رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

الاشراف والقبائل العربية

الرأسمالية الجديدة ..

الخميس 18/مايو/2017 - 09:12 م
صدى العرب
طباعة
بقلم .. دكتور أحمد حسين النمكى ..



تمر بلادنا الآن بأزمات اقتصادية تكاد تكون أزمات مفتعلة ، يخلقها أصحاب رءوس الأموال ؛ لكي تزداد أموالهم وأرصدتهم في البنوك العالمية على حساب هؤلاء التعساء والفقراء اللذين ألقت بهم وبمصائرهم يد القدر بين أيدي من لا يرحم ، أي أن الرأسمالية الجديدة الغاشمة بدأت تحتكر السوق ، وتتحكم في الأسعار ، علواً وهبوطاً ، ولا ينظر الرأسماليون إلى أن الله ( عز وجل ) الذي وهبهم تلك الأموال بمقدوره أن يسلبها منهم مرة أخرى ، وقد ضرب الله لنا الأمثال في غابر الزمان بقصة قارون ، ألم يقل الله فيهإِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ  سورة القصص : آية 76 .

    لقد ضُرِبَ قارون مثلاً للرأسمالية الطاغية ، والعقلية المادية البحتة ، التي لا تعرف وداً ، ولا قرابة ، ولا رحماً ، وقد صرح القرآن الكريم بأنه  كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى   ، وذكر الطبري « انه كان من عشيرة موسى بن عمران النبي ( صل الله عليه وسلم ) وقيل هو ابن عمه لأبيه وأمه »  .

   ومهما تكن درجة قرابة قارون من موسى  فهو واحد من بني إسرائيل اللذين تملكوا مقومات الحياة ، ولكن الجشع تملك من نفوسهم ، وتلفتنا الآية إلى أن الرأسماليين لا تفيد لديهم درجة القرابة مهما علت أو سفلت ، فهي في كل عصر وزمان لا ترقب في قريب أو بعيد إلاً ولا ذمة ،  فماذا حدث منه رغم أنه من الأقربين ؟!! :  فَبَغَى عَلَيْهِمْ   ، وظللت أسأل : لماذا بغى ؟ وكيف بغى عليهم ؟ فلم أطل التفكير ، وخاصة أن القصة تدور حول محور رئيس وهو دور المال والثراء في الظلم والطغيان ، ويقول سيد قطب صاحب الظلال « تبدأ القصة فتعين اسم بطلها { قارون } وتحدد قومه { قوم موسى } وتقرر مسلكه مع قومه ، وهو مسلك البغي   فَبَغَى عَلَيْهِمْ   وتشير إلى سبب هذا البغي وهو الثراء »  .

    والقصة في مجملها تبين لنا دور المال وخطره وسلطانه في الاستكبار على خلق الله ، والبطر والبغي والإثم بغير الحق ، والقصة لا تغرينا لأن نأخذ بدايتها ثم نترك الغرض الحقيقي من ورودها ، لأنها ما ذكرت إلا لتوضح لنا « حقيقة القيم ، فترخص من قيمة المال والزينة إلى جانب قيمة الإيمان والصلاح مع الاعتدال والتوازن في الاستمتاع بطيبات الحياة دون علو في الأرض ولا فساد » . 

    وتذكر كتب التفسير أن قارون كان في مبدأ أمره مجداً في طلب العلم ، وكان يقرأ التوراة بصوت جميل حتى قيل إنه : « كان يسمى النور من حسن صوته بالتوراة »ولكن بدأت الحياة تتفتح له ، فولى وجهه شطر المال والسلطان ، وصرف جل همه نحو جمع المال ، ولم يخيب الله مسعاه ، وساق إليه الدنيا التي طلبها كما يشاء ، ولذلك قال الله تعالىوَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ  ، ولو دققنا النظر في قوله   وَآتَيْنَاهُ  نفهم على الفور أن الله تعالى هو الذي أعانه وأعطاه تلك الكنوز الوفيرة ، ولكن قارون لم يفهم المرمى الحقيقي من تلك العطايا ، ورسب في الامتحان الذي أدخله الله فيه ، ألم يقل الله  وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ  سورة آل عمران 280

    فلم يعاقب الله تعالى قارون لمجرد أنه يمتلك كل هذه الأموال ، أو لمجرد أن أمواله قد بلغت من الكثرة حتى أن مفاتيح خزائنه لم يقدر على حملها سوى الكثرة الكاثرة ، ولكنه عاقبه بعد أن طغى وبغى وتجبر ،  وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ  سورة هود 117 .

   ويقول جلال الدين السيوطي الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، جـ 7 ص 13 

  فلم يزل ـ قارون ـ  في أمره ذلك حتى بغى على موسى وحسده ، فقال له موسى ( عليه السلام )  : إن الله أمرني أن آخذ منك الزكاة ، فأبى ، فقال قارون لبنى إسرائيل : إن موسى  يريد أن يأكل أموالكم  .

   ومعنى هذا أن قارون بدأ يحقد على مكانة موسى ( عليه السلام ) بين قومه ، ورغم أن فرعون ولاه أمر بني إسرائيل وحكمه في شأنهم ، أي جعله سيداً عليهم ، نظراً للسيادة المادية التي يمتلكها قارون ، لقد أعطت هذه الأموال قارون سلطاناً وحكماً ، ولكنها لم تعطه عقيدة ولا ديناً ، لأنه بدأ يحسد موسى على سلطانه الروحي ، فأخذ يقول  لموسى ( عليه السلام )  : « لك الرسالة ولهارون الحبورة وأنا في غير شيء إلى متى أصبر ؟!!  قال موسى هذا صنع الله ». تفسير البيضاوي جـ 4 ص 461 . 

   وقد يظهر لمحدودي البصر والبصيرة أن  قارون ذو حظ عظيم ، لدرجة أن البعض من قومه تمنوا أن يكون لهم مثل ما له من الجاه والحكم والسلطان فقال تعالىفَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ  سورة القصص 79 .

     إن الحكم الذي حكموا به عليه أنه  لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ   حكم قاصر ، لأنهم حكموا على ما رأوه من زينة فانية ، ودنيا عاجلة ، ولم تكن لهم بصيرة  توقفهم على مآل هذا البذخ والترف الذي يعيشه قارون ومن انضم إليه ممن هوى إلى الدنيا ، وحسبنا أن قومه قد انقسموا في شأنه إلى قسمين ، قسم قال له  لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِين  وهم المؤمنون من بني إسرائيل ، وقسم آخر ممن يريدون الدنيا وزينها تمنوا أن يكونوا مثله فقالواَوقالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ 

  إن الهوة السحيقة التي وقع فيها قارون أنه صرف تلك الأموال عن طريق الحق ، ولم يبتغ بها وجه الله ولا اليوم الآخر ، وحرم قومه من الزكاة التي طلبها منه موسى  ، أي منع حق الله فيها ،  وقال لقومهإِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِى  ، وبدأت النفرة بينه وبين قومه ، ومن رحمة الله به أنه لم يأخذه بالعقاب الشديد قبل أن يرسل إليه من يعظه وينصحه من قومه ، فقالوا لهوَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين   .

   ولكن قارون فعل عكس ما قالوه له ، وادعى أنه كسب هذا المال بحوله وقوته ، ونسى زمناً فات ، يوم أن كان يطلب العلم وهو فقير ،  وكان يسأل الله تعالى أن يعطيه المال ، قال تعالىوَمِنْهُمْ مّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصّدّقَنّ وَلَنَكُونَنّ مِنَ الصّالِحِينَ ، فَلَمّآ آتَاهُمْ مّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلّواْ وّهُمْ مّعْرِضُونَ ، فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىَ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَآ أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ  سورة التوبة آية 75 ـ 77 . 

    لقد قال له قومه  لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِين   أي لا تتبطر بكثرة المال[ تفسير النسفى ، جـ 3 ص 66 ] ، ولكنه طغى وبغى ، وأخذ كل نصيبه من الدنيا ، ونسى كل نصيبه من الآخرة ، فحق عليه غضب الله تعالى ، فلما آسف الله  انتقم منه فقال تعالىفَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ(81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ . تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ  سورة القصص ، 81 ـ 83. 

   وضرب قارون مثلاً سيئاً لأصحاب الأموال الجشعين ، اللذين سخروا الناس لأغراضهم ، ولجمع مزيد من الأموال ، حتى أن الرسول  قرنه بأسوأ شخصيات ورد ذكرهم في التاريخ ،  فقال فيما رواه عبد الله بن عمرو  قالعن النبي    ثم انه ذكر الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة من النار يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا نجاة ولا برهانا وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف» .

   وهذا المثال ليس شرطاً أن يحدث في بني إسرائيل وحسب ، بل يحدث بتوفر أسبابه في أي زمان ومكان ، فكثير من الناس أنعم الله عليهم ، وكانوا لا يملكون من حطام الدنيا شيئاً ، فأطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف ، وكساهم من عرى ، ولكنهم بخلوا بما آتاهم الله من فضله ، وتركوا الملايين من البشر يعانون من شظف العيش ، وأصبح هناك من الناس من يموت من التخمة ، وهناك من يموت من الجوع والأنيميا التي نشبت أظفارها ، وصدقت أحمد محرم حين قال

  

الحربُ تَقصِفُ في البلادِ رُعودها
       


والشّعبُ تَقصِمُ صُلْبَهُ النَّكَبـاتُ

نزلَ البــلاءُ بـهِ فقـومٌ  جُوَّعٌ
       


يتضـوَّرونَ  وآخرون  عُـراةُ

والمالُ غـادٍ في الحقائبِ رائـحٌ
        


تمضي  جَـلاوِزَةٌ  بـهِ  وجُباةُ

في كل  حَقْــلٍ غَضبــةٌ ومَلامةٌ
       


وبكـلِّ  دارٍ أنَّــةٌ  وشكــاةُ

هـل غُـودرتْ للـزّارعينَ  وسيلةٌ
           


أو خُلّيتْ  للصّـانعيـن أداةُ

وَدَّ الـذى  حَرثَ الضِياعَ   لغيــرِهِ           


لو لم يكن زَرعٌ بهــا  ونبـــــاتُ

هَبْني مَلكتُ النّخـلَ هل هو   نافعي
           


إن لم تكن لي مــن  جَنــاهُ نُــواةُ

فَـدَحَتْ تكاليفُ الحيـاةِ  وبَرَّحت
        


بالقـومِ منهم  سـادةٌ  وسَـرَاةُ

عِلَلُ البـلادِ إذا  نظـرتَ كثيـرةٌ


ومصائبُ  الأهليـنَ مخُتلفـاتُ

باكٍ يَعَضُّ على البنـانِ  وراقصٌ
        


بين القِيــانِ تهـزّه  النّشوَاتُ

ما بالُ إخوتنـا أَهُمْ  أربـابُنــا
        


أم نحن فى  إنجيـلهم  حَشراتُ

 

   ونحن الآن نشكو من رأسمالية طاغية ، غير مراعية لأخلاق ، ولا شرائع ، ولا آداب ، وليس بمقدور الناس الآن أن يعبروا ولا بالقول عما يجيش بنفوسهم من هموم ، والسبب في ذلك الخوف العظيم الذي كبل عقولهم ، وطمس على القلوب والبصائر ، وقد أعجبني في هذا قول أحمد محرم الذي أنشده في حصار الرسول ( صل الله عليه وسلم ) لبنى قريظة ، وكأنه يتمثل بحالنا الآن ـ نحن المسلمين في مصر ـ  وهو يقول

      

أقاموا مُحْجَرِينَ على  هَوانٍ
           


أقـامَ فمـا يَـرِيمُ ولا يَحـولُ

يُرنِّقُ عَيْشَهم جُوعٌ  وخَوْفٌ
           


كِلاَ الخطبَيـْنِ  أيْسرُهُ  جَليـلُ

يَبيتُ الهمُّ  مُنتشِراً  عليـهم
           


إذا انتشرتْ من اللّيـلِ السُّدولُ

يلفّهمُ السّهـادُ فـلا  رُقــادٌ
         


يَطيبُ لهم  ولا صَبـْرٌ جَميـلُ

يخاف النـومَ  أكثرُهم  سُهاداً
           


كأنّ النـومَ  في  عينيه غُـولُ

إذا مالت بــه سِنَـةٌ  تنـزّى
           


يظنُّ جَـوانِبَ  الدنيـا تميـلُ

تَطـوفُ بهم مناياهم ظُنوناً
           


تَوهَّـجُ  في مخـالبِها النُّصولُ

   ومن الغريب أننا ـ نحن المسلمين ـ نمتلك من المقدرات ما يسيل لعاب الدول الأوربية ، ولكننا معطلون عن استثارة هذه الخيرات ، وان شئت فقل عُطلنا ، لتظل أيدينا ممدودة لغيرنا على الدوام ، ولقد قرأت في مقال أفزعني ما قرأته فيه من أن ستة ملايين من البشر في إثيوبيا ـ والصومال ـ  يعانون خطر الموت بسبب الجوع والجفاف والقحط الذي أصاب البلاد ، وهناك مئات من البشر اللذين يلقون مصرعهم في كل يوم من جراء ذلك ، وكان من تقرير منظمة الأغذية والزراعة العالمية أن أربعة وعشرين دولة أفريقية تواجه حالة طوارئ غذائية . وفى السودان يتدفق ما يزيد على أربعين ألف شخص من المناطق الشمالية لإقليم دار فور غرب السودان نحو العاصمة السودانية هرباً من المجاعة والجفاف الذي أصابهم . كذلك دولة إثيوبيا التي نزلت بها مجاعة لأسباب سياسية ، ناهيك عما يتعرض له المسلمون من خطر المجاعة في كل من دولة مالي التي تعانى من جفاف دائم .


  وقد خرجت علينا بعض الصحف بنشر تقرير أن خطر المجاعة سيلف أربعة دول في الشرق الأوسط ، وهى : مصر ، العراق ، اليمن ، إيران .

   وإذا بحثت في أصول المجاعات المتوقعة لبعض الدول المذكورة تجدها سياسة تجويع وليس مجاعة ، أي أنها خطط مرسومة ، ووقعت في شباكها بعض تلك الدول بإرادة حكامها فقط ، وشعوب تلك الدول لا رأى لها ولا رؤية ، فإذا أرادت الشعوب التحرر من تلك القيود تجد الدول الكبرى تناهض ذلك ، وذلك لأنها صاحبة هدف من سياسة تجويع شعوبنا ، لأن الشعوب الجائعة المنهوكة القوى من السهل التأثير عليها في رسم القرارات ، ومن السهل تحويلها عن عقيدتها ، وذلك من أسمى مخططات الشعوب الغربية التي ما فتئت ترسم خططها فإذا فشلت في واحدة لجأت إلى غيرها ، في غير كلل ولا ملل ، لأنها تعمل لهدف محدد ، وهو القدرة على جعلنا ننصاع لأمرها مهما كلفها ذلك من أثمان .


   وليت الرأسمالية العربية تتعظ بما حدث لقارون وغيره ممن كان بمقدورهم أن يغيروا مصير الشعب إلى الأفضل ، بأن يعملوا جاهدين برفع الأطواق التي يلفها الغرب على رقاب الإسلام والمسلمين ، هل يرضيهم أن يروا أبناء الإسلام كما قال الشاعر صالح مجدي :

   

أَمّا العِيال فمن جوعٍ وَمِن ظَمأٍ       أَضحـوا كَأَنَّهُمُ مَوتى بِأَكفان

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر