صدى العرب : مصانع الرجال (طباعة)
مصانع الرجال
آخر تحديث: السبت 24/10/2020 03:18 م
ياسـر هـاشـم ياسـر هـاشـم
أكتوبر العظيم.. شهر الفخر والكرامة والانتصار، شهر التحدى والعبور والبطولات، شهر المقاتل المصرى الذى غيَّر التاريخ وقواعد الحروب وعلوم العسكرية.

هذا العام ولأول مرة شرفت الكليات العسكرية بتخريج ابطالها فى الشهر المجيد، لنشهد ولادة مقاتلين جدد ينضمون إلى فرسان العسكرية المصرية، الذين أقسموا على الذود والدفاع عن ثرى مصرنا المقدس مهما كلفهم الأمر من تضحيات.

هذا الشهر العظيم شهدنا فيه الاحتفال بذكرى العبور وانتصارات أكتوبر المجيدة، أعقبها تخريج دفعتين جديدتين من كلية الشرطة والضباط المتخصصين، أعقبها احتفالات نسور مصر فى يوم القوات الجوية، ثم تخريج دفعات من الكلية الحربية والبحرية والجوية والدفاع الجوى والمعهد الفنى للقوات المسلحة والفنية العسكرية وكلية الطب العسكرى وأعقبتها احتفال القوات البحرية بعيدها ٥٣ ذكرى إغراق المدمرة إيلات الإسرائيلية أكبر قطع الأسطول البحرى الإسرائيلى أمام سواحل بورسعيد.

نعتقد أن المشهد الجامع لكل تلك الاحتفالات هو الاحتفاء بأرواح شهداء مصر الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم دفاعاً عن أمن الوطن وشعبه العظيم.. مشهد يعبر عن لمسة وفاء ترفرف فيه صور رموز شهداء الوطن الأبرار فى ساحة العرض الذين ضحوا بأنفسهم وامتزجت دماؤهم الزكية بثرى مصر المقدس لتفوح منه النسائم العطرة، ثم عزف الموسيقات العسكرية سلام الشهيد كتقليد راسخ وأصيل، عرفانًا بتضحيات شهدائنا الأبرار.

فى كل مرة نتابع فيها تخريج أبنائنا المقاتلين من مصانع الرجال، نشعر بكل معانى الفخر والاعتزاز، بفرسان العسكرية المصرية، الذين ينتمون للوطن عقيدة وفكرًا، من خلال تمسكهم بقيم القوات المسلحة المصرية العريقة، والتزامهم بمبادئ الأخلاق والأعراف العسكرية، وإدراكهم مسؤولياتهم، للقيام بواجباتهم بروح التضحية والفداء والشجاعة والإقدام والطاعة ونكران الذات.

هؤلاء المقاتلون عندما نشاهدهم، نجدهم واثقين من أنفسهم وأسلحتهم، يأخذون من الكبرياء سبيلًا ومن الانضباط العسكرى منهاجًا ونبراسًا مضيئًا، مدركين للأهداف الوطنية، ليصبحوا عن جدارة واستحقاق المثل والقدوة للشباب المصرى فى كافة المجالات.

وانطلاقًا من قاعدة "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، نود أن نتقدم بالشكر والعرفان والامتنان والتقدير إلى مديرى الكليات والمعاهدالشرطية والعسكرية وأعضاء هيئات التدريس والمدربين، على جهودهم الكبيرة فى إعداد وتأهيل وتدريب حماة الوطن.

ونقول لأبنائنا الخريجين: إن شعب مصر العظيم يتطلع إليكم لتكونوا أقوياء فى الحق، فرسانًا فى الخلق، أمناء فى المسئولية، جاهزين للذود بأرواحكم ودمائكم تجاه وطنكم، وأن تكونوا درعًا واقيًا يحمى الأرض ويصون العرض. ننتظر منكم أن تؤدوا الواجب المقدس لأنه حق وطنكم وشعبكم، وأن تتمسكوا بالشرف الذى به نحيا ومن أجله نموت، وأن نبذل كل غالٍ ونفيس فى سبيل الوطن، الذى من أجله اخترنا حياة المجد والفداء، لتحيا بكم مصر دائمًا عالية الشأن مرفوعة الهامة.. تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.