صدى العرب : الزينة في ذكراك كتاب للوفاء (طباعة)
الزينة في ذكراك كتاب للوفاء
آخر تحديث: الأربعاء 11/08/2021 01:06 م
السفير: خليل الذوادي السفير: خليل الذوادي
إنه الإنسان الذي أبدع في علاقاته مع الآخرين مهما اختلفت مراكزهم ومواقعهم وأوطانهم، فكان الأخ والصديق والموجه والناصح الأمين، فقد كان المغفور له بإذن الله تعالى معالي الشيخ عيسى بن راشد بن عبدالله بن علي آل خليفة طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته ورضوان النعيم من أصل حبه وأخلاقه وصفاته في قلوب من تعاملوا معه رسميًا أو شخصيًا، وإذا كان يرحمه الله ذلك المواطن المحب لقيادته الحكيمة ووطنه مملكة البحرين فإن شمائله وخصاله قد شملت كل من تعامل معه، فقد وصف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في تقديم سموه للكتاب «لقد أكرمني الزمان أن أزامل هذا العملاق المتواضع وأقول (أزامل) تجاوزًا فلقد كنا جميعًا نتتلمذ على يديه، وننهل من خبرته ونستضيء برأيه كما أحمد الله أنني أشترك مع المرحوم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة في بعض السجايا ومنها قول الشعر وحمل المسؤولية عن القطاع الرياضي وكذلك كوني (جنديًا) لدى الوطن في قوة دفاع البحرين، وفي أي مكان أكون فيه كما ربّانا سيدي الوالد رعاه الله سيرًا على خطى البحرينيين الأصلاء المخلصين الذين مهدوا لنا الطرقات التي نسير اليوم عليها على أن نعّبد السبل لمن سيأتون من بعدنا، وهذه هي الوصايا التي ننفذها، والمشاعل التي تحملها الأجيال لتبقى شعلة الوطن متقدة وضاءة دائمًا وأبدًا بعون الله».

مضيفًا سموه حفظه الله «نم قرير العين فإن الشباب الذين أعددتهم ماضون في الطريق الذي رسمته، يكملون المسيرة التي صنعت للبحرين اسمًا بارزًا فيها مصممون على أن يرفعوا راية الوطن عالية خفاقة وسيظلون يذكرونكم في كل إنجاز رياضي، وفي كل كلمة أنيقة يصوغها شاعر، وكلما أتي (في العصر) في أرجاء هذا الوطن».

الكتاب التي تضافرت الجهود الطيبة في إعداده والإشراف عليه من محبي المرحوم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة ومن المنتمين بعضهم إلى نادي البحرين بالمحرق اعتمدوا كثيرًا على الصور في مناسبات كثيرة كان المرحوم حاضرًا فيها وفاعلاً في الأنشطة التي لا تعد ولا تحصى، فقد تصدرت تلك المناسبات لقاء الراحل مع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، بالإضافة إلى الصور التذكارية مع الراحل الكبير المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء طيب الله ثراه، حيث كان المرحوم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الحاضر في الكثير من المناسبات الوطنية، ووفق المعدون لهذا الكتاب في ذكر الكثير من الذكريات والقصص التي رواها المرحوم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة في مشواره الذي كان له تأثير إيجابي على أجيال متتالية.

وقد وضف المعدون للكتاب الأغاني التي ألفها المرحوم وتغني بها كبار المطربين البحرينيين وإسقاط ذلك على مدينة المحرق وبعض المناسبات الوطنية كون المرحوم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة ابن البحرين الوفي الذي شمل حبه للوطن وأهله والجميع وسنوات الدراسة في البحرين والقاهرة.

إن الكتاب بقدر ما هو تسجيل توثيقي لمسيرة المرحوم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، فهو كتاب شامل يتناول الكثير من الأحداث المهمة والمناسبات التي مرت بالوطن العزيز، وشخوص تعاملت وتفاعلت مع مواقف المرحوم منذ الطفولة والشباب إلى أن تقلد المرحوم المراكز الرسمية في الدولة. المرحوم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة تعامل مع الوطن بكل شفافية ومفردة تدخل في قلوب المستمعين بكل الشوق والوله، وبعبارات شعبية مدلولها عميق بعمق حبه للوطن والمواطنين، مثل قوله يرحمه الله:

احنا اللي في أرضنا كل الحلا والزين

واحنا اللي في بحرنا دانات منثورين 

يمضي العمر عندنا

ما تذكره لسنين

المرحوم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة وزع حبه ووفاءه على أبناء وطنه ولم ينسَ أيام دراسته مع أبناء عمه في القاهرة، وتحديدًا جامعة حلوان، وعودته إلى أحضان الوطن وخدمته في القضاء وفي قوة دفاع البحرين، وقد وفق معدو الكتاب في تسجيل سيرة حياة المرحوم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الزاخرة والمعطاءة في مجالات متعددة، وهي أمانة تاريخية اضطلع بها معدو الكتاب لتسجيل مسيرة هذا المواطن الخير الذي أحب وطنه وقيادته وشعبه، فكان الوفي الذي يسهم في البناء والنماء ويوطد علاقات بلاده على المستوى الخليجي والعربي والقاري والدولي في مجالات الرياضة والشباب والقضاء وخدمة الوطن العسكرية والفنون والآداب والإعلام، بالإضافة إلى النشاط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. وخيرًا فعل القائمون على هذا الكتاب في ذكر أسماء من ساهموا في مادة هذا الكتاب بالمعلومة والصور واللجنة الاستشارية والإدارة التنفيذية وسعي حثيث من الكثير من الذين نذروا أنفسهم لأن يخرج هذا الكتاب بالصورة الجميلة والصادقة والأمينة، واسهام وطني لرجل يستحق كل هذا، فهو المواطن المخلص بوعبدالله، يرحمه الله ومثواه الجنة ورضوان النعيم.

لقد وجد هذا الكتاب طريقه إلى مكتبة جامعة الدول العربية بالقاهرة كمرجع للدارسين والباحثين، بعد أن نسقت ذلك مع الزملاء القائمين والمشرفين على مادة الكتاب السيد راشد محمد بن دينة والسيد خالد أحمد جمعان نيابة عن اللجان القائمة على إصدار الكتاب، ومن بينهم المؤلف غسان يوسف الشهابي، والأخ صديق المرحوم الإعلامي الرياضي ناصر محمد، وقد أشادت الأستاذة هالة جاد الوزير المفوض مديرة إدارة المعلومات والتوثيق والترجمة بالمستوى الرفيع الذي ظهر عليه الكتاب إعدادًا وتأليفًا وصورًا تاريخية وطباعة راقية.

إن اللسان ليعجز عن شكر من أنجز هذا الكتاب المفخرة لرجل يستحق بالفعل أن يكون هذا الكتاب مرجعًا لا غنى عنه في التعريف برجالات البحرين الأوفياء، وقد ذكر الزملاء جهود سعادة السيد عبدالرحمن محمد جمشير عضو مجلس الشورى التي تقدر ووقوفه مع كل جهد من أجل أن ينال هذا الإصدار المكانة التي يستحقها، وهناك الكثير ممن يستحقون الإشارة إلى جهودهم لولا ضيق مساحة المقال، لكن الكتاب أشار إليهم بأسمائهم وطبيعة جهودهم وإسهامهم. 

 وعلى الخير والمحبة نلتقي..