صدى العرب : إنهـــا أم إبراهــــيم (طباعة)
إنهـــا أم إبراهــــيم
آخر تحديث: الأربعاء 12/05/2021 01:35 م
السفير: خليل الذوادي السفير: خليل الذوادي
في التاسع من مايو 2021م جاء نعي الغالية أم إبراهيم مريم بنت فضل الحميدي التي عرفناها امرأة من البديع كانت الأم والزوجة والجدة، والجارة التي نذرت نفسها للعمل الدؤوب وتربية الأبناء والحرص على كيان الأسرة الممتدة، بذلت الكثير من أجل توفير الراحة والأمان لوالد زوجها وزوجته والحريصة على الأبناء والبنات مع التواصل مع أشقائها وعائلاتهم بما يحفظ كيان الأسرة وبما يضفي على حياتهم الاستقرار من خلال التواصل معهم في مناسبات عدة وبما يفيض حناناً إلى الحي الذي يعيشون فيه.

إنها من نساء البديع الفضليات اللاتي عرفنا عنهن البذل والعطاء من أجل الأسرة والأقارب والجيران، ومد يد العون لمن يطلبه... على الرغم من أنهن لم ينلن العلم من المدارس إلا أنهن تعلمن من مدارس الحياة، فكن الحريصات على إلحاق أبنائهن وأحفادهن في المدارس مؤمنات بأن ما لم ينلنه هن في حياتهن فإن أولادهن وأحفادهن جديرين بنيله فوفرن كل ما يحقق للأولاد العلم والمعرفة.

كانت أم إبراهيم يرحمه الله مثالاً للمرأة في مجتمعنا البحريني التي لم تنس دورها كزوجة وأم، وكذلك دورها المجتمعي من خلال مساعدة الجيران وأهل القرية.. فكان الجميع يقدر أدوارهن ومساهماتهن في خدمة الآخرين.

كانت يرحمها الله دائمة السؤال عن من غاب، وتزور جيرانها للتعرف على أحوالهم وحاجاتهم، ولا تتردد في تقديم العون وربما النصيحة لمن يطلبها.

أم إبراهيم هي ربة البيت التي كان لمرض زوجها «مبارك» مفاجئ لها لكنها وهي الزوجة المخلصة قامت بأعباء البيت وكانت الزوجة المخلصة لزوجها الواقفة معه والمتحملة الكثير من أجل تربية الأبناء وتحمل كافة التبعات بما يحفظ كيان الأسرة ويصونها فوقفت مع أبي أبراهيم تشد من أزره وهكذا هي والحمد لله وقفت مع أبنائها وأهلها القريبين منها تشد من أزرهم وتبذل كل ما تستطيع من أجل سعادتهم واستقرارهم الأسري. وعندما اختار الله زوجها «مبارك» لدار الخلد شعرت بمسؤولية أكبر تجاه أولادها وأحفادها، فبذلت الكثير من أجل إسعادهم وتعويضهم حنان الأب وسهره على راحتهم وتقديم كل ما يضفي على البيت السعادة والهناء.

إن دور الأم في مجتمعنا دور جسيم فشعورها بالمسؤولية يحتم عليها أن تبذل الكثير من أجل إسعاد الأسرة وراحة أبنائها وفي نفس الوقت إدارة البيت بما يحفظ له التوازن والاستقرار فهي بقدر ما هي حريصة على أبنائها فهي الأحرص أيضاً على أحفادها من أجل أن يعيشوا في دعة وأمان واستقرار وأن ينالوا حظاً من العلم وبما يضمن لهم المستقبل.

أم إبراهيم بفطرتها اهتمت بنشاط أبنائها وأحفادها في الأنشطة الرياضية وكانت الحريصة على متابعتهم وتشجيعهم دفعاً لروحهم المعنوية، فاهتمامها بهذه الأنشطة جعلهم يبذلون الكثير من أجل إسعادها وإدخال السرور في نفسها... وكانت يرحمها الله الحريصة على إرضائهم وبما يحقق لهم التوفيق فيما يسعون إليه.

وإذا كانت أم إبراهيم قد غادرت حياتنا، فإننا لا نزال نحفظ لها صنيعها في تربية أبنائها والسهر على راحة أحفادها وستظل بإذن الله نبراساً للمرأة المخلصة في مجتمعنا والساعية دوماً لرفعة شأن أسرتها ومجتمعها.

فإلى جنات الخلد أم إبراهيم وجزاك الله خيراً على ما بذلتي من جهود مخلصة مثواك الجنة ورضوان النعيم...

إنا لله وإنا إليه راجعون

وعلى الخير والمحبة نلتقي