صدى العرب : "معرض الكتاب" يتحدي الكورونا ويحقق مكاسب غير مباشرة (طباعة)
"معرض الكتاب" يتحدي الكورونا ويحقق مكاسب غير مباشرة
آخر تحديث: الإثنين 19/07/2021 10:35 ص تحقيق: إيمان شهاب  

هيثم الحاج: موازنة المعرض تخسر لصالح النشر دائما


إيهاب الدسوقى: العائد من المعرض هو تثقيف المواطن ليساعد فى التنمية الاقتصادية


خالد الشافعى: المعرض يساعد في جذب الاستثمارات وتنشيط السياحة


عمرو الجندي: المعرض ساهم في نشر روح الأمان والطمأنينة للأخوة العرب والأفارقة 







بدأت فعاليات الدورة الـ 52 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب خلال الفترة من 30 يونيو وحتي 15 يوليو, فقد استطاعت مصر إقامة المعرض علي عكس معارض آخري لم تستطع اتخاذ هذا القرار نتيجة جائحة كورونا, حيث يعتبر المعرض أكبر تجمع ثقافى على مستوى العالم لتتقابل فيه الكثير من الدول من كافة أنحاء العالم وبالتالي فإنه سيؤثر على إقتصاد الدولة من خلال السياحة و تواجد العديد من الأخوة العرب من بينهم مستثمرين بالإضافة إلى سوق النشر وما به من تبادلات ثقافية و ربحية, لذا قررت جريدة "السوق العربية" استطلاع الآراء حول مدى تأثير معرض الكتاب على إقتصاد الدولة خاصة في ظل هذه الظروف الاستثنائية.



فى البداية, قال الدكتور "هيثم الحاج على", رئيس الهيئة العامة للكتاب, بأن المعرض بالتأكيد يؤثر فى الاقتصاد فهو ليس حدث ثقافي فقط بل حدث قومي ويؤثر في الاستثمارات بشدة والكثير من الاتفاقيات تحدث في المعرض علي وجه التحديد, كما أنه لا يؤثر فى جانب واحد بل فى جوانب عديدة من خلال توفير فرص عمل للشباب إن كان مع جهات حكومية أو مع دور النشر إن كانت مصرية أو عربية أو أجنبية الذين يستعينوا بأشخاص يقفون في الجناح الخاص بهم وإذا أثبنوا ذاتهم يستمرون في العمل معهم حتي بعد المعرض, بالإضافة إلى موزعين الكتب في الدول العربية والأجنبية والتبادل بين دور النشر, فناشر مصري يتبادل شحنة مع ناشر مغربي فيصبح معرض القاهرة المكان الذي يتقابلون فيه, مشيراً إلى أن الأخوة العرب وزيارتهم لمصر وإقامتهم بالفنادق وتسوقهم لشراء المنتجات المصريين كل ذلك وأكثر يؤثر في اقتصاد مصر, لذا ليس هناك حركة تحدث في سوق النشر فقط من خلال المعرض بل هناك حركة خاصة في كافة الجهات.


أشار رئيس الهيئة العامة للكتاب, إلى أن الإيرادات فى هذه السنة نسبيا أقل من المصروفات التي تم صرفها فى السيستم و السيستم الالكتروني و التعقيمات ، وما إلى ذلك, كما تم زيادة 4 أيام آخريين عن كل سنة وهذه  تكلفة زائدة مع ثبات أسعار الإيجارات للناشرين, ولكن المكسب ليس هدف المعرض بل الهدف أن المعرض يُقام لتحقيق رسالة الدولة الثقافية والقومية, كما أن وزارة الثقافة وزارة خدمية غير مستهدفة للربح, مضيفاً إلى أن موازنة المعرض لم تحقق من قبل آي مكاسب بل تخسر لصالح النشر دائما, ولكن ما يتم صرفه على المعرض من تكاليف هو لدعم سوق النشر.



ومن جهته, أوضح الدكتور إيهاب الدسوقي, الخبير الاقتصادي ورئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية, أن معرض الكتاب له تأثير علي الثقافة و المعرفة بالإضافة إلى دوره الكبير في الاقتصاد من خلال تثقيف المواطن المصري الذي يصبح بالقراءة أكثر رشادة و إنتاجية من الإنسان الأقل تعليما و تثقيفاً, وبالتالي سيزود من التنمية الاقتصادية بشكل غير مباشروهذا هو العائد الغير مباشر من معرض الكتاب, فهذا مشابهاً لفكرة التعليم تحقق عائد غير مباشر, لذا فان معرض الكتاب له اثار ايجابيه علي النمو الاقتصادي, مضيفا بأن العائد المباشر من المعرض يكون من خلال تأجير القاعات و المطاعم والكافيهات لهيئة المعارض.


أضاف" الدسوقى " بأن الايرادات فى هذه السنة ستكون أقل من التكلفة التى تم صرفها على عكس السنوات السابقة بسبب الكورونا, ولكن العائد الاكبر والأهم من المعرض بالنسبة للوزارة هو العائد الغير مباشر الذي يزود الانسان بالمعرفة و الثقافة وهو العائد الاهم.



وأكد الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية, بأن المعرض يؤثر بالفعل في الاقتصاد داخل مصر, ولكن تستفيد الدولة من هذه المعارض في المقام الأول فى التثقيف من خلال توعية المواطنيين فيما يتم عرضه في شتى المجالات فى العالم بالمعرض, فالهدف الرئيسي والعائد الحقيقي هو تثقيف المواطن المصري أكثر من العائد المادي ولذلك لا يحقق مكاسب مادية هائلة, وهذا ما جعل مصر لا تفكر في المصروفات والايرادات عند اقامته في هذه الظروف بل تحدت كافة الظروف وعملت على افاقة لمعرض الكتاب لتلبيه رغبات زواره ومحبينه.


تابع الشافعى قائلاً " أن حجم المبيعات تتم لصالح دور النشر, و الدولة تأخذ ما يتم تأجيره من قبل هذه الشركات و دور النشر العارضة داخل المعرض, فبالتالي المعرض يؤثر بشكل غير مباشر علي الوضع الاقتصادي في مصر من خلال بيع وشراء الكتب بين دور النشر و الجمهور, وهذه الايرادات تذهب لوزارة المالية, مشيراً إلى أن قيام المعرض في ظل هذه الظروف هو النجاح والإنجاز الحقيقي الذي أثبت بأن مصر قادرة على إقامة فاعليات رغم جائحة كورونا ممايؤثر علي صورة مصر عالميا وبالتالي سيساعد علي جذب الاستثمارات العربية و الاجنبية ويعمل على تنشيط السياحة ".



وفي هذا الصدد, نوه الكاتب عمرو الجندي, كاتب روائي وعضو اتحاد كتاب مصر وعضو اتحاد الناشرين, بأن أي مشروع أو فاعلية حقيقية قائمة بشكل ناجح بالطبع تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الاقتصاد، ففكرة انتشار الصور والفعاليات على المواقع والسوشيال ميديا والجرائد يشجع البقية على القدوم لمصر أو يشجع الآخرين على الدخول في مشاريع اقتصادية, بالإضافة إلى جذب المستثمرين لأن المعرض يساهم في نشر روح الأمان والطمأنينة للسائحين والأخوة العرب والأفارقة مما يؤثر على الاقتصاد ككل.


أكد "الجندى" على أن المعرض يؤثر بشكل واضح ومباشر في العلاقات المصرية العربية وخصوصا الاستثمارية، لأن المعرض في النهاية يضم المئات من أصحاب دور النشر العرب والمستثمرين في مجال الثقافة، الذين يتطلعون لرؤية مدى نجاح الأمور خصوصا في فعالية تعتبر الأبرز ثقافيا ومدى حسن تنظيمها ومدى مواكبتها للسياسات الدولية وقدرتنا على تنفيذها مما يؤثر على اتجاهاتهم ورؤيتهم لخططهم المالية في المستقبل في نواحي ومشاريع أخرى.