رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

الاشراف والقبائل العربية

طبقات الأشراف في الحِجَاز وإمرتهم ..

الخميس 22/ديسمبر/2016 - 05:25 م
صدى العرب
طباعة
نسابة المدينة المنورة - الشريف أنس بن يعقوب الكتبي

                                      

كان الحجاز ونواحيه قديماً ولا زال منازل الطالبيين , و مبتدأ إمرتهم , من مكة المكرمة ونواحيها ومن المدينة المنورة حتى وادي ينبع , فقد تأمروا على بادية ينبع , وبها وطدوا ملكهم للحجاز , فاتسع حكمهم حتى أستقر حكم  بني الحسن بمكة المشرفة وتوارثوه إلى عهد حديث , وكان لبني عمهم من الحسينين الأمرة في المدينة المنورة فترة من الزمن حتى أصبحت إمارتهم تقليدية , ولا شك أن الجعفريين من بني جعفر الطيار كانت لهم منافسة وصراع معهم في الإمارة إلا ان الحظوة كانت للعلويين.


فكان أولاد الحسن المثنى بن الحسن قد تواروا في سويقة المدينة وعمّروها ,و خرج منها محمد النفس الزكية وأخوه إبراهيم , وتقلدوا مراسم الحكم فيها بصراعهم مع العباسيين , حتى أرسل المنصور العباسي في سنة 145 هـ جيشه وقتل محمد النفس الزكية , وكان لذريته من أبنه القاسم فيما بعد ملكاً  ببلاد المغرب لازال باقياً لهذا العهد   .


وقام جيش العباسيين  بتخريب سويقة الثائرة وعقر نخلها, ثم قام موسى الجون بتعميرها , وخرج منها محمد الشاعر بن صالح بن عبد الله الشيخ الصالح , على المتوكل العباسي ,فظفر به أبي الساج ومن معه من أهل بيته , وخرّب سويقة وعقر نخلها , وما أفلحت بعدها إلى اليوم , وكان ذلك في سنة 240هـ , وكان للصالحين من ولد صالح بن عبد الله بن موسى الجون ملك متوارث بغانة من بلاد السودان في أقصى غرب النيل لفترة بعيدة من الزمن في القرن السادس الهجري فسبحان من الدائم الذي لا يدوم الا ملكه , وخلاصة القول أنه بعد خراب سويقة الثائرة الثاني تفرق من كان بها من أولاد الحسن بن الحسن , فتواروا في حزرة ,والسيّالة ,والفرع بالفتح , والصفراء ,وواسط , ونزلوا الدهناء , ونهر العلقمية من وادي ينبع واستوطنوها, فسكن أولاد الحسن بن الحسن ينبع ,وكانت لهم الإمرة فيها , وكان لبني القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن الحسن ملكاً  صعدة بأرض اليمن وكان حكمهم ممتد إلى عهد قريب ولا تزال بقايهم وذراريهم بها , إما بنو موسى الجون فانقسموا إلى  قسمين : الأول في بني عبد الله بن موسى الجون الذين كانت لهم الصولة والجولة في الحجاز ونواحيه , والثاني بنو إبراهيم بن موسى الجون الذين غادروا الحجاز إلى أرض اليمامة وسكنوها وكونوا دولتهم في اليمامة وملكوا أرضها لحقبة من الزمن البعيد ولا تزال بقياهم وذراريهم بها  .


قال ابن خلدون في العبر : كان بنو الحسن بن الحسن , كلهم موطنين بنهر العلقمية من وادي ينبع,لعهد أمارة الهواشم بمكة ,وكانوا ظواعن بادية , ولما نشأ فيهم قتادة هذا ,جمع قومه ذوي مطاعن وأركبهم واستبد بإمارتهم وكانوا بوادي ينبع بنو حراب من ولد عبدالله بن الحسن بن الحسن , وبنو عيسى بن سليمان , وزاد القلقشندي والفاسي : بني علي , وبني أحمد , وبني إبراهيم  .



أقول : بني حراب هم : أولاد الحسن والقاسم الحرابيان إبني محمد الثائر  .

بنو علي , هم : أولاد علي الأمير بن محمد الثائر , قاله الأعرجي .


بنو إبراهيم هم : أولاد إبراهيم قتيل باخمرى بن عبد الله المحض , منهم  :داود الأمير بن إبراهيم الأزرق بن عبد الله بن الحسن بن إبراهيم قتيل باخمرى  .

بنو أحمد هم : أولاد أحمد المِسْوَر بن عبد الله الشيخ الصالح , ويعرفون اليوم : بأشراف الحجاز الأحمديون وهم عشيرتي وأرومتي  ,  كان منهم : داود الأمير بينبع بن أحمد المِسْوَر , وكان لولده إدريس الإمره, وجعفر الكشيش بن محمد الأصغر بن أحمد المِسْوَر في ولده إمرة  .

بنو يحيى : هم أولاد يحيى السويقي بن عبد الله الشيخ الصالح ,وأيضاً أولاد يحيى السراج بن محمد الأصغر بن أحمد المِسْوَر , لهم إمره في ينبع  .

أما قول ابن خلدون : بني عيسى بن سليمان , قال الأعرجي في المناهل بنو عيسى هم : أولاد عيسى بن علي بن عبدالله الأكبر بن محمد الثائر .. هذا ما وقعت عيني عليه في كتب النسب والله العالم  .


ولقد سَلَك مؤرخو البلد الأمين المتأخرين ممن كتبوا عن تأريخ أمرائه وحكامه  من أشراف الحِجَاز بني الحَسَن, منهجاً لم يعمل به من سبقهم من المؤرخين, حيث أن المتأخرين قسّموهم إلى ثلاثة أقسام, رغم أنهم لم يدخلوا في هذا التقسيم جميع فروع بني الحَسَن بل اقتصر على بعض أبناء عبد الله الشيخ الصالح, ولعل هذا التقسيم من جانب من حكم مكة المكرمة صحيح إلا أنه يخالف المنهج الصّحيح لإمارة الحجاز ونواحيه لاسيما أنهم اعتمدوا في تقسيمهم عناية خاصة لطبقات الحُكّام ممّن عاصروهم ومروا بدولهم, والأصل أن هذا التقسيم الحادث لم يكن منهجاً معمل به في كتب الأنساب التي اهتمت بذكر أعقاب وتراجم الطّالبيين, وظلّ هذا التقسيم المتأخر غير معروف إلا بين هذه الطّبقات رغم وجود طبقات أخرى من بني عمومتهم  الأبعدين أشراف الحجاز الأحمديين  ممّن كانت لهم الإمرة والسيادة والرّياسة في ينبع ونواحيها, ولهم بقية في زمننا الحالي,  فهم بذلك  أهملوا  وتجاهلوا ذكر طبقة من أهم طبقات الأشراف الحَسَنيين بالحجاز, ولعل المؤرخ السّنجاري صاحب منائح الكرم هو أول من عمل به وتبعه جملة متأخرة كالدّحلان في خلاصته والسّباعي في تاريخه والرّاوه في أُمرائه وابن منصور في جداوله ,وغيرهم ممن دونوا هذا التّقسيم واحتجوا به, ولو عدنا لكتب الأنساب التي اهتمت وتتبعت أعقاب أشراف الحجاز من بني الحَسَن, والتي يُعْتَمد عليها في معرفة الأصول والفروع فإنها لم تقسّم لنا هذا التّقسيم الحادث, وبما أنه قد وجب علينا التّقسيم فكان علينا أن نُقَسِّم الطّبقات بـِمَنْ كان لهم الإمرة والسّيادة في الحِجَاز ونواحيه من بني الحَسَنولا نقتصر على إمارة مكة المكرمة وحدها , وهذا ما حرصت عليه, وقد عملت جاهداً على أن أُعد هذا التّقسيم بشكله الصّحيح وبمنهجيه علميّة , والتي ترتكز على أساس الطّبقة ومالها من التفرّعات في جَدّها الجامع فيكون تقسيماً يبدأ بالأصول متدرجاً إلى الفروع مرتبطاً بالأحداث السّياسية كالإمارة والسّيادة والرّياسة. وخلاصة القول أنه كم ترك الأول للآخر وبالله التوفيق فعليه توكلت واليه أنيب .

 

أقول : في عبد الله بن موسى الجَوْن تلتقي الطّبقات الثلاث من أشراف الحِجَاز ممّن كانت لهم الإمرة بالحِجَاز ولهم بقايا حتى يومنا هذا , واليك تفصيل الطبقات :

الطبقة الأولى : الأشراف الموسويون أو الموسوية :وهم أبناء موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجَوْن بن عبد الله المحض بن الحَسَن المثنى بن الحَسَن المجتبى بن علي بن أبي طالب عليهما السلام , وهم ثلاث طبقات مميزات :

الأولى : الأشراف الجعفريين أو الجعفريون أبناء جعفر بن أبي جعفر محمّد الأمير بن الحُسين الأمير بن محمّد الثائر بن موسى الثاني, ولهم إمرة في الحِجَاز ونواحيه قديما ً.

الثانية : الأشراف الهواشم الأمراء أبناء أبي هاشم محمّد الأصغر بن عبد الله بن أبي هاشم محمّد الأمير ابن الحُسين الأمير بن محمّد الثائر بن موسى الثاني, وتلتقي الأولى مع الثانية في الحُسين الأمير, وكانت لهم الإمرة فترة من الزمن ويتفرّعون إلى عدّة فروع رئيسية في زمننا, ومساكنهم مكة المكرمة وجدة ووادي فاطمة وغيرها .

الثالثة : الأشراف القتادات أو القتاديون : وهم أبناء قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحُسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمّد الثائر بن موسى الثاني وهم آخر الأشراف إمرة على الحجاز تملكوا حتى سنة 1343هـ, وهم أكثر الأشراف الحَسَنيين عدداً في زمننا الحالي ويتفرّعون إلى عدّة فروع رئيسية ويسكنون الحِجَاز بجميع نواحيه ولهم بقايا في العراق .


الطبقة الثانية : الأشراف الأحمديون أو الأحمديين : وهم أبناء أحمد المِسْوَر بن عبد الله بن موسى الجَوْن ابن عبد الله المحض بن الحَسَن المثنى بن الحَسَن المجتبى بن على بن أبي طالب عليهما السلام, وكانت لهم قديماً إمرة بالحِجَاز ونواحيه وعلى الأخص ينبع, وانتشروا في الحِجَاز واليمن والعراق والشام  والهند وبلاد فارس .

قال صاحب مناهل الضرب : ( وآل أحمد المسور بن عبدالله ذوو عدد ورئاسة في جلد وكياسة وسيادة وسياسة) وقال ابن عنبة(وهم عدد كثير أهل رياسة وسيادة ) .

وأعقب أحمد المِسْوَر ثلاثة رجال , هم: محمّد الأصغر وصالح وداود, وصالح بن أحمد المِسْوَر أقلهم عقباً, أُمّه فاطمة بنت إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد النفس الزكية,كان له عقب من ابنه الوحيد موسى, قال الشريف العمري النسابة : ( وكان منهم بالموصل شيخ حجازي يقال له الحَسَن بن ميمون الأحمدي ) .

وينقسم الأحمديون إلى طبقتين مميزتين :

الأولى : الأشراف المحمّدية : أبناء محمّد الأصغر بن أحمد المِسْوَر بن عبدالله وهو السّيد الشجاع منازله منازل أبيه (الفَرَع) والذي يعرف بفرع المِسْوَر , وفي بنيه إمـرة بالحِجَاز ونواحيه وهم فروع رئيسية منتشرة ببادية الحجاز .

الأمراء العمقيون : أبناء علي العمقي بن محمّد الأصغر بن أحمد المِسْوَر, ونسبتهم إلى العمق بفتح العين المهملة وسكون الميم وقاف في آخره وهو أول من نسب إليها, وهو اسم موضع من بلاد مزينة الرّسول وهي مرحلة في البادية على طريق الحاج, وبنوه بطن من بني الحَسَن يقال لهم العموق والعمقيون أو العمقيين, قال ابن فندق: " له من الأولاد من أمراء الحجاز الأمراء بني الكشيش: وهم أبناء جعفر المترف بن محمّد الأصغر بن أحمد المِسْوَر.

الأمراء آل يحي السّراج: وهم أبناء يحي بن محمّد الأصغر بن أحمد المِسْوَر, ويقال له السراج بتخفيف الراء وكسر السين وقيل إن غلمانه قتلوه , وهم منتشرون بالحِجَاز وأمهم حُسينية وفيهم أُمراء, ومنهم أحمد الأمير السّراج بن يحي السّراج وأخوه محمّد الصّعلوك فارس بني حَسَن , ولم نعرف لهم بقية في الحجاز في زمننا والله اعلم .

الثانية : الأشراف الدّاودية وهم أبناء داود بن أحمد المِسْوَر. وقد انتشرت الأمارة في عقبه وهم فروع كثيرة ولهم إمرة متعددة في ينبع متوارثة ومنهمالكِرَاميون والمتارفة ومن بقية الكِرَاميون الدّاوديين في الحِجَاز الأشراف الكتبية عشيرتي وبني أبي .

 

الطبقة الثالثة : الأشراف السليمانيون أو السليمانيين: وهم أبناء سليمان بن عبد الله بن موسى الجَوْن ابن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن على بن أبي طالب عليهما السلام. وكانت لهم الإمرة قديما بالحجاز وبعدها في المخلاف السليماني وهم فروع رئيسية تتفرع بطون وفيهم عدد وكثره وبقيتهم في زمننا في المخلاف السليماني وهو مدينة جازان وما حولها  .

 

هذه نبذة عن طبقات أشراف الحجاز وطبقاتهم وإمرتهم وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه وأنيب .

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر