صدى العرب : لا تبكِ يا ماريا (طباعة)
لا تبكِ يا ماريا
آخر تحديث: الأحد 15/08/2021 02:16 م
سوزان جعفر سوزان جعفر
يا إسكندرية بحرك عجايب

ياريت ينوبنى من الحب نايب

تحدفنى موجة على صدر موجة

والبحر هوجة والصيد مطايب

كلمات / أحمد فؤاد نجم.

بحر الاسكندرية "الكورنيش" ليس مجرد شارع يقطع مدينة الاسكندرية طولًا او عرضا وشرقًا وغربها.. بل هى مدينة حكاوى وذكريات هى حب وعشق وحنين وفرح وحزن لكل فرد فينا …من اول بائعينالترمس والذرة على الكورنيش وحمص الشام والحبيبة وتشبيك الأيادى ورائحة اليود وهو يتخلخل بينالعروق والأنفاس ليعطى انتعاش وراحة نفسية لا مثيل لها ولا تجدها الا حتى عند احسن دكتور للصحة النفسية.. كورنيش الماريا عمر وشكل آخر بيشهد على مدينة فهو أشهر شىء بها.

ممكن نختلف فى مسطلحات والمسميات للكورنيش والبحر وبعض الكلمات المعبره عن الاسكندرية.. لكن جميع من زار اﻻسكندرية أجمعوا على انها العلاج لكل شىء.

كلمة كورنيش هى كلمة فرنسية الأصل وتعنى "الطريق الواقع على حافة الجبال الصخرية الوعرة "

وفى بداية الأمر أطلق هذا الاسم على الطريق الواقع بين مدينة نيس الفرنسية ومدينة جنوة الايطالية.. وبعد ذلك أطلق على جميع شواطئ إيطاليا الكورنيش او البحر او طريق الجيش "المسمى اللى لا يمكن استخدامه غير فى المعاملات الرسمية كان اسمه فى الماضى "طريق الملكة نازلى"، ثم تغير الاسم بعد ثورة ٢٣ يوليو الى طريق الجيش.

كورنيش الاسكندرية لم يتم بناؤه مرة واحدة لكنه تم تقسيمه على أكثر من مرحلة، وهذا بالطبع كان بسبب اختلاف طبيعة وشكل الكورنيش واختلاف المنظر الخارجى والهندسى له واختلاف المدينة والامتدادالعمرانى بها.. لكن دعنا نقول ان معظم كتاب وباحثى الاسكندرية قالوا ان الكورنيش بامتداده من رأس التين للمنتزه تم بناؤه فى عهد الملك فؤاد الأول ورئيس وزرائه اسماعيل صدقى وهذا كان سنة 1934 وكان طول الكورنيش فى هذا الوقت حوالى 25 كم وعرضه 8م.

لكن طريق البحر مر بعدة مراحل قبل عام 1934، و1901 انشئ وقتها الجزء المواجه لقصر رأس التين ومنطقة الانفوشى، و1909 لـ 1912 امتد من الانفوشى للميناء الشرقى ومنطقة السلسلة والذى أنشأته شركة ايطالية وتم فرض ضرائب سنوية قدرها 2% على ايجار العمارات التى كانت متواجدة الوقت هذا فى المنطقة، لكى ترصف الرصيف وتم تسميته "عائد الرصيف".

1925 بدأ العمل من السلسلة الى منطقة كامب شيزار وده كان على يد مهندس مصرى يدعى عبد الواحدنصير.

1930 امتد الكورنيش لمنطقة كليوباترا ووقتها مجلس البلدية لم يستطيع اكتمال امتداد الكورنيش وذلك بسبب معارضة السلطات العسكرية الانجليزية فى منطقة مصطفى كامل لتواجد ثكنات الجنود والتى كانتموجوده ايضا فى تلك المنطقة، فبدأ التفاوض بين وزارة اسماعيل صدقى وبين السلطات الانجليزية وبالفعل اكتملت أعمال الكورنيش من كليوبترا لمنطقة استانلى عام 1932 وبعد ذلك تم اكتمال العمل به الى ان وصل الى قصر المنتزه عام 1934. ووصل طول الكورنيش وقتها 25 كم.

ولكى تصل ميزانية بلدية الاسكندرية من 3/4 مليون جنيه الى 3 ملايين جنيه مصرى وذلك بسبب الرواج الذى حدث بالمدينة بعد إنشاء الكورنيش، ولا ننسى ذكر سور منطقة محطة الرمل والمنشية فهذا السور الاساسى الذى تم بناؤه لبداية الكورنيش ثم تم ادخاله من الاثار وهو مبنى من حجر البازلت.

وهناك بعض الشواطئ مثل شاطئ استانلى كان مخصص للأجانب والاثرياء فقط.. فاستمر كورنيش الاسكندرية محتفظا برونقه وبدأ الأمراء والأثرياء فى بناء الكباين لاستخدامها فى فصل الصيف واستخدامها كمصيف لهم كما بدأ نظام الإيجار بعد ذلك وبعد فتره من الوقت لعموم الناس.

استمر طريق البحر كما هو لم يطرأ عليه اى تغيير الا بعض التعديلات الطفيفة الى النصف الاول من التسعينيات والى ان تولى محافظ الاسكندرية اسماعيل الجوسقى ثم قرر بأن يكون رؤية البحر متاحة للجميع وازالة كل عائق يحجب رؤية البحر عن المواطن فقرر انه يهدم كل الكباين التى تم بناؤها على الشاطئ وبالفعل تم الهدم ولم يتبق من الكبائن غير كبائن منطقة استانلي

ثم تولى بعد الراحل اسماعيل الجوسقى.. اللواء عبد السلام المحجوب وفى عهده جاء التعديل الأكبروالأشمل والأوسع الذى مر على تاريخ الكورنيش من وقت انشائه.

بدأ عبد السلام المحجوب بردم جزء كبير من الشواطئ بل ردمها جميعها تقريبا ولم يبق منها غير شواطئ "سيدى بشر وجليم وستانلى" ولكى يستطيع توسيع الطريق ليصل من عرض 8 إلى 20 مترا واكثر.

ومن هنا بدأ انحدار مستوى جمال ورونق الشواطئ والبحر، كل عام يقوم البحر بنحر حوالى من 30 :40 سم من الشاطئ، فكلما زاد النحر زاد تآكل للشاطئ لانه مخالف لقانون الطبيعة.

غير الخلخلة الموجودة بسبب الضغط على سطح البحر لأن معظم الطريق وتوسعته تم بناؤه مياه البحر.. وكل هذا يهدد طبيعة الاسكندرية ويفسر لنا الخبر الذى ظهر مؤخرا ان الاسكندرية معرضة للغرق.

فأصبح طول الكورنيش الآن حوالى 40 كم …فلن اذكر شكل الكورنيش الآن.

ليظل صورة الكورنيش من خلال الكلمات اعلاه بجمال وحفاوة الذكريات والحنين المذكور اعلاه.. ولأن الجميع يعلم بكم الاغتصاب والتعدى لأعرق كورنيش فى مصر كلها.

لكن فى النهاية سيظل كورنيش الاسكندرية وبحرها أجمل ما فيها وسيظل شاهدا على ذكرياتنا جميعا.. وستظل الاسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط.