صدى العرب : كازاخستان تنشيء قاعدة إنسانية في مصر (طباعة)
كازاخستان تنشيء قاعدة إنسانية في مصر
آخر تحديث: الخميس 23/07/2020 03:12 م
أبو بكر أبو المجد أبو بكر أبو المجد
ربما لم يطرق اسمها أذن الكثير من المصريين، أو ربما سمع بها وعنها الكثيرون؛ لكن ليس بالقدر والكم الذي يليق بها، ولا بالتاريخ المشترك بين بلدنا وبينها، ولا بحجم الفرص التي في انتظار مستثمرينا عندها، ولا الموارد التي يمكن أن نصدرها لها أو نستوردها منها.
لكن ابتداءً تعالوا نقول أن كازاخستان اختصارًا هي أرض الفرص لكل ساع للاستفادة، وأرض الجمال والمتعة لكل راغب في السياحة، وأرض الثقافة والعلوم لكل باحث أكاديمي، وأرض بيننا وبينها تاريخ مشترك، لذا ليس غريبًا أن تكون مصر العروبة والدولة الإقليمية الكبيرة قاعدة انطلاق للتعريف بها ليس فيها وحدها، وإنما في العالم العربي كله، حيث اسم مصر الضارب في عمق الحضارة البشرية على الأرض، وحضورها الأخاذ بين أبناء الشعب العربي، وتأثيرها الذي لا ينكر في محيطها الإقليمي مهما كانت صعوبة المرحلة أو الظرف التاريخي الذي تمر به.
الأيام القليلة المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت التي ستجعل اسم كازاخستان وثقافتها محل اهتمام الملايين من أبناء العالم العربي، حيث تحركات السفير فوق العادة أرمان إيساغالييف، الذي لا يترك طريقًا إلا وقطعه، ولا بابًا إلا طرقه،  في سبيل التعريف ببلاده والأوضاع الاقتصادية والثقافية والتطورات العلمية والتكنولوجية، والتغيرات السياسية والتشريعية التي طرأت عليها منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي المنحل عام ١٩٩١.
إن الرجل الذي لم يدخر وسعًا بالتنسيق مع وزارة الخارجية الكازاخية، وساهم في وضع رؤية لمد جسور الصداقة مع أكبر دولة عربية وأحد أهم الدول الإقليمية، لم يخرج كل ما في جعبته، وثمة إنجازات وفعاليات سينجزها كعادته خلال الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة.
فسفير جمهورية كازاخستان بالقاهرة لا يزال في جعبته العديد من المفاجآت، مستندًا في ذلك لقاعدة إنسانية فريدة أسسها في مصر على كل المستويات، بهدف الانطلاق بمستوى التعريف بكازاخستان، والفوائد العائدة على شعبي البلدين بل وشعوب البلاد العربية معهم.
إن الدولة العريقة هي التي صدرت لمصر والعالم الإسلامي السلطان الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري المولود عام (620 هـ - 1221 م)، وهو الذي لقّبه الملك الصالح أيوب بلقب "ركن الدين"، وبعد وصول بيبرس للحكم لقب نفسه بالملك "الظاهر".
جاء في كتاب النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة لابن تغري بردي ج7ص94 "ذكر سلطنة الملك الظاهر بيبرس البندقدارى على مصر" السلطان الملك القاهر، سلطان الديار المصرية والبلاد الشامية والأقطار الحجازية.
ارتقى بيبرس الكازاخي الأصل.. طويل القامة.. حسن الطلعة..  عرش مصر، وأظهر كفاءة إدارية نادرة، وحب غير عادي لرعيته، فأبطل الضرائب الباهظة التي وضعها سلفه على كاهل الناس، وأخذ ثلث الشركات الأهلية التى كان حصيلة جمعها منها ٦٠٠٠ دينار سنويًا بحجة حصر الأملاك وتقويمها، وعدّل الضرائب الإعتيادية بطريقة عادلة.
وفى سنة 1262م الموافقة سنة 660 هـ فى سنة حضور أبن الخليفة العباسى إلى مصر حل بها مجاعة، ففتح بيبرس مخازنة وصار يقيت الآلاف من الجياع يوميًا، ولم يكتف بذلك؛ بل أسرع فى جلب الغذاء من الخارج، وأنقذ بلاد مصر التى حكمها فى الحال من ذلك الخطر المحدق بهم.
ومن مصر وطد أركان السلام فى جميع أنحاء القطر السورى بعد أن حارب التتار، وانتصر عليهم، وأصبحت جميع البلاد التى كان قد استولوا عليها في قبضته.
حكم الظاهر بيبرس، مصر والنوبة وبرقة والشام وبر الأناضول وجزيرة العرب، وبلاد الخلافة العباسية.
مصر كانت دولة عظيمة في عهد بيبرس، وبيبرس كان سلطانًا استثنائيًا لزامًا أن يتم إعادة التاريخ لفترة حكمه التي جاوزت ١٧ عامًا، فما أنجزه جد الكازاخ الأكبر بيبرس كان بمثابة أساس العلاقات التاريخية بين كازاخستان والكازاخ، ومصر والمصريين، وهذا ما يجب أن نقف عنده طويلًا لنتباحث فيه ونتدارسه ونسطره ونستلهم منه العبرة والفائدة.