رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
بهجت العبيدى البيبة

بهجت العبيدى البيبة

اليمين المتطرف في أوربا .. قراءة في الانتخابات الهولندية

الخميس 16/مارس/2017 - 04:54 م
طباعة

 

لقد شهد العام المنصرم ٢٠١٦ تقدما نوعيا للتيار الشعبوي في أوربا وأمريكا، وأظهرت النتائج أن هناك تمددا لليمين المتطرف في البلاد الأوربية، ولقد جاءت معركة الانتخابات النمساوية والتي حسمها في الأخير ألكسندر فان بللن مرشح حزب الخضر على نظيره مرشح اليمين المتطرف هوفر الذي يعد امتداد ليورج هيدر الذي فاز في انتخابات العام ٢٠٠٠ حيث أثار  ردا دوليا عنيفا عندما شكل حزب الحرية حكومة ائتلافية مع حزب الشعب المحافظ عام 2000 مما سبب إدانة على نطاق واسع وعقوبات من الاتحاد الأوروبي، كما كان يوم 23 يونيو من العام الماضي يوما شعبويا مشهودا في تاريخ بريطانيا والاتحاد الأوروبي وربما العالم، إذ صوّت 52% من البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد بعد 42 عاما من عضويتها فيه، ولم ينته العام إلا بقدوم دونالد ترامب على رأس الإدارة الأميركية خلفا لأول رئيس من أصل أفريقي وهو باراك أوباما.

 

ويستعد العام ٢٠١٧ لانتخابات هامة في القارة العجوز بدأت أمس في الأراضي المنخفضة وسط ترقب شديد من قبل المراقبين والمحللين والمتابعين، الذين رأووا أنها سيكون لها تأثير بالغ حيث ستلقي بظلالها على الانتخابات الفرنسية المقررة الشهر المقبل، وكذلك في ألمانيا التي ستجرى بها انتخابات عامة في خريف هذا العام  في سبتمبر المقبل.

 

وفي السباق الانتخابي الهولندي دارت معركة حامية الوطيس بين  حزب يمين الوسط بزعامة رئيس الوزراء مارك روته، وحزب الحرية بزعامة الشعبوي خيرت فيلدرز المناهض للهجرة وأكبر المعادين للإسلام والذي طالب بحظر القرآن الكريم أسوة بحظر كتاب "كفاحي" السيرة الذاتية  للزعيم النازي أدولف هتلر، كما تعهد خلال حملته الانتخابية بخروج هولندا من الاتحاد الأوروبي وإغلاق جميع المساجد.

 

لقد اتخذ خيرت فيلدرز من ملف اللاجئين وكذلك المساعدات المقدمة للأجانب سببا لهجوم شرس على سياسية رئيس الوزراء مارك روته، حيث أتهم روته بتحسين خدمات الرعاية الصحية للمهاجرين بدلا من الهولنديين أنفسهم، في محاولة لاستقطاب أصوات الهولنديين.

 

ولم يترك روته الساحة لمنافسه الذي أكد في رده عليه أن  خطة فيلدرز التي تدعم فكرة إغلاق الحدود والمساجد وحظر القرآن، بأنها "حلول كاذبة"، واستغل رئيس الوزراء الهولندي الأزمة مع تركيا ليستثمرها في الحملة الانتخابية حيث رد بتصريحات النارية على خلفية تصعيد التوتر بين البلدين بعد منع هولندا تجمعا للجالية التركية في مدينة روتردام تأييدا لتعديل الدستور التركي، ليكتسب أنصارا ساعدوه في أن يفوز في الانتخابات التي جرت بالأمس بعدد 33 مقعدا، بعد فرز تسعين في المائة من الأصوات، من أصل 150 في البرلمان الهولندي، مقارنة ب 41 مقعدا التي فاز بهم في انتخابات 2012، وفي هذا أيضا رغم الفوز  مؤشرا بتراجع شعبيته.

 

ولم يحقق خيرت فيلدرز فوزا كبيرا في هذه الانتخابات ولكنه لم يخرج أيضا خالي الوفاض فلقد جاء حزبه في المرتبة الثانية و قد حصل على 20 مقعدا في البرلمان، بعد فرز تلك التسعين في المائة، وكان قد حصل على ١٥ مقعدا في الانتخابات التي جرت في العام ٢٠١٢ ليؤكد مواصلة تيار اليمين المتطرف في أوربا في التمدد، هذا التمدد الذي ستظهر كل ملامحه وقدرته في الانتخابات الفرنسية والألمانية المقبلة.

 

ولم تخل الانتخابات الهولندية من مفاجأة سيكون لها أثر في خريطة التحالفات، بعدما مُنِيَ شريك الحكومة حزب العمل بهزيمة كبيرة، فقد كان قد حصل على 38 مقعدا في الانتخابات السابقة ليفقد منها في هذه الانتخابات  29 مقعدا ، حيث حصل على 9 مقاعد فقط في هذه الانتخابات، ما يؤكد تراجعا كبيرا ومذهلا للحزب.

 

وأن تشهد هذه الانتخابات أكبر نسبة مشاركة من الناخبين الهولنديين في خلال ثلاثين عام حيث  بلغت  قد كانت نسبة المشاركة في الانتخابات 82% فإن ذلك  يؤكد الزخم الكبير الذي شهدته من ناحية، كما يبرهن على أنها سيكون لها تأثير على قادم الانتخابات في القارة العجوز من ناحية أخرى.

 

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads