فن وثقافة
نشوة مزيكا بأول حفلات "كوادرو نويفو" في مصر

وكأن زر "الميوت" تحول لحقيقة، وتمكنت فجأة من إخراس "دوشة" كل ما حولك من روتين ومشاكل وبشر، ودخلت في دوامة من الهدوء المطلق، لا يعكر صفو خلوتك أي ما يمت لواقعك بصلة، وحدك وأنيسك هنالك وحدتك، في ملكوت آخر من الراحة النفسية والعزلة الروحانية، فرط من المشاعر المرهفة نبشت قبر روحك المستميتة، لتبث فيها الحياة مجددًا، لتتمايل تلقائيًا مع رعشات هارب وهزات أوتار كونترباص، وكل نسيم يرفرف من بوق ساكسفون وناي، وأنين عود يداوي بوجع موسيقاه أوجاعك الدفينة، بلمسات رقيقة من نفخات فلوت وعزف كمانجة، ورقة أصابع بيانو.
حالة من "النشوة" المؤقتة التي دامت لأكثر من ساعتين، مرت كالدهر في عزلتها، خلقتها أجواء مزيكا التانجو على طريقة الرباعي العالمي كوادرو نويفو، في أول إطلالة رسمية للفرقة الألمانية الأشهر في أم الدنيا، بمشاركة الباند الألماني ذي الأصول المصرية كايرو ستيبس، ليظهرا معًا بأولى بشائر مشروعهما الموسيقي الجديد "البساط السحري"، عبر خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، خلطة موسيقية لم تعتدها الآذان من قبل، مزجت بين روح مزيكا الجاز مع الابتهالات الصوفية ولمسات من التانجو الأرجنتيني، في وصلة سماعية آسرة للقلوب.
على مدار أكثر من 150 دقيقة هي عمر الحفلة، قدم كايرو ستيبس باقة من روائع مقطوعاته الموسيقية مثل "عنبر" و"سيوة" و"خليجي ستيبس" وحتى "شمس"، وهذه المرة بمزجها مع اللمسة الموسيقية الاحترافية للتانجو على طريقة كوادرو نويفو، والذي قدم منفردًا وصلتين موسيقيتين لأول مرة، بجانب مفاجأة الحفلة المنتظرة بوصلة الابتهالات الصوفية مع الشيخ إيهاب يونس والفنان علي الهلباوي، ومشاركة الدكتورة إيناس عبد الدايم بعزف الفلوت، ومن المقرر أن يتبع كايرو ستيبس جولته مع رباعي التانجو في مصر بحفلة بأوبرا الإسكندرية مساء غدٍ الجمعة وبعدها بيوم في أوبرا دمنهور.