رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

الاشراف والقبائل العربية

الغرب يقول: لن نتراجع حتى نبيد الإسلام !!

السبت 03/يونيو/2017 - 12:00 ص
صدى العرب
طباعة
بقلم .. دكتور أحمد حسين النمكى
 لو لم نكن استفدنا من دروسنا للحروب الصليبية فى العصور واستمرارها على يد الاستعمار الأوربى بجميع دوله وآخرها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا من أن الغرب الأوربى قد انتهج خطة ورسم طريقاً لكى يتخلص من الإسلام وأهله ( ديناً وسكانا) فيجب أن نقيم على أنفسنا مأتماً قبل أن يقام علينا من غيرنا ، ولعل الحروب الأمريكية والروسية فى الآونة الأخيرة قد كشفت لنا هذا الخطر واضحاً ، فقد خلف الاستعمار بلاد الإسلام وقوداً ورماداً ، وسلمها بأيدى أعدائنا كما صنع فى أفغانستان والعراق واليمن وروسيا ولبنان .

 لقد صارت دولنا العربية ذات صور عربية ولكنها أوربية ، صهيونية ، ماسونية ، سياسة ومنهجاً ، وتدخلات أوربا فى مناهجنا لا تخفى على كل ذى لب ، وهذه الحرب قديمة قدم ظهور الإسلام ، منذ الصراعات التى كانت بين الإسلام والروم على حدود بلاد الشام ، ومنذ أن استطاع الغرب الصليبى أن يقتلع الإسلام من الأندلس ، والتخلص من بوادر الفتوحات الإسلامية لجنوب فرنسا ، وطمس معالم الإسلام فى تركيا بعد القضاء على الخلافة العثمانية ، ثم القضاء على الإسلام فى البوسنة والهرسك ، وبورما والفلبين ، وقارة أفريقيا كلها ، وهذه الإبادة تحدث تحت سمع وبصر حكام العالم العربى والإسلامى الذين لاذوا بالصمت وتحصنوا بالشجب والخنوع تارة والاسترحام والاستكانة تارة أخرى !!

ولقد رأينا كيف وقفت الدول الكبرى ضد مصر فى الحرب الثلاثية (العدوان الثلاثى) على مصر 1956م ، وحتى بعد أن وضعنا معاهدة سلام (كامب ديفيد) مع إسرائيل إنما كان هذا بغرض إبعا مصر عن الأمة الإسلامية لكى تصنع أوربا ببقية الدول الإسلامية ما يحلو لها فى ظل غياب مثرى عربى إسلامى على نحو ما حدث فى أفغانستان والعراق ، وما يحدث فى سوريا . 

   كانت قوى الشر الأوربية تتحالف ضد السوفيت بعتباره ممثل الشيوعية ، وهاهى اقتلعت الاتحاد السوفيتى ، وكونت حلف الأطلنطى بحجة الدفاع عن أرضيها ضد السوفيت ، ولكن ماذا بعد أن تفككت قوى الاتحاد السوفيتى ، فإلى أين تتوجه قوى حلف الأطلنطى ؟ 

   لقد تحولت سياسة الغرب الدينية إلى كتلة من الأطماع السياسية البعيدة عن جوهر العقيدة المسيحية ، بل إنهم شككوا فى جوهر الدين المسيحى الذى أفنوا من أجله ثلاثة قرون فى الحروب المسيحية الصليبية ضد الإسلام ، وهاهم يكشفون عن مخططاتهم العدوانية بأنفسهم ، فلم تكن الحروب الصليبية من أجل المسيح أو من أجل الصليب المقدس !! إنها أطماع مغلفة بأكاذيب دينية ، وليتهم يفكرون اقتلاع الإسلام من أجل المسيحية ـ مثلاُ ـ وإنما هم مصرون على تدمير الإسلام لتحقيق شهوة عدوانية وحسب ، ويتزايد هذا الإصرار يوماً بعد يوم ، والمسلمون فى غفلة معرضون !!

   هل تشعر أن العرب وهم يتعاملون مع إسرائيل يشعرون بالقضية الفلسطينية وأنهم أضاعوا القدس التى أنفق المسلمون فى العصور الوسطى مئات السنين وملايين البشر من أجل استخلاصها من أيدى الصليبيين !! 
   لقد جثم الصهاينة على أرض القدس بفضل تعاون الغرب الأوربى والأمريكى ، وما زالت العلاقات الخارجية الخائنة تلعب دورها فى محاولة تهجير أهل غزة وتوطينهم فى أراضى عراقية أو مصرية ، وقد أعلنت الخارجية الإسرائيلية هذا المقترح وتتعاون معها قوى الشر الأوربية مستغلة حالة الضعف العربى والإسلامى ، وهم فى طريقهم سائرون ، فكما حصلوا على وعد بلفور الظالم سوت يتوصلون إلى وعود أخرى لحل القضية الإسرائيلية على حساب دول الجوار الإسلامى !!

   لسنا فى حاجة إلى أدلة على أن الغرب ومعه قوى الشر العالمية قد تحالفت ضد الإسلام ، حتى أن أوربا المسيحية قد سكبت دم المسيح الذى أريق على الصليب فى بئر آسن وتناست كل هذا فى سبيل التحالف مع اليهود والصهيونية العالمية ضد الإسلام ، ولقد أصدر الفاتيكان قرار وحكم ببراءة اليهود من دم المسيح ضاربين بنصوص الكتاب المقدس عرض الحائط من أجل التحالف ضد العالم الإسلامى .

   لقد كفر الغرب الأوربى بكل قيم ومبادئ الكتاب المقدس ، وفضلوا أن يحيوا بلا دين ولا عقيدة من أجل إرضاء رغبات اليهود وتحقيق آمالهم فى الأراضى المقدسة ، لقد تناسوا هذا ووضعوا رؤوسهم فى الرمال ، بينما هم فى العصور الوسطى كانوا يريدون ـ كذباً وادعاء ـ أن يحرروا بيت المقدس ، مهد المسيح ، وموطن ميلاد الأسرة المقدسة من أيدى المسلمين ، وهاهم الآن يتركونها عبثاً بأيدى اليهود والصهيونية العالمية ، أليس هذا من الزيف والكذب الطويل الأمد ؟!! 

    لم تتوقف الدراسات والأبحاث الكنسية والكهنوتية ، الاستشراقية والتبشيرية ، من أجل وضع الخطط لضرب الإسلام من الداخل بعد أن اكتشفوا أن الضرب من الخارج يكلفهم الكثير والكثير ، وهذا لن يكون إلا على يد وسائل إعلامية خائنة ومأجورة ، ورجال علم بداخل الجامعات أو مجامع البحوث التى تدين بالولاء لتلك المؤسسات الخارجية ذات الأهداف التخريبية لاقتلاع الإسلام ، هذا فضلاً عن السيطرة على رجال لهم سلطة وصناعة القرار فى بلادهم ودولهم ، ولكن ولائهم لتلك المؤسسات التخريبية . 

   إن الغرب الأوربى يحاول ـ وما زال يحاول ومن قديم أيضاً ـ أن يفك عرى الترابط بين المسلمين وتاريخهم الإسلامى المشرف ، ويصنعون أجيال تحقق آمالهم فى سياسة بلادهم ، فكانت البعثات العلمية والتدريبات والدراسات الحرة أحد الوسائل التى يصنعون ويشكلون بها رجال ليس لهم ولاء إلا لأوربا .

   لم يرد الغرب أن يعترف بأن رسالة محمد (صل الله عليه وسلم) هى آخر الرسالات ـ وهذا حقهم ـ ولكن ليس من حقهم أن يصنعوا ويفتعلوا العداوات ضد صاحب هذه الرسالة بدون ذنب اقترفه ضدهم ، فهم يستبعدون الإسلام من قائمة الأديان ، حتى الأديان الوضعية .

   إننى لأعجب من الشعب الأوربى الذى يعيش بغير دين حقيقى ينتسب إلى السيد المسيح ، ثم يقود معاركه ـ قديماً وحديثاً ـ باسم الدين وتحت ستار الدين !! وأكون أشد عجباً حين نرى أن الشعب الأوربى يعلم أن الزعماء الدينيين والسياسيين كاذبون ومع هذا ينساقون وراءهم فى حروب مخادعة وظالمة ، ويزول عجبى حين أعلم أن البابا موكل عن الله أو عن السيد المسيح ، فكل قراراته وأفعاله معصومة ، فهو الناطق عن القرارات السماوية الإلهية !! وللأسف أن هؤلاء الصليبيين يعتقدون هذا فى بابا بشرى ولكنه (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) ، ولم لا وهم يشككون فى آيات الإنجيل من أجل تصديق كلام البابا !! ألم يقل لهم البابا أوربان أن المسيح هو الذى أمر بالحروب الصليبية من أجل تحرير بيت المقدس من أيدى الكفار ؟!! 

   إن موجة التنوير ـ الإلحاد ـ قد اجتحت أوربا منذ زمن بعيد ، وهام اليوم يصدرونها إلينا باسم مغلف يكرهون أن يطلقوه على أنفسهم ، إنه الكفر الصريح بكل الديانات ، ويطلقون على هذا الكفر الصريح ألفاظاً أخرى مثل العلمانية ، التنوير ، الثقافة الحرة ، الليبرالية ، وهلم جرا ، ولكن النتيجة واحدة إنها الكفر بكل وحى السماء ، ويتلاعبون بعقول أبنائنا كأن يقولوا ( مسلم ليبرالى ) أو ( مسلم تنويرى) أو ( مسلم علمانى ) وتحت هذا المسمى يعلن كفره الصريح ، مثل سيد القمنى الذى يدعى أنه مسلم ثم يقول : " أنا كافر بعالم الجن " أو أنا " غير مؤمن بوجود الجن " ، ويعلن صراحة أنه مسلم ثم يصرح بلسانة فيقول : أنا كافر " ثم يقول " الخطر الحقيقى هو الإسلام " وفى نهاية الأمر أسمه سيد محمود ، أى أنه مسلم ، ومثله " إسلام بحيرى " وغيرهما الكثير ، وهكذا تجد الغرب الأوربى يوظف لك أمثال هذا الخداع ، مسلمون باللسان والأسماء ، كفار بالأفعال والاستدلال .

    إن الغرب المسيحى أسكب على تعصبه ضد اليهودية ماء بارداً بينما يسكب على تعصبه ضد الإسلام ناراً حامية ، وقدموا تنازلات جمة تحت أقدام اليهود على حساب المسيحية التى توارثوها ، فى الوقت الذى يشتدون فى عداوتهم فى مجامعهم المسكونية أو الفاتيكانية ضد الإسلام ، لا لشئ إلا لأن الإسلام يصحح لهم أخطاء عقائد زائفة ومتوارثة بغير علم ، ومن الغريب حقاً أن الكنيسة الشرقية لم تصدر أية إدانات على الرغم أن الخطر سيطولهم هم أيضاً بلا خلاف . وإنك لتشعر أن الغرب المسيحى ما زال يعبد إله إسرائيل ضارباً بإلوهية المسيح والثالوث المقدس عرض الحائط 

   الإسلام يمثل لهؤلاء ـ فى رأيهم ـ خطراً مشتركاً ، فهو توهم غير مدروس ، وإنما نابع من تراكمات ثقافية غبية لا تأمل فيها ولا حيدة ولا عدالة ، إنها أحقاد لا مبرر لها سوى الجهل بحقيقة الإسلام . والغرب الأوربى الذى يدعى الحضارة والرقى لا يعرف عن الإسلام إلا قشور ، ثم هم يدرسونه لأبنائهم ـ وكذا يصدرونه إلينا ـ بروح التشكيك والمغالطات والتشويه المتعمد فى النصوص والحقائق التاريخية ، هذا فضلاً عن استغلال حالات الضعف التى يمر بها العالم الإسلامى فيصنعون به ما شاء لهم أن يصنعوا مثل غرس إسرائيل فى قلب العالم الإسلامى ، الحروب المفتعلة والمتعمدة ضد الدول الإسلامية ، الإبادة بكل صنوف القتل والتعذيب التى تستخدم ضد أبناء الإسلام فى البوسنة والهرسك والفلبين والصين ، ثم هاهم يشتركون فى حرب إبادة شعب العراق وسوريا واليمن وأفغانستان ، ويشعلون الحروب الطائفية بين الشيعة والسنة مستغلين العداء القديم بين الفرس والعرب والذى تمثله اليوم إيران ذات الميول المجوسية ضد العالم الإسلامى السنى (الكفار فى رأيهم) فأوكلوا لإيران اليوم باتفاقات خفية تارة ومعلنة تارة أخرى ضد العالم الإسلامى .

    لقد استطاع الغرب الأوربى أن يغرى ـ أو يضحك على ـ الشريف حسين بن على حاكم مكة ، وأدخلوا فى عقله فكرة أن يكون هو الخليفة المرتقب بشرط أن يجعل العرب يقفون مع دول التحالف الغربى لكى يقضوا على الخلافة العثمانية ، ولاشك أنها فكرة غاب عنها الإسلام كثيراً ، أو قل إن الشريف حسين تناسى فيها الإسلام وتعاليمه ، وأيقظ فى نفسه عرق العروبة ، فنادى فى العرب بأن يدخلوا الحرب ضد الدولة العثمانية تحت شعار العروبة أو باسم العرب ، ولما سقطت الخلافة العثمانية إذ بالغرب الذى لوح للشريف حسين بأن يكون الخليفة يزيحه كما أزاح الخلافة العثمانية من الوجود ، وبدأت فكرة التقسيم للبلاد العربية باتفاقية سايكس بيكو بين انجلترا وفرنسا ، ويضربون بالشريف الساذج عرض الحائط ، ولم يتركوا الدولة العثمانية إلا ركاماً تحت سيطرة دولة علمانية تستخدم اللغة اللاتينية بدلاً من لغة القرآن الكريم .

     لاشك أن  تركيا سقطت بين فكى أوربا واستطاع الغرب أن يضمها إلى عالمها العلمانى الذى يفصل الدين عن السياسة ، وطووها تحت مسميات عدة كالمعاصرة  والحداثة والمدنية وإدخالها فى السوق الأوربية المشتركة .
    إن الحرب ضد الإسلام لا يستطيع الغرب الأوربى أن يخفيها جملة ، فها هى فرنسا ترفض أن يعلن المهاجرون العرب والمغاربة المسلمون شعائر دينهم فى فرنسا حتى ولو فى أضيق الحدود ، بل وتخيرهم بين أن المواطنة الكاملة مع ترك دينهم الإسلام ، أو طردهم من فرنسا ، كما أنها ترفض أن تلبس المرأة المسلمة الحجاب ، على الرغمأن الحجاب موجود فى شريعة الكتاب المقدس ، وعلى أية حال فالإسلام خطر يهدد فرنسا حقاً ، فقد أعلن أحد وزرائها أن فرنسا خلال ثلاثة عقود ستصير فرنسا دولة إسلامية .

   لا يستنكر العرب على الإعلام العربى أنه إعلام جاهل ومأجور ، فالإعلام الغربى أكثر جهلاً بالإسلام من إعلامنا العربى ، والفارق بين الاثنين أن إعلامنا العربى جمع مع الجهل الغرور والغشم ، وليس له هدف سوى جمع المال ، وبعبارة أخرى عندنا إعلام  مزيف وبلا هدف .

   لم يزل الإعلام الفرنسى يقلل من شأن العرب ويحتقرهم ، ويستعين بالكتاب المقدس على أن العرب هم أبناء هاجر ـ الجارية ـ ليحقروا من شأن العرب ، فالإعلام الفرنسى صاحب أول صرخة معادية ضد الإسلام ، ومن فرنسا خرجت أول دعوة للحروب الصليبية ، فهم عنصريون حتى النخاع ، ويحاول الإعلام الأوربى طمس معالم الحضارة الإسلامية لكى لا يظهر للعرب والإسلام أى فضل على حضارتهم ، بل ووجهوا اتهاماتهم لخلفاء وولاة الإسلام  بالقضاء على مكتبة الإسكندرية ومس معالم حضارة الإغريق فى مصر ، وهذا بهتان كبير ، وكم اقترفوا من هذا الافتراء على الإسلام وأهله .

    ما زال الغرب الأوربى يفترض فى نفسه القوامة على الدولة العربية والإسلامية ، ولذا سمحوا لأنفسهم أن يحتلوا بلاد الإسلام تحت اسم الحماية ، أو الوصاية ، ولم يكن لفظ الاستعمار موجوداً ، وحتى لفظ الاستعمار فيه معنى أن بلاد الإسلام خراب ثم جاءوا ليعمروها ، والمعنى الحقيقى لينهبوها ويخرجوا أهلها من دينهم وعقيدتهم ، وحتى فى مسألة الاستعمار لم يكن الغرب الأوربى أميناً وصادقاُ فيما يدعى .

    ولقد كشفت لنا الأحداث المتوالية منذ العصور الوسطى حتى اليوم أن الغرب الأوربى لا يألوا جهداً فى تنفيذ مخطط الحروب الصليبية ، ولم تعد الحروب مجرد سيف ومدفع وطائرة ، بل هى أنواع مختلفة ، فمنها الحروب الأيدلوجية ، وحروب الثقافات المخالفة للشرائع ، وحرب المخدرات ، والميكروبيولجى ، والتجسس ، والمجاعات ، والفضائيات ، ونشر الفتن الطائفية والعرقية ، والحروب الاقتصادية ، والاستشراق والتبشير (التنصير) ، فالغرب يستخدم كافة الأسلحة المشروعة وغير المشروعة .  

    إن الغرب الأوربى يعلن فى غير حياء ، وقد عبر القس Jean Claude Barreau  عن الغرب قائلاً "أنه لابد من إعادة صياغة القرآن الكريم والسنة النبوية خلال عقد أو عقدين من الزمان بمفاهيم عصرية أو على الإسلام أن يختفى " . وهذا المفهوم ما زال الغرب يسعى وراءه حتى أنهم يريدون ما يعرف بالإسلام الأمريكى ، وحاول الأمريكان أن يرلفوا قرآنا جديداً بديلاً للقرآن الكريم أطلقوا عليه " الفرقان " وسخروا من المخرفين من يتبنوا فكرة إيجاد إسلام عصرى مائع عبارة عن خليط من الأديان الأخرى بالإسلام ، ومن هؤلاء المخرفين " الشيخ ميزو " وإسلام بحيرى ، ومحمد عبده ماهر ، ومحمد صبحى منصور ، ويوسف زيدان ، ومحمد خلف الله ،  وأتوا بكل جهلاء العرب وسفهائهم لكى يعدلوا فى الإسلام (دين محمد) ويصنعوا ديناً جديداً ، وبالفعل بدأ هؤلاء المغفلون فى تنفيذ برنامجهم الأمريكى ولكن الله يسخر من يدافع عن دينه ، فهو الذى قال " هو الذى أرسل رسول بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله " وهذا موعود الله بالظهور مهما تنطع المتنطعون .

    إنك لا تقرأ فى كتاب من كتب علماء الغرب إلا وتجد فيه جهلاً مطبقاً بالإسلام تاريخاً وسياسة وشريعة ، أو تجد همزاً ولمزاً وتشكيكاً فى نبوة محمد صل الله عليه وسلم واعتبروه نبيا مزيفاً ، وربوا أبنائهم وأجيالهم على هذا التشكيك ، ومن ثم فالعامة عند الغرب لهم عذرهم مثلهم مثل العامة عند الشيعة ، فهؤلاء وهؤلاء لم يصل إليهم الإسلام الحقيقى بعد على يد رجال أمناء ، وإنما أخذوا عمن يتأكلون عليه ويستطعمون به ، فالغربيون يهدفون إلى علمنة الإسلام ، بينما الشيعة يهدفون طمس معالم الإسلام .   

    إن الغرب يدعى أنه واهب الحرية للعالم ، وليت الغربيون ينظرون إلى الحرية التى يمارسها غير المسلمين فى بلاد الإسلام ، فكل دين يدرسه أهله وأصحابه ، بينما الإسلام يدرسه المستشرقون والمغرضون والجهلاء فى أوربا ، ولا يتركون هذه الحرية لأصحاب الدين أنفسهم ، ولكن من سوء حظ المسلمين والأوربيين على السواء أنهم يتعلمون الإسلام على يد أناس من أهدافهم تشويه الإسلام .

    لم يسع الغرب إلى كسب ود رعاياه من المسلمين ، بل سخر السفهاء لكى يسبوا ويقذفوا نبى الإسلام ويتهمونه بأقذع السباب ، ويوصفونه بأحط الصفات ، ثم يزعم الغرب أنه حامى الحريات فى العالم ، ولاشك أنهم يكيلون بمكيالين ، فإذا تكلموا عن الحريات أو الديمقراطية فإنهم يتكلمون من أجل أنفسهم وحسب وليس فى بالهم أحد من الشعوب الأخرى ، وإنما هى أكاذيب يملونها على الناس بكرة وعشيا .

    إن الغرب الأوربى أشاع أن القرآن ومحمد (صل الله عليه وسلم) هما سبب تخلف الإنسان العربى ولولاهما لأمكن له أن يندرج فى حضارتهم ، وهذا بلا شك نابع من جهل الغرب بالإسلام وعدم محاولتهم أن يطوعوا شهواتهم لقانون الإسلام الصارم ضد الشهوات الجسدية والغرائز البهيمية ، فالقرآن فى نظرهم نص بشرى شاءه .
   وسيأتى اليوم الذى يقف فيه العرب المسلمون أمام الله حيارى ندامى ، فقد سعى الغرب الأوربى إلى إنشاء جامعات تبشيرية فى بلادهم ولم يسعوا هم إلى إنشاء جامعة إسلامية واحدة فى مختلف بلدان الغرب ، وأنا زعيم بأن جامعة إسلامية واحدة فى أوربا سوف تكون كفيلة بتصويب كل الأخطاء التى تعمد الغرب نشرها عن الإسلام ، فضلاً عن أنها ستحول الغرب كله إلى الإسلام حتى الجاحدين منهم والمعاندين فلن يستطيعوا الوقوف أمام حجج الإسلام وقوته البيانية !! وإننى على يقين أن الغرب ورجال التبشير حين يقفون أمام الإسلام إنما يقفون أمام جبل صخرى ومانع قوى ، فهم كالذى يناطح الجبل فما يكسب سوى شج رأسه وفلق هامته ، وسيدركون أن المعلومات التى تناقلوها فى الغرب عن الإسلام إنما هى ترجمات مغلوطة تدل على جهل أصحابها وسوء نياتهم وأغراضهم . 

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر