صدى العرب : الاعياد.. بعد طاعة (طباعة)
الاعياد.. بعد طاعة
آخر تحديث: الخميس 13/05/2021 10:00 م
الكاتب الصحفي: الحسيني عبدالله الكاتب الصحفي: الحسيني عبدالله
احتفل المسلمون في مشارق الارض ومغاربها  يوم الخميس بعيد الفطر المبارك ، وقد اقتضت حكمة الله –تعالى- أن يكون العيد في الإسلام بعد أداء ركن من أركان الإسلام،فعيد الفطر بعد صيام شهر رمضان ،وعيد الأضحي بعد أداء فريضة الحج،فكأن العيد مكافأة لحسن الأداء ،وترويحاً للنفوس بعد جدٍ وكدٍ وتعب.
وقد جعله الله- سبحانه وتعالى- يوم فرح وسرور واستبشار فقال تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)، فالفرح بالعيد لإظهار نعمة الله علينا بالتيسير في الشرع وعدم التعسير، وكذلك إكمال الصيام وشكر نعمة الله على هذه الهداية الخاصة.
ويتجلى العيد في الفرح والسرور بتوفيق الله تعالى المسلم لطاعة الله عز وجل، والعيد أيضا محطة للراحة المشروعة، والاستمتاع بما أحله الله تعالى من المطاعم والمشارب ومن اللهو المباح دون إسراف ولا مخيلة، ثم يواصل المسلم مسيرته في الحياة على نهج شريعة الله الغراء، وهذا هو المنهج الوسط الذي يعتني بمطالب الروح ومطالب الجسد، ويوفق بين الدين والدنيا، كما قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا).، ولأنَّ الإنسان يحتاج إلى الترويح عن نفسه كان العيد، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ"
أخرج أبو داود والنسائي بإسناد صحيح عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر).                      وتحكي عائشة- رضي الله عنها- كما في صحيح مسلم، قالت: جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد، فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فوضعت رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي انصرفت عن النظر إليهم، أي أن الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- دعا زوجه السيدة عائشة لمشاهدة لعب الحبش بحرابهم في المسجد على قريب من هيئة الرقص، فمعنى «يزفنون» يرقصون، وكانت عائشة حريصة على هذه المشاهدة حتى قالت في رواية أخرى: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون وأنا جارية، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، كان من هدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يذهب لصلاة العيد من طريق ويرجع من آخر، حتى تتردد بين جنبات الكون تكبيرات المسلمين، والأفضل أن يتناول المسلم شيئا قبل خروجه لعيد الفطر ليقطع أثر الصوم، وفي الحديث المتفق عليه: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، والأمر يختلف في عيد الأضحى، فلا يأكل شيئا قبل الصلاة حتى يعود منها ويأكل من أضحيته التي يذبحها بعد عودته، احتفالا بهذا اليوم المشهود وتوسعة على المسلمين.
ويصف لنا جابر بن عبدالله رضي الله عنه صلاة العيد مع الرسول الكريم فيقول كما في صحيح مسلم: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير آذان ولا إقامة ثم قام متوكئا على بلال، فأمر بتقوى الله وحث على طاعته، ووعظ الناس وذكرهم، ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن، فقال: تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم، فقامت امرأة من واسطة النساء سفعاء الخدين (واسطة النساء: أي من خيارهن أو جالسة في وسطهن، وسفعاء أي فيها تغير وسواد) فقالت: لم يا رسول الله؟ قال: لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير، فجعلن يتصدقن من حليهن، يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن.