هل سيستمر الذهب فى الهبوط؟

اكد رجب حامد – المستشار الاعلامى للاتحاد الكويتى لتجار الذهب و المجوهرات – ان الذهب عانى من زيادة الضغوط عليه بسبب قلة الطلب و ارتفاع قيمة الدولار و هبط الى 1211 دولار للاونصة و هو ادنى مستوى للذهب من عام مخالفا توقعات المحللين التى كانت تراهن على قوة الدعم 1225 دولار و عودة الذهب للصعود ستكون من هذه النقطة .

واضاف اجتمعت عدة اسباب لتضعف من قوة الذهب و تقلل  من حاجة المستثمرين الى الملاذات الامنة لتمتد موجه هبوط الذهب التى بدات من نهاية ابريل الماضى لتقترب من الحاجز النفسى 1200 دولار .

وتابع رجب حامد طبيعى ان نرى الذهب عند هذا المستوى فى ظل الارتفاع الكبير للدولار امام معظم العملات الاوربية و خصوصا اليورو و الاسترلينى و قد لامس الاخير الاسبوع الماضى ادنى مستوى له فى اكثر من عام لان حيازة الذهب مكلفة و عوائده اقل من عوائد الاسهم و السندات و بالتاكيد ان عودة شهية المخاطرة للدولار و الاسهم و السندات يعنى انسحاب السيولة من المعدن الاصفر و زاد من معاناة الذهب شهادة " جيروم باول " الاسبوع الماضى امام الكونجرس الامريكى عن اداء السياسات المالية فى النصف الاول من العام الحالى و توجهات الفيدرالى للفترة القادمة و ظهر جليا اصرار الفيدرالى على الاستمرار فى سياسة رفع الفائدة بالرغم من معارضة الكثير لهذه الحده فى الرفع خصوصا ان رفع الفائدة لا يصب فى كثير من الاحوال فى صالح الدولار .

واوضح حامد ان الشاهد على هذا انتقاد الرئيس " دونالد ترامب " لسياسة رفع الفائدة و تلميحه بان لن يتدخل فى عمل الفيدرالى و لكنه غير راضى عن ذلك  و ظهر تاثير هذا الانتقاد فى الاسواق قبل اقفال يوم الجمعة حيث صعد الذهب اكثر من 20 دولار لتقفل بورصة نيوميكس نيويورك عند مستوى 1231دولار مع توقعات بعودة الاسعار للصعود الايام القادمة و بداية رالى ارتفاعات جديدة للذهب .

واشار حامد ان الجميع يتسال لماذا هبوط اسعار الذهب على الرغم من استمرار عدم الاستقرار الجيوسياسى و يفترض ارتفاع الاسعار و ليس هبوطها و الاجابة على هذا التساول واضحة للمدقق فى تاثير التوترات الجيوسياسية على الاسواق حيث نلاحظ ان الذهب استمد قوته من التوترات الجيوسياسية من بداية العام و حقق اعلى سعر له عند مستوى 1366 دولار عندما كانت كوريا الشمالية تهدد الجميع بالصورايخ البالاستية و لذلك اصبح الذهب قبلة المستثمرين قبل الافراد كملاذ امن فى ظل الاجواء الجيوسياسية الغير مستقره و لكن الان بعد قمة ترامب و جيم يونج يانج  و كذلك بعد اجتماع ترامب مع زعماء الناتو و اخيرا مقابلة ترامب و بوتين فى قمة هلسنكى اصبحت التوترات الجيوسياسية محكومة و تنحصر فقط بالعقوبات النووية على ايران و بالتاكيد ان هذه الامور لا ترقى الى هلع المستثمرين و بحثهم عن الملاذات الامنة و حتى التوترات او الحرب التجارية بين امريكا و الصين لا توثر كثير على الذهب بل العكس فهى من الاسباب التى دفعت الذهب للهبوط لان الدولار ارتفعت قيمته من هذه الحروب التجارية و نقطة اخيرة ايضا تاثر الذهب بالهبوط نتيجة توجه اهتمامات الصينيون الى تغطية خسائرهم من حربهم التجارية مع امريكا بالعزوف عن الذهب و معروف ان السوق الصينى من اكبر الاسواق المستهلكة للذهب و هذا ما اضعف الطلب على الذهب و هبط به باتجاه مستوى 1200 دولار .

واوضح حامد ان السؤال الذى يطرح نفسه هل سيستمر الذهب فى الهبوط ؟

 اعتقد الجميع لديه يقين ثابت ان الذهب راجع الى قممه السابقة و ارتفاع الاسعار موكد لكن الاختلاف حول نقطة او مركز بداية الصعود فالبعض راهن على دعم 1225 دولار و البعض الاخر مازال ينتظر دعم 1204 دولار و لن يبتعد الذهب كثيرا عن هذه المستويات لان حالات الشراء ارتفعت فى الفترة الاخيرة و زادت حدة الطلب الفعلى مع كل هبوط للذهب و هذا ما يوكد ان الذهب سيكون مدعوم فى الفترة القادمة بطلبات الشراء 

الفضة كانت اكثر حده فى حركتها نحو الهبوط و اقتربت الاسبوع الماضى من مستوى 15.14 دولار بفارق 52 سنت عن سعر الافتتاح و انهت تداولاتها بارتفاع نسبى عند مستوى 15.52 دولار دعومه بهبوط الدولار و زيادة الشراء 

باقى المعادن الثمينة توحدت اتجاهاتها مع حركة الذهب و الفضة نحو الهبوط من بداية الاسبوع و تاثرت ايضا بتلميحات رئيس الفيدرالى بالاستمرار فى رفع الفائدة و انهى البلاتنيوم تداولاته عند مستوى 826 دولار متساويا مع مستوى بدايته الاسبوعيه بينما خسر البلاديوم 42 دولار من اعاره حيث اقفل على مستوى 893 دولار 

الاسواق المحلية تفاعلت مع حركة هبوط الذهب و انتعشت المبيعات فى معظم الاسواق المحلية على المشغولات و السبائك الصغيرة والذهب الخام و  زاد الاقبال على الشراء رغم قلة المعروض خصوصا ممن فاتهم قطار الاسعار الاسابيع الماضية و ارتفعت مبيعات السبائك الصغيرة و التولات و الليرات و الذهب الخام و ايقن الجميع ان تحويل سيولة الافراد الى المعدن الاصفر قد تكون السياسة الافضل حتى نهاية العام فى ظل اختفاء اغلب محفزات الاستثمار المحلية و لامس كيلو الذهب الخام 12000 دينار بفارق 1000 دينار عن اسعار شهر ابريل الماضى و نتوقع ان يزيد انتعاش الشراء الايام القادمة و بعد معرفة رؤية الفيدرالى الامريكى .