رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
م. حسن سلام

م. حسن سلام

كلمه حق

الخميس 23/مارس/2017 - 06:08 م
طباعة

 

دائما نقول ونعلم والدنيا كلها تعلم أن مصر أم الدنيا، بماذا كانت مصر أم الدنيا؟؟؟

لن أشير إلى الماضي السحيق من آلاف السنين الذي يعلمه القاصي قبل الداني، ولكن أتحدث عن العصر الحديث.

في وقت من الأوقات كان العمال يأتون من أوروبا يعملون في مصر والإسكندرية والمعمار القديم يشهد على ذلك، وكانت السفن القادمة إلى الإسكندرية تكتظ بالشباب الأوروبي الباحث عن العمل، وعندما فكر قادة الاستانة في تركيا في بناء مدن حديثة استعانوا بالفنانين والصناع من مصر لبناء أحدث المدن، وقتها كانت مصر أم الدنيا، وقتها كان الجنيه المصري أعلى العملات ولا تعلوه أي عمله في العالم وكان الجنيه الاسترليني وهو أعلى عملة أوروبية يساوي ثمانية وتسعون قرشا، وكانت مصر أم الدنيا.

لقد استوقفني خبر بسيط يكاد يحدث في كل بقاع الأرض المتحضرة، وزير التجارة الكويتي يقف بسيارته في الكويت بلده في المكان المخصص للمعاقين، فما كان من رجل المرور المحترم إلا أن حرر مخالفة للوزير وأعطاه إياها في يده، وكان رد الوزير المحترم أيضا أن أبدي اعتذاره وأن السائق هو من أوقف السيارة في هذا المكان وسوف يتحمل السائق هذه الغرامة، إلى هنا والخبر عادي جدا، نحن نري على شاشات التلفاز كيف يحترم المسئولين في معظم بقاع الأرض القوانين ويحترمون أدمية شعوبهم، ولكن نحن في مصر أم الدنيا على النقيض تماما، أي مسئول صغر أو كبر عندما يستوقفه رجل المرور نسمع الكلمة المشهورة "أنت ماتعرفش أنا مين".

لكي تصبح مصر أم الدنيا كما كانت، يجب أن تكون قدوة للعالم أجمع، من غير المعقول أن تقول لأبنك لا تدخن السجاير أو الشيشة وأنت بيدك السيجارة والشيشة، ومن غير المنطقي أن تنصح أبنك بعدم السرقة وهو يراك تغش في الميزان مثلا أو ترتشي أو تبيع أسرار عملك.

عندما كانت مصر أم الدنيا كانت ترسل المدرسين ورجال الأزهر إلى الدول العربية الشقيقة، ويشهد كبار الرجال والعلماء أشقاءنا العرب أنهم تتلمذوا على أيدي معلمين ودكاترة ومهندسين مصريين.

ولكن أين نحن الآن وأين هم، نحن نتأخر عامًا بعد عام، وهم في تقدم مستمر، لا تقول أن المال هو السبب ولكن التهاون في تطبيق القانون هو من أودي بنا إلى هذا الحال.

لماذا لا يكون الوزير عندنا كوزير الكويت يتقبل لوم رجل المرور ويعتذر عندما يخطأ، هل تتخيل أن أي ضابط مرور مهما علت رتبتة أن يستطيع أن يقترب من سيارة الوزير، أنه يمشي في موكب لا يحلم به رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

ابدأوا بأنفسكم يا سادة، يجب أن تكونوا قدوة لباقي الشعب، لا تطلب مني التقشف وأنت تطلب ميزانية لشراء سيارات مصفحة، أو زيادة مرتبات الوزراء.

كيف بالله عليكم أن تكون مصر أم الدنيا، وهي في مقدمة الدول المصنفة أكثر فسادًا، أنت وأنا وهو وهي يجب أن نضع شعار مصر أم الدنيا أمام أعيننا ونعمل على هذا الشعار، وليس نغنيه في نشيد أو في عيد، ولكن نعمل ونعمل ويكون سلوكنا جميعا يليق بمعني وكلمة "مصر أم الدنيا".

أتمنى من الله العلي القدير أن يكون كل منا مسئول عن مصر، وأن يتمنى أن تكون مصر أم الدنيا فعلا وليس قولا.

والله من وراء القصد وهو الهادي إلي السبيل.


إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads