صدى العرب : مصر الشامخة تتحدث عن أمجادها (طباعة)
مصر الشامخة تتحدث عن أمجادها
آخر تحديث: السبت 10/04/2021 05:00 م
أماني الموجي أماني الموجي
«وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبنى قواعد المجد وحدى.. وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى».. كانت تلك الكلمات للشاعر حافظ إبراهيم، أول ما ترددت بذهنى مع انطلاق الحفل الأسطورى لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة.

جاء اليوم المشهود وتحدثت مصر فى اللحظة التى أنصت خلالها العالم كله وحبس أنفاسه فى حضرة الموكب المهيب الذى شمل 22 ملكًا وملكة، وفى مشهد عنوانه العزة والفخر بالحضارة المصرية القديمة التى أصابت العالم بالانبهار، من روعة الحفل الأسطورى الذى رأينا خلاله على مدار ساعتين سحرا حقيقيا ممزوجا بالمجد.

حفل نقل ملوك وملكات مصر إلى متحف الحضارة، جاء متكاملا فى كل شىء، بدءا من إعداده الذى شهد دقة وبراعة، مرورا بالتصوير الرائع والموسيقى والأوركسترا والمطربين وكلمات الأغنية والفنانين، حتى خرج بشكل يليق بقيمة الحدث الكبير الذى نال اهتمام العالم بأكمله، ليستحق كل من شارك فيه التحية والشكر والتقدير.

الحفل خرج برسائل عديدة داخليا وخارجيا، فالرسائل الموجهة للخارج تكمن فى أن مصر تمتلك حضارة ليس لها مثيل فى العالم كله تجعلها مصدر فخر لها دائما لتبقى شاهدا على عظمة ومجد الأجداد، حضارة أذهلت العالم والعلماء بفكرها وعلمها، حضارة انفردت بها مصر تمتلك من خلالها تراثا أثريا متنوعا بحقب تاريخية مختلفة تعود لآلاف السنين، أما الرسالة الداخلية فقد ظهرت واضحة من رجل الشارع العادى الذى ظهر بمعنويات مرتفعة وهو ما يعكس رسالة عميقة تحمل فى طياتها المفهوم الحقيقى للوطن بعدما استطاع كل مشهد بالحفل أن يفجر مشاعر الوطنية والشعور بالفخر بأنهم أحفاد ملوك يقف العالم أمامهم صامتا.

وبالتزامن مع هذا الحدث العالمى، كانت هناك تساؤلات عديدة بشأن المومياوات منها سبب نقلها فى هذا التوقيت، ولماذا نقلها من متحف إلى متحف؟ بكل بساطة الإجابة جذب السياح وتنوع التواجد السياحى، بمعنى أن نقل المومياوات إلى متحف الحضارة يستهدف السياح القاصدين زيارة المتحف المصرى الذى يضم آثارا قيمة ومعروف لدى الجميع، وبالتالى زيارة متحف الحضارة خاصة أن مومياوات ملوك وملكات مصر التى تم نقلها تحمل أسماء ثقيلة تحكى تاريخ مصر القديم، بجانب المتحف الكبير الذى يضم توت غنخ آمون.

وللتوضيح بشكل أكثر المقصد هنا جذب السياح لزيارة المتاحف الثلاثة وليس المتحف المصرى بالتحرير فقط، وبالتالى تنشيط السياحة وتحقيق العائد المادى للدولة، وهنا لا بد أن نشيد بالقيادة السياسية، خاصة أن هذا يعكس عمق البصيرة واتساع الأفق، إيمانا بقيمة الحضارة والثقافة.

فى النهاية نستطيع القول إن هذا الحدث الضخم حقق المراد والمطلوب منه، وظهر ذلك فى النجاح الذى حققته مصر والصدى العالمى الكبير بعد الاحتفالية الكبرى فى الموكب المهيب الذى وصف بأنه خطوة مهمة فى إبراز مكانة مصر على خريطة السياحة الدولية، وأيضا أن هذا العرس الذى شاهده العالم يعكس وجود قيادة سياسية تعظم الثقافة والآثار، لتقف مصر شامخة دائما تتحدث عن الأمجاد.