صدى العرب : أبو الغيط: التباطؤ في الاستماع لهموم الشباب أدى لتعمق الشرخ بين الأجيال (طباعة)
أبو الغيط: التباطؤ في الاستماع لهموم الشباب أدى لتعمق الشرخ بين الأجيال
آخر تحديث: الثلاثاء 11/08/2020 01:21 م سارة خاطر
اكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن التباطؤ في الاستماع لهموم الشباب وطموحاتهم ادى لتعمق الشرخ بين الأجيال واتساع الهوة بين الشرائح العمرية حتى صارت شقاً واسعاً يُهدد استقرار المجتمع العربي وترابط نسيجه وتناسق حركته ،مشيرا الى انه من أثر ذلك أن تزايدت مشاعر الغربة والانسلاخ عن المجتمع لدى جيل الألفية في بعض البلدان العربية وشعر بعض أبناء هذا الجيل أن المجتمع لا يعبأ بأولوياته، وليس مهتماً بأفكاره وتوجهاته وطموحاته.

 جاء ذلك في كلمته خلال مؤتمر صحفي حول نتائج دراسة وإطلاق منصة أولويات الشباب العربي

 التي اعدها مركز الشباب العربي الذي يترأسه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة بدولة الامارات

  ،والوزيرة شما بنت سهيل المزروعي وزيرة الدولة لشئون الشباب نائب رئيس المركز.

ووجه ابو الغيط الشكر إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان رئيس مركز الشباب العربي والعاملين في المركز على إعداد هذه الدراسة الهامة لفئة عريضة في المجتمعات العربية.

واضاف إن هذه المبادرة تؤسس لاتجاه غاية في الأهمية هى أن نسمع لصوتِ الشباب ولأولياتهم،كما يرونها وكما يُعبرون عنها،وليس كما نصوغها لهم أو نفرضها عليهم .

وشدد على إن "استطلاع أولويات الشباب العربي" يُتيح لنا فرصةً نادرة للاقتراب -بمنهجٍ علمي- من تصورات شبابنا عن عالمهم كما هو في الواقع وأيضاً كما يريدون رؤيته من وجهة نظرهم.

وقال:نحن نتحدث هنا عن شريحة واسعة تشمل الشباب بين 15 إلى 34 وهي الشريحة الأكبر من بين الشرائح العمرية وتزيد على 34% من السكان،وهي نسبة تُعد الأعلى عالمياً، بما يعكس خصوصية الهرم الديمغرافي للمجتمعات العربية التي ترتكز على قاعدة واسعة للغاية من الشباب.

وقال ابو الغيط:أن الأمم الشابة هي أممٌ ديناميكية توفر فُرصاً واعدة للانطلاق الاقتصادي والنمو السريع بالاستناد إلى قوة العمل الواسعة والمتنوعة،ولكن هذه المجتمعات غالباً ما تكون عرضة لتجاذبات اجتماعية وسياسية فالشباب بطبيعتهم يسعون للتغيير،وينظرون إلى المستقبل،موضحا ان التحدي أمام المجتمعات العربية يتمثل في التكيف مع متطلبات وطموحات هذه الكتلة الشابة، والعمل باستمرار على دمجها في النسيج الاجتماعي باعتبارها القاطرة الحقيقية للنمو والمنبع الأساسي لتجديد طاقة المجتمع والحفاظ على حيويته.

ونوه بأهمية نتائج الدراسة والتي ابرزت قدرُ الوعي لدى الشباب العربي ، ومدى إدراكهم للأوضاع العامة في المنطقة والتحديات التي تواجه الدول العربية .

وقال: لقد ظهر أن الأمن والسلامة تقع في مقدمة أولويات الجيل الحالي من الشباب العربي بنسبة 73% من الذين استُطلعت آراؤهم وبقدر ما يعكس هذا شعورَ الشباب بما يُواجهه بعض دولنا من حالات احتراب أهلي وعنف بقدر ما يمثل وعياً ناضجاً لدى هؤلاء الشباب بأن الأمن يسبق كل عناصر التنمية والارتقاء الحضاري الأخرى ،موضحا انه بدون أمن لا اقتصاد ولا رخاء ،ومن دون أمن تحققه دولة وطنية مستقرة وقادرة فلا حرية سياسية ولا استقرار اجتماعياً .

واضاف:لقد شهدت دولنا خلال العقد المنصرم تحدياتٍ نعرفها جميعاً لأمنها واستقرارها وتكاملها الإقليمي ووحدة ترابها وها هو الشباب يعكس بوعيه رفضاً قاطعاً لكل حالات الفوضى والتخريب.

وقال:لفت انتباهي أيضاً ما عكسه الاستطلاع من أن الأولوية التالية مباشرةً لدى الشباب العربي، وبنسبة 70%، هي منظومة التعليم سواء من حيث جودته ومجانيته أو من حيث ربط المناهج الدراسية بحاجات سوق العمل وهو عنصرٌ بالغ الأهمية في النمو الاقتصادي ذلك أن الانفصال بين الدراسة والسوق كان من شأنه مراكمة أعداد العاطلين من ناحية.. مع النقص الشديد في تخصصات يحتاج إليها الاقتصاد من ناحيةٍ أخرى وما يُطَمئِن في نتائج هذا الاستطلاع هو أن الشباب العربي يُدرك أن الحِراك الاجتماعي وتحقيق النجاح يرتبطُ ارتباطاً وثيقاً بنوعية التعليم الذي يتلقاه، والمهارات التي يُتقنها.

واشار الى إن الجامعة العربية تحتضن العديد من المبادرات التي تتعلق بقطاع الشباب كما انها تؤمن إيماناً عميقاً بأن المجتمعات والحكومات العربية تحتاج لصورة علمية صحيحة وواضحة عن أولويات الشباب وتوجهاتهم .

واعرب عن ثقته بأن هذا الاستطلاع سيسد نقصاً كبيراً في معرفتنا بأهم مكونات المجتمعات العربية وحاملي لواء نهضتِه في المستقبل بإذن الله.