صدى العرب : "ميدان السواقى بالفيوم من اشجار وزهور الى صحراء وبناء كالقبور " (طباعة)
"ميدان السواقى بالفيوم من اشجار وزهور الى صحراء وبناء كالقبور "
آخر تحديث: الأربعاء 16/02/2022 05:18 م
حسين الزيات المالكى حسين الزيات المالكى

 منذ زمن'' طويل وتعرف الفيوم بالسبع سواقى وهذا التعريف ليس صحيح فالفيوم ومنذ اكثر من "2000"سنة يتواجد على ارضها اكثر من "200"ساقية قاما بإنشاها المصرى القديم نظرآ لطبيعة ارضها المنخفضة وحتى تقوم الساقية بترحيل المياه الى الأماكن البعيدة فصنعت من الفيوم واحة'' خضراء جعلت الكل يتغنى بها ويتمسك بالإقامة فيها.
  فعلى سبيل المثال وليس للحصر يعلم الجميع ان للفيوم اشكال حضارية كثيرة جعلت منها مصر الصغرى وقام الكثير من الملوك والأمراء بصنع تاريخ ناصع البياض من على ارضها منهم إمنمحات الثالث صاحب النهضة الحقيقية للفيوم والذى انشاء سد اللاهون أقدم سد بالتاريخ واسس أول نظام رى بالعالم.
  كما تناوب على صنع تاريخ مسجل حتى كتابة هذه السطور كلا من الرومانيين واليونانيبن ونالت الفيوم جمال فريد بالعصر الحديث والمعاصر فنجد تمسك الاسرة العلوية بها وكان لامراء وملوك الاسرة العلوية أماكن مخصصة بالفيوم تحمل منابع الجمال بها مثل الاستراحة الملكية للملك فاروق اوبرج الفيوم الان والواقع على ضفاف بحيرة قارون ومرسم الاميرة فوزية فؤاد اخت الملك فاروق والمشيد على الطراز الايطالى كتحفة معمارية نادرة.
  الكثير يكتب عن الفيوم كتب وابيات من الشعر والخواطر فى حقها لكنها الان وبعد مرور السنوات تبحث الفيوم عن من يعيد لها جمال الماضى ويصنع لها تاريخ مماثل كما صنعه السابقون دون جدوى ، فمنذ رحيل المحافظ الوزير عبد الرحيم شحاته عنها لم نجد من يمسك بيد أهلها ليخرجهم من الظلمات الى النور فكل من تناوب على حكم الإقليم الخصب يضع التجارب الخاصة بأفكاره مما يدمر نقط الجمال وينهى على الارضى الخصبة بها دون تفكير او محاولة جادة لإعادة الفيوم لسابق عهدها.
  كان اخرهم المحافظ الحالى الدكتور احمد الانصارى والذى جاء ليضع لمسات جمالية داخل محافظة الفيوم ومن ميدان السواقى اقدم الميادين بالمحافظة فكانت تجربته الفريدة محط انظار الجميع ومصدر حديث اغلب ابناء المحافظة ليس لصالحة بل بالعكس ، حيث وضع تصميم ميدان السواقى وبدلآ من الإبقاء عليه كما هو بالسابق كمتحف زراعى مفتوح وكما هو مصمم بحكم الطبيعة التى إنشئ على أساسها الساقية لخلق مجتمع زراعى اذ به يطيح بكل هذا وقام بصنع ميدان لا يتناسب مع حجم المكان ليصبح عبارة عن بناء يشبة المقابر يحمل اللون الاصفر محاط بسور خرسانى من حول السواقى مع تواجد رمال صفراء تحيط بها من كل مكان ليتحول المكان من سواقى واشجار وزهور الى صحراء وقبور .
  هذا الكلام ليس كلامى لكنه حديث العامه من ابناء الفيوم والذى يمثل الميدان الخصب والمحاط بالاشجار النادرة علامة فارقه من عمر كلا منهم فمن الطبيعى ان يمر كل أبناء المحافظة على السواقى كل يوم او كل اسبوع او كل شهر لزيارتها دون دفع مليم واحد للإستمتاع بجمالها وهى تعزف الحانها الجميلة معبرة عن طبيعة اهلها فتواجد السواقى بهذا المكان يربط ابناءها بالشوارع التجارية وقربها من محطة القطار والذى يستقله ابناء المحافظة اثناء الذهاب الى القاهرة والاسكندرية وقربها من مجمع مصالح المحافظة وجامعة الفيوم منحها المكانه القوية وجعل الكل يترحم على الميدان القديم مطالبين نواب البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ بالتحرك ومعرفة ما هى الاسباب التى دفعت المسئولين بالمحافظة على إختيار هذا النموذج والذى حول المكان والذى يمثل احدى العلامات الفارقة فى حياة ابناء المحافظة وزائريها من مزار سياحى يحمل طبيعة الواحة الخضراء بالاشجار والزهور الى تصحر ورمال صفراء وصخور.