صدى العرب : ما لا تعرفه عن الفيوم (طباعة)
ما لا تعرفه عن الفيوم
آخر تحديث: الثلاثاء 14/12/2021 03:16 م
حسين الزيات المالكى حسين الزيات المالكى
فى قلب الصحراء تمكث المدينة القديمة منذ فجر الإنسانية ناطقة بلسان أهلها ومن سكنوها راسمين معالم مغايرة تماما عن المحافظات المجاورة ومجسدين بها حضارة تحاكى بها كل المؤرخين.
  فقد شهدت الفيوم ولادة الإنسان الأول وظهر الأثر فى إحدى الكهوف القديمة بالجانب الشمالى الغربى لبحيرة قارون وبتلك المنطقة الشمالية للبحيرة وبعمق الصحراء الغربية وبالواحة الخضراء عاشت حيوانات انقرضت مع عامل الوقت والزمن كالديناصورات والفيلا وهناك أكثر من كشف أثري يظهر لنا حفريات نادرة لتلك الحيوانات التى عاشت هنا بالفيوم مكونه لنا معالم يسجلها التاريخ القديم عن الفيوم.
  بالفيوم تسلسل حضارى من تاريخ مصر القديم والحديث والمعاصر فقد سجلت لنا المعابد المتواجدة على ارضها حضارات متنوعة حكمت قبضتها من هنا من الفيوم كالحضارة المصرية القديمة وحكم مصر من الواحة الخضراء حكام لهم من القيمة التاريخية ما يدعونا للفخر والاعتزاز بها أمثال امنمحات الثالث والذى شيد بها أول سد بالتاريخ وهو سد اللاهون والمتواجد على أرض الفيوم حتى هذه اللحظة يقف ليعرف العالم أجمع أن أول سد نشأ بالتاريخ كان من هنا بأرض الفيوم ويشهد على عظمة المصري القديم وأنهم بارعين فى علوم الهندسه ومنها نظم الرى والزراعة.
 شهدت الفيوم عصور متنوعه وحكام صنعوا تاريخ من الأرض الخصبة منهم الملك سنوسرت الأول والذى تزين مسلة بإسمه أحد أكبر ميادينها لتذكر كل أبناء المحافظة وزوارها على عظمة القدماء المصريين ومن صنعوا تاريخا من هنا بالواحة الخضراء
  كما عاش بالفيوم مكونين معالم من حضارتهم القديمة على أرضها الرومان وأخذوا منها سلتهم من المنتجات الزراعية والفاكهة حتى أن روما عاصمتهم القديمة كانت تنعم بخيرات الفيوم من الشعير والحنطه
  ثم جاءت من بعدهم الحضارة اليونانية ويشهد معبد اوناس أو قصر قارون كما يطلق عليه الآن ملامح الدولة اليونانية القديمة وعظمة التصميم الهندسى فى البناء ويشهد قصر قارون أو المعبد المخصص للاله سوبك إله الحب والخمر عند اليونانى القديم يوم 21 من ديسمبر احتفالية كبرى وهى تعامد الشمس على قدس الأقداس حيث تتعامد الشمس لحظة شروقها لتمثل علامة فريدة من الهندسة الفلكية وأن القدماء ومن عاش منهم بالفيوم البراعة الكافية من العلوم الغائبة بكل بقاع المعمورة توراثوها من عظمة المصرى القديم والذى أبدع فى علوم الطب والهندسة والفلك والرى والزراعة.
  والزائر للفيوم يتنقل بالواحة الخضراء ليشاهد بحيرة قارون أقدم بحيرة من الطبيعة وإحدى روافد النيل العظيم تقف منذ فجر التاريخ لتمثل إحدى مصادر الثروة السمكية لأبنائنا.
  كم تشهد الفيوم حضارة قبطية واسلامية حيث تتواجد بها الأديرة والكنائس مثل دير العزب ومسجد السلطان قايتباى وغيرها من للاماكن الاثرية الإسلامية والقبطية والتى تشهد على تنوع الحضارات المختلفة بالواحة الخضراء وعشق قاطنيها التمسك بها.
  شهدت الفيوم عظمة البطالمة ومنذ أكثر من 2000 سنة على تنوع طرق رى المنخفضات حيث تمثل الفيوم منخفض من أهم المنخفضات بمصر وقد برع المصرى القديم فى إنشاء سواقى الهدير والمتواجدة حتى الآن لتروى المنخفض وتوصيل المياه لكل بقاعها المحرومة من مياه نهر النيل العظيم صانعه بالفيوم هندسة رى جديدة سجلتها تلك السواقى وسجلها من قبلهم سد اللاهون الذى تحكم فى حجز مياه النيل عند الفيضان خلفه ليروى ارض الفيوم وقت الجفاف.
  الجديد بالفيوم شلالات وادى الريان هذا الوادى ذو الطبيعة الغريبة والذى يجمع بين الماضى والحاضر حيث تمثل الشلالات ان مصر عامرة بالعقول المفكرة فقد حاول محمد على باشا صانع نهضة مصر الحديثة بوصول مياه النيل لهذا الوادى ولكن الحلم لم يتحقق الا بعد حرب 73 على يد الراحل الرئيس انور السادات وتحويل مياه الصرف وفائض مياه النيل عبر ممر مائى ضخم ليصل الى الوادى القديم مشكل بحيرات ثلاث للمياه العذبة فى قلب الصحراء لتشكل تلك المياه علامة فريدة من نوعها لمجتمع جديد تجتمع فيه حرف الصيد وتنشاء على ضفاف بحيراته معالم سياحية جديدة لمحافظة الفيوم.
   كم تم اكتشاف بهذا الوادى أقدم منطقة للحفريات القديمة وهى منطقة وادى الحيتان والذى يفوق عمرها الجيولوجى عن 43 مليون سنة حيث شوهد تواجد حيتان متحجرة بقلب الصحراء دلالة على تواجد المحيطات قبل انفصال البحر عن اليابسة ما جعل منظمة اليونسكو للثقافة والعلوم تضع المنطقة من المحميات الطبيعية النادر بالقارة الأفريقية بل وبالعالم أجمع كما تم بناء متحف بها يضم أغلب الحفريات التى تم العثور عليها لزائرى المنطقة وتم البناء من البيئة المحيطة بها فلا تدخل لمواد البناء الحديث هنا.
الحديث عن الفيوم المهملة والذى لا يعرف قيمتها وقدرها إلا أهلها وقاطنيها من المصرى القديم ومن تمسك بها وعاش بها من القبائل العربية والتى جاءت فى عهد الفتوحات الإسلامية مكونين كل المعالم السابقة والحاضرة لتعريف العالم أجمع عظمة القلب النابض بعمق الصحراء كما جسدها أحد رواد الفضاء الفرنسيين عندما فكر ليرسل لأمه هدية فى عيد ميلادها وهو بالفضاء على ظهر إحدى سفن الفضاء الفرنسية ولم يجد إلا الفيوم والتى ظهرت له على شكل قلب ينبض بالخير والحب والأمل أرسله قائلا بعبارات جعلتنا نفخر بها " امى لم أجد إلا هذه البقعة من الكرة الارضية والتى تظهر على شكل قلب ارسلها لك بعيد ميلادك لأهديه  لك "
   بعد تلك السطور عن الفيوم هل تجد المدينة القديمة من يسطر لها معالم جديدة لأهلها الطيبين يساعدهم على العيش ويعيد لها أمجاد الماضى كما فعل  السابقين الأوائل من الملوك والحكام.