 حيث تحول إلى حصن منيع واسع. ويعتبر من أهم التحف المعمارية لضفة المتوسط و هو شاهد على رقي الهندسة المعمارية الإسلامية. ينقسم "القصر" إلى قسمين الأول هو "القصبة" وهي منطقة عسكرية مخصصة لجيش السلطان و القسم الثاني يسمى "المدينة" و يقيم فيه النبلاء وحاشية السلطان وفي قلب "الحمراء" يوجد أهم معالمها من حيث الجمال والأهمية وهي"قصر النصري" الذي خصص لإقامة بني نصر ملوك غرناطة في ذلك الزمان وكان مركزا سياسيا ودينيا مهما إلى أن سقطت المدينة في القرن 16. في أبنية القصر التي تتميز بسمات الهندسة الإسلامية ترى الزخارف الدقيقة في أشكال هندسية تشبه تلك التي نراها على السجاد الشرقي. وعلى السقوف وأركان القاعات وعلى الأعمدة وحواف النوافذ تقرأ آيات القرآن وشعار بني نصر "لا غالب إلا الله" و أبيات من الشعر العربي مما تركه الشعراء ولا يكاد يخلو جدار أو سقف من تلك النقوش التي وبمجرد أن يقع بصرك على الواحدة منها تجد نفسك تحمل، ودون شعور منك، آلة التصوير لتلتقط لها صورا تبقى لك ذكرى شاهدة على إنبهارك بها.


إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads