صدى العرب : من حقهم علينا (طباعة)
من حقهم علينا
آخر تحديث: الأربعاء 23/02/2022 11:53 ص
السفير: خليل الذوادي السفير: خليل الذوادي
عندما يسدي لك إنسان نصيحة، فتختبرها وتجد فائدتها وجدواها فإنك لا شك تشكر من أسدى إليك هذه النصيحة، كذلك عندما يرشدك من نخيته ورغبة في معرفة رأيه في أمر يشغل بالك ويؤرق مضجعك، فتأتي نصيحته في محلها وتجد الفائدة المرجوة والمبتغاة وينقلك من حال إلى حال، فإنك لا شك تشكر الله أن هداك إلى شخص ناصح أمين، كما بالضرورة ستشكر هذا الشخص وتثني على الهدية القيمة التي أهداها إليك.

ونحن في عقيدتنا نتمثل بقول رسول هذه الأمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله» فكم قاسينا من ألم الحيرة، والضياع وعدم الاهتداء إلى الطريق القويم، وظلت مشاعرنا تتقاذفها المتغيرات، والتفكير من غير اهتداء، فليس عيباً أو نقيصة أن نستشير من هو أعلم منا، ولديه الخبرة والتجربة، فالمرء دائماً بحاجة إلى الرأي والرأي الآخر لما فيه المصلحة الشخصية والمصلحة العامة؛ فثقافة مجتمعنا تحثنا على تبادل الرأي والمشورة لما يحقق لنا ولغيرنا الفائدة المرجوة.

لأسباب صحية ترددت على مستشفى الملك حمد الجامعي بالمحرق ومركز البحرين للأورام فوجدت بكل فخر واعتزاز استعدادات وتجهيزات وخبرات أطباء وممرضين وممرضات وإداريين وتنفيذيين وعاملين على مستوى المسؤولية، الكل يعمل كخلية واحدة، والمعلومات يتم تمريرها من خلال تقنية الحاسوب الآلي، بحيث يتم الاطلاع أولاً بأول على كل الفحوصات والاختبارات التي يتم تنفيذها من خلال أجهزة يتم تبادلها بين الخبراء لصرف العلاج اللازم، كذلك توفير الدواء وبكميات تكفي لمدة العلاج المقررة.

إن الهدوء الذي يتعامل به المختصون مع المرضى مدعاة فخر واعتزاز، فالمعروف أن الراحة النفسية للمريض لها تأثير بالغ على المريض الذي هو أحوج ما يكون للمواساة والتخفيف من الضغوطات التي قد تسببها تطور حالة كل مريض.

إن إنشاء مستشفى الملك حمد الجامعي ومركز البحرين للأورام يدعونا لإعطاء الفضل لأهله؛ فحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله حظينا بنعمة هذا الإنجاز الذي يشيد به كل من لجأ إليه للعلاج، وينال كل الاهتمام والرعاية، وهذا ليس بغريب على مملكة البحرين التي أولى قائدها بوسلمان جل العناية بتوفير المراكز الصحية والعلاجية بمختلف تخصصاتها في بلادنا، والدولة بقدر ما رعت العلم والتربية والتعليم وأولتها جل اهتمامها، فإن الصحة في بلادنا تلقى نفس الاهتمام والتوسع في الخدمات الطبية من عسكرية ومدنية وتشجيع للمؤسسات الخاصة والأفراد وذوي الاختصاص للمساهمة بشكل عملي وعلمي مدروس لتطوير الخدمات الطبية، والتركيز على الاهتمام بصحة المواطنين والمقيمين، وكذلك من تتطلب خدمتهم من الأشقاء والأصدقاء.

نعم إن المرء منا يكون في أضعف حالاته عندما يلم به، لا سمح الله، عارض من مرض وضعف في القيام بواجب المواطنة تجاه وطنه ومن يشاركونه في لقمة العيش وهذه مقادير تلم بنا، نسأل الله سبحانه وتعالى العون، وعندما يجد المرء منا في وطنه من يهتم ويعتني به فهذا قمة الخير والنعمة، فالغربة مع المرض أمر صعب على النفس البشرية، والمرء منا يحتاج في حالة ضعفه أن يكون أقرب الناس إليه قريباً منه، يبثه شكواه ويتأسى بما يقال له. وكذلك فقد حرصت مملكتنا على توفير العلاج اللازم في صروحنا الصحية التي هي ولله الحمد في تطور مستمر مع الأخذ بكل ما يتم التوصل إليه سواء علاجاً أو أجهزة مساعدة من شأنها تسهيل الأمور العلاجية.

نعم من حق قيادتنا علينا شكرهم وتقدير كل جهودهم المخلصة، وكذلك لإداريينا والمسؤولين عن صروحنا الصحية الشكر والتقدير والحق كل الحق ليشمل ذلك أيضاً الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات والفنيين والأخصائيين وجميع العاملين في كل مجالات من مجالاتهم، وكل من يسهم في إنسيابية الأداء بحرفية أمينة وصادقة وتدعو بالفعل للإعتزاز والفخر مع الدعاء لهم بالتوفيق والسداد، وأن يكون ذلك في ميزان حسناتهم.

إن إدارة المستشفيات باتت علمًا متطورًا لا غنى عنه، وأحسب أن اللواء الطبيب الشيخ سلمان بن عطية آل خليفة مدير مستشفى الملك حمد الجامعي، ومركز البحرين للأورام واستشاري أمراض الأذن والأنف والحنجرة يدرك ذلك تمامًا فله كل الشكر والتقدير ومن حقه علينا أن نزجي الشكر ومن خلاله إلى جميع العاملين في مستشفى الملك حمد الجامعي ومركز البحرين للأورام.



 وعلى الخير والمحبة نلتقي