رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

الاشراف والقبائل العربية

مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة

الجمعة 03/مارس/2017 - 04:01 م
صدى العرب
طباعة
بقلم .. الإعلامي والمؤلف .. إسلام يحيى سليم ..


نسب الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه : -

هو : جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، وقد سُمي باسم " جعفر " تيمناً بجده جعفر الطيار الذي كان من أوائل شهداء الإسلام ، كُني جعفر الصادق بعدة كِنى منها : أبو عبد الله ( وهي أشهرها ) ، وأبو إسماعيل ، وأبو موسى ، ولقب بالصادق ، والفاضل ، والطاهر ، والقائم ، والكامل ، والمنجي .

أم أبيه هي : أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم .

أمه هي : أم فروة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر " الصديق " بن أبي قحافة رضي الله عنهم .

أمَّا أم أمه فهي : أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر " الصديق " بن أبي قحافة رضي الله عنهم .

وقد اجتمعت في نسبه خصائص ميَّزته عن غيره كما قال الأستاذ عبد الحليم الجندي : » فجعفر قد ولده النبي مرتين ، وعليّ مرتين ، والصدّيق مرتين ، ليدلّ بهذا المجد الذي ينفرد به في الدنيا على أنه نسيج وحده ، ومن الناحية الأخرى ولده كِسرى مرتين ، ليدلّ الدنيا - من أعلى مواقعها - على أن الإسلام للموالي والعرب ، فذلك هو الدين الذي جاء به رسول الله « .


وجعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي المشهور بـجعفر الطيار ، وذي   الجناحين هو : صحابي وقائد مسلم ، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام ، وهو ابنُ عم النبي محمد وأحدُ وزرائه لقوله : ( إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ قَبْلِي إِلا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وَوُزَرَاءَ ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ : حَمْزَةُ ، وَجَعْفَرٌ ، وَعَلِيٌّ ، وَحَسَنٌ ، وَحُسَيْنٌ ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، وَأَبُو ذَرٍّ ، وَالْمِقْدَادُ ، وَحُذَيْفَةُ ، وَسَلْمَانُ ، وَعَمَّارٌ، وَبِلالٌ ) ، وجعفر هو أخو علي بن أبي طالب لأبويه ، ويُقال إنه كان أشبه الناس بالرسولِ محمدٍ خَلقاً وخُلُقاً ، وهو والد عبد الله " أبو جعفر " بن جعفر بن أبي طالب زوج السيدة زينب بنت سيدنا علي بن أبي طالب بنت السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآلة وصحبة  وسلم .


موقع مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه بمصر - القاهرة : -

بمنطقة سيدنا الحسين رضي الله عنه ، بحي الصناديقية بالقرب من مولانا الإمام الحسين وعلى مقربة منه ببعض مئات الأمتار ، وفي مواجهة الأزهر الشريف بسوق العطور والبخور ، بعد عبور شارع الأزهر يكون الحي على يساره قبل الدخول ميدان مولانا الحسين ، يوجد زاوية صغيرة وبها مقام في ركن من أركانها ، وعلى باب المقام مكتوب عليه : ( هذا مقام إمام الأئمة سيدي جعفر الصادق بن سيدنا محمد الباقر إبن مولانا وسيدنا علي زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين رضي الله عنهم ونفعنا بهم آمين ) .

وبالرجوع إلى كتب التاريخ : كتاب على باشا مبارك في الخطط التوفيقية ، ج2- ص86 ، يقول فيه : -

بجوار بيت الأمير محمود بيك العطار سر تجار مصر سابقاً ، ضريح يعرف بضريح جعفر الصادق ، ويعمل له مولد كل سنة وللناس فيه اعتقاد كبير ، وليس هذا جعفر الصادق بن الإمام على كرم الله وجهه كما تزعم العامة ، وإنما هو أمير من أمراء الفاطميين .

وكما يقول المقريزي في خططه وهو بشارع الصنادقية أحد الشوارع المتفرعة الآن من شارع الأزهر .

والمشهور أن السيد جعفر الصادق في المدينة المنورة مع أباه وجده وعم جده ، والمقام يفتح كل يوم اثنين ما بين المغرب والعشاء .


يقول النسابة حسن قاسم في مقال له : -

ولد بالمدينة المنورة سنة 80 هـ وتوفى سنة 148هـ ، روى عنه الإمام أبو حنيفة وأخرج حديثه الأمام مالك في الموطأ ومسلم والأربعة وحدث عنه الثوري وابن جريج وابن عبينة وشعبة وغيرهم ، وروى هو عن آبائه قال الإمام مالك : اختلفت زمانا إلى جعفر فما كنت أراه إلا على ثلاثة خصال مصل 0 أو صائم ، أو يقرأ القرآن وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة ، وفى الشفاء عن مالك أيضا وكان كثير الدعابة والتبسم ، إذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر لونه .

ومن قوله : " إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت دوامها وبقاءها فأكثر من الحمد والشكر عليها قال تعالى ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) ، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار قال تعالى ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا ) الآية ، وإذا أحزنك أمرا أو غيره فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة " ، وله كلام عال في التوحيد ورسائل في علوم شتى جمعها جابر بن حيان الصوفي في مجلد .

أولاده : كان له عشرة أولاد أعقب منهم تسعة ، والعاشر وهو العباس لا عقب له ، وأكثرهم ذرية الأمام موسى الكاظم وفروعه منتشرة في ممالك شتى ، وكان له ابنة هي عائشة المكناة بأم فروة كانت تحت عمر بن عبد العزيز العمري أمير المدينة ودخلت مصر سنة 169هـ وبها توفيت وهى صاحبة المقام الشهير بها جنوب القاهرة على مقربة من باب قايتباي المعروف بباب القرافة بشارع السيدة عائشة .


تعريف بالإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه : -

أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق ( إمام من أئمة المسلمين وعالم جليل وعابد فاضل من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب وله مكانة جليلة عظيمة لدى جميع المسلمين ) : ولد يوم 17 ربيع الأول 80 هـ في المدينة المنورة وتوفي فيها في مساء 25 شوال من سنة 148هـ .

لُقِبَ بالصادق لأنه لم يُعرف عنه الكذب ، ويعتبر الإمام السادس لدى الشيعة الإمامية الإثنا عشرية والخامس عند الإسماعيلية ، وينسب إليه انتشار مدرستهم الفقهية والكلامية ، ولذلك تُسمّى الشيعة الإمامية بالجعفرية أيضاً ، بينما يرى أهل السنة والجماعة أن علم الإمام جعفر ومدرسته أساسٌ لكل طوائف المسلمين دون القول بإمامته بنصبٍ من الله ، وروى عنه كثير من كتَّاب الحديث السنة والشيعة على حدٍ سواء ، وقد استطاع أن يؤسس في عصره مدرسة فقهية ، فتتلمذ على يده العديد من العلماء ، ومن الجدير بالذِكر أن جعفر الصادق يُعتبر واحداً من أكثر الشخصيات تبجيلاً عند أتباع الطريقة النقشبندية ، وهي إحدى الطرق الصوفيَّة السنيَّة .

يقال أنه من أوائل الرواد في علم الكيمياء حيث تتلمذ على يديه أبو الكيمياء جابر بن حيان ، كذلك فقد كان عالم فلك ، ومتكلماً ، وأديباً ، وفيلسوفاً ، وطبيباً ، وفيزيائياً .


مولد ونشأة الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه : -

وُلد جعفر الصادق في المدينة المنورة بتاريخ 24 أبريل سنة 702م ، الموافق فيه 17 ربيع الأول سنة 80 هـ ، وهي سنة سيل الجحاف الذي ذهب بالحجاج من مكة ، تنص بعض المصادر على أن ولادته كانت يوم الجمعة عند طلوع الشمس وقيل أيضاً يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين ، وقالوا سنة ست وثمانين ، وقيل في السابع عشر منه ، أفاد عدد من علماء الشيعة أن النبي محمد تنبّأ بولادة جعفر الصادق ، وأنَّه هو من كنّاه بالصادق ، فقد جاء في الحديث :  »إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق ، فإن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدَّعي الإمامة اجتراءً على الله وكذباً عليه ، فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري « .

اعتبره البعض من أتباع التابعين ، إلا أن الظاهر أنه قد رأى سهل بن سعد وغيره من الصحابة ، وروى عن أبيه ، وعن عروة بن الزبير وعطاءٍ ونافع والزهري وابن المنكدر ، وله أيضاً عن عبيد بن أبي رافع ، وقد وُصف الصادق بأنه مربوع القامة ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، أبيض الوجه ، أزهر ، له لمعان كأنه السراج ، أسود الشعر ، جعده أشم الأنف قد انحسر الشعر عن جبينه فبدا مزهراً ، وعلى خده خال أسود .

والده محمد الباقر هو خامس الأئمة عند الشيعة ، وقد اتخذ من ولده جعفر وزيراً ، واعتمده في مهمّات أموره ، في المدينة وفي سفره إلى الحج ، وإلى الشام عندما استدعاه الخليفة هشام بن عبد الملك ، وذلك لأنه كان أنبه إخوته ذكراً ، وأعظمهم قدراً ، وأجلّهم في العامة والخاصة ، فكان أبوه الباقر مُعجباً به ، ونُقل عنه أنه قال :  »إن من سعادة الرجل أن يكون له الولد يعرف فيه شبه خَلقه وخُلقه وشمائله، وإني لأعرف من ابني هذا شبه خَلقي وخُلقي وشمائلي « ، وعند أهل السنة والجماعة أن جعفر الصادق كان يُدافع عن الخلفاء الراشدين السابقين لعلي بن أبي طالب ، ويمقت الذين يتعرضون لأبي بكر ظاهراً وباطناً ويغضب منهم ، ومن الأحاديث التي نقلها عنه أهل السنَّة في هذا المجال حديثُ عن زهير بن معاوية؛ قال فيه :  »قال أبي لجعفر بن محمد : إن لي جاراً يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر ، فقال جعفرٌ : برئ الله من جارك ، والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر ، ولقد اشتكيت شكايةً ، فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم « .

آلت الإمامة - بالمعنى الشيعي - إلى جعفر الصادق عندما بلغ ربيعه الرابع والثلاثين ( 34 سنة ) ، وذلك بعد أن توفي والده مسموماً ( وفق بعض المصادر ) ، مثل كتاب الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي، وكان ذلك في ملك هشام بن عبد الملك ، وتشير المصادر إلى أن الأخير كان وراء سمّ الباقر ، وتنصّ مصادر أخرى على أنَّ جعفر الصادق قال :  »قال لي أبي ذات يوم في مرضه : " يا بني أدخل أناساً من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم " ، فأدخلت عليه أناساً منهم فقال : " يا جعفر إذا أنا متّ فغسلني وكفني ، وارفع قبري أربع أصابع ، ورشّه بالماء " ، فلما خرجوا قلت له : " يا أبت لو أمرتني بهذا صنعته ولم ترد أن أُدخل عليك قوماً تشهدهم " ، فقال : " يا بني أردت أن لا تُنازَع ، وكرهت أن يُقال أنه لم يوصِ إليه ، فأردت أن تكون لك الحُجة  «، ووفق المعتقد الشيعي فإن الإمام الباقر رغب من وراء هذا أن يُعلم الناس بإمامة الصادق من بعده ، وفعلاً فقد قام الإمام الصادق بتغسيل والده وتكفينه على ما أوصاه ، ودفنه في جنَّة البقيع إلى جانب الصحابة الذين توفوا قبله .


زوجات وأبناء الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه : -

تزوَّج الصادق من نساءٍ عديدات ، منهنّ : فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وكان أبوها ابن عم زين العابدين، ومنهن حميدة البربريَّة والدة الإمام موسى الكاظم ، واتخذ إماء أخريات ، وكان له عشرة أولاد ، وقيل أحد عشر ولداً ، سبعة من الذكور وأربع إناث ، فأما الذكور فهم : -

إسماعيل : وإليه ينسب المذهب الإسماعيلي  ، وعبد الله ، وموسى الكاظم ، وإسحاق ، ومحمد ، وعلي : المعروف بالعريضي ، والعبَّاس

وأما الإناث فهن : -

فاطمة ، وأسماء ، وفاطمة الصغرى ، وأم فروة ، كانت زوجة الصادق الأولى هي فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وهي أم إسماعيل وعبد الله وأم فروة ، وبعد وفاتها ابتاع الإمام أمَةً أندلسية ، يرجع أصلها إلى بربر المغرب تُدعى ( حميدة بنت صاعد  ( ، فأعتقها وعلَّمها أصول الشرع والدين ثم تزوَّجها ، فولدت له موسى ومحمد ، وقد أجلّها الشيعة وبالأخص نساؤهم ، لورعها وتقواها وحكمتها ، وعُرفت باسم " حميدة خاتون " و " حميدة المصفّاة " بسبب ما قاله زوجها عنها :  »حميدة مصفّاة من الأدناس كسبيكة الذهب « .

وكان الإمام شديد الولوع بولده البِكْر إسماعيل وكثير الإشفاق عليه ، ولذا كان قومٌ من الشيعة يظنون أنه الإمام بعد أبيه ، وهؤلاء قد زعموا أن جعفر الصادق نصّ على إمامة إسماعيل ، ثم وقع الخلاف بينهم : هل مات إسماعيل في حياة أبيه أم لا ؟ والأشهر أنه مات في حياة أبيه سنة 145 هـ ، ويفيد أتباع المذهب الإثني عشري أنَّ الصادق كشف عن وجه إسماعيل مرات عديدة بعد وفاته ، وأشهد ثلاثين من صحابه على موته فشهدوا بذلك ، كما أشهدهم على دفنه ، لكن على الرغم من ذلك بقي فريق من الشيعة يعتقدون بإمامته وحياته حتى بعد وفاة والده الصادق ، وكان إسماعيل رجلاً تقياً عالماً باراً مطيعاً لأبيه ، أمَّا أخوه عبد الله فقد اتُهم بمخالفة أبيه في الاعتقاد ، وبأنه كان يخالط الحشوية ، ويميل إلى مذهب المرجئة ، كما عارض أخاه موسى في الإمامة ، وادّعى الإمامة بعد أبيه لنفسه ، احتجاجاً بأنه أكبر أخوته الباقين ، واتّبعه حشدٌ من الناس قبل أن يرجعوا لإمامة موسى ، وأقام نفر من الناس على القول بإمامة عبد الله ، وهو النفر المعروف بالفطحية تيّمناً بعبد الله الذي كان يُكنى بالأفطح ، لأنه أفطح الرأس أو الرجلين - أي كان عريض الرأس والرجلين - على أنَّ عبد الله لم يعش بعد أبيه الصادق إلا سبعين يوماً ومات ، وأما إسحاق فقد كان محدّثاً جليلاً وقال بإمامة أخيه موسى  ، وأما محمد فكان سخياً شجاعاً وفارساً ، وقد خرج على الخليفة العبَّاسي المأمون بمكة، لكنه خسر القتال ، وصحبه العبَّاسيون إلى بغداد حيث عاش مُكرَّماً بقيَّة أيامه ، وأما علي بن جعفر فقد كان راوياً للحديث وقد لزم الإمام موسى الكاظم وروى عنه ، وكذلك كان العباس .


المكانة العلمية للإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه : -

عُرف عن الإمام الصادق اطّلاعه الواسع وعلمه الغزير ، حيث شهد له بذلك الأكابر من العلماء ، منهم تلميذه الإمام أبو حنيفة حيث نوّه بعلم أستاذه الإمام جعفر الصادق ومقدار فضله حينما سُئل:   »من أفقه من رأيت ؟ فأجاب قائلاً : جعفر بن محمد ، لمَّا أقدمه المنصور بعث إليَّ فقال : يا أبا حنيفة إن الناس قد فُتنوا بجعفر بن محمد ، فهيّء له مسائلك الشداد ، فهيّأت له أربعين مسألة ، ثم بعث إليَّ أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه ، فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر [الصادق] ما لم يدخلن لأبي جعفر [المنصور] ، فسلمت عليه فأومأ إليّ فجلست ، ثم التفتّ إليه فقال : يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة ، فقال : نعم أعرفه ، ثم التفتّ إليَّ فقال : ألقِ على أبي عبد الله من مسائلك ، فجعلت ألقي عليه ويجيبني فيقول : أنتم تقولون كذا ، وأهل المدينة يقولون كذا ، ونحن نقول كذا ، فربما تابعنا ، وربما تابعهم ، وربما خالفنا جميعاً ، حتى أتيت على الأربعين مسألة فما أخلّ منها بشيء !" ثم قال أبو حنيفة : " أليس قد روينا : أعلم الناس ، أعلمهم باختلاف الناس « .

عاش الإمام الصادق في فترة حاسمة جداً من الناحية السياسية ، وهي الفترة التي تلت سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية وعادة ما تعطي الدولة الجديدة هامشاً كبيراً من الحرية والتحرك ، ولذا بدأ الإمام الصادق بتأسيس نواة علمية ووضع أركان مدرسته الكبرى التي خرّجت الآلاف من الطلاب والعلماء ، حتى قال الحسن الوشّاء عند مروره بمسجد الكوفة :  »أدركت في هذا المسجد 900 شيخ كلهم يقول : حدثني جعفر بن محمد « ، مع العلم أن بين الكوفة والمدينة - التي كانت معقل الإمام الصادق - مسافة شاسعة وهذا يدل على مدى التأثير العلمي الذي أحدثه الإمام جعفر الصادق في ربوع العالم الإسلامي ، وهكذا فحينما ارتفع الضغط الذي كان يمارسه الأمويون على مدرسة الإمام بدأ الطلاب يتوافدون على مدرسته من كل حدبٍ وصوبٍ ، ينقل الأستاذ أسد حيدر فيقول :  »كان يؤم مدرسته طلاب العلم ورواة الحديث من الأقطار النائية ، لرفع الرقابة وعدم الحذر فأرسلت الكوفة ، والبصرة  ، وواسط ، والحجاز إلى جعفر بن محمد أفلاذ أكبادها ، ومن كل قبيلة من بني أسد ، ومخارق ، وطي ، وسليم ، وغطفان ، وغفار ، والأزد ، وخزاعة ، وخثعم ، ومخزوم ، وبني ضبة ، ومن قريش ، ولا سيَّما بني الحارث بن عبد المطلب ، وبني الحسن بن الحسن بن علي « .

وقد كتبت أقلام كثيرة حول علم الإمام الصادق ، وخصّصت كتباً وفصولاً حول ذلك ، منها كتاب " الإمام الصادق " للشيخ محمد أبي زهرة الذي يقول فيه :

( إن للإمام الصادق فضل السبق ، وله على الأكابر فضل خاص ، فقد كان أبو حنيفة يروي عنه ، ويراه أعلم الناس باختلاف الناس ، وأوسع الفقهاء إحاطة ، وكان الإمام مالك يختلف إليه دارساً راوياً ، وكان له فضل الأستاذية على أبي حنيفة فحسبه ذلك فضلاً ، وهو فوق هذا حفيد علي زين العابدين الذي كان سيّد أهل المدينة في عصره فضلاً وشرفاً وديناً وعلماً ، وقد تتلمذ له ابن شهاب الزهري ، وكثير من التابعين ، وهو ابن محمد الباقر الذي بقر العلم ووصل إلى لبابه ، فهو ممن جعل الله له الشرف الذاتي والشرف الإضافي بكريم النسب ، والقرابة الهاشمية ، والعترة المحمدية ) .

ويدخل في هذا السياق مناظراته العلمية والدينية التي دلّت على علمٍ جمٍ وفضلٍ غزيرٍ ، فقد كان للإمام جعفر الصادق كثير من المناظرات مع العلماء وغيرهم في الدين والعلوم الإنسانية المختلفة ، وقد اتّبع الإمام الصادق منهجاً منطقياً تسلسلياً في المناظرة والنقاش وهو أسلوب علمي يُبرز مكانته العلمية وقدرته على استحضار كافة جوانب الموضوع وحضور البديهة في الرد ، وكان من الطبيعي أن يتعرض شخص بهذا المستوى الكبير من الفهم والعلم والمكانة لأسئلة المستفسرين وإنكار الملحدين ومكابرة كثير من الفئات المتأثرة بالعلوم المستقدمة من هنا وهناك ، ومن تلك المناظرات :

مناظرة الإمام جعفر الصادق مع الملحدين .

مناظرة الإمام جعفر الصادق مع أبي حنيفة في القياس وأخر في حكم التوسل بالنبي .

مناظرة الإمام جعفر الصادق مع رؤساء المعتزلة .

مناظرة الإمام جعفر الصادق مع طبيب هندي .

مناظرة الإمام جعفر الصادق مع عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم المعروف باسم عبد الله بن الفضل الهاشمي

مناظرة الإمام جعفر الصادق مع الزنادقة .

مناظرة الإمام جعفر الصادق مع ابن أبي العوجاء .

مناظرة الإمام جعفر الصادق في الحكمة من الغيبة .

ولم تكن الأسئلة التي تُطرح على الإمام الصادق مختصة بالمسائل الفقهيّة أو الحديثيّة ، فقد كان عصره عصر ترجمةٍ وعلوم ، وكان يأتيه علماء ومفكرون متأثرون بتيارات الفلسفة اليونانية التي كانت منتشرة في تلك الحقبة من الزمن ، ويُلاحظ هذا المعنى واضحاً في نقاشات الإمام الصادق مع عبد الكريم بن أبي العوجاء الذي كان يشكّك في الدين والعقيدة الإسلامية من منطلق فلسفي وكلامي ، فقد جاء ابن العوجاء إلى الإمام الصادق وأشكل على الآية القرآنية: 

 إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا   وقال ما مضمونه : إذا عصت الجلود وعذبها الله ثم بدّلها بجلود غيرها وعذبها ، فما هو ذنب هذه الجلود الجديدة حتى تُعذب ؟ مع أن الجلود الأولى هي التي عصت ؟! فأجابه الإمام الصادق : " هي هي ، وهي غيرها " ، وأوضح له بأنه لو أخذ طابوقة بناء وصبّ عليها الماء ثم عجنها وقولبها مرة أخرى على شكل طابوقة ، فهي نفس الطابوقة من حيث وحدة مادتها وهي غير تلك الطابوقة باعتبار شكلها الجديد ، وغيرها من المناظرات في شتى المواضيع ، والتي أظهرت للعالم الإسلامي مكانته العلمية المرموقة ومنزلته السامية بين علماء المسلمين .


تلامذة الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه : -

كان جعفر الصادق أحد أبرز العلّامات في عصره ، فإلى جانب علومه الدينيَّة ، كان عالماً فذّاً في ميادين علوم دنيويَّة عديدة ، مثل:  الرياضيَّات ، والفلسفة ، وعلم الفلك ، والخيمياء والكيمياء ، وغيرها ، وقد حضر مجالسه العديد من أبرز علماء عصره وتتلمذوا على يده ، ومن هؤلاء أشهر كيميائي عند المسلمين أبو موسى جابر بن حيَّان المُلقب بأبي الكيمياء ، كما حضر مجالسه وتلقّى من علومه اثنان من كبار الأئمة الأربعة هما الإمامان أبو حنيفة النعمان ، ومالك بن أنس ، وقد نقل الأخير 12 حديثاً عن جعفر الصادق في مؤلفه الشهير "الموطأ، بالإضافة إلى واصل بن عطاء مؤسس مذهب المعتزلة .

وفاة الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه : -

توفي جعفر الصادق سنة 148هـ ، الموافقة لسنة 765م كما نصّت على ذلك بعض المصادر التاريخيّة ،  قال ابن كثير : ( المتوفى سنة 774 هـ ) ، ثم دخلت سنة ثمان وأربعين ومائة .. وفيها توفي جعفرُ بنُ محمدٍ الصادق .

وقال ابن الأثير (المتوفى سنة ( 630 هـ  ) في معرض حديثه عن الأحداث التي وقعت في سنة 148 هـ  : وفيها مات جعفر بن محمد الصادق وقبره بالمدينة يُزار هو وأبوه وجده في قبر واحد مع الحسن بن علي بن أبي طالب  ، وغير ذلك من المصادر التاريخيّة المعتبرة

وقد كان الإمام جعفر الصادق في آخر لقاءاته مع أبي جعفر المنصور يقول له:  " لا تعجل ، فقد بلغت الرابعة والستين وفيها مات أبي وجدي " ، فرأى بعض الباحثين أن هذه الكلمة توحي بأن الإمام جعفر الصادق كان يشعر باقتراب موته

وكان آخر ما أوصى به الإمام الصادق هو الصلاة كما يظهر من بعض الروايات منها هذه الرواية التي نقلها أبو بصير وقال:  " دخلت على أم حميدة أعزيها بأبي عبد الله [الصادق] فبكت وبكيت لبكائها ، ثم قالت : " يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله عند الموت لرأيت عجباً " ، فتح عينيه ثم قال : " اجمعوا كل من بيني وبينه قرابة " ، قالت : " فما تركنا أحداً إلا جمعناه " ، فنظر إليهم ثم قال:  " إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة " .

دُفن جعفر الصادق في جنَّة البقيع بالمدينة المنورة إلى جانب والده وأجداده وباقي الصحابة ، وتفيد الكثير من المصادر بأنَّ الصادق قضى نحبه مسموماً على يد الخليفة العبَّاسي أبو جعفر المنصور الذي كان يغتاظ من إقبال الناس على الإمام والالتفاف حوله ، حتّى قال فيه : " هذا الشّجن المُعتَرِضُ في حُلوقِ الخلفاءِ الّذي لا يجوزُ نفيُهُ ، ولا يحلُّ قتلُهُ ، ولولا ما تجمعني وإيّاه من شجرة طاب أصلُها وبَسَقَ فرعُها وعذُبَ ثمرُها وبورِكَت في الذرّية ، وقُدِّست في الزُّبر ، لكان منِّي ما لا يُحمدُ في العواقبِ ، لِمَا بلغني من شدّة عيبِهِ لنا ، وسوءِ القول فينا " ، وأنه حاول قتله أكثر من مرَّة ، وأرسل إليه من يفعل ذلك ، لكن كل من واجهه هابه وتراجع عن قتله ، كما تفيد تلك المصادر أنَّ المنصور كان يخشى أن يتعرَّض للإمام ، لأن ذلك سيؤدي لمشاكل جمَّة ومضاعفات كبيرة ، ومما قيل عن الفتور الذي كان بين الصادق والمنصور ، أنَّ الأخير كتب له يقول : " لِمَ لا تزورنا كما يزورنا الناس ؟!" ، فأجابه جعفر الصادق : " ليس لنا في الدنيا ما نخافك عليه ، ولا عندك من الآخرة ما نرجوك له ، ولا أنت في نعمة فنهنّئك بها وفي نقمة فنعزيك بها ، فكتب إليه مجدداً : " تصحبنا لتنصحنا " ، فكتب الصادق إليه : " من يطلب الدنيا لا ينصحك ، ومن يطلب الآخرة لا يصحبك " ، بالمُقابل تنصّ مصادر أخرى على أنَّ المنصور لم يُقدِم على تسميم جعفر الصادق ، على الرغم من تخوّفه من أيّ انقلاب مُحتمل بقيادته ، فقد كان يجلّه ويحترمه ، ويرعى فيه صلة الرحم وحقوق العمومة ، وحزن عليه أشد الحزن لمّا توفي لأسباب طبيعيَّة ، بعد أن تقدَّم به العمر وضعف جسمه ، وفي رواية اليعقوبي المذكورة في تاريخه التي تقول:  " قال إسماعيل بن علي:  " دخلت على أبي جعفر المنصور وقد اخضلّت لحيته بالدموع وكأنه متأثر من مصيبة وألمّه أمر جلل " وقال لي:  " أما علمت بما نزل بأهلنا ؟ فقلت : وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال : فأن سيّدنا وعالمنا وبقية الأخيار منا توفي !! فقلت : ومن هو يا أمير المؤمنين ؟  قال : ابن عمنا جعفر بن محمد ، قلت : أعظم الله أجر أمير المؤمنين! وأطال بقاءه ، فقال : إن جعفراً ممن قال الله فيهم:  ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ، وكان هو من السابقين في الخيرات ، كما لم يذكر أبو الفرج الأصفهاني في كتابه " مقاتل الطالبيين " أنه قتل مسموماً .


الإمام محمد الباقر والد الإمام جعفر الصادق : -

محمد الباقر 57 - 114 هـ / 676 - 732 م ، وهو تابعي جليل كبير القدر كثيرا أحدا أعلام هذه الأمة علما وعملا وسيادة وشرفا ، كان ذاكرا خاشعا صابرا وكان من سلالة النبوة رفيع النسب عالي الحسب ، ويكنى بأبي جعفر الإمام الخامس عند الشيعة الإمامية الإثنا عشرية ، وإسماعيليون ، ومن فحول علماء الإسلام ، حدث عن أبيه ، له عدة أحاديث في الصحيحين وهما من كتب الحديث عند أهل السنة ، وكان من الآخذين عنه أبو حنيفة وابن جريج والاوزاعي والزهري وغيرهم ، قال محمد بن مسلم : سألته عن ثلاثين ألف حديث ، وقد روى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ، ووجوه التابعين ، ورؤساء فقهاء المسلمين .

أمه : أم عبد الله بنت الحسين بن علي .

ولقب بالباقر لبقره العلوم بقراً (أي أظهر العلم إظهاراً ) ، وتعني أيضا " المتوسع بالعلم " ، وسمي الباقر أيضا لبقره العلوم واستنباطه الحكم .

ومعنى الباقِرُ في اللفة : المتوسّع والمتبحر في العلم متعمق فيه ، وبه سُمِّيَ أبو جعفر محمد بن علي زين العابدين بن الحسين ، الباقر .

بقَر البطْنَ : فَتَحَه وشَقَّه ووسَّعه ، بقَر الغزاةُ بطونَ الخَيْل  .

من وصاياه وحكمه : -

أيّها الناس : أين تذهبون ؟ وأين يراد بكم ؟ بنا هدى الله أوّلكم ، وبنا ختم آخركم ، فإن يكن لكم ملك معجّل فإنّ لنا ملكاً مؤجّلاً ، وليس بعد ملكنا ملك ، لأنّا أهل العاقبة ، يقول الله عزّ وجل :   ( والعاقبة للمتقين ) .

يا ذي الهيئة المعجبة " مُعْجَبٌ بِنَفْسِهِ : مَزْهُوٌّ مفتخر " ، والهيم " الإبل العِطاش التي لا تروى " المعطنة : ما لي أراكم أجسامكم عامرة ، وقلوبكم دامرة ، أمّا والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه ، وانتم إليه صائرون ، لقلتم : ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) .

أوصيك بخمس : إن ظلمت فلا تظلم ، وإن خانوك فلا تخن ، وإن كذبت فلا تغضب ، وإن مدحت فلا تفرح ، وإن ذممت فلا تجزع ، وفكّر فيما قيل فيك ، فإن عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله جلّ وعزّ عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة ممّا خفت من سقوطك من أعين الناس ، وإن كنت على خلاف ما قيل فيك ، فثواب اكتسبته من غير أن يتعب بدنك .

الإسماعيليون : -

الإسماعيلية إحدى فرق الشيعة وثاني أكبرها بعد الأثنى عشرية ، يشترك الإسماعيلية مع الاثنا عشرية في مفهوم الإمامة ، إلا أن الانشقاق وقع بينهم وبين باقي الشيعة بعد موت الإمام السادس جعفر الصادق ، إذ رأى فريق من جمهور الشيعة أن الإمامة في ابنه الأكبر الذي أوصى له إسماعيل المبارك ، بينما رأى فريق أخر أن الإمام هو أخوه موسى الكاظم لثبوت موت إسماعيل في حياة أبيه وشهادة الناس ذلك .

ويعتقد الشيعة الإسماعيلية أن الإمامة في نسله ، إذ يعتقدون أنه لم يمت في حياة أبيه وإنما أقام جعفر الصادق جنازة وهمية له حتى يُبعد نظر العباسيين عنه ، وأن إسماعيل قد فر وأقام الدعوة في الستر .

لذا فهم يعتقدون أن الإمامة ليست في نسل أخيه موسى الذي استقر عليه إجماع الإمامية بعد موت جعفر ، وساقوا الإمامة إلى محمد بن إسماعيل الملقب بالمكتوم .

إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : -

أمه فاطمة بنت الحسين الاَثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، ولد في المدينة المنورة عام 110هـ وتوفى عام 158هـ قبل أبيه جعفر الصادق في العريض ، وكان أكبر إخوته وكان أبوه شديد المحبة له والبر به والإشفاق عليه ، عند موته حُمل على رقاب الرجال إلى أبيه في المدينة حتى دفن في البقيع .

والحسين الاَثرم هو : الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، وأولاده : علي بن الحسين وهو أخو فاطمة بنت الحسين بن الحسن لأمها , وعلي بن الحسين بن الحسن , وحسين ومحمد وأمهم عبدة بنت علي بن الحسين بن علي ، وقيل : انقرض ولد الحسين الاثرم إلا من بناته : أم سلمة بنت الحسين , وكانت أم كلثوم بنت الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب عند إسماعيل بن عبد الملك بن الحرب بن الحكم ولها منه : مسلمة ، واسحق ، ومحمد ، والحسين .

والأَثْرَم في اللغة : الَّذي كُسِرت سِنُّه أو سقطت من أصلها ، وقيل هو انكِسار سِنٍّ من الأَسْنان المقدَّمة مثل الثَّنايا والرَّباعِيات .

الأَثْرَم : ( في العروض ) : ما اجتمع فيه الخَرْمُ والقبض ، يكون في أول الطَّويل والمتقارب .

وفي الحديث : ( نَهَى أَن يُضَحَّى بالثَّرْماء ) .

الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق : -

هو:  موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن سيدنا علي زين العابدين بن سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم .

أمه هي : ( أم ولد ) اسمها حميدة ، أندلسية الأصل ويُقال بربرية ، ويُقال رومية ، وتكنى لؤلؤة .

عابد آل البيت كان آية في السخاء والكرم يعطى من لقيه عرف أم لم يعرف ، واتسم بسمات عالية ، ولد بالأبواء ( قرية من أعمال الفرع بالمدينة بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة 33 ميلا وبين ودان ستة أميال ، وسميت الأبواء لتبوء السيول ، وبها قبر أم النبي صلى الله عليه وآلة وصحبة وسلم " السيدة آمنة بنت وهب رضي الله عنها " ) ، ومولده بها في سنة 128هـ ، وتوفى سنة 183هـ ودفن بمقابر قريش بمدينة السلام " بغداد " بالجانب الغربي منها حيث مشهده الآن وهو ثالث المشاهد المقدسة والأماكن المطهرة عند الشيعة بمدينة  بغداد .

وفاته : -

استشهد بالسمّ بأمر من هارون الرشيد في سجنه سنة 183 هجري في بغداد وعمره 55 عاماً ، بعد أن قضى 15 عاماً في السجن لا يخرج منه حتى يدخل إلى آخر ، ودفن في مدينة قرب بغداد سميت بالكاظمية .

قال الخطيب : أقدمه المهدي بغداد ، ورده ، ثم قدمها ، وأقام ببغداد في أيام الرشيد ، قدم في صحبة الرشيد سنة تسع وسبعين ومائة ، وحبسه بها إلى أن توفي في محبسه  .

وقال الخطيب : أنبأنا أبو العلاء الواسطي ، حدثنا عمر بن شاهين ، حدثنا الحسين بن القاسم ، حدثني أحمد بن وهب ، أخبرني عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال : حج الرشيد فأتى قبر النبي صلى الله عليه وآلة وصحبة وسلم ، ومعه موسى بن جعفر ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ، يا ابن عم ، افتخارا على من حوله ، فدنا موسى وقال : السلام عليك يا أبة ، فتغير وجه هارون ، وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقا  .

وقيل : بعث موسى الكاظم إلى الرشيد برسالة من الحبس يقول : إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون .

وعن عبد السلام بن السندي قال : كان موسى عندنا محبوسا ، فلما مات ، بعثنا إلى جماعة من العدول ، من الكرخ فأدخلناهم عليه ، فأشهدناهم على موته ، ودفن في مقابر الشونيزية

قلت : له مشهد عظيم مشهور ببغداد ، دفن معه فيه حفيده الجواد . ولولده علي بن موسى مشهد عظيم بطوس ، وكانت وفاة موسى الكاظم في رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة عاش خمسا وخمسين سنة .

وأما موسى الكاظم بن جعفر فقد ذكر الذهبي في الكاشف : أنه مات في حبس الرشيد ولم يذكر أنه توفي مقتولا ولا مسموما ، وقد بسط الذهبي في السير الكلام على جعفر وموسى وبين فضلهما .

أولاده : -

خلف عدة أولاد ، الجميع من إماء : علي ، والعباس ، وإسماعيل ، وجعفر ، وهارون ، وحسن ، وأحمد ، ومحمد ، وعبيد الله ، وحمزة ، وزيد ، وإسحاق ، وعبد الله ، والحسين ، وفضل ، وسليمان ، سوى البنات ، سمى الجميع : الزبير في كتاب " النسب " .

أعقب من أولاده أربعة عشر على المشهور ، ويضيف إليهم بعض النسابة ثلاثة آخرين ، والعقب الكثير منه في أربعة منهم ، وهم : على الرضا ، وإبراهيم المرتضى ، ومحمد العابد ، وجعفر .

وصاياه : -

وصاياه إلى بعض ولده : يا بني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها ، وإياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها ، وعليك بالجد ، ولا تخرجن نفسك من التقصير في عبادة الله وطاعته ، فإن الله لا يعبد حق عبادته ، وإياك والمزاح فإنه يذهب بنور إيمانك ، ويستخف بمرؤتك ، وإياك والضجر والكسل ، فإنهما يمنعان حظك من الدنيا والآخرة .

وصاياه لبعض شيعته : أي فلان إتق الله وقل الحق وإن كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك ، أي فلان إتق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك ، فان فيه هلاكك .

من وصاياه : اجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال ، ومالا يثلم المرؤة وما لا سرف فيه ، واستعينوا بذلك على أمور الدين ، فإنه روي : ليس منا من ترك دنياه لدينه ، أو ترك دينه لدنياه

تفقهوا في الدين ، فإن الفقه مفتاح البصيرة ، وتمام العبادة ، والسبب إلى المنازل الرفيعة ، والرتب الجليلة في الدين والدنيا ، وفضل الفقيه على العباد ، كفضل الشمس على الكواكب ، ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا .


الإمام على الرضا ( ولى عهد المأمون ) بن الإمام موسى الكاظم : -

هو:  علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن سيدنا علي زين العابدين بن سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم .

أمُّه:  نجمة ، وتُسمى تكتم ، أو أم البنين ، أو أروى .

أبو الحسن علي بن موسى الرضا : ولد بالمدينة 11 ذي الحجة سنة 148هـ ، وتوفى 28 صفر سنة 203 هـ  ، ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائي عامل هارون الرشيدي على طوس في قرية يقال لها سناباذا بأرض حاضرة ايالة خراسان ومن أمهات بلاد إيران تبعد عن طوس القديمة بنحو أربعة فراسخ واقعة في الشمال الشرقي منها وهى من المدن المشهورة المقدسة عندهم يؤمها كثير لزيارة الأمام الرضا رضي الله عنه ، وهو ثامن الأئمة الاثنا عشر .

لقب : بغريب الغرباء كونه دفن في بلاد فارس بعيدًا عن أرض أبائه العرب .

والمأمون هو : عبد الله وكنيته " أبو العباس " ، بن هارون الرشيد وكنيته " أبو جعفر " ، بن محمد المهدي وكنيته " أبو عبد الله " ، بن عبد الله المنصور وكنيته " أبو جعفر " ، بن محمد وكنيته " أبو إبراهيم " ، بن علي ، بن عبد الله ، بن العباس " عم النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، بن عبد المطلب " جد النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو عبد الله وأبو طالب وحمزة " .

سيرته : -

وقد كان علي الرضى كبير الشأن ، أهلا للخلافة ، ولكن كذبت عليه وفيه الرافضة ، وأطروه بما لا يجوز ، وادعوا فيه العصمة ، وغلت فيه ، وقد جعل الله لكل شيء قدرا

وهو بريء من عهدة تلك النسخ الموضوعة عليه ، فمنها : عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه مرفوعا : السبت لنا ، والأحد لشيعتنا ، والاثنين لبني أمية ، والثلاثاء لشيعتهم ، والأربعاء لبني العباس ، والخميس لشيعتهم ، والجمعة للناس جميعا

وبه : لما أسري بي ، سقط من عرقي ، فنبت منه الورد

وبه : ادهنوا بالبنفسج ، فإنه بارد في الصيف حار في الشتاء

وبه : من أكل رمانة بقشرها ، أنار الله قلبه أربعين ليلة .

وبه : الحناء بعد النورة أمان من الجذام

وبه : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عطس ، قال له علي : رفع الله ذكرك ، وإذا عطس علي ، قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : أعلى الله كعبك

فهذه أحاديث وأباطيل من وضع الضلال .

مشهد الرضا بطوس : -

ومشهده بهذه المدينة من أشهر مزاراتها ، أول من بنى عليه حميد المذكور ، ثم أعاد بنائه المأمون وعمل على قبره وقبر أبيه هارون قبة ، وبعد مراح من الزمن هدمها الأمراء تعصبا منه لشيء قام في نفسه فعمرها سوري بن معتز في القرن الرابع ، ثم هدمت فعمرها شرف الدين القمي في القرن السادس في عهد دولة آل سلجون كما يؤخذ من النقوش التي ظهر جدران الحرم وما برحت على هذه العمارة إلى سنة 1016هـ ، فجددها السلطان عباس شاه وأعاد بناء الحرم الرضوي وغشا القبة والمنارة بصفائح الذهب الخالص وأنفق على ذلك من ماله الخاص .

ولهذا المشهد صحن طوله 86 ذراعا في عرض 60 ذراعا تقريبا وفى وسطه قبة ذهبية غير قبة الروضة وبه غيوان متسع الجوانب غشت جدرانه بصفائح الذهب متصل بالحرم وفى أعلاه منارة ذهبية وقد بنى على شاه صحنا آخر طوله 72 ذراعا في 49 ذراعا وجعل به إيوانا يتصل بالحرم وغشا جدرانه بصفائح الذهب ، وفى مؤخره مما يلي المحرام قبر الشيخ بهاء الدين العاملي صاحب الكشكول والمخلاة ، وإلى جانبه قبر أخيه عبد الصمد العاملي شارح الأربعين النووية ، وهناك قبر أمير المؤمنين هارون الرشيدي ولأهل هذه البلدة في زيارتهم لقبر هارون الرشيدي عوائد مذمومة لا يرضاها عاقل منصف أيا كان منزعه والأولى تركها وعند الله تجتمع الخصوم .

مدينة مشهد أو طوس كما كانت تسمى قديما هي : مدينة تاريخية أثرية بإيران تسمى اليوم بمشهد الرضا ، من كبريات مدن إيران ومن أعظم مدن خراسان القدیمة حتى هجوم المغول وهدمهم لها ، فتحت في أيام الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، وبعد القرن السابع لم ترجع إلی ما کانت عليه من قبل أبداً ، فقد هاجر من بقي من أهلها رویداً رویداً إلی قریة سناباد ، فيها الكثير من الآثار والمزارات والمقامات وأهمها إطلاقا مرقد الإمام علي بن موسى الرضا ، ومشهده الذي به سميت تلك المدينة مشهدا .

زوجاته : -

ذكروا أن من زوجاته أم ولد يقال لها سبيكة من أَهل بيت ماريةَ القبطية أُمِ إِبراهيم بنِ رسول اللَه ، وجاء في بعض المصادر التاريخية أن المأمون اقترح على الإمام الرضا تزويجه بابنته " أم حبيب " فقبل الإمام بذلك ، وذكروا أن هدف المأمون هو التقرب من الإمام والنفوذ إلى بيته يعتقد اليافعي أن اسم ابنة المأمون التي زوجها من الإمام الرضا هو : أم حبيبة ، أما السيوطي فقد ذكر خبر تزويج ابنة المأمون من الإمام الرضا من دون أن يتعرض لذكر اسمها .

أولاده : -

اختلفت كلمة الباحثين والمؤرخين في عدد أولاده وأسمائهم ، فقد ذكروا له خمسة من الذكور وبنتاً واحدة ، وهم : محمد القانع ، حسن ، جعفر ، إبراهيم ، حسين ، وعائشة ، وذكر ابن الجوزي أن له أربعة من الذكور هم:  محمد " أبو جعفر الثاني " ، جعفر ، أبو محمد الحسن ، إبراهيم ، ومن الإناث واحدة لم يذكر اسمها ، وقيل أن له ابن دفن في مدينة قزوين كان عمره سنتين أو أقل ، والمعروف حالياً باسم حسين ، توفي عندما سافر الإمام إليها سنة 193هـ أما الشيخ المفيد فلا يعتقد بأن له ولد غير محمد بن علي وهذا ما يذهب إليه كل من ابن شهر آشوب والطبرسي وذكر بعضهم أن له بنتاً تدعى فاطمة .

أولاد الإمام علي الرضا : ( والعقب منه في ولده محمد الجواد لا غير ) .

وكان لعلي إخوة من السراري ، وهم : إبراهيم ، وعباس ، وقاسم ، وإسماعيل ، وهارون ، وجعفر ، وحسن ، وأحمد ، ومحمد ، وعبيد الله ، وحمزة ، وزيد ، وإسحاق ، وعبد الله ، والحسين ، والفضل ، وسليمان ، وعدة بنات ، سردهم الزبير في كتاب " النسب " .

وفاته : -

ولعلي بن موسى مشهد بطوس يقصدونه بالزيارة

قال ابن جرير : دخلت سنة ثلاث ، فسار المأمون إلى طوس ، وأقام عند قبر أبيه الرشيد أياما ، ثم إن علي بن موسى أكل عنبا ، فأكثر منه ، فمات فجأة في آخر صفر ، فدفن عند الرشيد ، واغتم المأمون لموته .

وقيل : إنه مات مسموما ، فقال أبو عبد الله الحاكم : استشهد علي بن موسى بسنداباذ من طوس لتسع بقين من رمضان سنة ثلاث ومائتين ، وهو ابن تسع وأربعين سنة وستة أشهر .
وقيل : إنه خلف من الولد محمدا والحسن وجعفرا وإبراهيم والحسين وعائشة  .


الإمام محمد الجواد بن الإمام على الرضا : -

أبو جعفر محمد بن علي الجواد : ولد بالمدينة سنة 195هـ وكان من المبرزين في العلم والفضل ، و هو التاسع من إثني عشر إماماً من أئمة الشيعة الإثني عشرية ، وهو الحادي عشر من المعصومين الأربعة عشر ، وقد عاصر اثنين من الخلفاء العباسيين هما المأمون ، والمعتصم ، وتوفي في خلافة الأخير ، كما عاصر الفرقة الواقفية التي تعتقد بتوقف الإمامة عند جده موسى الكاظم ، ولا تعتقد بإمامة من بعده .

وفاته وقبره : توفى ببغداد سنة 220 هـ ودفن تحت رجلي جده الإمام موسى الكاظم وعمره 25سنة .

أولاده : لا عقب له إلا من ولديه : الهادي ، وموسى الذي يقال له المبرقع فموسى له : على وأحمد وإسحاق وجعفر والهادي له الحسن ومحمد جعفر .


الإمام على الهادي بن الإمام محمد الجواد : -

يعرف بالهادي وبالعسكري لإقامته بمدينة سامراء ظاهر بغداد ، أسكنه بها المتوكل حين استقدمه من المدينة .

علي بن محمد الهادي عاشر أئمة الشيعة الإثنا عشرية ، والثاني عشر من المعصومين الأربعة عشر ، ويكنى " أبا الحسن " ، و التي قد يعبر عنها في الأحاديث المروية عنه بأبو الحسن الثالث أو أبو الحسن الأخير ، وذلك للفرق بينه وبين أبو الحسن الأول موسى الكاظم وأبو الحسن الثاني علي بن موسى الرضا .

كان علي الهادي قدوة في الأخلاق والزهد والعلم ، كرس حياته لخدمة الدين ، وقد لاقى الكثير من المضايقات من قبل خلفاء بني العباس ، تم استدعائه من المدينة إلى سامراء بالعراق عاصمة الخلافة العباسية حيث اغتيل مسموما .

مولده ووفاته : -

ولد في سنة 214هـ ، وتوفي يوم الاثنين 3 رجب سنة 254هـ ودفن في داره بسر من رأى " سامراء " عن عمر يناهز 42 سنة .

وذكر اليعقوبي : أنه اجتمع الناس في دار الهادي وخارجها ، و عندما لم تتسع الدار لإقامة الصلاة على جثمان الإمام ، تقرر أن يخرجوا بالجثمان إلى الشارع المعروف بشارع أبي أحمد وهو من أطول شوارع سامراء وأعرضها ، حتى يسع المكان لأداء الصلاة ، وكان أبو أحمد بن هارون الرشيد ، المبعوث من قبل المعتز العباسي للصلاة على جثمان الإمام لما رأى اجتماع الناس وضجتهم أمر بردِّ النعش إلى الدار حتى يدفن هناك .


الإمام الحسن العسكري بن الإمام على الهادي : -

كنيته : " أبو محمد " ، ويقال له العسكري الثاني للتميز بينه وبين أبيه ، ولد بالمدينة 8 ربيع الأول سنه 232هـ ، وتوفى سنة 260هـ عن 28 عاما ودفن بجوار أبيه بسر من رأى ، وهو الإمام الحادي عشر للشيعة الاثني عشرية .

ولقب بالعسكري : نسبة إلى مدينة العسكر بالقرب من بغداد حيث أقام بها أغلب عمره ومن أشهر ألقابه أيضًا الزكي .

تراثه : -

التفسير المنسوب إليه ، هو كتاب في تفسير القرآن نسب إليه ، وقد اختلف اختلف فقهاء الشيعة ومحدثيهم في مدى صحة انتسابه إليه منذ القرن الرابع الهجري ، غير أن المعلوم هو أن العسكري قد أثرت عنه مجموعة لا بأس بها من النصوص في مجال التفسير ، وقد تناثرت جملة من هذه النصوص في المصادر الشيعية الموجودة اليوم .

أولاد الإمام الحسن العسكري : -

للحسن العسكري ولدان : أحدهما جعفر وهو صاحب العقب من هذا الفرع ، والثاني محمد وقد مات صغيرا بإجماع أهل السنة .

سامراء : وهي مدينة عراقية تاريخية تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة في محافظة صلاح الدين ، وتبعد 125 كيلومترا شمال العاصمة بغداد ، ضمت منظمة اليونسكو مدينة سامراء عام 2007 إلى قائمة التراث العالمي .

الإمام جعفر الزكي بن على الهادي : - 

كنيته : " أبو الحسن ، وأبو محمد ، وعرف بأبي الذكور " لكثرة ما كان له من الذكور ، توفى سنة 271هـ ودفن في دار أبيه بسامراء وانحصر عقبه في ثلاث عشر من ولده تكونت منهم عدة أسر في ممالك مختلفة انقطع غالبها وبات الكثير لا يعرف منها اليوم .


الإمام محمد المهدي بن الإمام الحسن العسكري : -

الإمام المهدي ، المهدي المنتظر ، الإمام الغائب الحجة مسميات لرجل يعتقد المسلمون على مر العصور أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل بيت النبي محمد يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية بعد أن تملأ الدنيا ظلما و جورا ويسمى بالمهدي ، و يواكب ذلك خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام .

وفي مقال من مجلة هدى الإسلام للنسابة الشريف / السيد حسن قاسم رحمة الله عام 1936م في الزيارة للعراق ، قال فيه : -

وهو الذي تزعم الشيعة الأمامية أنه الإمام المهدي المنتظر الذي يأتي آخر الزمان ويذهبون إلى أنه باق بقيد الحياة إلى الآن ومقيم بسرداب بسر من رأى ومنه يخرج آخر الزمان ولهم في ذلك أساطير منها أنه ولد في ليلة النصف من شعبان سنة 255هـ / 868 م ، ولما ولد ستر أبوه أمره فلم يظهره لما شاع وذاع من أنه هو المعنى في الحديث ويقولون إنه دخل السرداب وأمه نرجس تنظر إليه فلم يعد إليها وكان عمره 9 سنين وذلك في سنة 264هـ إلى آخر ما يتقولونه من تلك الأساطير التي لا حقيقة لها ولهم في ذلك تواليف بلغت حد الكثرة تبدو لك لوائح الوضع ظاهر عليها لأول وهلة ولسنا نحاول التصرف في هذا الموضوع بأكثر من أن تقول عنها دعوة طائلة لا أساس لها من الصحة ، ومن غريب أن علماء السنة من محدثين وغيرهم قد تأثروا بها تأثيرا سرى في نفوسهم لحد صاروا فيه هم والشيعة سواء بسواء مع أننا إذا ما أنعمنا النظر فيها يستدلون به من أحاديث وآثار تروى في هذا الصدد لم نجد حديثا واحدا منها صدر عن مصدر من مصادر الحديث الموثقة اللهم إلا حديثا واحدا في صحيح مسلم وقد تصرح عبارته بغير ما ذهبوا إليه ، ولكنهم أولوه محاولة بحسب أهوائهم تأثيرا بما سرى إليهم من تلك الفكرة الخاطئة ، ولسنا في صدد دفع ذلك أو رده فقد رفع عنا مؤونته بن خلدون وغيره من العلماء الثقة .

وبيت القصيد من حديثنا هذا دحض تلك المفتريات التي يفتريها هؤلاء الناس الذين لا يخشون عقاب الله لا حسابه ، ويتبين مما قدمناه من هذه الفذلكة النسبية أن محمد المهدي بن الحسن العسكري الذي يدعون أنهم ينتمون إليه في النسب لا عقب له فهاهم أهل السنة قد أجمعوا على وفاته صغيرا غير متجاوز خمس سنوات والامامية قد أجمع رأيهم كذلك على أنه دخل السرداب صغيرا غير متجاوز عشرة سنوات ، فأنى له عقل ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم .

فنقول أن كل جريدة من جرائد النسب التي بأيدي هؤلاء المدعين إنما هي مزيفة مزورة في حاجة إلى تحرير وتطهير ونحن حينما نقول ذلك نقوله بصراحة لا نخشى فيه لومة لائم أو معاتبة صديق وغنى أتحدى كل نسب يدعى غير هذا ، واقسم أنى منذ عنيت بدراسة علم النسب لم يأتني نسيب بجريدة في يده إلا وألقيتها مزيفة إلا نفر قليل فأن كانت تنتهي إلى هذا النسب فمصدرها الجواهر الأحمدية مؤلف الشيخ عبد الصمد العامي ، وإن كانت إلى غيره فمن بحر الأنساب ( الأنجيل المحرف ) المنسوب لم يدعى الباز الأشهب ولعل بعض هؤلاء يحاججنا بتصديق نقابة الأشراف على هذه الجرائد .

فنقول له بكل هوادة وصراحة إن نقابة الأشراف بمصر ونقابات الأقاليم لم تكن مهمتها حفظ الأنساب كيفية نقابات العالم ، بل هي تؤدى مهنة أخرى ليس لك أن تسألنا عنها وحسبك بها علما من نفسك .

مسجد الإمام المهدي بسامراء كما جاء في مقال السيد حسن قاسم : -

إذا اتجه الزائر لمسجد الإمامين على الهادي والحسن العسكري إلى زاوية المسجد الغربية يجد جدارا حاجزا بينه وبين مسجد آخر يدخل إليه من باب إلى فناء صغير وقبل الدخول إليه توجد بئر هناك يتقولون عنها سدنة المسجد أقوالا غير ثابتة ويتصل بالمسجد روضة دون روضة مشهد الإمامين ويدخل إليها من باب في أعلاه رخامة مكتوب عليها أبيات باللغة الفارسية تفيد تاريخ تجديد بناء هذا المسجد في سنة 1225 ثم تدخل إلى رواق تجد تجاهك مسجد صغير مقام الشعائر والى جانبه باب آخر يهبط منه إلى سرداب فيه 13 درجة وتنحدر منه إلى فرجة بين عقدين يسلك منها إلى بهو صغير محكم البناء وتجد على يسرتك غرفة مظلمة أرضها وجدارها وسقفها من الرخام وفى أقصى هذا البهو مخدع مظلم أنيرت فيه الشموع الكبيرة والقناديل الفضية وله باب من خشب الصندل مكتوب على إطاره آيات قرآنية وأسماء منشئيه وتاريخ سنة 606 ومساحة المخدع المذكور 3 متر طولا و1 متر عرضا و3 متر ارتفاعه وفى جهة اليمين نفق يبلغ عمقه إلى مترين ونصف وعرضه متر ونصف مستدير الأطراف وهو السرداب الذي تزعم الشيعة أن الإمام المهدي قد غاب فيه ، وعلى هذا السرداب قبة منشاة بالقاشاني وقد ظهر فيها سابقا مواضع قد تصدعت وجرى الاكتتاب في ترميمها وطلائها ويوجد في مدينة الحلة من العراق سرداب كهذا يزعم فيه هذا الزعم *


كيف مات الأئمة الأثنى عشر : -

وأما الأئمة الأثنى عشر الذين يزعم إمامتهم بعض الطوائف فإن الكلام عن سيرتهم مبسوطة في كتب علماء السنة فمن كان من طلاب العلم سيكون مطلعا على سيرهم .

وأما ما يتعلق بموت هؤلاء الأثنى عشر ، فقد ثبت أن عليا رضي الله عنه : استشهد بالعراق حيث قتله ابن ملجم الخارجي .

كما ثبت أن الحسين بن علي رضي الله عنهما : قتل شهيدا مظلوما بكربلاء ، وقد فصل القول في ذلك الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية .

وأما الحسن أخوه الأكبر : فقد ورد في بعض القصص أنه قتل مسموما ، ولكن ذكر شيخ الإسلام في المنهاج أن ذلك لم يثبت ببينة شرعية ولا نقل يجزم به .

وقال أيضا بعدم صحة ذلك الذهبي وابن كثير وابن خلدون وابن العربي ، وراجع كلامهم في كتاب الدكتور الصلابي : الحسن بن علي رضي الله عنهما شخصيته وعصره .

وأما علي بن الحسين رضي الله عنه : فقد كان محببا معظما عند معاصريه وقد تكلم المؤرخون على وفاته بالمدينة ودفنه سنة أربع وتسعين ، وقيل سنة خمس وتسعين ، وقيل غير ذلك .

وأما أبو جعفر محمد بن علي الباقر : فقد تكلم على حياته ابن كثير ، وذكر ثناء أئمة السلف عليه ، وذكر وفاته سنة خمس عشرة ومائة ، ولم يذكر أنه مسموم ..

وذكر كذلك وفاة ابنه جعفر بن محمد : سنة ثمان وأربعين ومائة ولم يذكر أنه توفي مسموما .

وأما موسى الكاظم : بن جعفر فقد ذكر الذهبي في الكاشف أنه مات في حبس الرشيد ولم يذكر أنه توفي مقتولا ولا مسموما ، وقد بسط الذهبي في السير الكلام على جعفر وموسى وبين فضلهما .

وأما علي الرضى : فقد ذكر ابن خلدون أنه عهد إليه المأمون بالخلافة بعده إلا أنه توفي في حياة المأمون ، ولم يذكر أنه مات مقتولا ، وقد تكلم الذهبي في السير على حياته وبسط فيها ، وقال في آخر الكلام عليه قيل إنه مات مسموما ، ذكر ذلك بلفظ قيل الدال على التضعيف ولم يذكر في ذلك سندا يعلم به صحة الأمر .

وأما محمد الجواد : فقد ذكر ابن العماد في شذارات الذهب أنه توفي سنة عشرين ومائتين ببغداد ، وذكر أنه كان مكرما مبجلا عند المأمون والمعتصم .

وأما علي الهادي : فقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية وابن الجوزي في المنتظم أنه توفي في سنة خمس وخمسين ومائتين بسامراء .

وأما حسن العسكري : فقد ذكر ابن خلدون في تاريخه أنه توفي سنة ستين ومائتين .

وأما محمد بن حسن العسكري : فقد نقل الذهبي عن ابن حزم أن أباه حسن العسكري مات من غير عقب ، وذكر أن إحدى جواريه ادعت الحمل بعد وفاته ونازعها في ذلك أخوه جعفر ويحكى مثل ذلك عن الطبراني وجمع من أهل العلم .


قبر الإمام الصادق في البقيع قبل هدمه


وقد تعرض البقيع للتخريب والهدم مرتين : -

المرة الأولى : عام 1805 ميلادياً .

المرة الثانية : لهدم البقيع المبارك كانت عام1925ميلادياً ، بعد أن بناها الخليفة العثماني رحمة الله عليه وأهل المدينة مرة أخرى .

وفي هذه الصور النادرة للبقيع قبل هدمه ، نجد مقام الإمام الحسن وسيدنا على زين العابدين وسيدنا محمد الباقر وسيدنا جعفر الصادق ، ثم قبة لسيدنا عثمان بن عفان ، وقبة لسيدنا عثمان بن مظعون ، ثم قباب لأزواج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبة وسلم أمهات المؤمنين ، وغيرهم كثير ، وهذه القباب كان عمرها تجاوز الـ1300عام .

مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة
مرقد الإمام جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بمصر - القاهرة

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر