صدى العرب : ابنى وابوه واللى علموه (طباعة)
ابنى وابوه واللى علموه
آخر تحديث: الثلاثاء 18/01/2022 06:09 م
الكاتب الصحفي: الحسيني عبدالله الكاتب الصحفي: الحسيني عبدالله
مع انطلاق مارثون امتحانات نصف العام أصبح حلم كل أسرة لديها طفل في الصف الرابع الابتدائي؛ الانتهاء من العام الدراسي الحالي؛ فالصف الرابع الابتدائي يمثل للأسر المصرية رعب "ثانوية عامة"! مبكرة..!؛ فالتجربة جديدة علينا.

 فقد أصبحنا نعاني مع الأبناء بسبب صعوبة المنهج؛ بعدما صدر لنا المدرسون في المدارس هذا الإحساس، فلك أن تتخيل أن بعض المدرسين غير مؤهلين للمنهج الجديد، بجانب صعوبة المنهج علي الطلاب وأولياء الأمور الذين جلسوا بجانب الأبناء للمساعدة في المذاكرة، وهو ما انعكس علي البيوت بشيء من العصبية.

 واليكم تجربتي الشخصية مع ابني محمد الطالب بالصف الرابع الابتدائي الذي تحول البيت من اجل اجتياز هذه المرحلة إلى معسكر مغلق وسط الكثير من العصبية من قبل جميع أفراد الأسرة الأم والأب والأبناء، فالجميع أصبح عصبيا بسبب عصبية محمد التي بلغت اعلي درجاتها يوم الجمعة الماضية ليلا؛ حينما طلبت ماما من محمد النوم، فقال لها مشي هنا م...! عندي امتحان الصبح، وهو انعكاس طبيعي للقلق منذ بدء العام الدراسي؛ بسبب تلاحق وتلاحم المناهج التي يوجد بها الكثير من المعلومات المتقاربة، وهو ما يصيب الطالب بشيء من التشتت والأسرة باللخبطة فهناك بعض الدروس كانت مقررة علينا في مراحل التعليم الإعدادي والثانوي داخل منهج الصف الرابع...! بجانب أن هناك كثير من الأسئلة الاختيارية تجد الإجابات صحيحة ولكن الإجابة تحتاج إلي اختيار الأكثر دقة...! وهو ما كان يجب أن يتم بالتدريج خلال الصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي؛ حتي يتثنى للقائمين علي العملية التعليمية الفهم الصحيح للمناهج الجديدة، ومن ثم تصدير الراحة للطلاب الذين ذهبوا من الدار للنار، وكأنهم يساقون إلي الموت...!، والحقيقة أن الجميع يتفق مع فكر التطوير والتحديث في المناهج التعليمية، لكن هذا يتطلب أن يكون لنا في مصر تجربة رائدة وجديدة ومصرية، دون النظر إلي تجارب الآخرين الذي ثبت فشل البعض منها، ورغم ذلك استعانت الوزارة ببعض منها التعليم عن بعد ونظام الـ open book رغم تأكيد الأطباء في إنجلترا وفرنسا وألمانيا أن التعلم بواسطة التابلت أو الموبايل أو الكمبيوتر يصيب الطالب أو الدارس بالتوحد وضعف الإبصار وجفاف العين والإجهاد الذهنى والصداع النصفى وضمور وأورام المخ.

 فقد أكد خبراء التعليم بانجلترا فشل التعلم عن بعد ونظام الـ open book كما أكد خبراء التعليم بألمانيا أهمية الدور التربوى الذى يقوم به المعلم فى العملية التعليمية بألمانيا ولذلك فالمعلم الألماني يتقاضى أعلى راتب بين الوظائف نظرا للدور الكبير الذى يقوم به، أما عن التعليم الفعال؛ فيري خبراء التعليم بإنجلترا أن كيان التعليم يتمثل فى المدرسة والمعلم والدور التربوى الذى يقوم به ومحتوى منهج علمى فعال والطالب والورقة والقلم.. أما نظام التعليم عن بعد أو باستخدام التكنولوجيا الحديثة من تابلت وكمبيوتر وموبايل وخلافه فهو ليس له أى علاقه بالعملية التعليمية نهائيا علاوة على أن التعليم عن بعد والتابلت يساعد فى انتشار الدروس الخصوصية بشكل أكبر عما كان بالرغم من وجود الكتب الخارجية الكثيرة لكن الطالب أيضا يلجأ للدرس الخصوصى سواء فى السنتر أو فى المنزل وهناك كلمة أخيرة لابد أن تصل إلي وزير التعليم عن مجموعات التقوية داخل المدارس التي كان يسعي الوزير والوزارة من خلالها إلى القضاء على الدروس الخصوصية.

وأن تكون بأجر رمزي ولكن الحقيقة أن هذا لم يحدث فقد استغل المدرسون والإدارات التعليمية هذه المجموعات أسوأ استغلال فبدلا من أن يكون الآجر رمزي؛ أصبحت الحصة الواحدة تتراوح أسعارها بين 25 و40 جنية في مرحلة التعليم الأساسي وهو ما جعل الأسرة تعاني من نار مجموعات التقوية نفس معاناة الدروس الخصوصية.. وما حدث كان غير متوقعًا....!