رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

الاشراف والقبائل العربية

"نفيسة العلم".. السيدة نفيسة الهاشمية القرشية

الخميس 30/مارس/2017 - 06:52 م
صدى العرب
طباعة
نسابة المدينة المنورة - الشريف أنس بن يعقوب الكتبي


لأهل بيت رسول الله عز ومجد لا يــزول، وفضل يدركه  ذوي العقـول، وبركة تحل بهم في كل ارض ينزلون ويحلون بها كيف لا وهم شجرة النبوة ومعدن الحكمة والرسالة ومن أهل البيت السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد الحسنية الهاشمية القرشية .


جدها السيد زيد الشهير بالأبلج بن الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب عليهما السلام سيد من سادات الطالبيين ، ولد بالمدينة في حدود سنة 30هـ ، وكان زيد بن الحسن أسنَّ من أخيه الحسن المثنَّى، ولولا أنَّ أهل العلم بالنسب أُخروه عنه، لما أخَّره فضله وكرمه وسنُّه , وكان جوادًا ممدوحًا كبير القدر والمنزلة . 


قال ابن سعد في طبقاته :

رأيت زيد بن حسن يركب فيأتي سوق الظهر فيقف به، ورأيت الناس ينظرون إليه ويعجبون من عظم خلقه ، ويقولون : جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , محدِّث ثقة ، روى عن أبيه، وابن عباس، وعن جابر بن عبد الله، وروى عنه يزيد بن عياض بن جُعْدُبة، وأبو معشر نجيح، وعبد الرحمن بن أبي الموال.  


قال ابن حبان في ثقاته : كان من سادات أهل البيت .


وكان يتولّى صدقات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقد كتب عمر بن عبد العزيز: «إن زيد بن الحسن شريف بني هاشم، فأدّوا إليه صدقات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم . » وتوفي بين مكة والمدينة وهو ابن تسعين سنة , بموضع يقال له: حاجر ، وحمل إلى المدينة ودفن بالبقيع سنة 120هـ , ولا عقب له إلا من إبنه الحسن وحده .


وأبوها أمير المدينة السيد الحسن الشهير بالأنور بن زيد الأبلج بن الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب عليهما السلام , كان من سروات بني هاشم وأجوادهم , ذا قُعْدُدٍ في النسب فإنه موازٍ لأبي جعفر الباقر وله المنصور العباسي على المدينة ، ثم عزله ، وسجنه مدة ، فلما ولي المهدي أطلقه ، وأكرمه ، ورد عليه أمواله ، وحج معه , وهو احد من روى عنه الإمام مالك في الموطأ كما ذكر الحاكم , وأعقب الحسن الأمير بن زيد من سبعة رجال وهم : أبي محمَّد القاسم ، وعلى السديد ، وإبراهيم ، وزيد ، وعبد الله ، وإسحاق الكوكبي ، وإسماعيل حالب الحجارة , وقد وقفت على منازل لهم بنواحي المدينة من ناحية السيالة من جهة سويقة الأشراف ، حيث قصر كبير في جبل من جبالها ، ولنا تفصيل حول ذلك في شرحنا الكبير .


ولدت السيدة نفيسة بمكة  المكرمة في 11 ربيع الأول 145 هـ ، وأمها زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وقال المقريزي : إن أمها أم ولد ، انتقل بها أبوها إلى المدينة المنورة وهي في الخامسة ، عُرف عنها زهدها وحسن عبادتها وعدلها , وكانت من النساء التقيات الصالحات العالمات بالتفسير والحديث فيُروى أنها لما كانت بالمدينة كانت تمضي أكثر وقتها في المسجد النبوي تتعبد ، وتروي زينب ابنة أخيها قائلة : « خدمتُ عمّتي السيدة نفيسة أربعينَ عامًا، فما رأيتها نامَت بلَيل ، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق ، فقلت لها : أمَا ترفُقِين بنفسِك ؟ فقالت : كيف أرفُق بنفسي وأمامي عَقَبات لا يقطَعُهُنّ إلا الفائزون ؟ وكانت تقول : كانت عمتي تحفَظ القرآن وتفسِّره ، وكانت تقرأ القرآنَ وتَبكي » ، حتى لقبها الناس بلقب » نفيسة العلم « .  


رُوِيَت للسيّدة نفيسة كرامات ، وكان ابن حجر قد ذكر لها ما يقرب من مائة كرامة ، وحُكي عن الشعراني أنّ الشيخ أبا المواهب الشاذلي رأى النبيَّ صلّى الله عليه وآله فقال له النبي : إذا كان لك إلى الله تعالى حاجة ، فانذُرْ لنفيسة الطاهرة ولو بدرهم ، يقضي اللهُ تعالى حاجتك .


تزوجت من إسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وتم الزواج في رجب 161 هـ ، وأنجبت أنجبت القاسم وأم كلثوم ولا عقب لهما .


رحلت السيدة نفيسة مع زوجها إلى مصر، مروا في طريقهم بقبر الخليل، وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش , وصلت السيدة نفيسة إلى القاهرة في 26 رمضان 193 هـ ، ورحّب بها أهل مصر والذين عرفوا بحبهم لأهل البيت فقد أكرموا وفادتهم من أهل البيت على مر التاريخ .


قال إبن زولاق في فضائل مصر وأخبارها وخواصها : وكان أهل مصر يكتبون بمسائلهم إلى جعفر الصادق رضي الله عنه ولا يعدلون عن فتياه ، ولما قدم عليهم إسحاق بن جعفر حفوا به كالكعبة


واستقرت في الفسطاط بدار ابن الجصاص وهو من أعيان مصر ، وقد اُستقبلت استقبالاً حافلاً ، وسر أهل أرض الكنانة بقدوم حفيدة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   .


قال ابن خلِّكان وفي وفياته : ولأهل مصر فيها اعتقاد ، ولمَّا وفد الشافعي إلى مصر سنة 198هـ ، توثقت صلته بها ، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط ، وفي طريق عودته إلى داره ، وكان يصلي بها التراويح في مسجدها في رمضان ، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء ، وأوصى أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته ، فمرت الجنازة بدارها حين وفاته عام 204هـ ، وصلّت عليها إنفاذًا لوصيته


قال ابن الصباغ إسعافه : أنّها رضوان الله تعالى عليها كانت قد حفرَتْ قبرها بيدها ، وصارت تنزل فيه وتصلّي ، وقرأتْ فيه ستّة آلاف ختمة

وقال المقريزي في خططه : يُقال إنّها حفَرَت قبرها هذا وقرأت فيه تسعين ومائة ختمة .


وفي رجب 208 هـ ، أصاب السيدة نفيسة المرض، وظل يشتد عليها حتى توفيت في مصر في رمضان سنة 208 هـ ، فبكاها أهل مصر ، وحزنوا لموتها حزنًا شديدًا ، ولما ماتت عزم المؤتمن إسحاق بن جعفر الصادق على حملها إلى المدينة ليدفنها هناك، فسأله المصريون بقاءها عندهم، فدفنت في الموضع المعروف بها اليوم  بين مصر والقاهرة , وكان يوم دفنها مشهودًا ، ازدحم فيه الناس لتشييعها, وشيدوا لها مشهد عظيم بجامعها ويختلف إليه الكثيرين , ويقع مشهد السيدة نفيسة أو مسجد السيدة نفيسة في منطقة السيدة نفيسة في مصر فوق القاهرة بالقرافة عند المشاهد ، وكان الموضع يُعرَف قديماً بدرب السِّباع ، فخُرِّب الدرب ولم يبقَ هناك سوى المشهد بالقاهرة ، وهو اليوم بداية الطريق المسمى بطريق أهل البيت ، حيث يصبح المشهد النفيسي وهو المحطة الثانية في هذا الطريق بعد مشهد الإمام علي زين العابدين ( مقام رأس زيد بن علي , وطريق أهل البيت طريق شهير يبدأ بمقام زين العابدين , وهو المقام المشهور عند المصريون مقام سيدنا زينهم حتى ينتهي بمشهد السيدة زينب بنت علي مرورا بالسيدة نفيسة والسيدة سكينة بنت الحسين والسيدة رقية بنت علي بن أبي طالب والسيدة عائشة ويقول العامة السيدة أو ستنا عيشة , ومقام محمد بن جعفر الصادق والسيدة عاتكة عمة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله الكرام ) .


قال الذهبي في سيره: نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن العلوية السيدة المكرمة الصالحة، ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد بن السيد سبط النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما، العلوية الحسنية، صاحبة المشهد الكبير المعمول بين مصر والقاهرة .


قال اليافعي في مرآته : وفي السنة المذكورة توفيت السيدة الكريمه صاحبة المناقب الجسيمة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، صاحبة المشهد الكبير المفخم الشهير بمصر .


قال ابن بطّوطة في رحلته: قبر السيّدة نفيسة رضوان الله عليها بقوله: وهذه التربة أنيقة البناء مشرفة، عليها رباط مقصود .


إنّ أوّل مَن بنى على قبرها هو عبيدُ الله بن السريّ بن الحكم أمير مصر ، وأوّل مَن بنى على قبرها قبّةً هو عبيدُ الله بن السري بن الحكم أمير مصر مِن قِبل الحاكم العباسي ، وفي سنة 482هجريّة أمر الحاكم الفاطمي المستنصر بالله بتجديد الضريح، وقد كتبَ على رخامةٍ بباب ضريحها ما نصُّه :

بسم الله الرحمن الرحيم ، نصرٌ مِن اللهِ وفتحٌ قريب ، لعبدِ الله وليِّه محمّدِ بن نجيم المستنصر بالله .. أمر بعمارة هذا الباب السيّد الأجلّ أميرُ الجيوش سيف الإسلام ، ناصر الأنام ، كافل قضاء المسلمين ، وهادي دعاة المسلمين ، عَضَدَ اللهُ به الدين ، وأمتع اللهُ بقاء أمير المؤمنين ، في شهر ربيع الآخِر سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة ( 482 هـ ) ، انتهى .


كما أمر الحاكم الحافظ لدين الله سنة 532 هجرية بتجديد القبّة وفي سنة 1173 هجريّة جدّد الضريحَ والمسجد الأميرُ عبد الرحمن كَتْخُدا


هذا ما قلناه في خبر السيدة نفيسة العلم وسيرتها أشهر من أن تشهر وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .

"نفيسة العلم".. السيدة نفيسة الهاشمية القرشية

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر