صدى العرب : جرائم مروعة (طباعة)
جرائم مروعة
آخر تحديث: الأحد 14/08/2022 11:08 ص
ياسـر هـاشـم ياسـر هـاشـم
الجريمة البشعة التي حدثت مؤخرًا في مدينة الزقازيق وأسفرت عن مقتل الطالبة سلمى بهجت، وقبلها الطالبة نيرة أشرف، بطريقة وحشية،أمام المارَّة، وعلى رؤوس الأشهاد، شكَّلت صدمة عنيفة، تردَّد صداها المزلزل في مصر والعالم.

تلك الحادثة البشعة والمروعة، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، في ظل جرائم العنف والقتل التي تزايدت في المجتمع بصورة مرعبة، خلال الفترة الماضية، خصوصًا عندما نلاحظ تغيرًا كبيرًا فيما يتصل بأنواعها وطريقة ارتكابها.

ربما لا يتسع المجال لذكر العديد من الجرائم المروعة والوحشية، ولكن من باب تنشيط الذاكرة، التي لم تنسَ ما فعله «سفاح الإسماعيلية»،في ديسمبر الماضي، بعد أن قتل رجلًا وفصل رأسه عن جسده، بالشارع وفي وضح النهار، ثم حاول قتل اثنين آخرين.

مسلسل من الجرائم الأخرى لا تقل بشاعة، هزَّت الرأي العام، سواء ما حدث في أول أيام رمضان الماضي بالإسماعيلية، عندما أقدم شخص على ذبح حماه، ثم قتل زوجته بعدة طعنات بسلاح أبيض، وكذلك ما حدث في الإسكندرية، عندما قُتل كاهن كنيسة السيدة العذراءوماربولس، القمص أرسانيوس وديد، بعد تعرضه للطعن بسلاح أبيض، ثم التفاصيل المروعة لقتل شاب زوجته وأمها وأخته وطليقها، فيماعُرف بـ«مذبحة الزمالك»، وأخيرًا وليس آخرًا الجريمة البشعة التي ارتكبتها أمٌ بقتلها أطفالها الثلاثة في إحدى قرى ميت تمامة الدقهلية بداية يونيو الجاري.

ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر، هو حدوث تلك الجرائم الشنيعة عن طريق الطعن والنَّحر والذبح، أو ما يمكن تسميته بتفشي ظاهرة «القتل السهل»، لتصبح نذيرَ خطرٍ داهمٍ يهدد تماسك المجتمع ويهدد استقراره.

نتصور أنه في ظل صعوبة التنبؤ بمرتكبي الجرائم، أو استحالة وضع شرطي عند كل شارع وقرب كل منزل أو مدرسة أو موقع عمل، فمن الضروري البحث عن حلول مجتمعية ناجعة، والتحرك الجاد والعاجل لمواجهة تلك الظاهرة، خصوصًا أن يد القانون لا تصفق وحدها، ولاتكفي لردع جرائم العنف المتزايدة!

نعتقد أننا في أمسِّ الحاجة إلى وضع حلول جذرية، انطلاقًا من المسؤولية المجتمعية والوطنية الشاملة لكافة المؤسسات والهيئات الرسمية الدينية والتعليمية والأحزاب والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني، لمعالجة تلك الظاهرة بشكل علمي ومدروس، للحيلولة دون تفاقمها.

نرجو أن نتحرك على الفور، وألا ننتظر وقوع الجريمة التالية، ولتكن البداية مع إنتاج البرامج والمسلسلات الدينية، لتقليل الغزو الثقافي الفكري، وشغل أوقات الفراغ لدى الأطفال والشباب ببرامج أنشطة ومسابقات، وترسيخ ثقافة العمل التطوعي وإحياء دور المكتبات والقراءة.


بقلم ـ ياسر هاشم: