صدى العرب : حكايات مصيرية.. أمي المثالية (طباعة)
حكايات مصيرية.. أمي المثالية
آخر تحديث: الإثنين 22/03/2021 05:31 م
الكاتب الصحفي: الحسيني عبدالله الكاتب الصحفي: الحسيني عبدالله
لم تعرف البشرية منذ فجر التاريخ تضحيات؛ مثل تضحيات الأم...!، فعلى مر العصور والأزمان؛ ضربت الأم النموذج الفريد في حياة الأبناء، وهو ما جعلها نموذجًا فريدًا من الحب والتكريم، فقد رفع الله سبحانة وتعالى في محكم التنزيل شأنها، فقرن برها بعبادتة...!

قال تعالي " وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلى مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) سورة العنكبوت

وهو ما يجعل من كل أم أم مثالية  مما جعل البيوت المصرية تحتفل ، كل عام بعيد الأم، في تقليد سنوي، جعلني أكتب عن هذه الفكرة الجميلة، فكرة عيد لـ"الأم المصرية".

حين قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين، في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا من الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تمامًا

وبعدها تقررأن يكون يوم 21 مارس ليكون عيداً للأم، وهو أول أيام فصل الربيع ؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.

وعرفت مصر فكرة عيد للأم بشكلها الحالي علي يد الصحفي الراحل علي أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه مصطفى أمين، حيث طرح علي أمين في مقاله اليومي "فكرة" الاحتفال بعيد الأم كفكرة قائلا: "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم" ونجعله عيدًا قوميًا في بلادنا وبلاد الشرق." كتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، وقد انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقررأن يكون يوم 21 مارس ليكون عيداً للأم، وهو أول أيام فصل الربيع ؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة

وإقامة الاحتفالات للأم ظهر حديثًا في مطلع القرن العشرين، لتكريم الأمهات، والأمومة وربطها بأبنائها وتأثيرها على المجتمع.

فالمفكرون الغربيون والأوروبيون وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم؛ ولا يؤدون لهن الرعاية الكاملة؛ فأرادوا أن يجعلوا لها يومًا، يذكروهم بأفضال أمهاتهم.

وهم لا يدرون أن القرآن الكريم، وتعاليم الإسلام الحنيف سبقتهم، واتسعت رقعة المحتفلين به حتى صار يحتفل به في عديد من الأيام وفي شتى المدن.

فالعالم العربي جعله في الأول من فصل الربيع، أي يوم 21 مارس، وفي النرويج فى الثانى من فبراير، وفي الأرجنتين فى اليوم الثالث من أكتوبر.

وعيد الأم له معانٍ عديدة مرتبط بأحداث مختلفة سواء كانت تاريخية أو دينية أو أسطورية، و يحتفل به في تواريخ متعدد.

وقد أنشأت "أنا جارفيس" الجمعية الدولية ليوم الأم"

عام 1912، لجميع العائلات تكريمًا لأمهاتهم، والأمهات في العالم.

كانت جوليا تريد تحقيق حلم والدتها، وهو الاحتفال بجميع الأمهات.

و ظلت جوليا تعزز هذا الطلب حتى جعله الرئيس ويلسون عيدًا رسميًا وطنيًا.

والحقيقة التي لا تقبل الشك ان الإسلام خاصة والاديان السماوية عامة قد اعتنت بالام والاب معا عناية فائق قبل هذا التاريخ بالاف السنين بل قرن الله سبحانة وتعالي بر الوالدين بعبادتة فقال تعالي (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) الإسراء : 23

وقال "أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير" لقمان:14 وعلى لسان عيس ابن مريم "وبارًا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا، والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا" سورة مريم 32 /33

فالأدلة على وجوب بر الوالدين كثـيرة، عن عبد االله بن عمرو رضى االله عنهما قال: جاء رجل إلى النّبي، صلى االله عليه وسلم، يستأذنه في الجهاد فقال: "أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهـد، وقال: أقبل رجل إلى رسول االله فقال: أبايعك على الهجرة والجهـاد أبتغـي الأجـر َمن الله قال:فهل من والدايك أحد َ حي؟ قال: نعم بل كلاهما حى، قال أفتبتغي الأجر من الله ؟قال :نعم قال: فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما" رواه الألباني.

فعيد الأم في الشرائع السماوية يمتد طوال العام والأشهر والأسابيع، بل إن البر يكون على مدار اليوم وهو ما نحتاج إليه في هذة الأيام لعل الله يرفع عنا البلاء والوباء والاسقام.

أخير يقول شاعر النيل حافظ ابراهيم  عن لأم

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها : أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ 
لأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا : بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ 
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى:  شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ